في السادسة ما لا عين رأت
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / #لا_ميديا -

لم تمر سنوات العدوان السعودي على اليمن الخمس دون أن تدفع الرياض ثمنا باهظا، وهو ما ظهر في حجم الإنفاق العسكري الهائل الذي التهم موازنة المملكة واستنزف الاحتياطي، وعاد السادسة إلا دخلت، وقال سيد الثورة وقائدها إن السادسة فيها ما لا عين رأت ولا حرب شهدت.
لم تكن السعودية في الـ26 من مارس 2015 تدرك أن حربها على اليمن ستطول، فهي التي راهنت على تحقيق أهدافها خلال أيام معدودة وأو ربما ساعات بحسب تقديرات المهفوف، واليوم تدخل المملكة المتهالكة العام السادس من العدوان دون أي مكسب عسكري أو سياسي أو حتى إعلامي يذكر، حاملة معها عبء إخفاقاتها من جهة، والإنفاق العسكري الباهظ الذي تدفعه يومياً في حربها العبثية.   
هذا الإنفاق جاء على حساب حياة المواطن السعودي ومن ظهر الميزانية التي التهم أكثر من 11٪ منها، واستنزف بشكل كبير الاحتياطي النقدي الذي تم ادخاره خلال العقود السابقة، ما أدخل البلاد في عجز مالي غير مسبوق، و»الحراف» في طريقه إليكم يا «بعران الخليج».
بحسب الأرقام الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن الواردات العسكرية للسعودية زادت حتى 2018 بنحو 192٪ لتتصدر بذلك السعودية معدلات الإنفاق الخليجي على التسليح، بل احتلت المركز الثالث عالميا، وعندما نقارن هذا الإنفاق بالمكاسب العسكرية على الأرض نعرف أيش معنى صمود يمني عظيم استمر 5 أعوام.
وفي العام الماضي 2019 سجل إنفاق السعودية العسكري 51 مليار دولار، مقارنة بـ67.6 مليار دولار في 2018. هذا التراجع في الإنفاق خلال العامين الأخيرين يعكس وفق خبراء اقتصاد الوضع الاقتصادي المتأزم الذي دفع بالحكومة إلى تغطية العجز في الميزانية من خلال اللجوء إلى فرض ضرائب على السلع الغذائية ورفع أسعار المشتقات النفطية والخدمات، بالإضافة إلى اللجوء إلى سياسة الاقتراض والدين العام.
ووفق تقديرات مجلة «فورين بوليسي» الأميركية بلغت كلفة 5 سنوات من العدوان 7 تريليونات و250 مليار دولار، وذلك دون احتساب كلفة الأضرار المادية الهائلة التي تتكبدها نتيجة هجمات الجيش واللجان الشعبية المتكررة على منشآتها الحيوية وخسائر الإصلاحات في الحقول والمصافي النفطية وخسائر توقف الإنتاج في أرامكو وتكاليف وخسائر الرحلات الجوية التي تتوقف جراء استهداف الصاروخية وسلاح الجو المسير للمطارات السعودية.
ويبقى هذا الإنفاق مرتفعاً جداً بالنسبة للسعودية التي أصبحت في أمس الحاجة لمزيد من الإنفاق الداخلي، سيما وسط ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وزيادة معدلات الفقر في وقت تتقلص فيه الإيرادات بشدة نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية.
استناداً لكل ما سبق من أرقام مهولة للهزيمة الاقتصادية للسعودية في 5 سنوات من العدوان والحصار على اليمن، على ماذا تستند المملكة؟ وعلى ماذا تعول في استمرار عدوانها، لاسيما بعد تهديدات سيد الثورة بالقدرات العسكرية المتطورة التي حملها اليمانيون معهم للعام السادس؟

أترك تعليقاً

التعليقات