فساد الإنقاذ
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا -

أكثر مستفيد من العدوان والحصار المفروض على بلادنا هم المسؤولون الفاسدون في حكومة الإنقاذ، والفاسد الذي يستغل ظرفاً سيئاً كهذا الذي يمر به وطنه، هو من الفاسدين الأشد قبحاً وخبثاً ودناسة وقذارة، والفساد الممارس من قبل حكومة صنعاء والمتظللين بمظلتها والمحسوبين عليها، متنوع ما بين مالي وإداري وسياسي، وكل نوع من هذه الأنواع، في ظل ما يعانيه المواطن، هو فساد أخلاقي بدون أدنى شك.
انشغال الجبهة الإعلامية بالدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان والمرجفين والمرتزقة، لا يمنع تخصيص بعض الوقت لمواجهة الفاسدين وكشفهم وتعريتهم، والضغط على المتسترين عليهم، لأن التجربة أثبتت أن فكرة «بيجي دورهم» بعد العدوان خاطئة، وليس من مصلحتهم أبداً أن تنتهي هذه الحرب ويتوقف العدوان، ولا من مصلحتنا الانتظار حتى «يتفرعنوا».
وباعتقادي أن كل عام يمر من الصمت تجاه ما يفعله هؤلاء اللصوص يقوي مملكتهم، ويجعلهم أكثر صلابة، وهذا سيجعل مهمة مواجهتهم بعد انتهاء الحرب أصعب من ذي قبل، لأنهم يبنون إمبراطوريات خاصة، وأغلبهم استغل الوظيفة العامة للإثراء غير المشروع، وهنا يصبح خطرهم مزدوجاً، ففي الوقت الذي يؤثرون فيه على المجتمع الذي تزداد فيه نسبة الفقر والجوع كل يوم، يقدمون خدمات كبيرة للعدوان الذي يعمم فسادهم على كل الشرفاء والمجاهدين الذين تحملوا المسؤولية في إدارة البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة.
العدوان يقتل اليمنيين بالصواريخ والقنابل والحصار، والفاسد يقتل المواطنين بنهب الفتات الذي يفترض أن يحسن معيشتهم ليعيش الثراء على حساب جوع البسطاء، والمسؤول المتساهل والمقصر بواجبه يقتل أيضاً من يفترض أنه يحمي حقوقهم بإهماله والتنبلة التي تتحول الى سلاح فتاك يستفيد منه الفاسدون الآخرون.
صحيح أن وراء كل فاسد، مسؤولاً أفسد منه يحميه ويدافع عنه ويبرر له، وممكن بلحظة تتحول أنت من محارب للفساد الى داعشي وعميل و»حاجات شوعه»، لكن كل هذا سهل في سبيل الوطن، والضمانة لكل من يحارب الفساد هو قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ولا يفترض أن يستسلم أي حر يواجه الفاسدين من أول معركة، ولنا في المجاهدين بالجبهات أسوة حسنة.
يواجه أبطال جيشنا الشعبية واللجان جيوشاً جرارة وأسلحة وعتاداً متطوراً وطائرات تقصف بالصواريخ والقنابل، وفي الأخير يسيطر الأبطال بقوة الحق على المواقع واحداً تلو الآخر، ويفر جبناء العدوان كالجرذان، وتنتصر بندقية الكلاشينكوف المحشوة بالإيمان والصبر وعدالة القضية التي بيد المجاهد الأشعث الأغبر حافي القدمين، على فخر الصناعات الأمريكية والبريطانية التي بيد الباغي الظالم.

أترك تعليقاً

التعليقات