شهدت مدينة نجران، الأيام الفائتة، انتشاراً أمنياً كثيفاً للأمن السعودي تسبب حالة هلع بين السكان، وقالت السلطات السعودية إنه على خلفية اشتباكات نشبت على تخوم المدينة.
وعرضت وسائل الإعلام الوطني فيديوهات لعمليات قوات الجيش واللجان الشعبية في تخوم نجران، سقطت فيها مواقع هامة في سلسلة جبال الشبكة، وأهمها موقع المفتاح، وكذا مواقع أخرى في قرى الطلعة وموقعي الشرفة والسديس، وقع إثرها قتلى وجرحى سعوديون ومرتزقة، وتدمير عتاد، واعترفت السعودية بمقتل 12 جندياً وضابطاً منهم.
من جانبها، تداولت تغريدات ناشطين سعوديين، أنهم سمعوا أصوات اشتباكات تخللها دوي انفجارات على مقربة من مدينة نجران، معتبرين أنها موشكة على السقوط بيد قوات الجيش واللجان الشعبية.
ويأتي اعتراف السعودية بنشوب عمليات عسكرية على أطراف نجران، أمراً نادر الحدوث، الأمر الذي قرأه مراقبون كغطاء استخدمته السلطات السعودية لتنفيذ حملة اعتقالات لناشطين ومعارضين للرياض من أهالي نجران، لاسيما وأن القوات المنتشرة في المدينة أمنية وليست عسكرية!
وتشهد قطاعات نجران وجيزان وعسير احتقاناً شعبياً إزاء سياسات التهميش والقمع التي تمارسها الرياض ضدهم منذ عقود. وكانت مواقع إعلامية وتغريدات تداولت مؤخراً ظهور حركة (الكرامة) في جيزان المعارضة للرياض.
وفي هذا السياق، نشر الإعلام السعودي، قبل أيام، خبراً عن (انطلاق مبادرة صيانة مساكن أسر ذوي الدخل المحدود بنجران)، في خطوة تظهر جلياً محاولة الرياض امتصاص الاحتقان والغضب المتراكم لدى الأهالي، لاسيما مع تحميل السعوديين أعباء الحرب العدوانية على اليمن عبر حزم إجراءات اقتصادية قضت برفع المستوى العام للأسعار وفي مقدمتها المشتقات النفطية، فضلاً عن عملية سطو واسعة على أموال أمراء ومستثمرين سعوديين، نجم عنها توقف العديد من الاستثمارات وفقدان الكثير من الأسر مصادر دخلها.
وعلى صعيد متصل، تواصل قوات الجيش واللجان الشعبية توجيه الضربات النوعية الاستنزافية والاختراقية للدفاعات السعودية المتهاوية تحت طائل الضربات اليمنية التي عمقت الأزمات السعودية الداخلية والانقسامات الملكية.
واستهدفـت المدفعية والصاروخية، أمس السبت، مواقع الرمضة والمقرن ونعشاو والعارضة في جيزان، موقعة قتلى وجرحـــى، إضافة لتدمير دبابة سعودية ومصرع طاقمها.
وكانت وحدات الجيش واللجان تصدت، الجمعة، لمحاولة زحف للعدو على سلسلة جبال عليب بنجران، وأخرى باتجاه بئر السلامي قبالة منفذ البقع الحدودي، ألحقتها بقصف مدفعي كثيف على التجمعات السعودية قبالة منفذ البقع ومعسكر عاكفة وتحصيناتهم في الشرفة والسديس.