بتسهيل من حكومة الخائن هادي.. واشنطن انتهكت سيادة اليمن وقتلت أبناءه

محمد الحسني/ موقع ( لا ) الإخباري

يقول الكاتب السياسي الفرنسي تيري ميسان، في كتابه (الخديعة الكبرى)، إن الحروب التي شنتها أمريكا  في اليمن والعراق وليبيا وأفغانستان تحت مسمى الحرب على الإرهاب، عبارة عن مونتاج سينمائي يراد به استباحة الدول لصالح القوى الغربية، وأن أغلب الأحداث والوقائع الإرهابية تمت صناعتها للسبب ذاته. 

هذه الشهادات تبين حقيقة الغارات الأمريكية على الأراضي اليمنية، والساعية بصورة درامية لتدمير الدول والعبث بسيادتها ومواردها والانتقاص منها. 
وبعيداً عن نظرية المؤامرة، وتفنيداً لقضية الحرب على الإرهاب وبلورة الأحداث حول ماهية التدخل الأمريكي في الحرب على اليمن، فهل يراد به القضاء على الإرهاب بشكل فعلي أم الخوض في دوامة الشراكة مع حلفاء أمريكا في الحرب على اليمن. 
شهادات وصور من البيضاء وشبوة ومأرب تبين حجم الضحايا ومدى وحشية تلك الغارات والقناع الذي تتمترس خلفه العمليات العسكرية للقوات الأمريكية في اليمن، وتبرز حقيقة تورط حكومة الفار هادي في انتشار التنظيمات الإرهابية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها وتعرض المدنيين للقصف من قبل الطيران الأمريكي، التقينا بالعديد منهم واستمعنا إلى شهاداتهم حول حقيقة الضربات الأمريكية على اليمن، لنخرج بحصيلة 80 قتيلاً من أبناء المحافظات من المدنيين و19 قتيلاً يشتبه بانتمائهم إلى القاعدة وأكثر من 7 منشآت حيوية تم تدميرها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وتصاعد الضربات الجوية الأمريكية منذ العام 2015 بالتزامن مع العمليات العسكرية لقوى العدوان على اليمن. 

مشهد درامي 
يتحدث منصور الرضا، أحد أبناء منطقة يكلا بمحافظة البيضاء، عما جرى له ولعائلته في يناير العام الماضي عندما أغارت طائرة أمريكية على مواقع يشتبه بأنها تابعة للقاعدة، يقول: (ذهبنا جميعاً إلى النوم، كنا حينها ما نزال نتناقش عن كراهية ترامب للإسلام وعن الكراهية المعلنة والعنصرية ضد المسلمين. ما زلت أتذكر ما قاله أحد الحاضرين، لقد تحدث بلسان ساخر: يذهب ملعون ويجي ألعن. 
عند الفجر استيقظنا على أصوات صواريخ تهز المدينة، وأصوات طائرات الأباتشي تملأ المكان. الجميع كان خائفاً يبكي بصورة هستيرية وخصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن. فجأة لاحظنا استهداف مجموعة من المنازل بالطائرات، قبل نزول مظلي لمجموعة من الجنود الأمريكيين إليها، من ضمنها منازل عائلة الذهب التي تقطن المدينة.
ظهر مسلحون من على أسطح بعض المنازل وتبادلوا إطلاق النار بعد الإنزال المظلي لبعض الجنود من على مروحية الأباتشي، كان هناك الكثير من الضحايا المدنيين من عائلة الذهب. وأيضاً لاحظنا سقوط جنود من القوات الأمريكية، لاحظنا بعدها قيام بعض الجنود بأخذ جثث إلى المروحية قبل مغادرتها. 
اكتشفنا بعد ذلك أن المدرسة والمستوصف هما ما تم استهدافه بالصواريخ، وأن هناك 17 شخصا ينتمون إلى عائلة الذهب لقوا مصرعهم بجانب القيادي عبدالرؤوف الذهب وسلطان الذهب وأبو برزان ومجموعة من جنودهم). 
40 مدنياً بينهم 17 مسلحاً قبلياً يشتبه انتماؤهم للقاعدة قتلوا في العملية العسكرية التي نفذتها قوات المارينز الأمريكية في الـ29 من يناير العام الماضي على مدينة قيفة بمديرية رداع بمحافظة البيضاء. 
العملية تم تنفيذها باتفاقية مشتركة مع القوات الإماراتية وبضوء أخضر من حكومة الفار هادي. 

استدلالات 
الدكتور مختار سلام تحدث عن سبب ارتفاع عدد الضربات الجوية الأمريكية على أهداف مدنية في اليمن، حيث يقول: (سيطرة هادي على بعض المحافظات أوقعت تلك المحافظات أمام خيارات عدة أغلبها سياسية وأخرى تتعلق بالأيديولوجيات، فأغلب العناصر التي تنتمي إلى سلطة هادي هي من العناصر الإسلامية المتشددة (الإخوان والسلفيين)، هؤلاء هم نواة لتكوينات متطرفة، ولعل الأحداث والتنظيمات التي تكونت في تعز وفي البيضاء وحضرموت دليل على ذلك). 
أضف إلى ذلك تورط حكومة هادي في السماح للطائرات الأمريكية باختراق أجوائها وضرب أهداف مدنية تحت مسميات محاربة ومكافحة الإرهاب، هذا التورط تقع فيه أيضاً الإمارات، لثبوت مشاركتها في عملية يكلا بالبيضاء وعمليات عسكرية أمريكية أخرى. 
كل هذه الاستدلالات تضع حكومة وسلطة هادي موضع الاتهام، لكونها سمحت للطيران الأمريكي باختراق الأجواء والسيادة اليمنية، ووافقت على ضرب أهداف ومنشآت مدنية، وأيضا إشراك طرف العدوان في تلك الضربات. 
تبقى المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة الفار هادي معرضة إما لتكوين تنظيمات متطرفة (تعز أنمودجاً) أو للعمليات الإرهابية (عدن وأبين أنمودجاً) أو لضربات جوية خاطئة من قبل الطيران الأمريكي مباشرة أو من خلال طيران العدوان (البيضاء وشبوة أنموذجاً). 

صناعة الإرهاب 
غالباً ما تلجأ القوات الأمريكية لاستهداف المدنيين بحجة مكافحة الإرهاب، في حين أن تلك الغارات تأتي بنتائج عكسية، حيث ينضم عشرات الأفراد من أهالي الضحايا إلى الجماعات الإرهابية، نتيجة وجود ضحايا لا ناقة لهم ولا جمل في مثل هكذا أحداث، مما يولد لدى أهالي الضحايا قناعة ترتقي تدريجياً إلى مرحلة الإيمان واليقين بوجوب الثأر والانتقام والانضمام إلى التنظيمات الإرهابية. 
يقول مبخوت المخلافي، دكتور علم السياسة، إن مواجهة الإرهاب يجب أن يتم دراستها بشكل مختلف عما هو حاصل ويجب معرفة وتحديد أبعادها بشكل كبير جداً، ربما أصنع قائداً يحمل الفكر الإرهابي نتيجة قتلي لأحد أفراد عائلته عن طريق الخطأ، وربما أن حالة غضب شعبي لدى مجتمع معين تعمل على خلق بيئة مناسبة لهذه التنظيمات نتيجة استهداف منشأة حيوية أو قتل شخص مؤثر في هذا المجتمع. 
يضيف المخلافي قائلاً: (هناك بعض القبائل في محافظات شبوة والبيضاء وحضرموت ومأرب تعمل على احتواء فصائل من التنظيمات الإرهابية، إيماناً منها بوجوب الثأر والانتقام لمقتل بعض شخصيات تلك القبائل، عائلتي الذهب والعولقي أنموذجاً لذلك).

قتل الأبرياء
صالح محسن العامري، من محافظة البيضاء، تحدث لصحيفة (الإندبندنت) البريطانية عن تفاصيل مقتل أفراد أسرته قائلاً: (وجدت حفيدي البالغ من العمر عامين حياً يرزق في أحضان أمه التي قتلت في العملية الأمريكية على منطقة يكلا بالمحافظة). 
وقال في التقرير الذي نشرته الصحيفة: (ظننت في البداية أن حفيدي محمد ابن العامين قد قتل أيضاً؛ لكن عندما حملته انفجر بالبكاء, كان نائماً في حضن أمه المضرجة بالدم والتي ماتت في الهجوم).
وأضاف: (وفي الصباح الباكر، وبعد انتهاء العملية، ذهبت إلى المواقع المستهدفة ورأيت الكم الهائل من الدمار، والجثث مرمية، وبينما كنت أبحث وجدت جثة ابنتي فاطمة ملقاة على الرصيف وكانت مغطاة بالدم، ورأيت ابنها محمد بين ذراعيها، فظننت في البداية أنه قد قتل أيضاً، لكن عندما أخذته من ذراع أمه بكى، لقد كان نائماً في أحضان أمه الميتة).
واستطرد قائلاً: (الطفل كان مصاباً إصابة طفيفة في يده بسبب رصاصة أصابت أمه. مثل هذا المشهد لا أحد يمكن أن يتخيله أو يستوعبه بما يحتويه من الإجرام والقتل، ولا أعرف ما كانوا يبحثون عنه. كل ما أعرفه أنهم قتلوا أطفالنا ونساءنا ومدنيين دون رحمة، وبدون أي سبب على ما يبدو).

رصد 
ذكر موقع (long war gornal) الأمريكي المختص بمكافحة الإرهاب، على لسان مسؤول الاتصالات بالقيادة المركزية الأمريكية gosh jeak أن القوات الأمريكية نفذت 27 ضربة جوية ضد تنظيم القاعدة في اليمن منذ مطلع العام 2018. 
العمليات العسكرية للقوات الأمريكية في اليمن في إطار ما يسمى مكافحة الإرهاب بدأت منذ العام 2002م، عقب أحداث الـ11 من سبتمبر، وشهدت تلك العمليات على مدى 16 عاماً تزايداً ملحوظاً. 
التزايد في هذه العمليات العسكرية، حسب الصحفي مختار السلامي، ناتج عن حالة من العجز لدى القوات الأمريكية، حيث يلاحظ أنها لم تستطع إنهاء هذه التنظيمات، بل عملت أو عمدت إلى خلق تنظيمات ومجتمعات متعاطفة مع هذه التنظيمات، بسبب الأخطاء والضحايا الناتجة عن الغارات الأمريكية. 
التزايد الملحوظ للغارات الأمريكية بدأ في العام 2015م، وتحديداً عند بدء العمليات العسكرية لقوى العدوان على اليمن وموافقة الحكومة الأمريكية على الاشتراك لوجستياً حينها مع السعودية والإمارات في حربهما على اليمن، وتطور الأمر بعد ذلك وتحديداً مع بدء التقارب الأمريكي السعودي الإماراتي في العام 2017 لتصبح هناك عمليات مشتركة بين قوات إماراتية وأخرى أمريكية في قصف مناطق مدنية تحت ذريعة محاربة الإرهاب والقاعدة، الغارات على منطقة يكلا أنموذجاً. 
 قناة (فوكس نيوز) الأمريكية قالت إن الغارات التي تنفذها الطائرات بدون طيار الأمريكية، على مواقع وأشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في اليمن، ارتفعت إلى الضعفين خلال النصف الأول من العام الماضي 2017م، مقارنة بالأعوام السابقة.
(لا) رصدت الغارات الأمريكية على الأراضي اليمنية خلال الأعوام الأخيرة، والتي بلغت 308 غارات، توزعت كالتالي: 27 غارة خلال العام 2018، و131 غارة في العام 2017، و38 غارة في العام 2016، و(22،23،26،41) خلال الأعوام 2015 – 2012م بالترتيب. 
وترتبت نسبة الغارات على المحافظات اليمنية كالتالي: محافظة البيضاء 42 %، ومحافظة مارب 29 %، ومحافظة شبوة 20 %، ومحافظة حضرموت ومحافظات أخرى 9 %. 
 
تقارير 
في العام 2017 نشر مركز كارنيغي الأمريكي لأبحاث السلام تحليلاً عن مخاطر الإسراف والإفراط الأمريكي في اليمن وتأثيره على البلاد، التي تعيش حرباً مدمرة بما يصب في مصلحة تنظيم القاعدة.
الباحث في برنامج الشرق الأوسط في مركز كارنيغي للسلام بيري كاماك تحدث عن الأخطاء التي تقع فيها إدارة ترامب في الحرب على الإرهاب في اليمن وعن خطورة استهــــــــداف المدنيين ومشاركة حلفاء أمريكا في الحرب على اليمن قائلاً: (تواصل إدارة ترامب العمل لوضع مقاربة لسياستها في اليمن الذي يعتبر أحد أبرز فروع القاعدة خطورة، ولكن هناك منحى آخر في هذه العمليات يفاقم النزاع والحرب في اليمن ويبث الروح مجدداً في تنظيم القاعدة). 
وتحدث التحليل المنشور في فبراير من العام الماضي عن الغارة الأمريكية التي شهدتها منطقة يكلا بمحافظة البيضاء قائلاً: (أخفقت غارة على مجمع للقاعدة في يكلا، وانتهت إلى مصرع عشرات المدنيين، بينهم 10 أطفال وجندي من قوات النخبة الأميركية. لا يجوز أن تلقى اللائمة في هذه العملية على ترامب وحسب، في وقت أعدّ البنتاغون تقارير عن العملية وسلمها إلى سلسلة القيادات العليا وصولاً إلى البيت الأبيض).
ويضيف الكاتب: (لكن لا شك في أن هذه الغارة الفاشلة هي حلقة صغيرة من حلقات أوسع. ففي الحملة الرئاسية العام الماضي، ذاع صيت دعوة المرشح ترامب إلى (اقتلاع عائلات) الإرهابيين، فيما كانت إدارة أوباما تحث على ضبط النفس في الحرب على اليمن). 
من جهة أخرى تقدِّر مؤسسة (ذي نيو أميريكا فاونديشن) أن الحملات الجوية الأميركية ضد القاعدة قتلت ما بين ألف و1250 مقاتلاً في اليمن منذ العام 2009، في المدة الزمنية نفسها، وفق تقرير صدر عن (انترناشونال كرايزس جروب)، استفاد (القاعدة) من الحرب على اليمن، وصار (أقوى من أي وقت مضى)، وارتفع عدد مقاتليه من بضع مئات إلى نحو 4 آلاف مقاتل اليوم.
 وزارة الخارجية الأميركية قالت في تقريرها السنوي الأخير عن الإرهاب، الصادر في حزيران/ يونيو العام الماضي، إن (القاعدة في شبه الجزيرة العربية حصد في 2015 المكاسب من النزاع في اليمن، فتمدد إلى المحافظات الجنوبية والشرقية. وعلى رغم خسارة عدد من كبار قادته في 2015، كان في وسع هذه الجماعة زيادة عدد مجنديها وتوسيع ملاذاتها الآمنة في اليمن. كما تسللت إلى صفوف عدد من الفصائل في ميدان المعارك، فباتت عملية مكافحتها أكثر صعوبة).

نحن مستهدفون 
أبريل آلي، كبيرة المحللين لشؤون شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات الدولية، تحدثت عن حقيقة الغارات الأمريكية وعن المردود العكسي والناتج الدعائي الذي يستفيد منه القاعدة في اليمن جراء سقوط عشرات المدنيين. تقول: (الغارة... مثال جيد على ما لا يجب عمله).
وأضافت: (استخدام الغارات الأمريكية والعدد الكبير من الضحايا المدنيين مثيرة للغضب بشكل عميق وتخلق مشاعر مناهضة للولايات المتحدة في اليمن بشتى أطيافه السياسية، وهذا يصب لصالح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية).
سالم سعيد، أحد أبناء قبيلة العذلان المرادية في مأرب، تحدث عن قبيلة العذلان وكيف تحولت أجزاء منها إلى مناطق حماية للقاعدة، وعن الضربات الأمريكية التي استهدفت المدنيين في مأرب. يقول سالم: (لم تكن قبيلة العذلان وقبائل مراد على صلة بالقاعدة أو أي عناصر ترتبط بها، اجتمعنا كثيراً مع مشائخ القبائل وأخرجنا أي مشتبه بانتمائه للقاعدة من أراضينا، خرجنا كثيراً في مظاهرات واعتصامات مستنكرين الضربات الأمريكية على قبائل مراد وعلى وقوع ضحايا من أبناء قبائل مراد، قلناها بصوت عالٍ: العذلان ليست قاعدة، لم نجد أية وسيلة أو جهة أو منظمة تستمع إلى أصواتنا، الكثير من الأسر هنا فقدت أبناءها والكثير منهم تعاطفوا مع رجال من تنظيم القاعدة، لا حجة اليوم على بعض الأسر في تعاطفهم مع هذه التنظيمات، لأن هذه الغارات والعمليات بشكل أو بآخر سوقت لنفسها عن طريق الضحايا المدنيين، على أن القاعدة ينهج الطريق الصحيح).
وقفة احتجاجية نفذها أبناء مديرية الصعيد في محافظة شبوة منتصف فبراير الماضي، نفذها أهالي الضحايا المدنيين الذين قتلوا في غارة جوية شنتها مقاتلة أمريكية في الأول من فبراير. الوقفة انضم إليها عشرات الأسر التي تعرض أبناؤها للقتل والإصابة بسبب الغارات الجوية الأمريكية. 
صالح الحواش، أحد الذين نظموا الوقفة يقول لـ(لا) إن العمليات والغارات الأمريكية لا تستهدف أحداً سوى أبنائنا من الأطفال والنساء، لا نعلم ما هي القاعدة وما هو الإسلام المتطرف، نحن فقط مواطنون وقعنا تحت فوهة غبية للأمريكان، فوهة لا تفرق بين الطفل الرضيع والأم والشاب المسالم، نحن مستهدفون دائماً. 

كيف...؟! 
يظل السؤال: كيف لحكومة الفار هادي، التي تدعي أنها شرعية، أن تشارك في قتل أبنائها تحت قناع محاربة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية، خاصة إذا علمنا أن هذه الحكومة أجازت أكثر من 80 % من الغارات الأمريكية على اليمن تحت ذريعة مكافحة الإرهاب؟! 
شهادات وأرقام وتصريحات تختزل معنى أن تهتك سيادة دولة ويقتل أطفالها وتدمر منشآتها تحت أعذار وأسباب لا أساس لها وفي ظل تخاذل ورضوخ من قوى العدوان الداخلي أمام قوى العدوان الخارجي. 


مرفقات التقارير: 
http://www.vocativ.com/438322/us-report-middle-east-civilian-deaths/ 
http://carnegie-mec.org/diwan/68016