بشرى الغيلي/ لا ميديا

منح الله الإنسان أشياء كثيرة في الطبيعة، فروّضها حتى صارت طيعةً تهديه أجمل ما لديها، وهي العافية بفضل الله، ومن تلك الميزات العلاج الطبيعي الذي هو مرتبط بعلوم البيولوجيا، والفيزياء، والكيمياء، والفيزياء البيولوجية، والكيمياء الحيوية، وعلوم الأمراض، وعلوم وظائف الجسم في حالة الصحة والمرض، كما أنه يدرس التأثير العلاجي للعوامل الطبيعية على جسم الإنسان، كأشعة الشمس، وتأثير الحرارة والبرودة، وغيرها من التأثيرات الأخرى التي تعرفت عليها صحيفة (لا) خلال زيارتها للمركز الكوري، الذي يقدم خدمات علاجية بصمتٍ ودون ضجيج، ويلاحظ زواره الفرق أثناء جلسات وجيزة. نقاط كثيرة حول هذا النوع من العلاج، أوضحها للقراء د. عايض السريحي، رئيس المركز الكوري للعلاج الطبيعي... كونوا مع السياق..

ما هو العلاج الطبيعي؟
عرّف المختصون العلاج الطبيعي بأنه عبارة عن مهنةٍ طبية يتم تقديمها للأفراد من أجل إعادة الحركة إلى الحد الأقصى، والتطوير والحفاظ على القدرات الوظيفية في جميع المراحل العمرية التي يمر بها الشخص. ويهتم العلاج الطبيعي بتحسين وتحديد نوعية الحياة، والتأهيل، وإعادة التأهيل وإمكانية الحركة ضمن مجالات العلاج والوقاية.
وأثناء زيارتها الميدانية للمركز الكوري، التقت (لا) الدكتور عايض السريحي ـ طبيب العلاج الطبيعي ومدير المركز -الذي شكر صحيفة (لا) زيارتها للمركز الكوري، وتحدث قائلاً قائلاً: الطب البديل مفهومه كبير جداً، وهو طريقة من طرق التداوي، والتخلص من الإشكالات الصحية التي يواجهها الإنسان في حياته. بالنسبة لمصطلح الطب البديل، فهو يعني لدينا (العلاج الطبيعي)، وهو مفهوم أشمل وأكبر، وهو علاج أكاديمي وجزء من الطب الإكلينيكي الذي يدرس التأثير العلاجي للعوامل الطبيعية على جسم الإنسان، وأتى من الطبيعة: كالدفء، الحرارة، الضوء، الرائحة، والأعشاب... هذا هو مفهوم العلاج الطبيعي، وهو يدخل في كل أقسام الطب كاملة، كأمراض المخ والأعصاب، وأمراض العظام، وأمراض النساء والولادة، وأمراض الأطفال، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الجهاز التنفسي، وكذلك الأمراض الجلدية. والطب البديل هو تراث البشرية. وكما نعلم أن موطن الطب، والطب الأكاديمي في الآثار الآشورية، هم من وضعوا القوانين، كالحجر الصحي، وتراث أمم وشعوب، وهو موجود حتى اللحظة بالتبت، والصين، وشرق آسيا، فالعلاج الطبيعي، والتداوي بالطبيعة، الدفء، الحرارة، البرودة، الرمل، من أبرز إيجابياته أن هناك أمراضاً لا يوجد لها علاج إلا بالعلاج الطبيعي، مثل تأهيل مرضى الجلطات الدماغية التي لا علاج لها، وعلاجها الوحيد فقط العلاج الطبيعي، كذلك ضمور الدماغ لدى الأطفال وعلاجه بصحبةِ الأدوية، ولكن الأساس فيه العلاج الطبيعي، والإعاقات الحركية، تمزقات الأربطة والعضلات بعد التدخلاتِ الجراحية، والحوادث الكبيرة عندما يكون هناك هشاشة في العظام، وتمزقات الأوتار، لكل ما ذكر العلاج الطبيعي هو الطريقة المثلى للتخلص من المشاكل التي تخلفها هذه الأحداث، أو الأضرار التي يتعرض لها جسم الإنسان. كما أن العلاج الطبيعي يحسن حالة الجسم, تقوية عضلاته، وامتصاصه للكالسيوم والفيتامينات، فهو يحسن حالة المريض، لأن العلاج الكيميائي، والعلاج الجراحي، لهما آثار جانبية أحياناً تكون أكبر من الفائدة التي يحصل عليها المريض.

علاج آمن
أما عن فوائد ومحاسن الطب البديل، الذي يعتمد على العلاج بمكوناتٍ طبيعية خالية من المواد الكيميائية، مقارنة بالعلاج الحديث القائم على الأدوية ذات المركبات الكيميائية، يوضحها د. عايض: طبعاً المواد الكيميائية لها أضرار، فالمريض يأخذ مهدئات نتيجة الأمراض المزمنة كالانزلاقات الغضروفية، والأوجاع المستمرة مع المريض تجعله يتناول المهدئات خلال سنوات، وفي نهايةِ المطاف هذا يؤدي إلى مشاكل في الكلى، ومشاكل في العظام، ومشاكل في وظائف الكبد، لأنها مواد كيميائية لها آثار، واستخدامها المستمر لفترات طويلة يجعل أعراضها الجانبية مشكلة أكثر من الأمراض الأساسية التي يتعالج منها المريض، فالعلاج الطبيعي آمن وخالٍ من هذه الإشكالات، وهناك بعض المرضى يكون العلاج الطبيعي ضرورياً جداً لهم، وهو الوحيد لشفاء حالاتٍ كثيرة، فالعلاج الطبيعي آمن للمريض على المستوى البعيد، وقد نأخذ العلاج الطبيعي مثلاً لمرضى الأورام السرطانية، حيث البعض منهم يخضعون للعلاج الإشعاعي، وهذا مجهد جداً للجسم، كذلك يتعرّض المريض للآثار الجانبية لعلاجات الأورام السرطانية، وهي كثيرة جداً، كتساقط الشعر، فقبل مرحلة العلاج الكيميائي يتحرك المرض، ولكن بعد ذلك يصبح قليل الحركة، ويشعر بالقيء، وتقريباً تحصل لديه تغيرات في معظم وظائف الجسم، ويصبح مرهقاً جداً، وهنا العلاج الطبيعي هو الوحيد الذي يعيد الحيوية للمريض، ولمقاومةِ المرض. 

ليس بديلاً للعلاج الإشعاعي 
وفي معرض رده قاطعته صحيفة (لا): هل تقصدون أن العلاج الطبيعي بديل عن العلاج الكيميائي لمرضى السرطان؟ أجاب: لنكن واضحين، ليس بديلاً عن العلاج الإشعاعي والكيميائي، وإنما يخفف، ويقلل من الآثار الجانبية المضرة للعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي. وأضاف أنه عندما يأتي المريض للمركز يكون مرهقاً جداً، وأعصابه مرتخية نتيجة العلاج الكيميائي والإشعاعي، لأن جسم المريض يتغير كاملاً نتيجة ذلك، وهنا العلاج الطبيعي يُحسن المناعة، ويقويها، ويساعده على الشفاء، والتعافي بإذن الله. وبيّن د. عائض أن العلاج المكمّل لمرضى السرطان بعد الإشعاعات، والعلاجات الكيميائية، يتمثل في العلاج الطبيعي: كتمارين، ونظام غذائي، وإعطائه تحفيزاً لأجهزته الحيوية: كالهضمي، والتنفسي، وجهاز الدورة الدموية، ومنحه دفعة ليستطيع جسم المريض المقاومة، ويتقوّى على المرض.

علاج وحيد لبعض الحالات
أما عن مدى نجاح هذا النوع من التطبيب في معالجةِ الحالات المرضية المختلفة، وبعضها فشل الطب الحديث في معالجتها، يوضح د. عايض: في حالات التهاب الأعصاب الطرفية المعروف شعبياً بــ(اللوَق)، لا علاج لها إلاّ بالعلاج الطبيعي، وفي حالة أن المريض لم يأخذ العلاج الطبيعي يتعرض لضمور وموت العصب، ثم يحدث له تصلّب عصب، ولا يعالج إلا بالعلاجِ الطبيعي والتحفيزي الموجود الآن، وهو العلاج الوحيد، ونحن لدينا متخصصون خريجو جامعات طبية، فلذلك المريض الذي يأتي إلينا نزاوج له بين العلاج الطبيعي، والعلاج الكيميائي، ونعطيه فيتامينات وحقناً، ونعطيه منظومة متكاملة من شأنها أن تجعله يتحسّن بشكل كبير.
أما عن مدى الحاجة إلى الطب البديل (العلاج الطبيعي)، في الوقتِ الراهن، خاصة مع انعدام العلاجات والأدوية في ظل الحصار الذي تعيشه بلادنا، يوضح د. عايض: العلاج الطبيعي تفرضه حالة المريض، سواءً كنا في حالة حصار أو لم نكن، فالمريض الذي لديه جلطة دماغية لا بد أن يخضع للعلاج الطبيعي في أي ظرف كان، لأنه علاجه الوحيد، كذلك المريض الذي عنده بداية انزلاقات غضروفية، فالعلاج الطبيعي هو الخطوة الأولى في علاجه. والمريض الذي لديه إعاقة حركية سواءً كانت في العظام أو الأعصاب، فالعلاج الطبيعي هو الوحيد الذي يساعده على التحسن، ولا يوجد له خيار آخر. 

سقط على رأسه!
أم محمد عبدالعزيز -محافظة إب (العدين)، تقول لــ(لا) إن محمد صار له شهرين ونصف الشهر يتردد على المركز الكوري يومياً، وتحكي أن بداية حالته كانت بأن تعرض لإصابة في الدماغ وعمره حينها كان 3 شهور، حيث رفعه أحد إخوته من الأرض وسقط من بين يديه، فتوقفت جهة كاملة عن الحركة، فمكث يومين متشنجاً. وتضيف أم محمد: قبل أن آتي به إلى الدكتور عايض كنا بمركز الأطراف بمحافظة إب، ولم ينفعه شيء، ومكثنا عامين ونصف العام بتعز أيضاً، ولم يفده شيء، ولم يكن هناك أي تحسّن، ومن خلال متابعة الحالة لدى الدكتور عايض تحسّن بدرجة كبيرة، والآن يتحرك ويتحكم بالحركة، وبدأ يعتمد على نفسه بفضل الله.

ضمور بالدماغ!
أم زنجبيل سلطان العلوي (محافظة حجة) تحكي لــ(لا) أن بداية الحالة التي عانت منها زنجبيل كانت بسبب تعسّر الولادة، مما سبب لها ضموراً في الدماغ، ونقص الأكسجين، وارتخاء في عضلات الجسم. تضيف: وبحمد الله بعد ترددنا على الدكتور عايض تحسنت كثيراً، كذلك تشرف على حالتها طبيبة أطفال مخ وأعصاب أصرت أن يكتمل علاجها بالعلاج الطبيعي، ودعمه بأدوية كمقويات وفيتامينات ونظام غذائي متكامل، تحت إشراف الدكتور عايض.
تتحدث أم زنجبيل بمرارةٍ عن طفلتها: كلما تفاقمت أزمتنا المادية تعود حالة الارتخاء من جديد، كما أننا نعاني أوضاعاً سيئة تجعل من الصعب جداً علينا أن نوفر لها الغذاء الصحي الذي يساعدها على التعافي بسرعة مع العلاج الطبيعي. 

تعسّر بالولادة
أم أحمد علي (صنعاء القديمة) تقول إن طفلها حدث له (صفار) ثالث أيام الولادة، ولشدة الصفار تم تحويله إلى (الحضّانة)، ثم ذهبت به إلى المستشفى، ومن المشفى حولوه إلى طبيب للعلاج الطبيعي، ومن هناك أتت مباشرة إلى المركز الكوري، ومع العلاج الطبيعي والأدوية التي قررها الطبيب السابق تحسنت حالته، فقد كانت حالته ميئوساً منها، كعدم حركة نهائياً، حتى إنه لم يكن يبكي، من شدةِ الارتخاء الذي أصابه. فيما أضاف والد أحمد الذي أخذه بين ذراعيه بعد أن انتهت جلسة العلاج الطبيعي مع الطبيب عايض: بفضل الله بدأ أحمد يتحرك، ويمشي، ويحرك رأسه، وحالته تحسنت بنسبة 90%.  

3 جلسات والفرق واضح
أما الأخ فهد واصل (محافظة إب)، والذي كان يخضع لجلسة الأشعة تحت الحمراء، فيقول إن له 4 سنوات من مكان إلى مكان بحثاً عن العلاج دون فائدة، فهو يعاني من شد عصبي في الجهةِ اليسرى، لكن بمجرد بدء جلسات العلاج بالمركز الكوري شعر بتحسن كبير من خلال 3 جلسات فقط. وختم: أشكر الله أن وجدت علاجاً لحالتي بعد أن كنت قد يئست.

وخز بالإبر الصينية
على السرير المقابل لفهد يرقد مريض آخر يعاني من (اللوق)، وهو المرض الذي أثبت الطب الحديث فشله في علاجه، كان يخضع لجلسة وخز بالإبر الصينية. علي رسام (بني حشيش) لديه مشكلة بالعصب السابع كما يقول الطبيب عايض: ومن خلال 8 جلسات تحسنت حالته بنسبة 90%.
فيما يقوم بمساعدةِ الطبيب في تلك الحالات د. محمد الزلحقي ـ أخصائي علاج طبيعي -الذي يقوم بتدليك جميع الإصابات بالجسم، ويبذل جهوداً كبيرة بجانب الطبيب عايض. 
***
الطب البديل أصبح لا غنى عنه في وقتنا الحاضر، خاصة وأن هناك العديد من الحالات المرضية لا يرجى شفاؤها إلا بالعلاج الطبيعي، كما أن عديد الحالات تتطلب الطب البديل كمكمل للعلاج الكيميائي والإشعاعي، كما أن الطب البديل يمتاز بأنه آمن على المستوى البعيد، وليس له أية مخاطر أو أعراض جانبية كتلك التي تسببها العلاجات الحديثة ذات المركبات الكيماوية.