فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

ضاق ذرعاً بالطلبات التي أعلاها وزير وأوسطها نائب وزير أو وكيل. وبين هذه الطلبات سيارة أو منزل... قالها في كلمة سمعها معظم الشعب اليمني: "أعتذر عن هذه الطلبات، لأني رئيس المجلس السياسي بدون بيت، وبيتي في الريف، ولو قدر الله فأولادي سيرجعون إلى بيت القرية، وبيتي الذي أعيش فيه مستأجر".
ولقد صدق أنظف رئيس وأطهر زعيم وأشرف مسؤول. إنه القدوة والقائد الذي توقع صعوده إلى السماء، صالح الصماد، فلقد عاش حياته فقيراً ولكنه أغنى نفساً وأطهر يداً، وأقدر على كبح شهوات الرئاسة والزعامة والملك. كان يطلب الشهادة في سبيل الله، وحين استأذن قائد الثورة بالعزم إلى الحديدة نكاية بالأمريكيين الذين كذبوا على الله فقالوا إن أياماً قليلة ستشهد تحرير الحديدة وأن تهامة سترحب بهذا التحرير، أصر الصماد على المواجهة ولئن كان توقع السيد الهمام استشهاد تلميذه البطل فإن الصماد البطل كان يسأل الله هذه الشهادة.
كان الأستاذ الصماد فقيهاً لا يباري في الفقه من موقع الزعامة إلا الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي، الذي كان مرجعاً فقهياً بعد أن تتلمذ على أبيه أيام كان قاضياً في قعطبة. ولم تخل خطبة سياسة للصماد من الاستشهاد بآي من القرآن أو حديث من كلام سيدنا النبي عليه وأصحابه وآله الصلاة والسلام. وقال من يعرفه إنه كان مشغولاً بالآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا، ولكن عن وعي وبصيرة.
أحسب أن عشرات الطلبات إن لم تكن بالمئات أمام السيد الحوثي، فلقد أحسن الظن به كثير من المواطنين، شريفهم ولصهم، مؤمنهم والفاسق من كبار الفساق، كل يريد من السيد إنجاز ما طلب... ولست أحول دون إنفاذ طلبات مستحقة، ولكني أناشده أن ينظر في طلبات أصحاب الظلامات، المنهوبة حقوقهم والمصادرة أموالهم، ومنح طلبات أفراد الجيش والأمن ما هو مستحقاتهم: رتبة عسكرية ومكافأة جهادية، فإن 90% من أفراد الأمن والجيش يسكنون في بيوت بالإيجار. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات