شايف العين / لا ميديا

على مدى أكثر من 3 أعوام والفشل الذريع عسكرياً وإعلامياً يلاحق تحالف العدوان الأمريكي السعودي على الوطن، وفي محاولة بائسة اتخذ الأعداء من وسائل إعلامهم سلاحاً يحاولون عبره تحقيق النصر الذي عجزت أحدث أسلحة العالم عن منحهم إياه في تصعيدهم الأخير الذي يهدفون منه احتلال الحديدة.
ففي عمليتهم التي سموها (النصر الذهبي)، وأعلنوا عنها في 13 يونيو الماضي، لغزو الحديدة والسيطرة على سواحلها ومينائها، عوّل الغزاة على ترسانتهم الإعلامية الضخمة لحسم المعركة عبر الشائعات والأكاذيب المضللة للواقع الميداني التي تروجها من حينها إلى اليوم وشنت بها حرباً نفسية خاسرة ملأتها التناقضات الفاضحة لاستديوهاتها الإخبارية، والتي رصدتها صحيفة (لا) خلال هذه الفترة، وتقدمها في هذا التقرير.

نبذة عن الحرب الإعلامية النفسية
الحرب الإعلامية تأتي مصاحبة للحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية، وهي مجموعة من الأفكار والشائعات والمعلومات الخاطئة تبثها وسائل الإعلام المتنوعة، مستهدفة مجتمعاً معيناً بهدف تحقيق التضليل الإعلامي لأفراد ذلك المجتمع المتلقي وصولاً إلى التأثير على نفسياتهم وإدخالهم في حالة إرباك وفوضى تكسر إرادتهم وعزيمتهم بما يخدم مصالح الدول الراعية لتلك الوسائل الإعلامية.. وقد عمدت دول تحالف العدوان إلى استخدام الحرب النفسية في تصعيدها الأخير في الساحل الغربي قبل شهر تقريباً، غير أن صمود ووعي أبناء الشعب عموماً والحديدة خصوصاً وإدراكهم للأكاذيب التي تروج لها وسائل إعلام العدو منذ اليوم الأول لعدوانه في 26 مارس 2015 وحتى اليوم، حال دون بلوغهم هدفهم، تساندهم في ذلك وسائل الإعلام الوطنية رغم إمكاناتها البسيطة مقارنة بما تملكه ترسانة العدو الإعلامية.
ولم تستطع قنوات (سكاي نيوز)، (العربية)، (الحدث)، تلفزيون (الآن)، (روسيا اليوم) وغيرها من الوسائل الإعلامية التي اشتراها تحالف العدوان لمساندته في حربه على اليمن، أن تبقى بعيداً عن الفضيحة، بل لا تزال على نفس النهج الذي انتهجته قبل 3 سنوات.

سيل التناقضات يبدأ
ما إن أعلنت قنوات دول تحالف العدوان الفضائية عن بدء ما سمتها عملية (النصر الذهبي) التي اتفقت جميعها على أنها ستكون سريعة وخاطفة لاحتلال مدينة الحديدة، حتى صاحبتها منذ الوهلة الأولة انتصارات وهمية ليس لها وجود سوى على شاشاتها وتختلف من قناة لأخرى.

سباق إعلامي للسيطرة على المطار
بعد أيام من إعلانها انطلاق معركة تحرير الحديدة، سلطت قنوات العدو التلفزيونية برامجها وغرف أخبارها للحديث عن أهمية مطار الحديدة الذي تستدعي السيطرة عليه رغم علم الجميع أنه خارج الخدمة مثله مثل مطار صنعاء. وبعد أن كانت معركتهم تهدف إلى تحرير الحديدة، انخفض السقف ليغطي مطارها فقط، وهذا كان أول دليل على فشلهم هناك.
قناة (سكاي نيوز) التي تبث من الإمارات سبقت بقية القنوات في تحقيق الإنجازات الميدانية على شاشة القناة فقط، أبرزها السيطرة على مطار الحديدة، فخلال 6 أيام في الفترة (13-19 يونيو الماضي) بدأت القناة بإعلان عملية النصر الذهبي لتحرير الحديدة، ثم سيطرت على مناطق في مديرية الدريهمي جنوب المدينة، ثم أعلنت ما سماها التحالف العربي عملية عسكرية إنسانية لتحرير الحديدة! 
واصلت القناة مع مراسليها والمحللين الذين تستضيفهم تصعيدها في الحديدة لتسيطر في اليوم الثالث على دوار المطار وتحاصر الجيش واللجان الشعبية، وفي اليوم الخامس اقتحمت أسوار مطار الحديدة من الجهة الجنوبية الغربية حد زعمها، وحررته بإسناد من التحالف في اليوم السابع الذي تقدمت فيه نحو مناطق ومديريات جديدة في مدينة الحديدة.
في الوقت الذي سيطرت فيه قوات ما تسمى الشرعية على مطار الحديدة في شاشة قناة (سكاي نيوز)، كانت القوات ذاتها في شاشة قناة (الحدث) السعودية لم تسيطر بعد، وإنما على وشك فرض سيطرتها الكاملة عليه، في موقف يبعث على السخرية من الإفلاس الفاضح لتحالف العدوان الأمريكي السعودي.

التقدم بعد تحرير المطار صوب المدينة
قناة (الآن) الفضائية التابعة لتحالف العدوان قررت التقدم على بقية القنوات باقتحام قوات الغزو ومرتزقتها أول أحياء مدينة الحديدة السكنية، حيث قالت في تاريخ 20 يونيو إن ما سمته الجيش اليمني اقتحم حي الربيصة وعينه على الميناء بعد أن فرض سيطرته الكلية على كامل المطار.
أما قناة (سكاي نيوز) التي سيطرت على المطار فذهبت بعدها لتمشيط محيطه الذي قالت إنها سيطرت عليه قبل دخولها المطار، معلنة عن أن وجهتها القادمة صنعاء، لتبعث بذلك تساؤلاً مفاده: لماذا تقوم قوات تحالف العدوان ومرتزقتها بتمشيط منطقة واقعة تحت سيطرتها؟
وبالنسبة لقناتي (العربية) و(الحدث) فلم تكملا السيطرة الكاملة على مطار الحديدة، بل انتقلتا إلى جبهات أخرى بعيدة عن الساحل الغربي، وتحديداً في محافظة صعدة شمال البلاد.

المعارك تحتدم في مناطق
 قبل المطار بعد السيطرة عليه
قبل إعلانها المزيف تحرير مطار الحديدة أكدت قنوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي تأمينها مناطق الشريط الساحلي على طول الخط المؤدي إلى المطار في الدريهمي والتحيتا، إلا أنها عادت قبل يومين للحديث عن اشتداد المعارك في تلك المناطق، ووصول تعزيزات من ألوية العمالقة التي تضم مرتزقة سلفيين جنوبيين إلى الفازة والنخيلة بالمديريتين.
ومحاولة تبرير فشلها أرجعت وسائل إعلام العدو سبب تراجع وتيرة المعارك في الحديدة إلى أن دول تحالف العدوان التي تتولى إدارة المعركة هناك (الإمارات) تريد إعطاء فرصة لتحقيق السلام وتجنيب المدينة الحرب، وأخرى أرجعت السبب إلى خيانة من قبل المرتزقة الذين يقودهم الخائن طارق عفاش، أدت إلى محاصرة 1250 مرتزقاً من ألوية العمالقة. وبعض القنوات تحدث محللوها عن أن السبب في انخفاض وتيرة المعارك في الحديدة يعود إلى تمركز قناصة للجيش واللجان الشعبية وزرع ألغام كثيرة أمام قواتهم.

الإعلام الوطني المقاوم يستنفر 
وزراء ميديا تحالف العدوان
خطة أمريكية تضمنت استخدام آلاف الدقائق من التدليس والخداع في استديوهات فضائيات تحالف العدوان لترهيب اليمنيين في الحديدة بغية إسقاط المحافظة واحتلالها بسقوط مطارها الذي لم يسقط أصلاً، خطوة تأتي على غرار ما فعلته أمريكا عام 2003 إبان احتلالها للعراق عندما أسقطت مطار بغداد بدعايات وشائعات زائفة بثتها وسائل إعلام تابعة لها، فسقط بيدها عسكرياً، وسقطت المدينة والدولة بأكملها.
غير أن مقطعاً لا تتجاوز مدته 50 ثانية صورته عدسات الإعلام الحربي وتداولته وسائل الإعلام الوطنية وقنوات محور المقاومة، بدد ما عملت لأجله ترسانة تحالف العدوان خلال شهر، وجعله هشيماً تذروه الرياح، ليدفع قيادة العدوان إلى تنظيم اجتماع عاجل لوزراء إعلام دول العدوان.
وبالفعل اجتمع الوزراء في 23 يونيو الفائت بعد 4 أيام من إعلانهم السيطرة على مطار الحديدة، لمناقشة سبل مواجهة وسائل إعلام القوى الوطنية ومحور المقاومة التي أطلقوا عليها اسم وسائل الإعلام التابعة لمليشيا إيران.
وبحسب محللين ومراقبين مثل الاجتماع اعترافاً ضمنياً بفشل منظومة الإعلام الخليجي وترسانتها الدعائية المصاحبة للعملية العسكرية التي تسعى من خلالها دول العدوان لاحتلال الحديدة، وتقاسماً لخيبة الهزيمة في المعركة التي تتولى الإمارات قيادتها بإشراف أمريكي.
فيما اعتبره آخرون شكلا من أشكال التنازل عن الفضائيات التلفزيونية داخل دائرة الصراع الإماراتي السعودي، والدليل على ذلك ترؤس بني سعود للاجتماع الذي يناقش بدرجة رئيسة معركة الساحل الغربي، التي بدورها تقودها الإمارات.
وقد دلت تناقضات وسائل إعلام العدو على فشلها الكبير، وأكدت على ذلك العناوين التي خرج بها اجتماع وزراء إعلام العدوان، والتي من أبرزها توحيد الرسالة الإعلامية لقنواتهم، في إشارة اعتبرها مراقبون أنها توحي بجولة ثانية من المعارك ستشارك فيها قنوات إعلام العدوان من غرفة واحدة كي لا تتكرر الفضيحة.