فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

بالمقاييس المادية، يستطيع الإنسان، سواءً كان غنياً أم زعيم دولة، أن يشتري أي ضمير مريض، كما اشترى أعراب النفط ضمائر الدول والأفراد والجماعات. وأثناء وبعد مشاورات قانونية قبل الرئيس جمال عبدالناصر بضعة ملايين من الأمريكيين على سبيل المجاملة. حول جمال المبلغ لبناء "برج القاهرة". ويتحدثون عن مبلغ 6 ملايين دولار أعطاها بعض الناس للشهيد إبراهيم محمد الحمدي، فحولها لصندوق القوات المسلحة. وقد كان عبدالفتاح إسماعيل الجوفي/ العبسي وراء نجاح طرد الاستعمار الإنجليزي، لأنه كان يقتسم رغيف العيش مع نقابة العمال والكادحين من عمال "الدّكة" في المعلا والتواهي والشيخ عثمان... إلخ، بل إن ضميره (الطهور) ورفاقه الأطهار، وقد يستغرب البعض من هذا الوصف الذي يندرج ضمن ما نسميه "القدوة" إلا أن أحداً من رجال ثورة 14 أكتوبر لم يلوث ضميره تحت وطأة الحاجة والفقر باستلاب مال الدولة، فكان بالإمكان سرقة المال العام، ولننظر فيما خلفه الثوار عبدالفتاح إسماعيل والشهيد سالم ربيع علي وعلي عنتر وعلي البيض وشلال شايع هادي وصالح مصلح، وعشرات كإخوانهم من الشمال: عبدالله السلال وحسن العمري وعبدالرحمن الإرياني ومحمد الرعيني ويحيى المتوكل... وعشرات من هناك ومن هنا. أما الصراع الذي كان يدور بين الرفاق فكان صراع فكرة، وليس صراع سرقة. ولئن كان بينهم انتهازي، فمرد ذلك للندرة والشذوذ لا حكم له. وقد أشرت على رجال المجلس السياسي الأعلى أن يتقدموا بفعل "إبراء ذمة" أمام جهة الاختصاص، انطلاقاً من أن "الشيطان شاطر". والدافع لفكرة هذه التناولة هو الرد على رسالة الفاحشة من قبل الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وقالت "فيروز" على لسان الشاعر المهجري جبران: "فالعصمة لا تكون إلا لنبي". فقد قال بعض المرضى إن أنصار الله تخلوا عن هدفهم الحقيقي، وهو إقامة العدل، بفعل من انشغلوا ببناء العمارات وشراء العقارات. وكان الشهيد الصماد قد طلب البينة مرفقة بذكر حاله الفقير من أنه إذا اختاره الله إلى جواره فإن أسرته سيعودون إلى منزلهم المبني بالطوب. الأمر الثاني: من حق الإنسان أن يبني له بيتاً أو عشرة قصور إذا كان المال ماله. ويخطفني هامش -تدخل الآن- وهو أن من حق الشعب على مجلس الرئاسة بناء عشرات المدن السكنية في كل المحافظات، لتلجم الشائعات ويلجم التفريط بحق الشعب الذي بنى مسكناً له (المواطن) أحد هذه الحقوق. لا بد من صحوة الضمير يا قوم.

أترك تعليقاً

التعليقات