اشتعال الصراع الإخواني السلفي من جديد
الإمارات تستعيد نفايات عفاش وتثير خلافات فتاكة أوساط المرتزقة في تعز

تعز - خاص / لا ميديا
يبدو أن فشل المشروع الأمريكي الذي أراد البيت الأبيض تمريره عبر تحالف قوى العدوان في اليمن، وفشل الرهانات الأمريكية الصهيونية في المنطقة مؤخراً، ارتد عكسياً على وظيفة عمل ماكينات النفط الخليجية التي تعيش اليوم أزماتها الداخلية والخارجية بعد أن طفت تناقضاتها البينية على السطح.
هذه المتغيرات تعكس اليوم المشهد الدموي القائم الذي تعيشه فصائل العدوان المتناحرة وسط مدينة تعز. إذ تسعى الإمارات إلى اللعب على التناقضات القائمة لتثير صراعاً فتاكاً في أوساط المرتزقة بالمدينة، في حين تسعى السعودية ومن خلفها قطر الواقعة تحت حصار سعودي إماراتي، للعب على التناقضات السعودية الإماراتية، ووضع قدم لها عبر مليشيات الإخوان في تعز، وهو ما عكسته المواجهات الأخيرة بين أبو العباس المدعوم إماراتياً ومليشيات الإخوان الممولة من قطر. 
الصراع القائم بين فصائل العدو المختلفة، وخصوصاً صراع الجماعات السلفية التي يتزعمها القيادي المرتزق أبو العباس، مع مليشيات حزب الإصلاح، لم يعد صراعاً عادياً على فتات ما ترميه قوى العدوان، بل أصبح صراعاً فتاكاً تذوب فيه تلك القوى وتناقضاتها القائمة.
المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة تعز خلال الأسبوع الماضي، بين كتائب أبو العباس الموالي للإمارات ومليشيات الإصلاح وجحافل الفار هادي، والتي أسفرت حتى الأمس عن عشرات الصرعى والمصابين، بينهم مواطنون من المارة، أثارت تساؤلات كثيرة في وقت تكشف للجميع حقائق جمة تتعلق بالحالة السيئة التي يعيشها التحالف العدواني الهش في ظل تفكك أذرعته وتمزق أدواته. 
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت خلال اليومين الماضيين بين مليشيات حزب الإصلاح وعناصر تتبع جماعة أبو العباس السلفية، في شارع التحرير الأسفل وامتدت حتى شارع جمال وسط المدينة. 
وأكدت مصادر مطلعة أن الاشتباكات اندلعت على خلفية قيام القيادي المرتزق في حزب الإصلاح محمد سعيد المخلافي، وعدد من مرافقيه، بتصفية مجد المخلافي شقيق القيادي المرتزق في كتائب أبو العباس مؤمن المخلافي، مساء الخميس الماضي.
المصادر أشارت إلى أن الاشتباكات التي أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات من مرتزقة الطرفين، بينهم مدنيون، لازالت مستمرة، ويحشد كل من الطرفين مسلحيه وسط المدينة.
وعلاوة على الاشتباكات الدائرة فإن عناصر من مليشيات الإصلاح كانت قد قامت باقتحام مكتب القيادي السلفي أبو العباس، الثلاثاء الماضي.
بغضون ذلك، قام مسلحون بقيادة المرتزق أسامة القردعي المقرب ممن يسمى الوكيل الأول لمحافظ تعز، باقتحام المقر المؤقت لمحافظ تعز أمين محمود، المعين من قبل الفار هادي.
وذكرت مصادر مطلعة أن عملية الاقتحام جاءت إثر الصراع القائم بين حزب الإصلاح من جهة والجماعات السلفية وقيادة المحافظة الموالية للإمارات من جهة ثانية.
اشتعال الصراع من جديد تزامن مع تعيين الفار هادي، للقيادي المرتزق في حزب الإصلاح عبده فرحان علي سالم، مستشاراً لقائد محور تعز، وهو ما اعتبرته الفصائل الموالية للإمارات ابتزازاً من قبل هادي لإشعال فتيل المواجهة، في حين اعتبر مراقبون قرار تعيين سالم مستشاراً لقائد محور تعز العسكري، قراراً يستهدف التوسع الإماراتي في المدينة، خصوصاً بعد وصول المحافظ الجديد لتعز، أمين محمود، والمقرب من الإمارات.
مصادر إعلامية موالية للعدوان كشفت أن قرار تعيين سالم، جاء كردة فعل على تحركات المحافظ، الذي قدم حاملاً معه مشروعاً تمت صياغته وفق قيادات موالية للإمارات في دبي والقاهرة، ويسعى لتنفيذه، ويتمثل في إعادة نفايات عفاش، حيث بدأ باستقدام عدد منهم خلال الأسابيع الماضية.
قرار تعيين الفار هادي للرجل أثار موجة سخط عارمة، وردود فعل غاضبة لدى الوسطين السياسي والإعلامي للمرتزقة بين مؤيد ومعارض، واشتعلت الخلافات البينية بين مؤيدي الفار هادي وحزب الإصلاح من جهة وبين الفصائل الموالية للإمارات. 
من جهة أخرى، استنكر ناشطون موالون للعدوان قرار هادي باستبعاد اللواء المرتزق سمير الحاج قائد قوات الاحتياط، واستبداله بالأخ غير الشقيق لعفاش؛ علي صالح الأحمر، مشيرين إلى أن الحاج آخر القيادات العسكرية من أبناء المحافظة.
في السياق نفسه اندلعت اشتباكات عنيفة بين مرتزقة ينتمون لما يسمى اللواء 35 مدرع الذي تسيطر عليه مليشيات حزب الإصلاح، ومسلحين يتبعون القيادي المرتزق أبو العباس، غربي مدينة التربة بمحافظة تعز. 
وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات جاءت إثر مساعي مليشيات الإخوان للسيطرة على المدينة على حساب الفصائل المدعومة إماراتياً، مشيرة إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مصرع وإصابة عدد من مسلحي الطرفين.
الوضع في تعز بات مرشحاً للانفجار بشكل أوسع وأفظع، خاصة بعد عملية الاستقطابات التي قامت بها الإمارات في أوساط قيادات من المرتزقة كانت توالي حزب الإصلاح وقيادات أخرى من بقايا عفاش، ولعل أبرزهم القيادي المرتزق عارف جامل المعين من قبل العدوان وكيلاً للمحافظة، والقيادي المرتزق العميد جمال الشميري قائد ما يسمى الشرطة العسكرية، وقيادات أخرى في اللواء 170 دفاع جوي الذي تسيطر عليه مليشيات الإخوان.