الشاعر أعظم شيء في الدنيا حتى لو كتب جملة شعرية واحدة، ليس هناك أعظم من الشاعر مهما كان حجمه، ومن هؤلاء الشعراء عزيز الردماني الذي يعتبر ظاهرة شعرية نادرة تفجر فيها الإبداع وقدم عطاءً مائزاً.
الشاعر عزيز الردماني متوقد العزيمة، سامي الهمة، صريح صادق وعاشق لوطن مدافع عنه.
تبدو شخصية الشاعر عزيز الردماني جلية واضحة من خلال زوامله القادرة على منح المتلقي شعوراً وأمواجاً من التحدي والصمود أمام العدوان السعودي الأمريكي، كما أن أغلب قصائده جعلها للوطن، وأصبحت رصاصة مدوية في صدر العدوان ومرتزقته.
الشاعر الكبير عزيز الردماني فهم القصيدة فهماً عميقاً، وقدرها حق قدرها، مولعاً بحبها وبالإحساس العالي بعظمتها وفضلها في التأثير.
فالزوامل التي كتبها تتوهج بمزيد من الإحكام والنقاء والانشغال الدائم بفنيتها، مما جعلها ذات حضور دائم ونفاذ إلى الوجدان.
عزيز الردماني أحد الشعراء الذين تربعوا على عرش القصيدة الشعبية.


أول قصيدة شيء عظيم
 هل يمكن أن نسترجع أحاسيسك يوم بدأت في كتابة القصيدة؟
عندما كتبت أول قصيدة، وطبعاً لم تكن موزونة، شعرت بالزهو وأحسست أنني فعلت شيئاً عظيماً.

البادي أظلم
 ما هو الزامل الذي وفقت في كتابته؟
الزوامل كثيرة، ولكن في 2011م عندما قامت ما سميت ثورة 11 فبراير، وحينها علي محسن الأحمر انضم إلى الثورة، فكتبت زاملاً أقول فيه:
يا علي محسن البادي أظلم
من لطم صاحبه يلطم
تنتقد ذي حكم
وأنت يا فندم شريكه
في أحكامه
منت خارج سلم
أنت أول شخص
لا بد يتحاكم
لأنك أول رقم
حطيت تغيير 
في خانة أرقامه
عض كفك ندم
عاد با تندم وتندم
وتبكي دم
عش مع الخوف والهم
في دهليز مظلم
ودوى مهما تغذى
على الدم والجرم
عاش مرعوب ومحطم
لا تحرك قدم
شاف عزرائيل خلفه وقدامه
وهذا الزامل انتشر كثيراً في 21 أيلول 2014م عندما اقتحموا الفرقة الأولى مدرع، لحنه الكثير، وتغنوا به دون علمي، مثل الفنان فتى البوادي والفنان علي فرج والكوماني، وأيضاً قمت بأداء هذا الزامل بصوتي ونزلته على اليوتيوب.

ثنائي نجاح الزامل
 اللحن أم الكلمة من منهما يوصل الزامل إلى النجاح؟
إذا اجتمع اللحن والكلمة يصل الزامل إلى النجاح، وأحياناً تكون الكلمة قوية واللحن عادياً ولا يتناسب مع قوة الكلمة، مثل إلقاء الشاعر للقصيدة ربما يقتل الشاعر قصيدته بإلقائه، وربما نشر بإلقائه، مثلاً المنشد عيسى الليث أية قصيدة يجعل لها صدى من خلال اللحن والأداء الذي يتميز به.

زامل جعلني مطلوباً أمنياً
 ماذا يعني لك زامل (سيل العرم)؟
(سيل العرم) وجهناه للشعب اليمني، وهو ضد العدوان، حتى إن إخواننا في الله الإصلاحيين في مأرب تأثروا منه حتى قاموا بتوقيف راتبي الذي كان يصرف من هناك، وجعلوني من ضمن الـ90 مطلوباً أمنياً في مأرب وقاموا بالرد على الزامل وبنفس اللحن، إلا أن الرد كان ضعيفاً، ولن يستطيعوا أن يصلوا إلى ما وصل إليه عيسى الليث. و(سيل العرم) أعتز به وأفتخر، وقد أنشده المنشد عيسى الليث، وانتشر على نطاق واسع.

لكل نصيب من الشهرة
 بعض الأوبريتات أو الزوامل الشهيرة يلمع اسم المنشد أو الفنان أكثـر من الشاعر، ألا ترى أن في ذلك بعض الإجحاف بحق الشاعر؟
لو نبتعد عن مجال الإنشاد ونستحضر بعض القصائد من الماضي التي تغنى بها الفنان أبو بكر سالم بلفقيه، فإن اسمه يأخذ نصيباً كبيراً من الشهرة رغم أن الكلمات تكون للشاعر حسين أبو بكر المحضار.

أغانٍ بدوية
 هل لك قصائد غنائية؟
لي قصائد غنائية غزلية، وقد غناها الفنان فتى البوادي، وهي أغانٍ بدوية.
 كم نسبة الشعراء الذين انضموا للعدوان في مأرب؟
الكثير من الشعراء، وخصوصاً شعراء الإصلاح.

تعدد الألوان مهم
 العدوان أتاح المجال أمام الكثير من المواهب الشعبية، ولكن هذه المواهب تعتمد على لون واحد من الألوان، وهو الزامل، فعندما تخاطب شعباً واحداً بأكمله بلون واحد يضعف خطابك ويحجمه. ماذا تقول في هذا الجانب؟
ليس صحيحاً أن نحصر الإنتاج الفني على الزامل فقط، فالبعض يرغبون أن يسمعوا الزامل مع الموسيقى، والبعض الآخر على العود، وهناك أناس يريدون أن يسمعوا الزامل على الأورج، وبعضهم على الإيقاع، فيجب أن نشجع كل الألوان الفنية، لأن الوقت ليس مناسباً أن نحصر الشعر على نطاق معين، فالشعب اليمني متعدد الأذواق.

الليث سينقله للعالمية
 البعض يقول إن الزامل سيصبح ثقافة عالمية، هل توافقهم الرأي؟
إذا كانت بصوت عيسى الليث ستصبح ثقافة عالمية.

 هل تكتب القصيدة الفصحى؟
أكتب القصيدة الشعبية بصورة فصحى، لأنني أختار مفردات يفهمها الجميع.

 ماذا أضاف لك الشعر؟
أضاف لي الشهرة والعلاقات الاجتماعية الواسعة سواء في الداخل أو في الخارج.

سأشارك في شاعر المليون
 أنت أحد الشعراء المشاركين في برنامج شاعر المليون، إذا أتيح لك أن تشارك مرة أخرى هل ستشارك؟
إذا عادت العلاقة بين بلادنا والدول الأخرى، فلا يمنع أن أشارك، وقد شاركت في شاعر المليون عام 2006 في الموسم الثالث والسادس، وكانت مشاركتي عندما التقيت بهم في الأردن وتأهلت بقصيدة بعنوان: (قيامة الشعر)، وتأهلت بها إلى دور الـ100 شاعر، ثم بعد ذلك سافرت إلى أبوظبي والتقينا هناك في فترة الاختبارات، وقد كتبت أمام شاعر أردني تأهل 4 مواسم إلى دور الـ100، وفي هذا الموسم منحه رئيس اللجنة الدكتور غسان الحسن الكرت الذهبي الذي يؤهله دون أن ينتظر مثلما انتظرنا أكثر من شهر ونصف، وتقابلت معه في أكثر من نافذة شعرية، ثم قامت اللجنة بإعطائنا بيتاً من الشعر وخلال 3 دقائق يجب أن نرتجل بيتين، فكتبت أنا 3 أبيات، وربما أنا الوحيد بين الـ100 شاعر، وكتب هو بيتاً مكسور الوزن ربما لم يوفق رغم أنه يسمى مارد الشعر الأردني، واسمه وصفي الصيران. حينها كتب حمد السعيد في (تويتر) أن شاعراً يمنياً يرتجل 3 أبيات ويزيد بيتاً على ما طلب منه، وقد تم الاتصال بي قبل التأهل إلى الـ45، أن أجهز حقائب سفري، وجهزت كل شيء، وفي الأخير اكتشفت أنهم لم يختاروا من اليمن إلا اثنين من الشعراء، وأنا أخرجوني، لست أدري لماذا، هل لأسباب سياسية أم لأسباب الوساطة!

 كلمة أخيرة..
بحكم أني شاعر، وبحكم أني من مشائخ بني جبر وعقال بني جبر، وعلى كل صاحب فطرة سليمة وصاحب عقل أن يدعوا الشعب اليمني إلى وحدة الصف، أن يتجاوزوا كل الأحقاد والخلافات والثارات، وأن يفكروا جميعاً أن العدوان الخارجي لا يريد لنا أي خير. وأيضاً أشكر الأستاذ ضيف الله سلمان رئيس قطاع الشعراء والمنشدين والذي لا يوجد أحد في وفائه، وأشكر صحيفة (لا)، وعلى رأسها رئيس التحرير الأستاذ صلاح الدكاك، وشكراً لكم جميعاً.