تورنيدو!
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / #لا_ميديا -

«أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، سقوط إحدى طائرات التحالف الجوية بمنطقة العمليات، ضمن عمليات دعم وإسناد الجيش الوطني اليمني بمحافظة الجوف اليمنية. وأوضح تركي المالكي أنه عند الساعة 23:45 مساء الجمعة، سقطت طائرة مقاتلة من نوع «تورنيدو»، تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، أثناء قيامها بمهمة إسناد جوي قريب للوحدات التابعة للجيش الوطني اليمني».
هكذا جاء الخبر في موقع «سكاي نيوز» الإماراتي، ولا أظنهم كانوا سيعترفون بهذا السقوط لو لم يتم نشر الخبر في وسائل الإعلام اليمنية بدءاً بالناطق الرسمي للقوات المسلحة.
اعترفوا بعد 17 ساعة من سقوط طائرتهم المقاتلة، وكان هذا الاعتراف خجولاً جداً، لأنه لم يذكر أن المقاتل اليمني الحافي أسقط هذه الطائرة الخرافية بصاروخ عادي أطلقته القوة الصاروخية اليمنية.
كم ستتحمل السعودية من الإحراج أمام العالم طوال 5 سنوات من العدوان على اليمن لم تحقق فيها نصراً يُذكر، عدا قتلها الأطفال والنساء وتدمير المشاريع الحيوية وحصار هذا الشعب الذي لن يركع لأحد؟
وكم خسرت السعودية من الطائرات والمجنزرات والمدرعات والمواقع العسكرية في جيزان ونجران وغيرها، دون أن تتعظ وتوقن أن نهاية هذه المسرحية قد أوشكت، وأنها هي الضحية التي سيتم ذبحها وتقسيمها ومطاردة أمرائها في منافيهم القادمة؟
وكما جاء في «ويكيبيديا»، فإن «التورنيدو» طائرة مقاتلة متعددة المهام تستعمل كمطاردة وقاذفة، وهي من إنتاج أوروبي مشترك.. 
تتكون الطائرة من محركين نفاثين، صممت أساساً كطائرة هجومية متعددة المهام قادرة على الهجوم ليلاً ونهاراً وفي جميع الأحوال الجوية وعلى ارتفاع منخفض وبسرعات تفوق سرعة الصوت وحمولة كبيرة جداً. وبلدها الأصل هو بريطانيا.
تبلغ قيمة الطائرة الواحدة 24 مليون دولار أمريكي. وقد أسقطها صاروخ أرض جو ثمنه لا يساوي 2% من قيمتها. يا لهذا النصر العظيم!
ولتغطية هذا السقوط، قامت السعودية بقصف عنيف تجاوز 8 غارات على المناطق القريبة التي سقطت فيها طائرتهم المعتدية، وأدى هذا القصف إلى استشهاد 32 مدنياً، بينهم أطفال ونساء (متى مساء أمس).
يغطون سقوطهم بدمائنا الشاهقة.. هذا هو عهدنا بهم، وهذه هي أعرافهم وشرائعهم التي لا عهد فيها ولا ميثاق ولا أخلاق.
لقد صقلتنا الحرب كثيراً، وكشفت للعالم العفن المطمور تحت قرن الشيطان.. ومازلنا ننتظر القادم الذي سيثلج صدورنا ويريح شهداءنا في قبورهم.

أترك تعليقاً

التعليقات