الشجاع والجبان
 

حسن الوريث

حسن الوريث / لا ميديا - 

أحترم الزميل الإعلامي محمد عبد القدوس الشرعي. وزاد احترامي له أكثر وتقديري له على موقفه الشجاع الذي أعلن فيه تقديم استقالته واستعداده للمثول للتحقيق بسبب هفوة ارتكبها سببت إرباكا كبيرا لدى الناس. وعموما فهذا الموقف يدل على أنه شخص يتحمل مسؤولية تصرفاته بشجاعة ربما لا نجدها في الكثير من المسؤولين.
بالمقابل أنا أطلب من وزير الإعلام، ضيف الله الشامي، أن يقتدي بزميله محمد عبد القدوس الشرعي ويقدم اعتذاره أولا واستقالته ثانيا. أما الاعتذار فهو للمجلس السياسي الأعلى والحكومة التي يمثلها وللشعب اليمني على تلك المهزلة الكبرى التي سماها «فرسان الإعلام»، وعليه أن يقدم استقالته فورا إذا كان يمتلك الشجاعة لأن ما سماه «فرسان الإعلام» كارثة على الإعلام بكل المقاييس وتشويه حقيقي للمجلس السياسي الأعلى الذي وصف البرنامج بأنه برعايته.
أعتقد أن هذه المهزلة يجب أن يتم إيقافها دون تردد، لأنها استنزفت عشرات الملايين دون فائدة، في برنامج هزيل وبعيد كل البعد عن أساليب المسابقات الإعلامية. وكما قلنا إن هذا الأسلوب هو لبرامج الرقص والغناء وليس للمسابقات الإعلامية. لكنه الغباء والقصور في الفهم، وربما أشياء أخرى خفية لا نعلمها! فهل يمتلك الشامي شجاعة الشرعي ليقوم بالخطوة نفسها التي قام بها أم لا؟ وهل يمتلك المجلس السياسي الأعلى القرار لوقف هذه المهزلة أم أن هناك حسابات أخرى تحكم العلاقة مع بعض الشخصيات ومنها وزير الإعلام؟!
عموما، الأيام ستكشف ما إذا كان لدينا مسؤولون يمتلكون الشجاعة من عينة محمد عبد القدوس الشرعي ليعترفوا بأخطائهم ليزداد احترامنا لهم، أم أنهم جبناء يختفون وراء الأكمة؛ فهناك فرق بين الشجاع والجبان، وبين الإمام علي وعمرو بن العاص.

أترك تعليقاً

التعليقات