حاوره/ غازي المفلحي/ لا ميديا

بين زحمة انشغاله بالحديدة ومعركتها الكبيرة ذات الأهمية الاستراتيجية الدولية الكبيرة في اليمن والمنطقة، والتي يحشد تحالف العدوان خليط المرتزقة والغزاة والتكفيريين لتجديد محاولات غزوها واحتلالها، وبين قيامه بواجباته المحلية تجاه المحافظة وسكانها وتقديم الخدمات للمواطنين التي يعيقها العدوان ويحول دون توفيرها ووصولها، استطاعت (لا) أن تخطف من القائم بأعمال محافظ الحديدة الأستاذ محمد عياش قحيم، بعض الدقائق لتحاوره عن المحافظة ووضعها، وكيف وإلى أين تسير الأمور والأحداث فيها. وفي السطور التالية أجوبة لكثير من التساؤلات حول الحديدة، ناقشها وتكلم بها الأستاذ محمد عياش قحيم الشخصية التهامية المتواضعة المليئة بالإيمان والتفاني، من أبناء قبيلة الزرانيق.

الحديدة بخير وأمان
 نبدأ بالسؤال عن أهم حدث في الحديدة واليمن، معركة الساحل الغربي، ما هي آخر مستجداتها؟ وهل هناك تصعيد عسكري وزحوفات خلال الأيام الأخيرة؟
نحن الآن نتحدث معكم من الحديدة، والوضع بفضل الله وصمود الأبطال آمن وتحت السيطرة التامة، ولا قلق، رغم المحاولات البائسة واليائسة التي يقوم بها الغزاة والمرتزقة، والاختراقات التي تحدث عنها السيد القائد عبدالملك الحوثي، سلام الله عليه، وأخبرنا أنها تحصل وألا نرتبك بسببها، وأنا من خلالكم أطمئن المواطنين وأبناء الحديدة واليمن أن الحديدة بفضل الله بخير وفي أمان وبعيدة كل البعد عن سيطرة الغزاة والمرتزقة. وبالنسبة لاعتداءاتهم ومحاولاتهم اختراق الحديدة وتحقيق تقدم ما، فهي دوماً تبوء بالفشل، لأنهم فاشلون، وديدنهم الفشل. في اليومين الأخيرين حاولوا وقاموا بزحوفات فاشلة شمال الدريهمي لأجل التقدم نحو كيلو 16، لكن تم كسر زحوفاتهم وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. الساحل الغربي كبير جداً، ولا يمكن تغطيته حتى بجيوش العالم، وما يحدث هو فقط اختراقات بسيطة لا تثمر ولا تسيطر على الأرض، ولا وزن لها في معادلة المعركة، نتيجتها فقط تنكيل وقتل كبير للغزاة والمرتزقة، وقد تكون هي الإرادة الإلهية، أن (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم).

الأرض مع من يدافع عنها
 ما هو وضع ميزان المواجهة في هذه المعركة الآن؟ هل تميل الكفة لمصلحة أصحاب الأرض أم للغزاة والمرتزقة؟
تميل بالتأكيد لصالح أصحاب الأرض، لأن الأرض تقف مع من يدافع عنها من أبنائها الشرفاء، بعكس هؤلاء الغزاة المحتلين المخلوطين من كل دولة، في تجمع الشر هذا الذي تقوده السعودية والإمارات بدعم وتوجه يهودي أمريكي واضح الملامح خدمة لأجندة إسرائيلية في المسطح المائي المهم (البحر الأحمر). 

معركة كل اليمنيين
 ما هي طبيعة معركة الحديدة؟ كيف يخوضها اليمنيون بشكل عام وأهل الحديدة بشكل خاص؟
أبناء اليمن جميعاً لبوا دعوة العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، سلام الله عليه، وتجاوبوا مع هذه الدعوة للدفاع عن الحديدة واليمن، وكل القبائل اليمنية اليوم تشكل لوحة إيمانية مع أبناء الحديدة، مع أبناء تهامة الصامدين الذين استشعروا حجم المسؤولية والمؤامرة وخطرها وماذا يريد هذا العدو الباغي والمحتل من اليمن والحديدة على وجه الخصوص، وقد شاهدنا نماذج في عدن وفي تعز، وإن شاء الله لن تتكرر في الحديدة.

أجندات مختلفة
 ما هي النوايا الحقيقية لدول تحالف العدوان في هجومها على الحديدة؟ 
هناك أجندة عديدة ومتدرجة وخاصة لهذا الغرو، فالمرتزقة أجندتهم السلطة، والغزاة يستخدمون الأحزاب والمرضى وضعاف النفوس ومن يسعون وراء المصالح، ثم من خلفهم الإمارات والسعودية اللتان لهما أجندة تتمثل في السيطرة على الموانئ، وأن يكون لاسميهما حضور في اليمن والمنطقة، ومن خلفهم إسرائيل وأمريكا واليهود الذين لهم أجندتهم ومخططاتهم لحجز المسطحات المائية، لتأمين مصالحها الاقتصادية والعسكرية والاستعمارية، ولحماية نفوذ ووجود الشر في الأرض. 

وعي وطني
 كان العدوان يراهن في محاولة احتلال الحديدة ليس على القوة العسكرية فقط، ولكن على انحياز أبناء تهامة والحديدة بشكل عام له، على ماذا بنى العدوان رهاناته هذه؟ هل هناك فعلاً مزاج تهامي مؤيد له؟
سابقاً كانت هناك بعض أصوات النشاز، وظهر المرتزقة بأصوات عالية وعملوا جلبة وأنهم مع الحراك، وأن هذا حراك تهامي يخدم القضية التهامية، لكن الغالبية الساحقة من أهل تهامة والحديدة يعرفون أن هذه الأصوات والدعاوى ما هي إلا أبواب وعناوين لدخول المحتل، وهذا ما حصل مع ما يسمى الحراك الجنوبي، وها هم اليوم يدفعون ثمن تماهيهم مع المحتل واستقبالهم له، واليوم هناك ثورات في المناطق الجنوبية يقودها الرجال الشرفاء من أبناء الجنوب الذين ما عرفنا عنهم غير تميزهم بالرجولة والوطنية، بالرغم من وجود بعض من لطخ صورة الجنوب بالالتحاق بالغزاة والمرتزقة، وأذكر بالاسم قبيلة (الصبيحة) التي جعلت من أبنائها وقوداً للارتزاق، ونحن من خلالكم ندعو قبيلة الصبيحة، بمشائخها وأعيانها ووجاهاتها، لأننا نعرف أنها قبيلة عريقة، ندعوها ألا تنجر إلى ما يُراد لها من قبل المحتل، وعليها كبح الشباب الطائشين منها، وأن تعيدهم الى جادة الصواب، لأن التاريخ لا يرحم، فإذا كان هناك وجاهات ورجال شرفاء في هذه القبيلة وكبار، فعليهم أن يضبطوا هؤلاء الطائشين الذين يُحسبون عليهم وينسبون إليهم، وهم يشوهون هذه القبيلة.

حضور فاعل لأبناء الحديدة
 لاحظنا أن الحديدة من أكثـر المحافظات التي التحق أبناؤها بالجيش واللجان، فأغلب من يحميها ويؤمنها هم من أبنائها، ماذا يعني ذلك؟ وكيف يؤثر في معادلة المعركة؟
نعم هناك حضور كبير وفاعل لأبناء الحديدة، وهذا نتيجة الإيمان والالتحاق بالمسيرة القرآنية التي دأب قائدها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، سلام الله عليه، على جعلها تصنع الرجال والقيادات من كل محافظة، وقد حضرنا تخرج عدة دفع مع المرحوم الرئيس الشهيد صالح الصماد، الذي روى بدمه الطاهر هذه المحافظة. وقبائل تهامة وأبناء مدينة الحديدة واقفون اليوم في معركة الساحل الكبيرة، وذلك كله يأتي نتيجة دعم السيد عبدالملك الحوثي، وحرصه على أبناء تهامة وشبابها في كلماته الطيبة وفي مواقفه الصادقة من خلال الميدان والعمل على بناء هذه المحافظة البناء الصحيح الذي يتشارك الجميع فيه، وهذه المسيرة لا تعني محافظة بعينها أو اليمن فقط، بل تعني الأمة الاسلامية بأكملها. وإلى جوار أبناء الحديدة سينطلق أبناء تعز وأبناء اليمن كلها، وأنا أتوقع أن نرى قريباً من أبناء الجنوب الشرفاء من سينضم الى المسيرة القرآنية، وستجد في جهادهم من القوة والتضحية ما يمحو العار الذي ألحقه بعض المرتزقة وأذناب الإمارات والسعودية بالجنوب.

لم ييأس العدوان بعد
 في ظل التطورات الأخيرة لمعركة الحديدة، هل يمكن القول إن العدوان يئس من محاولة احتلال الحديدة؟
يجب أن نستبعد كلمة يأس، لأن العدو يتربص باليمن في كل وقت وفي كل الاتجاهات والمجالات العسكرية والاقتصادية، وهو اليوم يراهن أكثر على الورقة الأخيرة، وهي ورقة الضغط والأزمات الاقتصادية المميتة، ويريد بها زعزعة الشعب اليمني، وجعله مهزوماً في عملته وفي نفسيته، لكن بإذن الله أن هذا التمادي هو من سيحول اليمنيين إلى بركان يلتهم هؤلاء الغزاة والمرتزقة وكل من يصطف في صفهم.

السهل الممتنع أمام الغزاة
 رشحت معلومات أن الحديدة تعد مفتاحاً للمفاوضات المرتقبة، لماذا برأيكم؟
هناك نوايا وإرادة ومخططات لأخذ ميناء الحديدة تارة بالستار الدبلوماسي أو الأممي أو الدولي أو العسكري، والسيد عبدالملك الحوثي قد كان واضحاً وعرض إشرافاً أممياً إدارياً على الميناء، ليكشف أباطيل دعواهم. والحديدة تعتبر رئة اليمن، ولها أهمية بحرية وجغرافية كبيرة، والعدوان يعتقد أنه من الممكن احتلالها لأنها سهل تهامي، ولكن نقول له إن الحديدة هي السهل الممتنع، الذي لن يستطيع هو ولا كل أعداء اليمن، ولو كانوا أهل الكرة الأرضية، السيطرة عليها، وهذه المعركة قد أعد لها منذ سنوات بعيدة بإيجاد معسكرات إسرائيلية في أفريقيا ضمن مخطط إسرائيلي للسيطرة على الجزر اليمنية في البحر الأحمر، مثل جزيرة ميون للسيطرة على البحر الأحمر بالكامل، وقد كان القادة العرب تحدثوا سابقاً عن مخطط إسرائيلي أعد من عام 1930 للهجوم اليهودي على اليمن، لكن بفضل الله والوعي الذي بثه القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، قبل 16 عاماً، وجدت اليوم قاعدة جماهيرية وشبابية مؤمنة بالله ورسوله، تقاوم هذا المشروع الصهيوني التكفيري الإرهابي الوهابي والخليط الذي تديره إسرائيل، واليوم هناك اصطفاف ضد هذا المشروع، وهناك انتصارات عظيمة من خلال اتباعنا لتعليمات العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، سلام الله عليه، وكذلك الأستاذ مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، الذي يولي الحديدة والشريط الساحلي كل اهتمامه.

70 عاماً إلى الوراء
 في حالة ما تمت إعادة فتح ميناء الحديدة، هل لا يزال يمتلك التجهيزات والمعدات اللازمة لكي يكون قادراً على العمل بشكل طبيعي؟ وما هي الأضرار التي لحقت به نتيجة القصف والإغلاق؟
هو شبه مغلق، فهو مفتوح كجسم دون روح، فقد تم إتلاف كثير من تجهيزاته، والأضرار والخسائر كبيرة بالمليارات، أكثر من 5 آلاف حمال خسروا أعمالهم، الى جانب آلاف العمال الآخرين، وتم ضرب وتدمير 4 (كرينات)، وهي الرافعات التي تنقل البضائع من السفن الى ميناء الحاويات. الميناء في سبات كامل، وأصبحت عملية النقل صعبة وبطيئة وشبه بدائية، والآن السفن تنقل بضاعتها الى الميناء بواسطة رافعات خاصة بها، ولكنها بشكل محدود وبطيء، الآن العدوان أعاد ميناء الحديدة  70 سنة الى الوراء، كذلك العرقلة الكبيرة التي تحصل قبل السماح للسفن بالدخول، والهدف من ذلك تحويل السفن نحو ميناء عدن لأخذ أموال التجار (الجمارك)، ويا ليت حتى أن الأموال تذهب لإخواننا من أبناء عدن، لكن يسيطر عليها ويتحكم بها المرتزقة ومن فوقهم الضباط الإماراتيون الذين يأتمر بأمرهم كل من يسمي نفسه قائداً في ما تسمى الشرعية، حتى عبدربه نفسه، فقد أصبحوا أذناباً وأحذية لضباط خليجيين ليس لهم قيمة.

العدوان دمر المحافظة وشل حركتها
 ما هي الأضرار التي لحقت بالحديدة بشكل عام، خاصة وأنها تعتبر أكبر المدن الصناعية والتجارية والسياحية، خلال فترة التصعيد الأخيرة؟
العدوان وتصعيده الأخير دمر المحافظة بشكل كبير، بإنتاجها ووارداتها ومشاريعها ومصانعها وشركاتها، وشل الحركة الصناعية والتجارية والسياحية والمعيشية فيها، وقتل أبناءها ودمر منازلهم وحرمهم من أعمالهم وأوقفها مثل الصيادين والموظفين وكل العاملين في أغلب المجالات، العدوان لم يستثن أحداً، ودمر كل شيء جميل في الحديدة واليمن، لكن سنصنع من اليأس أملاً قوياً، وانتصاراتنا التي يسطرها الرجال في الجبهات هي عزاؤنا وبلسم لشفاء قلوبنا.

وصية الصماد
 في آخر لقاء جمعكم بالرئيس الشهيد صالح الصماد، ماذا دار بينكم؟ 
لقائي به كان سريعاً ومختصراً، وحديثي معه كان على الملأ، وهو أن الحديدة وصية الصماد، وكان حريصاً على أن يكون أبناء الحديدة صفاً واحداً ضد هذا العدوان، وأن يتجاوزوا كل الخلافات.. واليوم ها هي توجيهاته تنفذ في الميدان، وها قد أصبح أبناء الحديدة على قلب رجل واحد في الدفاع عنها.

الهيج لا يزال محافظاً
 ما مصير المحافظ السابق؟ 
لايزال الأستاذ حسن الهيج محافظاً، وأنا قائم بأعمال المحافظ في الحديدة، الوضع طبيعي، وتربطنا به روابط أخوة وعلاقات حسنة، أنا والأخ حسن الهيج مسلمان لقيادتنا المتمثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمجلس السياسي ممثلاً بالأستاذ مهدي المشاط، فكلنا جنود لهذا الوطن، وقضيتنا واحدة نعمل لأجل البلاد، وبإذن الله ندحر هذا العدوان بصمود وتكاتف الكل.

منظومة أمنية متكاملة
 حققت أجهزة الأمن واللجان الشعبية في المحافظة نجاحات كبيرة سواء بتفكيك خلايا تابعة للعدوان أو تحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة، الى ماذا تعزون تلك النجاحات الكبيرة؟ 
هذا بفضل الله تعالى، ونعزو ذلك الى القاعدة والحاضنة الشعبية والإخوة في قيادة أمن المحافظة ممثلين بالأخ الأستاذ أبو علي الكحلاني، ونشكر مدير أمن المحافظة ونائبه الأستاذ عمر المقبلي وكل العاملين معهم من جنود التحريات الى إدارة البحث الى مكافحة الإرهاب الى الأمن السياسي الى الأمن القومي، وإلى جميع المنظومة الأمنية والمتعاونين معها من المواطنين من أبناء محافظة الحديدة، التي استطاعت بجهودها وترتيبها وتنظيمها أن تصل الى كثير من الخلايا، وتقبض على كثير من القيادات الداعشية التي كانت تخبئ الأسلحة والإرهاب في بطن هذه المحافظة. والشكر الكبير الى الحاضنة الشعبية التي لولاها لما استطعنا أن نقبض على أي مخرب، فالمجتمع هنا يدل ويرشد ويتعاون ويزود الأجهزة الأمنية بالمعلومات، والمجتمع اليوم واعٍ كثيراً بخطر هؤلاء المرتزقة والعملاء والإرهابيين، وكل مواطن اليوم في تهامة هو رجل أمن.

وجهات نزوح متعددة
 نزوح أبناء الحديدة في أي اتجاه؟ وكم نسبة النازحين باتجاه مناطق سيطرة الاحتلال والمرتزقة؟ 
لا نستطيع أن نحدد اتجاه النزوح، إنما تحدده أماكن المعارك والقصف والمواجهات، عندما كانت المعارك في حرض نزح أبناء حرض الى الحديدة، وعندما حصلت المعارك وهجمات العدوان ومرتزقته في حيس، نزح الأهالي الى إب وصنعاء. النزوح عادةً يكون باتجاه المدن الأقرب لحركة النازحين، وحيث يتواجد لهم أهل وأقارب في المحافظات الأخرى.

اليمني الحقيقي لا يعتدي على النازحين
 ما هو موقفكم من الاعتداءات المتكررة على النازحين من أبناء الحديدة والمحافظات الشمالية بشكل عام، في المحافظات الجنوبية؟
أصدرنا بيان إدانة، وطالبنا النازحين بأن يعودوا الى أرضهم وإلى الحديدة أرض السلم والخير، ولا أعتقد أن من يقوم بهذه الاعتداءات يعتبرون يمنيين، لأن اليمني الحقيقي هو نصير وسند للمظلومين. من قام بهذه الممارسات ضد النازحين المستضعفين هم صعاليك وسفهاء من أبناء تلك المناطق، وهذا عار وعيب أسود في جبين أهالي تلك المحافظات، ولكن لا نقول إنهم جميع أبناء تلك المحافظات، ولكن هذه الأفعال من قبل سفهاء وأمراض النفوس، تشوه صورة المحافظة وأهلها بالكامل.

معوقات إيصال الخدمات
  ماذا عن مستوى الخدمات في محافظة الحديدة، والمعوقات التي تواجهكم في توفير هذه الخدمات؟
أول وأكبر معوق ومعرقل للخدمات في الحديدة هو العدوان وقصفه الجوي والمدفعي الذي يقوم به مرتزقته لكل المشاريع والمخططات والشوارع والمدارس والأسواق ومراكز الصيد والمستشفيات ومحطات الكهرباء وخزانات الوقود والميناء، وهذا هو أكبر المعوقات، في هذه المرحلة، والذي منع وأفشل أية محاولات لتقديم أو إنجاح خدمة أو خطة أو تسهيل لحياة المواطنين.

الكهرباء والمياه والصحة أولوياتنا
 خدمات الصحة والكهرباء تحتل أولوية الخدمات المطلوبة من قبل أبناء الحديدة، ما هو وضع هذه الخدمات في الفترة الراهنة؟
وضع هذه الخدمات متحسن ولا بأس به، فقد حرصنا على ألا تنقطع المياه عن المواطنين خلال هذه الفترة، كذلك الكهرباء حافظنا على استمرارها رغم قصف مخازن تموينها وصيانتها من وقود وكيبلات وقطع الغيار، كذلك تجاوزنا حصار الميناء وشحة المشتقات النفطية اللازمة لعمليات توليد الكهرباء وتشغيل المستشفيات التي لا تزال تعمل رغم احتياجها للكثير من المتطلبات والإمكانيات مثل كثير من الأدوية والمعدات وسيارات الإسعاف التي منعها الحصار، وقد طالبنا منظمة الصحة العالمية ببعض المساعدات، واستطعنا أن نحصل على 8 سيارات إسعاف، وهذا يعود فضله الى الأخ وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، والأخ الأستاذ عبدالعزيز الديلمي، وأذكرهم بالاسم، وأوجه لهم كل الشكر لما قدموه من مساعدة واهتمام بالجانب الصحي بمحافظة الحديدة. 

دعم لا محدود من القيادة السياسية
 كان الشهيد الرئيس صالح الصماد وجه نائب رئيس الوزراء وزير المالية بإعطاء أولوية في العناية باحتياجات ومتطلبات أبناء تهامة، هل ترجمت هذه التوجيهات على مستوى العمل الحكومي؟ 
نعم، وقد بدأ العمل بتلك التوجيهات خطوة بخطوة، وتوفير تلك الاحتياجات والمتطلبات، وقد التقينا بالأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ مهدي المشاط، ومن خلاله تم إيصال مصفوفة سيتم تنفيذها قريباً، وهناك دعم لا محدود من القيادة السياسية لمساعدة محافظة الحديدة في مواجهة الأزمات الكبيرة والكثيرة التي تسبب بها العدوان، وهنا أشكر الأخ نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية الأستاذ حسين مقبولي، ابن هذه المحافظة الذي يتابع الكثير من المنظمات والمؤسسات الخيرية، ويعتبر هو رئيس لجنة النازحين في الجمهورية، وله بصمات كثيرة يشكر عليها.

21 أيلول ثورة حقيقية
 ونحن على عتبة الاحتفال بالعيد الرابع لثورة 21 أيلول، ماذا يعني ذلك لأبناء محافظة الحديدة؟ وماذا يعلقون عليها من آمال مقارنة بما كانوا يعيشونه من وضع في عهد الوصاية السابق؟ 
هذه هي الثورة الحقيقية، هي ثورة المستضعفين، وأبناء الحديدة هم من أكثر من تم استضعافهم واستغلالهم وظلمهم ونهب ثرواتهم لعقود وأنظمة وصاية سابقة، وجاءت هذه الثورة لتوفر خدمات حقيقية لهم، ومن خلالها كان رئيس اللجنة الثورية الأستاذ محمد علي الحوثي، وضع حجر أساس لمشروع ميناء نفطي ومحطة كهربائية في الحديدة، وقد كنت أنا معه في الصليف، وتلك كانت من أول اهتمامات هذه الثورة المباركة، ثورة لا تعرف القبيلة، ثورة لا تعرف الوساطات، ثورة لا تعرف النفوذ، وإنما تساوي بين الجميع، وتعرف الاحتياجات الفعلية للناس، وخاصة المستضعفين منهم، فهي ثورة ستقدم لليمن ومحافظاتها ما تحتاجه تلك المحافظات وأبناؤها، وليس ما تحتاجه الوجاهات والنافذون، كما كان يحصل أيام حكم أنظمة الوصاية.