موالاة الشيطان وتبعاتها
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

لم يفكر النظام الوصائي الساقط يوما في احترام الشعب اليمني، ناهيك عن خدمته ورعاية مصالحه، لأن الشيطان الأكبر جاء به ليكون خادما له، وليس خادما للشعب، لذلك أخلص النظام بوجهيه السياسي والديني وطرفيه الحاكم والمعارض في موالاة الشيطان الصهيوأمريكي واتباع خطواته، فلم يألُ جهدا في تنفيذ مشاريعه القذرة ضد الوطن والشعب، ولم يتوان لحظة في استهداف الشعب اليمني وتدمير مقوماته وضرب مكامن قوته.
عمل النظام الوصائي السابق ضد الشعب على عدة مسارات، بدءا باستهداف عقوله وقياداته وقواه الحية وشخصياته الوطنية بالتصفية والإبعاد مستخدما كافة أساليب القمع والإرهاب، وبدعم من جماعة الدين الإخواوهابي من خلال فتاوى التكفير والردة والاتهام بعدم الوطنية وغيرها.
تزامن مع ذلك وتلاه استهداف وعي هذا الشعب بالعمل على تكريس مناهج التضليل والتجهيل للترويج للمفاهيم والمصطلحات المغلوطة إيذانا بحرف توجهه وتجريف وطنيته ومحو ثقافته وطمس هويته، وبالتالي سلب حريته وإرادته ورهن سيادته واستقلاله ومصادرة قراره الوطني.
كما عمل على تدمير اقتصاد الوطن بنهب ثرواته وخيراته ومصادرتها واستثمارها لصالحه في الداخل والخارج، وتفقير الشعب وتجهيله بتوجيهات من قوى الاستعمار والاستكبار والهيمنة وأدواتها من الأنظمة الرجعية في المنطقة.
وحتى يتمكن النظام الوصائي من السير في تنفيذ مخططه التدميري لليمن، كانت هناك بعض العقبات التي تعترض طريقه ويجب التخلص منها، وأهم هذه العقبات تماسك النسيج المجتمعي للشعب اليمني، لذلك عمد النظام الوصائي إلى استخدام عدة أساليب الهدف منها تفتيت النسيج الاجتماعي للشعب، ومن هذه الأساليب. زرع الفتن المذهبية والعنصرية والمناطقية والفئوية بين أفراد المجتمع، إذكاء الصراعات وشن الحروب باسم الدين والمذهب، كما حدث في حرب 94 وفي الحروب الست التي شنها النظام على صعدة، كل ذلك كان تنفيذا لرغبة ومشاريع وأهداف القوى الاستعمارية وأدواتها الرجعية في المنطقة، في تدمير اليمن.
واستمراراً لسياسة التآمر على اليمن من قبل نظام الخيانة والعمالة السابق، تأتي عمليات تدمير قدرات الدفاع الجوي اليمنية التي تم الكشف عنها مؤخراً، إضافة إلى تفكيك الجيش واستهداف عناصره وقياداته في أكثر من مناسبة خلال الفترة السابقة للعدوان.
أسلحة الدفاع الجوي التي كانت عامل قوة للجيش اليمني تم تدميرها بأوامر وإشراف مباشر أمريكي، ومن هذه الأسلحة صواريخ سام 7، 6، 5، 16، وغيرها، حيث تفيد معلومات بأنه تم تدمير حوالي 1200 صاروخ سام16، وهي كمية كبيرة كان بإمكانها أن تحمي سماء اليمن من عربدة طائرات تحالف العدوان، وتحمي الشعب اليمني من غاراتها الحاقدة، وتصون حياة عشرات الآلاف من المدنيين الذين فقدوا أرواحهم في هذه الحرب العدوانية.
أخيراً فإن النظام الوصائي السابق يعد شريكاً رئيسياً في كل ما قام به تحالف العدوان من تدمير لمقدرات اليمن وكل ما ارتكبه من جرائم في حق الشعب اليمني، فلولا كل إسهاماته وجهوده السابقة للعدوان والتي مهدت له لما تعرض البلد لكل هذا الدمار والشعب اليمني لكل هذا القتل.

أترك تعليقاً

التعليقات