الحلبي وخواجة بين من تغنوا بكلماته
الشاعر ماجد الرمادي: لا أحد يشبهني سواي
احمد عطا / لا ميديا

شاعر الغربة والحب التهامي، الشاعر الذي يحتفظ بنقائه الأسمر رغم ابتعاده الطويل عن وطنه، إلا أنك حينما تجلس الى جانبه تشعر كأنه لم يغادر وطنه أبداً، تجرع سموم المنفى منذ نعومة أظافره، وكابد الحياة يتيم الأب والوطن، فحمل على كتفيه حروفه وتوهجاته ليشرق مغايراً جداً.. الشاعر المختلف بأدبياته وجاذبيته النقية، حينما تقرأ له تشعر أنك أمام شاعر يحمل في صدره الوطن المثقل بويلات الحروب، وحين تجلس معه تشعر بالقرب الجذاب إليه.. شاعر تحدى ظروفه القاسية، وخرج بقلبه صافياً.. نسج شعره بنكهته التهامية السلسة العذبة، فتفوق على الكثير من شعراء اللهجة التهامية، لهذا تغنى بكلماته العديد من الفنانين والمنشدين الكبار أمثال عبود خواجة ومحمد الحلبي.. شاعرنا القادم من الساحل الغربي القوي ماجد الرمادي. 
ترجمة المعاناة
  أولاً نرحب بك شاعرنا الرائع؟
أهلاً بكم وبصحيفتكم الجميلة.

 لكل شاعر نظرته وتعريفاته عن الشعر، وماذا يعني له، هل لك أن تقول لنا ما هو الشعر؟
الشعر أولاً هو رسالة. 
وبرأيي هو كل ما يشعر به الشاعر، سواء معاناة عاطفية أو موقف شخصي أو موقف حدث أمام عينيك أو قضية اجتماعية أو وطنية تترجمه في قالب شعري. 

 هل لك أن تحكي لنا متى كانت بداياتك الشعرية؟
منذ 2004/2005، وكانت محاولات كمحاولات أي شاعر مبتدئ، ثم تطورت قليلاً قليلاً مع الأيام بتكرار المحاولات ونصائح من كنت أستشيرهم وأستفيد من توجيهاتهم.
أول ما تأثرت به هو سماع الشلات التهامية التي كنت أسمعها من المنشدين التهاميين القدامى عبر ا?شرطة الكاسيت، والذين عاصرتهم ولا زلت أعاصرهم، أمثال المنشد محمد مجلي والمنشد إبراهيم حبيب والمنشد المرحوم أبو الغيث حمود، وكانت القصائد التي أسمعها من الأستاذ محمد مجلي ومن المرحوم أبو الغيث لها أثر كبير بنفسي، وتأثرت أيضاً بشعر المحفلي رحمه الله. 
استعنت بشعراء من تهامة في بدايتي، وكنت أعرض عليهم محاولاتي الشعرية، أمثال الشاعر حسن إسماعيل صافي ومحمد عبدالله الصنعاني والهادي ناجي، هؤلاء متخصصون في الشيلات، وكانوا يشجعونني كثيراً. ومن ثم اتجهت للشعر الشعبي التهامي، واستعنت بالشاعر حسن إسماعيل صافي وا?ستاذ إسماعيل مخاوي والشاعر محمد طاهر ا?هدل والشاعر سليمان معوضة والشاعر سالم سليمان والشاعر أيوب حشاش، وسمعوا بداياتي رغم ضعفها، إلا أنهم أعطوني ا?مل ورأوا في شاعراً قادماً، ومن ثم تطورت الموهبة قليلاً قليلاً. 

تأثير الغربة
 ماذا أضافت الغربة لك؟ وكيف أثرت في تجربتك؟
آه من الغربة، مرة جداً، ولكن كان لها أثر كبير في نمو موهبتي، لكثرة الضغوط النفسية وتعدد المواقف الصعبة التي كانت تمر علي.

 متى تشعر أن القصيدة قد اكتملت بالشكل المطلوب؟
عندما أقتنع بها شخصياً وأشعر أنني أنجزت رسالتي بكتابتها بعد عدة مراجعات وتنقيح.

أشبه نفسي فقط
 من هو الشاعر الذي يشبه ماجد الرمادي؟
لا أرى من يشبهني إلا أنا، ومهما تأثرت بنصوص وشعرت أنها تمثل ما أشعر به، أظل أنا أشبه نفسي.

نافذة تبادل ثقافي
 أنت من عشاق (فيسبوك)، من وجهة رأيك كيف ترى تأثير الاندماج الثقافي الحاصل الآن على مواقع التواصل الاجتماعي؟
وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة (فيسبوك)، فتحت للشعراء نوافذ كثيرة تطل على جميع الاتجاهات، وتعرفك بكثير من الشعراء والمتذوقين، وتعرف بك أيضاً كشاعر، وكذلك تفيد الشاعر أكثر لكثرة الشعراء والكُتاب، حيث تستفيد من تجاربهم، وتسهل عليك قراءة عدد كبير من القصائد والمقالات والقصص القصيرة، وكسب العلاقات مع شعراء كبار.

 هل أضاف (فيسبوك) شيئاً الى تجربتك؟
أضافت لي الكثير جداً، حيث استطعت التواصل بعدة شعراء، ورؤية أشعارهم، واستفدت من نصائح البعض، وكذلك استطعت نشر عدد كبير من النصوص، معظمها تلاقي استحسان بعض الشعراء والمتابعين، واستفدت من تعليقاتهم وملاحظاتهم، وكسبت كثيراً من الأصدقاء شعراء ومتابعين أعتز بهم جميعاً.

ماشاش ذا الحب
ـ الفنان الكبير عبود خواجة تغنى بإحدى روائعك، هل لك أن تحدثنا عنها؟
ماشاش ذا الحب أنا ماشاش 
مادام معي من يشاركنا 
ووصاحبي ما يخارجناش
تحب غيري وتخدعنا
شيء جميل ويبعث السعادة أن يغني لي الفنان الكبير عبود خواجة. ظل المطلع كثيراً يجول بخاطري، وبعد سنة أو أكثر أكملت كتابتها، وتم إيصالها للفنان عبود خواجة عن طريق الأخ العزيز والشاعر أحمد علي قشرة، وأشكره من خلالكم، وأشكر الأستاذ عبود أيضاً، والحمد لله نالت صيتاً واسعاً، وأكسبتني شعبية أكثر، وأتمنى التعامل معه مجدداً. 

أغار على وطني
ـ هناك فرق بين القصيدة العاطفية والقصيدة الحربية.. أين تجد نفسك؟
لكل قصيدة جمهور ومتذوقون. أحب وطني جداً، وأغار عليه، وسأحارب عنه بكل ما أوتيت من قوة، وأشعر بالفخر بانتسابي إليه، وكذلك القصيدة العاطفية تستهويني كثيراً، وأغوص بها كثيراً جداً.

 من هم أبرز الفنانين والمنشدين الذين تغنوا بكلماتك؟
غنى عدد من الفنانين، ومنهم الفنان عبود خواجة، الفنان محمد الجاوي من بيت الفقيه، الفنان أحمد الحاتمي من الضحي. ومن المنشدين الأستاذ محمد الحلبي والأستاذ محمد مجلي والأستاذ إبراهيم حبيب، وبعض من منشدي المنطقة.

 من هو الشاعر الذي له الفضل في متابعتك وتشجيعك؟
كثير هم، فكل من شجعني ولو حتى بكلمة أعتبر له علي فضلاً، سواء شعراء أو متابعين أو مهتمين بي.

شامخ الرأس
 ما هي القصيدة التي لا تفارق تفكيرك ولسانك، وتجد نفسك كثيراً ما تتمتم بها؟
كثيرة هي نصوصي التي تعجبني، ولكني كتهامي أحب النص الذي أقول في بدايته:
قال الرمادي بلغوا كل حساس
أن الحياة تحتاج شدة وباسو 
ومادام أنا شاعر نقي شامخ الراس
باختار لي أحباب لولو وماسو

 ما هو أصعب شيء مر عليك في مشوار حياتك؟
ليس هناك أصعب من فراق الوطن والأهل والاغتراب في نظري.

 من وجهة نظرك من هو أفضل شاعر على مستوى الوطن حالياً؟
أستاذي ومعلمي وملهمي الأستاذ الشاعر إسماعيل مخاوي.

أفضل التهامي
 لديك محاولات كثيرة بالشعر الفصيح.. أين تجد نفسك أكثـر؟
أحب الشعر الفصيح وأستلذ بقراءته، ولكني أميل في كتاباتي للشعر الشعبي والتهامي بالذات. والفرق هو أني أشعر بالسعادة عندما أكتب الشعر التهامي حباً فيه وحفاظاً على لهجتنا، محاولاً أن تنتشر كثيراً من خلال القراء في مواقع التواصل الاجتماعي.

 تهامة والشعر التهامي.. ما الذي تعني لك بالضبط؟ 
تهامة الإنسان والصفاء والعذوبة والبساطة والفل والحب. تهامة اسم له وقع كبير في نفسي، وتعني لي الكثير جداً، ولا أشعر براحة القلب إلا على ثراها الطاهر. وقصائدي باللهجة التهامية كثيرة، وهي أفضل ما قلت في حياتي.

 كلمة أخيرة لجمهورك وصحيفة (لا)..
أولاً أقدم شكري وتقديري وامتناني لجميع القائمين على هذه الصحيفة الرائعة، وكذلك خالص الشكر والتقدير لك أخي الفاضل والشاعر الحبيب أحمد عطاء، وأقول لجمهوري أنتم بقلبي دائماً، وأتمنى أن تكونوا دائماً بخير وسعادة، وماجد الرمادي لا شيء بدونكم أحبتي الكرام.
محبتي لكم أينما كنتم، وأشكر كل من يتابعني ويهمه أمري ويسدي لي النصح والإعجاب.



ما امسُمر لا حُسنُهن ثاني

مثل امجلكسي أبو سمرة 
في داخل امجِبح دوعاني 
لا كِد تذوقت مِن ثغره 
كم كهربا يجذبك ساني 
لا كِد قليل بان لك صدره 
وتجزع ضحية بلا جاني 
لو صوَّبك سهم من نظرة 
لكن تعود للحياة ثاني 
لو خالط امأكسجين خَمره 
سبحان ربي الذي حياني 
بَعْرَف أبو امخد وامخُمرة 
جسمه كمثل امشفَق حاني 
أسمر وفوقه قليل صُفرة 
ما شايقول فيه قباني 
ما شِينصفَهشي جميع شِعره
لو كنت أجيد شعزف ألحاني 
مِن شان يرتاح أبو سمرة 
حدنا كمه اهتزن أركاني 
حين حط يده على خصره 
هيَّج حلاة كل أشجاني 
مثل امغريق صرت في بحره 
ما بين بحره وشطآني 
خطوة قَدَم من بعد أمره 
جنبه نسيت كل أحزاني 
واصبحت يا ناس في غمرة 
وسوس عليّ فيه شيطاني 
لما تأملت في نحره 
ماجد كتب فيك يا غاني 
لأن حُسنَك أكيد غَرّه 
وأنا ما سَخِرشْ قيفاني 


سيرة ذاتية:

ماجد حمود أحمد الرمادي  - متزوج منذ يوليو 2016
من مواليد مدينة بيت الفقيه ـ محافظة الحديدة ـ عام 1984 
ثانوية عامة  -  مغترب منذ 2008
يكتب الشعر التهامي والشعبي والغنائي والموال. 
غنى له الفنان عبود خواجة أغنية واحدة، والمنشد محمد الحلبي بعض نصوص، والمنشد محمد مجلي والمنشد إبراهيم حبيب والفنان محمد جاوي والفنان أحمد الحاتمي.