حلمي الكمالي / غازي المفلحي/ لا ميديا

منذ 3 أعوام وتحالف العدوان على اليمن ينتعل حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن ليمر إلى مشاريعه التمزيقية وينفذ به أجندته وأطماعه. وما كان للحزب من ثقل مزيف ناتج عن نفوذ قوى الإقطاع التابعة له والبارعة في ركوب الموجات واستثمار الأزمات تلاشى بعد أن ظهر الحزب مطية وماكينة في يد غلمان النفط وهو في صف أعداء الوطن وفاقد القرار والإرادة وتساق قياداته السياسية وعصاباته المسلحة كالأنعام حسب الأهواء الخليجية المتناحرة. 
التساؤلات اليوم بشأن الانقسامات الحادة داخل قيادات الإصلاح ومدى تأثيرها في ميدان المعركة عسكرياً وسياسياً، خصوصاً وأن الحزب خسر تقريباً كل شيء، فمن يدير اليوم قرارات الحزب؟ وعلى أي قاعدة يتكئ؟!
تساؤلات كثيرة تجيب عنها (لا) من خلال تسليط الضوء على محطات تاريخية مهمة منذ نشأة الحزب وحتى اللحظة.

ارتباط بمشروع خارجي منذ النشأة 
نشأ حزب التجمع اليمني للإصلاح فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي ورث المشروع البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية على أساس إنقاذ قوى الرجعية والاستعمار. وارتبط الحزب منذ النشأة بمشروع خارجي جامع غير قائم على جغرافيا معينة، بل كان أداة لتنفيذ أجندات خارجية بعيده كل البعد عن حاجة المجتمع في الداخل.
ونشأ الحزب على يد قوى قبلية وعسكرية تعد من أكبر مراكز الإقطاع في البلد في لحظة كانت الجماهير بحاجة لأي غطاء سياسي يتحدث باسمها.

مافيا الإقطاع 
البنية الأساسية لحزب الإصلاح معقدة، بالرغم من وضوحها، حيث تضم وكلاء قوى الرجعية والاستعمار في اليمن القبليين والعسكريين والسلفيين، وعلى رأسهم عبدالله بن حسين الأحمر الذي يشكل الجناح القبلي، وعلي محسن الأحمر الذراع العسكرية للحزب، وعبدالمجيد الزنداني الجناح الجهادي والدعوي للحزب، بالإضافة إلى مجموعة أرجوزات قبلية وسلفية من مختلف المحافظات، ويمثل هؤلاء مافيا الإقطاع في البلد، حيث يمتلكون بحسب المعلومات المسجلة لدى منظمات دولية ومحلية أكثر من نصف ثروات البلاد.

التركيبة الوهابية الإخوانية 
تركيبة حزب الإصلاح الذي اتخذ مذهب الوهابية السعودية كعقيدة لنشر الأفكار المتطرفة وتعبئة الشارع على انتهاج خط الخيانة والعمالة تحت الوصاية الأمريكية، هذه التركيبة لم تبتعد عن التوليفة التركيبية للتنظيم الدولي للإخوان، حيث اتخذ الحزب نفس الأفكار والأسس للتنظيم الدولي، القائمة على الولاء المطلق لرموز الوهابية والإخوانية.
في تلك المرحلة مع بداية ظهوره في سبعينيات القرن الماضي كفرع للتنظيم الدولي للإخوان قبل أن يتحول تحت مسماه الحالي في سبتمبر 1990 كان حزب الإصلاح مهتماً بفرز القيادات السياسية التي تؤمن بالولاء المطلق للقيادة بعيداً عن انتهاج مبادئ أو لوائح محددة، فالحزب لم يكن له برامج معينة، بل كانت هيئته التنظيمية معقدة وغير واضحة وقائمة على عبادة الوثنيات الإخوانية والوهابية مثل حسن البنا وسيد قطب ومحمد عبدالوهاب.

حاجة قوى الرجعية والاستعمار 
ويؤكد الباحث السياسي عبدالرحمن سلطان أن نشأة الإصلاح جاءت تلبية للحاجة التي كانت تعيشها قوى الرجعية والاستعمار آنذاك، وهي وضع قدم لها عن طريق حزب معارض يجير غضب الشارع لخدمة مصالحها، وهو ما حدث خلال العقود الأربعة الماضية.

الأداة الحادة لقمع الحركات التحررية
لم يكن الهدف من تأسيس حزب الإصلاح طرح أو تقديم أي إضافات على الساحة الوطنية بقدر ما كانت سياسة التفاف على الثورات الحقيقية وسلب ذروتها وضرب الحركات التحررية المناهضة للهيمنة الأمريكية. وكان الحزب الأداة الحادة التي بترت يد المقاومة منذ فترة السبعينيات وحتى مطلع الألفية الثالثة، علاوة على أنه لم يكن حاضراً في صميم اللحظات التاريخية للدفع بها إلى الأمام، وكان جل تركيزه خارج حدود الجغرافيا الوطنية، حيث انخرط حزب الإصلاح خلال الفترة الماضية في معظم الحروب والأحداث التي فجرتها الجماعات الإسلامية السلفية الإخوانية في المنطقة، بدءاً من أفغانستان والشيشان والعراق مرورا بداعش. 

العلاقة مع الماسونية 
لكون حزب الإصلاح شريكاً دائماً للسلطة منذ نشأته فقط استطاع أن يمتد وينشر جذوره في كل أنحاء البلد، حتى تمكن من فرض هيمنته على السوق الاقتصادية والمنابر الدينية والتعليمية، وتغلغل في كل مؤسسة، وأصبح المواطن اليمني يلحظ وجوده في كل مكان، دون أن يلمس منه شيئاً إيجابياً. ولعل ذلك كما يؤكد المراقب سليمان الوشلي يدل على سياسة الحزب التي كان ينتهجها لخدمة أجندات خارجية دون الاهتمام بأحوال الناس في المجتمع. 
وإذا نظرنا لسياسة حزب الإصلاح فإنها أشبه بالماسونية كما يصفها الكثير من المراقبين الذين يؤكدون صلة الإخوان المسلمين بالماسونية عبر حقائق تاريخية كشفتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية في تقارير مختلفة ونشرت وكالة (ويكليكس) في يونيو 2013 عن علاقة إسرائيل بالتنظيم الدولي للإخوان وأشارت إلى أن إسرائيل الداعم الأول لجماعة الإخوان منذ نشأتها، وكشفت عن صلتها بالماسونية العالمية. 

أيلول اكتسبت الحواضن الاجتماعية 
تمثل القوى النخبوية في حزب الإصلاح القاعدة الأولى التي تحرك جماهير الحزب. ولعل ذلك مكنها من تعبئة الشارع والقدرة على الحشد خلال الفترة الماضية. إلا أن ذلك لم يمكنها من كسب الشارع، بل على العكس تماماً تسببت في قطيعة كبيرة معه. ولعل الفشل الذريع لثورة فبراير 2011 التي التف عليها حزب الإصلاح خير دليل على ذلك، بينما في المقابل نجحت ثورة 21 أيلول 2014 بسبب أنها كسبت الحواضن الاجتماعية ودكت قوى النفوذ والإقطاع. ويؤكد المحلل السياسي أحمد الشميري أن لا وجود أصيل لحزب الإصلاح، إلا أنه استغل غياب الدولة خلال العقود الماضية فاستطاع أن يلتف على الشارع دون أن يكسبه، مشيراً إلى أن تلك القدرة لم تكن مبنية على صلة وثيقة بالشارع، لكنها كانت مجرد ماكينات استغلال تستثمر حاجات الشارع وتجيرها في الاتجاه الآخر. 

الإخوان بلا مركز 
بداية ظهور التنظيم الدولي للإخوان كانت في مصر قبل أن ينتشر في دول أخرى، إلا أن مصر مع ذلك لا تعتبر مركزاً رسمياً له؛ إذاً فأين هو المركز الرئيسي للإخوان المسلمين؟!
منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في سنة 29 من القرن الماضي على يد حسن البنا لم يكن للجماعة أي مشروع واضح يخدم مصر، غير أنها وخلال 90 عاماً ظلت تعمل خفية. وبالرغم من دعوتها للجهاد إلا أنها لم تدعُ لقتال إسرائيل بشكل صريح ومعلن. وعلاوة على ذلك فإن القيادي الإخواني المعروف يوسف القرضاوي أصدر فتوى للإرهابيين عام 2013 بأن القتال في سوريا ضد الحكومة السورية أولى لهم من القتال في إسرائيل، وهذا ما يؤكد عملها لصالح الاستعمار الغربي.

الإخوان بلا مشروع لبناء الدول
ووفقاً لجمال حبيب، الخبير في الحركات الإسلامية، فإن جماعة الإخوان المسلمين أشبه بتنظيم القاعدة أو داعش، فهي لا تدافع عن مجال جغرافي معين، ولا تمتلك مشروعاً يعبر عن مظلوميات الشعوب أو يسعى لبناء الدول، مشيراً إلى أن إيمانها بفكرة التنظيم الدولي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها عبارة عن أداة تدار من البيت الأبيض لضرب حركات الإسلام التحرري الثوري في المنطقة العربية والإسلامية.

بيانات الإصلاح يكتبها النظام السعودي
أيدت قيادات الإصلاح ورموزه العدوان على اليمن منذ لحظاته الأولى، وباعت نفسها للتحالف العدواني، وخسرت اللعبة الخطرة التي أدخلت نفسها فيها وما عادت تملك من الأمر شيئاً، وباتت تائهة متشظية بين مدائن العدوان تقاد يميناً ويساراً مع موقفها المسلوب وبياناتها الرسمية التي يكتبها النظام السعودي نفسه، فقراراتها ومواقفها وحتى حياتها وحريتها تحت رحمة سيف وريال المشغلين السعوديين والإماراتيين والقطريين، والقيادة الرسمية للحزب التي ما عادت قيادة إلا مجازاً أصبحت اليوم في حالة تجمد وعجز عن الإدلاء بدلوها كما تريد في منعطفات المعركة اليوم، فالأحداث المهمة والكبيرة والخطيرة تتوالى تباعاً على الساحة اليمنية دون أن يكون للحزب موقف وبيان رسمي تجاهها، فقد أصبح حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن مجرد بيدق صغير في الصراع الإقليمي الدولي وليس في الصراع اليمني فقط. 

لا رهان على الانقسامات
القيادي السلفي محمد طاهر أنعم يؤكد في حديثه مع (لا) أن الاستخبارات السعودية استطاعت أن تخترق حزب الإصلاح عن طريق المشائخ القبليين الموالين لها وشراء قياداته بالأموال والهبات، حتى تمكنت من تحريكها وتسييرها، مما كون طبقة مرتبطة بالنظام السعودي.
ويرى أن هذا الاختراق السعودي للإصلاح عبر شراء قياداته كان من أجل يوم كهذا. ونرى كيف تبرر هذه القيادات جرائم العدوان السعودي. وكشف أنعم أن السعودية تحتجز القيادات الإصلاحية الموالية لها وتضعها تحت الإقامة الجبرية، مضيفاً أن الكثير من القيادات لا تجرؤ على انتقاد الإمارات خوفاً من السعودية، وهذا ما يفسر أيضاً الانقسام الكبير الحاصل داخل الحزب الذي تشظى داخل ملعب العدوان. ويشير أنعم إلى أن هذه الانقسامات لا يمكن المراهنة عليها، لأن قيادات وأعضاء الحزب كافة مرتبطة به ارتباطاً اقتصادياً يجعلها داخل أطر الحزب وإن اختلفت. 

مقايضة سياسة 
من جهته يؤكد فائد اليوسفي، أكاديمي وخبير في الشؤون السياسية، في حديثه لـ(لا)، أن موقف بعض القيادات الإصلاحية بشأن سقطرى ليس موقفاً وطنياً، فمن يصر على استمرار العدوان على اليمن لا يمكن أن يكون صادقاً في موقفه الرافض لاحتلال جزيرة يمنية من قبل نفس العدوان الذي يؤيد عدوانه على البلد، مشيراً إلى أن هذه المواقف هي فقط للمقايضة السياسية مع الإمارات والسعودية من أجل قطر.

أداة واحدة ومستخدمون عدة
يقول الصحفي أحمد الشريفي في حديثه لـ(لا) إن (ما يمر به حزب الإصلاح من تأرجح في الموقف وتوهان في الرؤية هو نتاج أو انعكاس للأزمة القطرية السعودية الإمارتية، فالإخوان ينتمون نفسياً وأيديولوجياً للنظام القطري، وينتمون مادياً للنظام السعودي، والخلاف السعودي القطري أوجد هذه الحالة من الارتباك والتخبط وعدم وضوح الرؤية لدى الحزب تجاه مختلف ما يدور وما يحصل في الساحة، لأنهم أداة تتبع الخارج أولاً، ولانحصار دورهم التخريبي في الداخل ثانياً، جعلهم أداة مرحلية يقوم من يمولهم بتحقيق أهدافه عن طريقها ثم يرمي بهم، وتصنيفهم من قبل السعودية على أنهم جماعة إرهابية وهم يقاتلون لتحقيق أهدافها في اليمن خير دليل على ذلك). 

موقف الإصلاح من أحداث 
مهمة في ساحة المعركة
هناك أحداث كبيرة وتغييرات ترسم بالخط العريض على خارطة المعركة ولا يريدها حزب الإصلاح قطعاً وتعتبر تهميشاً له وتضييعاً لجهود عمالة وخيانة وارتزاق 3 سنوات، وجعل دماء آلاف المرتزقة المتحمسين تضيع هباءً منثورا، مثل تمكين طارق عفاش ودعمه وإفساح المجال له لممارسة دور ارتزاقي مرموق وقيادة جزء كبير من المعركة ضد وطنه، وهذا ما يخالف طموحات وخطط الإصلاح وتضحياته السابقة ويستخف بموقفه من طارق وعمه صالح وماضيهما العدائي مع الإصلاح، فالحزب ممتعض بشدة من هذا الدور لطارق الذي يعتبر كالتوبيخ له على فشله في الثلاث السنوات السابقة، ولكنه لا يستطيع معارضته ببيان رسمي من الحزب بسبب السوط السعودي الإماراتي الذي يلوح أمامه، وإنما يبدي استياءه من طارق السلفي المدعوم إماراتياً الذي ربما لن تكون معاركه ضد الجيش واللجان الشعبية وحسب، بل قد تحدث الكثير من الصدامات بينه وبين عصابات الإصلاح ومليشياته في تعز وغيرها عبر أصوات أحادية لكتابه وناشطيه الآمنين من ذلك السوط في قطر وتركيا، وأيضاً ما يخالف ادعاءاته ودعواته مثل حادثة اغتصاب فتاة الخوخة التي أسقطت آخر رداء للحمية أو الغيرة والوطنية عن هذا الحزب الديني المتلبس بالوطنية، فلم يهمس الحزب حتى همساً بإدانة تلك الجريمة، كذلك اغتيال أئمة المساجد المحسوبين على صف العدوان ومشائخ الإصلاح ومن يحسبون عليه في عدة محافظات جنوبية وشمالية، فتلك التصفيات تؤلم وتغيظ الإخوان ولكنهم يكتمون غيظهم خوفاً من البطش الخليجي وطمعاً في ماله، بالإضافة إلى الحادثة الأخيرة المتمثلة في أطماع الإمارات الواضحة في سقطرى والتي أحدثت ضجة كبيرة، لكنها لم تحرك شيئاً في موقف الإصلاح الرسمي العاجز عن الحركة أصلاً. ويقول الأستاذ أحمد الشريفي معلقاً على موقفهم في هذه الحادثة: (ضبابية الموقف الإصلاحي من سقطرى واحتلالها لا أعتقد أنه موقف متذبذب بل متطابق مع الاحتلال، ولكن مع طرف معين من هذا الاحتلال وهو السعودية وليس الإمارات، فالسعودية أرادت أن يكون لها قدم في سقطرى فأوعزت للإخوان في ما يسمى بحكومة الشرعية بالتقدم لمجلس الأمن بشكوى ضد الإمارات، وما كان هذا ليحدث لولا الضوء الأخضر السعودي، ورافق الشكوى الكثير من التباكي الإخواني عبر مطابخهم الإعلامية وأبواقهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وعندما اقتنعت الإمارات بضرورة مشاركة السعودية في احتلال سقطرى صمت حزب الإصلاح (الإخوان في اليمن) وانتهى التباكي بتغيير المحتل، وفي النهاية حزب الإصلاح أيد احتلال اليمن كله بشكل رسمي فكيف له أن ينتقد الاحتلال وهو جزء وأداة من أدواته؟!).

أبواق كبار وصغار
ويعود كثير من الأسباب وراء هذا الارتباك حسب بعض الآراء إلى كون قيادات الحزب وأبواقه الكبيرة محتجزة في الرياض وربما تحت الإقامة الجبرية ولا تستطيع أن تعلن موقفاً رسمياً من أي حدث إلا بموافقة النظام السعودي، بينما جزء من ناشطي الحزب ومزاميره الصغار الموزعين في تركيا وقطر وغيرها من الدول التي لا يطالها النفوذ السعودي والقائم بينها وبينه مع الإمارات صراعات محمومة يقومون بإعلان مواقفهم القطرية التركية الأصل على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الوسائل الإعلامية، خاصة تلك المواقف المهاجمة للإمارات، لكن تلك الأبواق لا تهاجم الإمارات في شأن يمني نصرة لليمن، بل نصرة لقطر والحلف الإخواني، وتبقى مهمة من في السعودية من رموز الإصلاح حتى الآن هي السكوت حتى توظفهم السعودية عند اللزوم إذا نشب خلاف بينها وبين الإمارات.

الأصدقاء الأعداء 
هذا كله ينعكس على نشاط الحزب العسكري بمرتزقته وعصاباته المسلحة في جبهات القتال المعروفة لدى الجميع، وخاصة السعودية، بنشاطها في البيع والشراء أكثر منه في القتال، فعصابات الإصلاح لا تزال تعمل تحت مظلة العدوان ما دام المال السعودي يتدفق، والعلاقة قائمة مادامت المصالح المشتركة قائمة بالرغم من العداوة الحقيقية بينهم، ولكن السعودية أصبحت تثق بمرتزقة الجنوب أكثر من مرتزقة الإصلاح الذين قصفت وقتلت منهم المئات في حوادث عصيان والتفاف على أوامرها وخططها سببت خسائر وانتكاسات كبيرة لهم في ساحة المعركة.

السكوت أسلم
حتى وإن أتيحت للحزب فرصة لتبني رأي معين فإنه يتفادى ذلك خوفاً من خسارة فصائله وتياراته المختلفة التي بات لكل منها مشروع ارتزاق وعمالة مستقل، فهناك التيار الشبابي مثل توكل وخالد الآنسي وغيرهما، وهناك التيار العتيق مثل اليدومي وصعتر، وهناك تيار علي محسن، وغيرهم. وبالمثل فلهذه التيارات ظل من المقاتلين في أرض المعركة، والذي ما عاد يحول بين اشتعال المعارك فيما بينهم غير غموض وصمت الحزب الذي يعرف أن أي موقف منه مهما امتاز بالكياسة والتوازن سيحدث شروخاً كبيرة ويفجر نزاعات متعددة بين فصائله التي لدى كل منها حساباتها الخاصة وتتلقى أوامرها من أكثر من جهة.