الطائفة ليست الدين
 

روبير بشعلاني

روبير بشعلاني / #لا_ميديا -

هناك اعتقاد سائد، أيديولوجي، بأن الطائفة هي الدين، وبالتالي يجري التعامل معها كما لو كانت ظاهرة وعي ديني أو فكري، وأظن أن هذا الفهم خاطئ. الطائفة هي عبارة عن ظاهرة اجتماعية تنظيمية للناس توحدهم بشكل قرابي افتراضي. وهي متحدٍ تام، أي يضم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري والعسكري. وهذا المتحد يعيش ويزدهر في نمط معاش الريع، ويضع وينظم قواه بما يتلاءم مع أهدافه بالسيطرة على الريع من أجل إعادة إنتاج المتحد وتأمين بقائه ووجوده.
ما أردت قوله إن شح الريوع (الماء والكلأ) يخلق بلبلة لدى المتحد، وهذا ليس جديداً، لكن هذا الشح لا يمكنه أن يفكك القرابة على المدى القصير، أولاً، وبدون تحولات اقتصادية في نمط المعاش تجر الفرد نحو التحرر من قرابته بحيث يكون معاشه وأمنه مؤمَّنين، ثانياً.
بدون ذلك نعم نرى بلبلة وارتباكات في بنى القرابات لا يمكنها أن تصل لحدود الكسر والانفكاك. وهذا الهامش هو مجال عمل الخارج وموضوعه، ولذلك يحاول أن يستثمر البعض في سبيل اللعب عليه من أجل استغلاله في إضعاف القرابات المعادية له.
المسألة ليست إذن أيديولوجية أو إيمانية، لكن فهم القرابة كمتحد اجتماعي يعيننا على فهم طريقة اشتغاله وحدود هذا المتحد وسقفه.

* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات