سيادة الزعيم الزول
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / #لا_ميديا -

ابتسامة خبيثة ترتسم على وجه الزعيم الأكبر للمافيا وهو يقول لأفراد عصابته: تخلصوا منه بهدوء، لا فائدة من بقائه حياً بعد الآن.
ينطق هذه الجملة، ويشير بكفه نحو الضحية باستحقار واستهزاء واستصغار، وبأعصاب أبرد من الثلج، كأنه يحكم بالموت على ذبابة مزعجة لا إنسان، ثم ينتقل المخرج إلى مكان آخر.
أعتقد أنني رأيت مثل هذا المشهد الدرامي الوحشي آلاف المرات، فهو موجود في 99.9٪ من أفلام الجريمة والأكشن، وأنا من النوع الذي يشاهد الفيلم 5 مرات على الأقل، وهكذا بمعادلة حسابية بسيطة سيتضح أنني شاهدته 163,955 مرة.
في أغلب الأفلام تجد ذلك الشخص الخائن الذي يخدم أحد المجرمين وينفذ أوامره، مثلاً كشرطي في جهة أمنية يبيع معلومات خطيرة للمافيا، وبعد أن تنضب فائدته تتم تصفيته دون تردد، أو في أحسن الحالات يتم فضحه والتشهير به ليذهب إلى السجن، مع اختلاف القصة والشخصيات من فيلم لآخر.
هناك تشابه كبير بين هذه الحكايات السينمائية والأحداث الواقعية، فالمتأمل الحصيف للتاريخ يجد أن الخيانات تُختم دائماً بأخزى النهايات.
سيادة المشير «عمر حسن البشير» استمر في خيانة السودانيين منذ عام 1989م وحتى 2019م، وهي الفترة الظلامية الدموية التي تولى خلالها حكم الشعب السوداني المغلوب بعد انقلاب عسكري.
ثلث قرن من الزمان، لم يعرف خلاله الناس غير الحروب والدماء وتردي الأوضاع المعيشية، ثم يختتم مسيرته ببيع الشباب السودانيين للإمارات والسعودية ببضعة ملايين من الدولارات، وبحجة محاربة المد الفارسي في اليمن، ليتم تحويلهم من قبل المجاهدين إلى جثث هامدة تتغذى عليها الوحوش في الصحارى والوديان.
المشاركة في العدوان على اليمن ودفع جيش بلاده إلى محارق الموت ليست سوى نزر يسير من إنجازات هذا الزول الإخواني المجرم، فجهوده كلها كانت تخدم الأجندة الأمريكية الصهيونية الإجرامية، إلا أن ذلك لم يشفع له عند أربابه.
حدثت مظاهرات شعبية ضد سلطة البشير، ثم انقلاب عسكري أطاح بعصابته بأكملها، ثم كان السجن مأوىً له ولأعضاء حكومته الفاسدة، ثم قررت السلطة الجديدة تسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية على خلفية ارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية.
مثل أي خائن تم التخلي عن البشير والتشهير بخياناته وأفعاله، ورغم أن حديثهم عن جرائمه اقتصر على إقليم دارفور وجنوب السودان بعيداً عن اليمن، إلا أنهم تخلوا عنه في النهاية، وقريباً سيصدر بحقه حكم الإعدام من لاهاي.
أما سبب عدم الحديث عن جرائمه في اليمن، فيرجع ذلك إلى التوجيهات القاضية باستمرار مشاركة الجيش السوداني في العدوان على اليمنيين، ومن الواضح أن السلطة السودانية الجديدة لا تختلف عن سابقتها في شيء، العبودية ذاتها والولاء ذاته لترامب ونتنياهو وملوك الخليج، ولا شك في أنها ستحظى بالنهاية المخزية ذاتها.
يقولون إن إرسال «عمر البشير» للمحكمة الجنائية الدولية سيخفف الغبن الاجتماعي في الوسط السوداني، وأنا أقول إن أردتم تخفيف غضب المجتمع فأنقذوا أبناءه من محرقة اليمن، وأعيدوا لكل والد ولده، وما عدا ذلك فأنتم توقدون ناراً شعبية كالتي أوقدها البشير.
بعيداً عن الخرطوم، هناك خونة في أبوظبي ينتظرهم نفس المصير، فقد طالبت شركة محاماة دولية برفع دعاوى قضائية على مسؤولين إماراتيين متهمين بارتكاب جرائم حرب في اليمن، وليست إلا مسألة وقت حتى يتم التخلي عنهم وتصفيتهم كالسابقين، وذلك يشمل ابن زايد وبقية الأمراء دون استثناء.
(صدام حسين، أنور السادات، حسني مبارك، محمد مرسي، ياسر عرفات، محمود عباس، عمر البشير، عبدالفتاح البرهان، علي عفاش، محمد زايد، محمد سلمان...الخ)، جميعهم دمى خائنة بيد الزعيم الأمريكي، يقضي منهم وطره، ثم يقتلهم أو يسوقهم إلى المحاكم وقد أمسوا كفرة فجرة.

أترك تعليقاً

التعليقات