فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

أكره هذه العبارة: "اليمن يتسع للجميع"! وللعلم فإني لا أعترف بالترادف اللغوي، فكل عبارة أو مفردة لها ظلالها الخاصة. وأحسب أن قناعتي بفكرة الترادف -إلى أنها غير متفقة مع ما تتميز به كل لغات العالم- تحتاج المنهج المقارن لإصدار حكم متوازن.
فليست هذه العبارة (اليمن يتسع للجميع) عندي إلا عبارة مهذبة لعبارة أخرى هي: "اليمن كعكة تقسم بين الفرق كلها"، والعبارة لا تعني أن أصحابها سيتقاسمونها، هؤلاء وأولئك، بالقسطاس المستقيم، وإنما ستكون "قسمة ضيزى" بين الفرقاء، أي أن هذا الحزب أو ذاك سيهبر بقدر عدد "دراويشه".
أشهد أن الإخوان المسلمين تعاقدوا وتعاهدوا على أن القسمة جرت بينهم وبين "الزعيم" القائد وفق عبارة "هذا لكم وهذا لي" بل ومزيدا من الإيضاح: وفق عبارة: "منا أمير ومنكم أمير"، ولقد فاز بالقسمة الأكبر "الزعيم" وأسرته. ومن باب التذكير فإن العماد يحيى، ابن أخيه، كان يسوق كل شهر مليار ريال خصومات تهريب وكشوفات غياب وكشوفات وهمية وسلف بنك، ليحول البنك المليار ريال دولارات إلى واحد من البنوك السويسرية ومحتمل مسارات أخرى، تستوعب بنوك أخرى مئات الملايين تحول لبنوك أخرى، وكنا ننتظر رفع دعوى قضائية تعيد هذه المليارات إلى أبناء الشعب اليمني المقهور.
إن كثيراً من وسائل الإعلام التي سألت المقبور بعض اتجاهاتها تذهب إلى أنه مازال رسم الثلاجة!
كان الزعيم يجيب على السؤال: "أسقطني الإخوان المسلمون". وهو بهذه الإجابة يسترحم الأنظمة الخليجية وأمريكا لتعود به إلى مركز الفخامة من جديد، ومن ناحية أخرى يلوم الإخوان الذين رأوا "القسمة ضيزى" بينهم والزعيم فقلبوه من "نقابة" المصلحة وهم يرددون: ليس على هذا اتفقنا يا فندم! لقد توسط بين الأفندم وحزب الإخوان شخصيات حزبية كعبده الزنداني وقائد الجناح العسكري في الإخوان وعبدالله الأحمر، ولكنهم ما وجدوا له صدقا ولا عدلاً، وقيل إن الإخواني حمود الذارحي، محافظ صنعاء آنذاك، قد حمل إلى الزعيم خيارين اثنين: أن ينفذ "القسمة" بالعدل، أو الموت، فكان جوابه: أموت بشرف فانتحر على مرأى ومسمع من أهل العلم، تاركاً قيادة الدولة "للأشقاء/ الأمريكيين وأعراب حاشد".

أترك تعليقاً

التعليقات