الوقت لم يفت بعد!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام /  لا ميديا -

لمن لايزالون يراهنون على الخارج من مرتزقة ومخدوعين، لأولئك الساكتين والصامتين، لا تفهموا كلامنا لكم بشكل خاطئ، نحن لا نحاول أن نجبر أحداً لكي يكون مثلنا، أو أن نرغمه ليتخذ قراراتنا ذاتها وأن يقف في وجه كل هذا العدوان مدافعا عن شعبه المظلوم. هذه المواقف ليست منة منا على أحد، ونحن نعتبرها واجبا مستحقا علينا في سبيل الله والمستضعفين من أهلنا. ومع الأيام، ما نراه هو أننا اتخذنا قرارا صائبا رغم ما شاهدناه من خذلان الأقربين في بداية الثورة. ونحن واثقون بالله، وأن النصر من عنده، مهما شحت الإمكانيات.
5 سنوات مضت وبدأنا في العام السادس من صمودنا، وها هي الرهانات الخاطئة وكل ذلك الضجيج الذي صاحب بداية العدوان، انتهت مع نهاية العام الخامس للعدوان. كانوا يحسبون أن 5 أسابيع كافية ليركع اليمنيون ويتسلم النظام السعودي البلد مجددا ليتحكم في رقاب الشعب وينهب ثروات البلد، فقد كانوا متأكدين من تدميرهم للجيش اليمني ومقدراته، وقد حشدوا المرتزقة مقدما، وماكينتهم الإعلامية كانت قد نفثت سمومها في الجو تمهيدا لحرب أهلية، وخلاياهم النائمة على أهبة الاستعداد لأي طارئ، والسعودية كانت في وضع اقتصادي جيد يضمن لها شراء أعلى مسؤول دولي ليصمت، وأنصار الله -كما ظنوا- في وضع لا يسمح لهم بخوض صراع كبير بهذا الحشد والاستعداد... ولكن كل هذا سقط!
لمن يدعي الإيمان بالله ورسوله، ولمن يدعي الوطنية وحبه لليمن، ماذا بعد هذه الخمس السنوات؟! تذكروا الأحداث وكل ما حصل خلالها! تذكروا الجرائم وقبيح ما فعلوه بشعبنا! تذكروا الحقائق التي كشفت، والوعود والشعارات التي افتضح زيفها! تذكروا المآسي التي تشارك كل الطغاة في تجريع الشعب اليمني مرارتها! فأين أنتم من تعاليم دينكم والله يأمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة الحق والجهاد؟! وأين أنتم من أعراف قبائلكم؟! وأين أنتم من إنسانيتكم؟! هل من المعقول أنكم مازلتم مخدوعين رغم كل ما حصل؟!
بالنظر لما جرى ويجري، أصبح الكثير من الناس في العالم يدركون حقيقة ما يجري في اليمن، ويوميا نجد العديد من الناس، عرباً وأجانب، يعلنون تضامنهم مع الشعب اليمني المظلوم. وما يزال بعض اليمنيين -للأسف- يقف ضد شعبه، ويتساوى في ذلك المتواطئ والساكت! حتى ذلك الكائن الدقيق الذي لا يكاد يرى إلا بالمجهر والمسمى "كوفيد-19" تسلط على هذا العالم الصامت من حولنا وحاصرهم كما حاصرونا، ولكن يبدو أن جراثيم الخيانة تسلطت على عقول البعض فجعلتهم مغيبين عن كل هذا، تجسيدا لبيت الشعر الذي يقول:
لكل داء دواء يُستطبُّ به 
إلا الحماقة أعيت من يداويها!
خلال 5 أعوام تغيرت الكثير من المعطيات، فأصبحت دول العدوان تعاني من مشاكل عدة، ليس آخرها هبوط أسعار النفط وفيروس كورونا، بينما الشعب اليمني يزداد قوة وتماسكا وصلابة، وها هي الانتصارات تتوالى معلنة بوضوح أن الوضع لم يعد كما كان مسبقا، وها هي وكالات أنباء عالمية تتجرأ وتتوقع قرب اندحار دول العدوان، وها هي المؤامرات السرية تظهر للعلن ليفهم الحمقى أي ذنب اقترفوه في حق وطنهم وأبناء جلدتهم. ولعل أكثر الناس خوفا اليوم هو النظام السعودي المجرم ومرتزقته، فأكثر الناس قلقا في السجن هو السجان، كما قال برنارد شو.
من قال إن الوقت فات لتصحيح الأخطاء؟! ماذا لو اجتمعنا معا وتحركنا كما يجب لينتهي عذاب شعبنا؟!
ماذا لو قلنا جميعا للخارج أن يتوقف عن تدخلاته فيما بيننا؟! ماذا لو عاد الجميع إلى أسرهم ليلتئم الشمل ونبدأ بتضميد جراحنا؟! ماذا لو جلسنا لنتناقش في كيفية بناء البلد بحيث يستفيد كل أبناء الشعب من ثروات البلد؟! ماذا لو بدأنا نفكر أن من أحسبه عدوي هو ابن بلدي ولن يقسو عليّ كما يفعل الأجنبي المحتل؟! ماذا لو استثمرت مالي في بلدي ليصل الخير لي ولولدي ولشعبي؟! ماذا لو اتصلت بابن بلدي وطلبت منه ضمانات لأعود إلى بلدي وأهلي؟! طبعا الأمر عائد إليكم، لأننا لم نغلق الباب يوما أملا في عودة جميع اليمنيين لليمن، والوقت لم يفت، صدقوني!

أترك تعليقاً

التعليقات