حاوره / صلاح العلي/ لا ميديا

يكشف عضو المجلس المحلي لمديرية المخا الشيخ عبد الله الفضلي، وعضو دائمة المؤتمر، أن صالح أثناء معركة المخا أراد منه المغادرة، وقبيل ذلك، كانا في اتصال طلب فيه صالح أن تكتفي ضربات الجيش واللجان باستهداف المرتزقة الجنوبيين وترك الإماراتيين!
من جانب آخر، يؤكد الشيخ الفضلي على حقيقة أن كل اختراق حققه العدو من عدن حتى حيس كان خلفه خيانة داخلية. وبالحديث حول مستجدات المعركة في الساحل الغربي، يوضح الفضلي أن تقدم العدو إلى حيس والخوخة تم تحجيمه، بينما التهبت المعارك في يختل المحطة الخلفية للعدو في الخوخة. مبشراً: في الأيام القادمة ستنقلب الأوضاع.
حول تفاعل أبناء تهامة في إطار مواجهة العدوان والعوامل المؤثرة فيه، وأوضاع أبناء المخا ومعركة تحريرها، عن الاختراقات والخيانات، عن المشتركات الوطنية والثوابت... تحدثنا مع ضيفنا في هذا الحوار، وإليكم نصه.
خيانة داخلية
ـ بداية من آخر المستجدات في الساحل الغربي.. كيف تقيم سير المعركة وتموضع القوى؟
أولاً شكراً لكم على إتاحة هذه الفرصة.. حالياً توقف زحف العدو على حيس بعد ضخ المقاتلين الأشداء من أبناء الجيش واللجان الشعبية، وتكبد العدو خسائر ضخمة في العتاد والأرواح.. العدو يتموضع حالياً في جزء من حيس وجزء من الخوخة، وتدور المعارك الآن في يختل بعد أن وجهنا الضربات إليها لخنق العدو في الخوخة بضرب إمداده.. وطبعاً تمكن العدو من الوصول إلى الخوخة بسبب مجموعة تابعة لطارق عفاش كانت مستلمة هناك وتفاجأنا بتسليم نفسها للعدو وإرشاده للطرق. والآن المعركة كر وفر في يختل والخوخة.
عموماً، العدو الآن يحاول فرض أمر واقع على الأرض للمساومة به سياسياً.
أيضاً الجانب الآخر لتحرك العدو الآن، هو في عمليات الاستهداف بالطيران لمساكن المواطنين والأسواق والمطاعم ومحطة الكهرباء كما هو حاصل الآن في الجراحي، آملاً أن يدفع بالناس إلى المغادرة وإخلاء الأرض, ويساعده بذلك خلايا تنشط استخباراتياً لبث الرعب وضرب المعنويات لدى الأهالي ونشر الشائعات والتضليل في حيس والجراحي وجبل راس، وهذه الأمور منظورة لدى الجهات المختصة الأمنية، ونتمنى تكثيف جهودها للتعامل مع الأمر.

ـ أين مكمن القصور الذي سبب حدوث هذا الاختراق في الخوخة؟
المتسبب والمسؤول هو طارق عفاش، هو كان يدعي أنه في صفوفنا، وهذه المناطق كانت مؤمنة من القوات المحسوبة عليهم...

الوضع في الساحل لصالحنا
ـ أقصد من جانبنا نحن، كيف سمحنا بحدوث ذلك، خصوصاً أن هذه ليست هي المرة الأولى، كما أن الحقائق كاملة في ديسمبر تكشفت؟ فكيف تركت محاور بأكملها تحت قيادتهم ولم يتم التعزيز إليها حتى على الأقل لإحداث توازن هناك؟!
نحن لا نستطيع محاكمة جميع من كانوا تحت قيادة طارق، بالأخير هناك أعداد كبيرة من معسكر (الملصي) لا تزال تقاتل بجانبنا، وهم رجال صادقون.. وبالتالي لا يمكن تعميم الأفعال. أيضاً القيادة السياسية والعسكرية لها رؤيتها في الأمر، ونحن دورنا أننا أبلغنا في وقت لاحق عن عملية الزحف باتجاه حيس قبل حدوثه، لكن لم تحدث استجابة للأسف، لكننا نثق بتقديرات قيادتنا، وهي لديها كافة المعلومات.
نحن حريصون على الجميع، ولا نحاول أن نتهم أحداً بشيء لم يشارك به، نحن نثق بمواقف الناس مع بقائنا حذرين بالتأكيد، وهذه الأمور من الطبيعي أن تحدث، لكن المهم أننا نستطيع معالجتها وتداركها، والوضع الآن في معالجة، وعما قريب بإذن الله ستسمعون بانقلاب الأوضاع. وأستطيع القول إن الرجوح الآن في الساحل الغربي ما بعد المخا هو يميل لصالحنا، واختراقات العدو هي في الأطراف فقط، أما العمق والمواقع الاستراتيجية فهي معنا، هو فقط يستغل نقطة التفوق الجوي، ولم تنفعه مع ذلك.

تفاعل أبناء تهامة
ـ لأبناء تهامة دورهم في مسرح الأحداث.. ما مدى هذا التفاعل؟
التفاعل جيد الحمد لله، والدفع المتخرجة التي شهدناها في الفترة الماضية في الساحل الغربي هي من أبناء تهامة، وهم بالآلاف، ولا تزال مستمرة.. أيضاً التفاعل الشعبي والوقفات مستمرة وكبيرة وقوية، وأوصلت رسائل قوية للعدو، أيضاً اللقاءات التي تعقد باستمرار مع الوجاهات والمسؤولين والعلماء، هذا جزء من التفاعل الشعبي.
وطبعاً العدو استهدف أبناء تهامة عموماً ببشاعة، بقصف طيران مكثف وارتكاب جرائم مروعة، وذلك لغرض إيصال رسالة للأهالي ألا يكون لهم موقف.
ومثلاً لديك مديرية المخا, واقعة الآن وكل أبنائها فعلياً تحت الاحتلال والحصار والتطويق والإجرام.. حظر التجوال يبدأ من الخامسة مساءً حتى السادسة فجراً، أيضاً الصيادون يمنعون من الصيد، والمزارعون مستهدفون من قبل الطيران الأباتشي والمسيَّر، وأكثر من مرة تستهدف شاحنات محاصيل وأغذية، واضطر الناس لهجر أعمالهم.. الغرض هو إرهاب الناس، كما هو أيضاً تجويعهم وتعذيبهم لدفعهم أن ينخرطوا كمرتزقة في صفوف العدو، وأقلية جداً هي الأعداد التي استجابت لهذا الوضع، وغالبيتهم بالطبع من حزب الإصلاح والوهابيين، ولا يتجاوز عددهم 500 شخص، والعدو يعاني اليوم، خاصة في الأعياد، من فراغ مواقعه في الساحل الغربي، لأن المرتزقة يذهبون لقضاء العيد في مناطقهم، والإماراتي يكتشف خدعة الإصلاح له أن المجندين من أبناء المخا، ووقعت صراعات دامية بينهم على خلفية هذه القضايا، وطبعاً كنا نستغل ذلك ونقوم بتوجيه ضربات نوعية قاصمة للعدو في مواقعه، كما حدث مع هجوم قوات الجيش واللجان في عمق تمركز العدو بالمخا بجانب المحطة البخارية...

فزع إماراتي
ـ إذن، هكذا العدو يعيش تفككاً وتخلخلاً داخلياً؟
بالتأكيد، هل تعرف أنهم لا يثقون بمن التحقوا بهم من الأهالي، ويعيشون فزعاً كبيراً، خاصة الإماراتيين، ويشكون من أية حركة، لدرجة أنهم يوزعون بندقية واحدة لكل 10 أفراد في النقاط الأمنية!

دور تعبوي
ـ وما هو دوركم أنتم كوجاهات ومشائخ للساحل الغربي؟!
دورنا منذ بداية العدوان كان رفض العدوان كحال أبناء المخا وكل الساحل الغربي، نقوم بالتحشيد بمواجهة العدوان والتعبئة ضده في كل المجالات، نقوم بنشاط اجتماعي من خلال لقاءات ونقاشات، ونحاول حل الإشكاليات...

تكثيف الفعاليات لأبناء تهامة
ـ ما العوامل المؤثرة على تفاعل أبناء تهامة السياسي والثوري... في مواجهة العدوان؟ وكيف نطلق الطاقات الكامنة لديهم؟
العامل الاقتصادي له دور كبير، فأوضاع الناس المتردية تؤثر على نشاطهم، ويجب أن تقدم السطلة الآن على اتخاذ إجراءات لتحسين أوضاع الناس من خلال تفعيل النشاط الزراعي والاهتمام به وتوفير الاحتياجات الضرورية، الأمر ذاته بالنسبة للصيد.. أيضاً مسألة التعليم والثقافة، ونحن نعرف أن أبناء تهامة كانوا مهمشين من التعليم والمنح والاهتمام الثقافي والتوعوي، وهذا كان متعمداً من قبل السلطات القديمة لتجعل أبناء تهامة يعيشون انعزالاً عن باقي المجتمع. أيضاً يتأثر المجتمع بالفعاليات التي تقام له، السياسية والتعبوية، والزيارات الرسمية والجهوية والأنشطة الثقافية، هذا يجب تكثيفه لأبناء تهامة. وفعلياً النشاط السياسي ضعيف جداً، خاصة وأنهم محرومون من الوظائف العامة إلا ما ندر.
أيضاً مسألة هامة، وهي حين يلمس الأهالي تقدمات قوية من قبل الجيش واللجان الشعبية وتماسكاً قوياً، يرتفع الحماس لديهم ويشعرون بالأمان. ففي المخا مثلاً الناس تحت الإقامة الجبرية يعانون العذاب، ولا يستطيعون التحرك الآن، لكن لو حدث تحرك قوي من قبلنا باتجاه المخا فسيتغير هذا الوضع بالتأكيد..

شروط تحرير المخا
ـ ولماذا معركة تحرير المخا لم تبدأ بعد؟ ما الذي يؤخركم؟
هذه أمور منظورة لتقديرات القيادة العامة، ولا أستطيع التحدث تفصيلاً عنها، لكن المسألة الطبيعية والضرورية المعروفة، هي أن تحرير المخا لا يكون إلا باسترداد باب المندب وضرب العدو في رأس العارة والمناطق الحاكمة المجاورة لها، وبالتالي سَيُفرَض خناق على العدو في المخا، لأن الإمداد لن يصل لهم، والإمداد بحراً لن يكون آمناً وهناك القدرات والإمكانيات الكافية للتعامل معه بحرياً. 

إيجابيات أحداث ديسمبر
ـ أحداث ديسمبر.. هل انعكست على الأوضاع في الساحل؟
بالتأكيد، إيجاباً وسلباً. الإيجابي، أن هناك من كان يستتر في الظل ويخفي تأييده للعدوان وتواصله وارتباطه به، وكانوا يخلخلون الوضع من الداخل، وهؤلاء انكشفوا والتحقوا بالعدو. أيضاً، الناس انكشفت لهم الحقائق وعرفوا حقيقة بعض من كانوا يعتبرونهم قياداتهم. المجتمع وعى لحقيقة وعمق المشروع وحجم الخطر الذي يهدد المجتمع كله..

صالح رفض مدنا بالذخائر
ـ يتردد مؤخراً أن (صالح كان ضابط الإيقاع في تهامة والساحل الغربي والمتحكم بإرادته، وبخروجه من المشهد انقلب الحال هناك لمصلحة العدو)! ما تعليقك؟! ثم أليس مهيناً تصوير المجتمع كأنه بغير إرادة وموقف ووعي؟
نعم مهين جداً.. وسأقول لك، المجتمع لم ينقلب ولم يخن، بل على العكس تماماً ظل متماسكاً، ولم ينجر وراء أحداث ديسمبر. ومن خان وسلم هي مجاميع تابعة لطارق عفاش، مشكلة ضمن اللواء الرابع. ولدينا الدلائل على ذلك وموثقة حتى.
ومن وقت مبكر، كانت هناك اتصالات تأتينا وتحرضنا على الرحيل من جبهة المخا. صالح نفسه تواصل بي -وطبعاً أنا عضو لجنة دائمة في المؤتمر- ويقول لي أثناء معارك المخا: لماذا لا تزال في الجبهة ولم تغادر، ماذا تبقى لك! وطلبت منه إمدادنا بالذخائر باعتباره من القيادات العليا للبلد، ولم يتجاوب معنا. والمجموعة التي انسحبت من معسكر الدفاع الجوي في المخا كانت تابعة لطارق عفاش حين تمت مهاجمة المخا.. نحن وأبناء تهامة جميعاً، كنا ضد العدوان وسنظل، ومن أول يوم، ودفعنا الثمن لذلك.
أتذكر حين كان صالح يتواصل بنا، ويحثنا أن نكثف ضرباتنا على المرتزقة الجنوبيين، وبأن نتجنب الإماراتيين! وحين سألت عن سبب ذلك، تردد أولاً، ثم قال من أجل ألا يتوجع الإماراتيون ويكثفوا الغارات عليكم!
نحن مشكلتنا ومواجهتنا الأساسية مع الغازي الأجنبي، والمرتزق المحلي في الأخير هو ابن بلدي، وسنتصالح يوماً ما بلا شك، أو على الأقل مع الأجيال التي بعدهم، ومن غير المعقول أن نكون أشداء معهم ونترك الأجنبي الذي يريد ذلك: أن يجعلنا نقتتل بيننا فقط، وندفع الفاتورة من دمائنا، بينما يبقى سليماً.. لقد كنت مصدوماً تماماً بهذا الحديث.

تنسيق طارق مع العدوان
ـ باعتبار مشاركتك في معركة المخا العام الماضي، ما الذي حدث؟
أستطيع القول لك إجمالاً، إنه وبلا شك، تمت التضحية بأبناء اللجان الشعبية من الأهالي ومن وأنصار الله.. والأمر أن قوات من اللواء الرابع الذي كان شكلياً يتبع وزارة الدفاع، بينما ولاؤه لصالح وأقاربه، هي من انسحبت وتركتنا نواجه وحدنا، وكنت أتواصل مع قائد كتيبة هناك، وأقول له هل هناك أوامر بانسحابات، ورد علي: لا لا لا لا لا، ثم نكتشف لاحقاً أنه انسحب ودون إخبارنا! كان تمويلنا وذخائرنا من معسكر الدفاع الجوي بالمخا، وحين نفدت منا لم يمدونا، فقد سلموا للعدو، وهؤلاء تابعون لطارق، ولو كانت لدينا الذخائر خصوصاً الصواريخ والمدفعية، لما كان سقط الميناء، وكنا ممسكين بزمام الأمور.
وهناك تساؤل هام، أن طارق كان قائد معسكر (الملصي) ومنزله ثكنة عسكرية كاملة، وفيها كل أنواع السلاح، بما فيها صواريخ (سام) كما اتضح، ويدعي أنه ضد العدوان، فلماذا لم يستهدف طيران العدوان منزله مطلقاً؟! لأنه كان على تنسيق كامل معهم، وهذا يتأكد بذهابه إلى صفهم الآن.

ثغرات خيانة
ـ هناك مجموعة حقائق ومعلومات وشهادات وأطروحات انفردت الصحيفة بنشر العديد منها، تقول بمجملها إن كل اختراق حققه العدو بدءاً من عدن حتى حيس، كانت خلفه خيانات داخلية! وإلا لماذا ميدي لم تسقط مثلاً وهي ساحلية؟!
طبعاً لم يخن أبناء الحرس الجمهوري كلهم، بل البعض، والبعض لا يزال يقاتل في صفوف الوطن، ويستشهد، ويصنع البطولات...

ـ لا أقصد خيانة قوات عسكرية بأكملها، لكن أقصد أن الثغرات الخيانية تسببت فيها قيادات بعينها، أي ثغرات فتحت من داخلنا من قبل من اعتقدناهم في صفوفنا. أليس كذلك؟
نعم صحيح.

أنصار الله.. خصوم نبلاء
ـ في ضوء الدعاية المعادية والمزايدة على أبناء تهامة حول الاختلافات والتباينات، وإلى ما ذلك من محاولات، جعل المجتمع كانتونات منفصلة عن بعضها.. لكن أليس هناك مشتركات تجمع الكل مهما كانت الاختلافات في المجتمع التي هي مسألة صحية وطبيعية؟!
- بالتأكيد، هناك ثوابت لا يمكن تجاوزها، السيادة الوطنية والوحدة الوطنية والدفاع عن الوطن ضد الاحتلال... اليوم سأختلف أنا وآخر من أنصار الله أو من أية قوة أخرى، وقد نتقاتل، لكن يظل ذلك شأناً داخلياً، وبمواجهة العدوان والاحتلال سنقف جميعاً أياً كان ما حدث.. وأقول لك، قد أقتتل وأنصار الله ونكون أعداء، لكننا بالإمكان وبسهولة أن نجتمع مجدداً، وحتى أن نأكل مع بعضنا ونحن لا زلنا بعداوة، هذا للأمانة، فهم ليسوا حقودين أو ثأريين، بالعكس، حتى وهم خصوم نبلاء.
وللعلم، لمست أن أبناء تهامة، وأعتقد أن هذه سمة خاصة بهم، أن حتى الإصلاحي منهم، حين يرى العدو يقصف منزل جاره، ويرى جرائم العدوان، ينقلب حاله تماماً 180 درجة.

يجمعنا مواجهة العدوان
ـ سؤالي هذا، ليس من قبيل الاستغراب، بل للتوضيح، ما المشتركات التي وجدتها لتنحاز إلى صف مواجهة (التحالف)؟ ودفعتم ثمن ذلك وهجرتم وقصفت منازلكم!
قبل أي شيء، هناك مشترك إنساني: الدفاع عن حقنا في الحياة ضد هذا العدوان والحرب التي تريد استئصالنا من الحياة.. ثم إنني حين أشاهد مثلاً مدينة المخا السكنية وهي تقصف وترتكب فيها تلك المجزرة البشعة، فكيف سيكون موقفي؟! وللعلم المدينة السكنية كان حوالي 90% من ساكنيها مع جماعة (شكراً سلمان)، وكانت مكتوبة في بعض جدرانها، حينها هببنا جميعاً وأنصار الله لإنقاذ الناس هناك، وهذه من المواقف التي لمستها لدى الأنصار، وأنا لا أشمت هنا، لكن أريد القول إن العدو يستهدفنا جميعاً بكل انتماءاتنا وهوياتنا وثقافاتنا، ولا يفرق لا بين مؤتمري ولا أنصاري ولا اشتراكي ولا ناصري ولا إصلاحي..

صراعنا مع السعودية وجودي
ـ أيضاً، الصراع بيننا وبين السعودية وباقي تحالف العدوان، صراع وجودي تاريخي. أليس كذلك؟
نعم، السعودية وتحالف العدوان، بيننا وبينهم صراع جذري وجودي، منذ القدم، بينما لو افترضنا الخلاف مع القوى اليمنية وبمقدمتها أنصار الله، فليس بيننا هذا الصراع.. وعلى المؤيدين للعدوان أن يفكروا للمستقبل، لأجيالهم، ما الذي سيورثونه لهم من ذكرى؟! سيورثون العار أن آباءهم أو أجدادهم أو أقاربهم كانوا مرتزقة للعدو يقتلون إخوتهم اليمنيين، عليهم حساب ذلك.. أيضاً تعال لنفرز، لدينا قيادات مؤتمرية شريفة جداً وموقفها بطولي ومشكورة على ذلك، وهناك من ذهب مع العدوان، الأمر ذاته مع الاشتراكي والناصري والقوى الأخرى، لكن تعال لننظر إلى أنصار الله، مَن مِن قياداتهم ذهبت مع العدوان؟! لا يوجد، كان الأمر بديهياً بالنسبة لهم، أن هذا عدوان على البلد، وهذا ما جعلنا ومعظم أبناء الشعب اليمني ننحاز إلى صف أنصار الله، ونقف معاً ندافع عن هذا البلد كأبناء لهذا البلد جميعنا، وهذا واجب علينا.

مخطط للانفصال
ـ سؤالي الأخير، باعتقادك، لماذا دفع العدوان بطارق عفاش إلى معركة الساحل الغربي الآن؟!
هذا سؤال هام جداً.. أعتقد أن العدو الآن يريد تحقيق عزلة اجتماعية وفصل من حيث سحب القوات الجنوبية إلى حدود التشطير، وحين تأتي التسوية السياسية يريدون الاحتفاظ بالمحافظات الجنوبية لأجل الانفصال، بينما يدفع بطارق كقوة شمالية تقتتل مع قوة شمالية أخرى، وهو ما يضمن بقاء هذه البؤرة مشتعلة، وتضمن تسوية تفرضهم على الوطن، أيضاً هو استغلال لاسم صالح من أجل تحشيد القوات التي كانت موالية لهم والجماعات التابعة لهم، واستخدامها للمعركة في الساحل بدلاً عن القوات الإماراتية والمرتزقة من الجنوبيين، وهذا أيضاً يتيح بقاء يد لهم في الساحل الغربي عبر هؤلاء.
وأريد أن أضيف ختاماً، بالقول لتحالف العدوان، بأن أبناء تهامة مسالمون وطيبون ولا يعتدون على أحد، لكن ليس عليكم أن تختبروا صبرهم، فستجدونهم كما عهدتموهم عبر التاريخ.