حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا

الإنشاد التهامي والصوفي بالتحديد له شجو وذائقة متفردة في الجمال، وصداه لا يمل، ولا تستطيع أن تنساه إن مر عليك يوماً ما، ومن سمع أوبريت المولد النبوي الشريف الذي أقيم في ساحة مدينة الحديدة، سيعرف حتماً ماهية الإبداع التهامي النادر.. هكذا خُلق المنشد حامد ظهير، متشحاً بصوته الذي يعانق عنان السماء، ويتحدى جبروت المنشدين الكبار.. أعرفه جيداً بصوته البديع المتميز، وتمكنه من التحليق عالياً دون تكلف أو تعب، فهو ابن البحر وابن الخضرة والساحل العصي على الانكسار، وهو لا ينكسر، يخرج في كل مرة بإبداع جديد، وفي كل إنتاج له بصمة خاصة.. تغلغل الإبداع في دمه منذ طفولته، فصقل موهبته بالاحتكاك بأرباب الإنشاد في تهامة، وكان باراً بهم، واستطاع أن يفلق الكون إبداعاً وخلقاً وسحراً.. نعم منشدنا الأنيق يحمل ذاتاً لا تشابه أحداً بشهادة أكبر المنشدين، فهو صوت بيت الفقيه العذب، ولم يخن قضيته أبداً، ولازال يحارب لأجل الارتقاء بدراسته ومجتمعه ممثلاً لهم في عدة محافل داخلياً وخارجياً، حتى اللحظة..
 المنشد المتألق حامد ظهير أهلاً وسهلاً بك في صحفية (لا)..
حيا الله صحيفة (لا) وأهلها.

جائزة قلم رصاص
 كيف كانت بدايتك مع الإنشاد؟
بدأت مع الإنشاد منذ نعومة أظافري في الابتدائية، كنت أنشد، وفي إحدى المرات حصلت على جائزة كبرى، وهي قلم رصاص، كنت حينها في الصف الأول الابتدائي، كأنني حصلت على سيارة، وكان لها الأثر الكبير في تحفيزي وانطلاقي.

مدارس وأعراس
 أنت من أبرز منشدي تهامة.. كيف استطعت تطوير موهبتك؟
الحمد لله على كل حال.. بدأ إنشادي في مدارس بيت الفقيه، ومن ثم بدأ في المراكز الصيفية، وكنت أشارك في الأعراس، فكنت أستمع إلى جميع المنشدين سواء كانوا يمنيين أو غير يمنيين، وأتعلم منهم، واستفدت الكثير بحمد الله.

معلمي الأول
 من هو أستاذك الذي شجعك وتدين له بالفضل؟
أستاذي ومعلمي الأول هو المنشد الكبير محمد حسن مجلي الذي لا كل ولا مل من تعليمي النشيد والقصيد، وإلى الآن لم أستغنِ عنه ولم يستغنِ عني.

 لديك مشاركات عديدة في السودان ..  احكِ لنا عنها؟
نعم لقد شاركت في السودان عدة مشاركات، من ضمنها مسابقة الإنشاد والمسابقة بين منشدين يمنيين، ولقد حصلت على المركز الأول في المسابقة، ولقد أنشدت في كثير من الحفلات الطلابية وفي الأعراس اليمنية التي تقام في السودان.

تجربة جميلة
 مشاركتك الأخيرة في مهرجان المولد النبوي في ساحل الحديدة، كانت أجمل من الجميل.. احكِ لنا عن هذه التجربة؟
نعم، أجمل من الأجمل، الحمد لله كانت تجربة جميلة، وتعرفت فيها على الكثير من المنشدين والشعراء والإعلاميين الكبار، ولقد سعدت فيها باستضافتي في الأوبريت لأشارك فيه لكوني من تهامة.

 هل كان هناك شيء ينقص هذا الأوبريت.. خصوصاً بعد أن أتممتم تصويره قبل أيام؟
نعم، كان ينقص باقي منشدي تهامة المتألقين.. ولكن كان رائعاً بحق، وقريباً سيرى النور.

مناسبة مباركة وليست بدعة
 ما رأيك في من يقول إن الاحتفاء بالمولد النبوي بدعة، حيث نحن في تهامة نحتفي به منذ مئات السنين؟
الاحتفاء بالمولد ليس بدعة كما يدعي البعض، وإنما هي ليلة مباركة يجب على الإنسان أن يذكر الله فيها، وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وفرصة لمراجعة النفس وتعديل مسارها.

 ما مدى تأثير العدوان على موهبتك؟
الحمد لله على كل حال، العدوان أهلك الحرث والنسل، وحتى إن الأعراس قلّت لأنها هي الدخل الوحيد لي.

مستقبل المنشدين
 كيف تنظر إلى مستقبل المنشدين اليمنيين في هذه المرحلة؟
من وجهة نظري، مستقبل المنشدين في هذه المرحلة في حالة حرجة، لأن الإنسان يلتزم الصمت في الحرب، ولا يعبر عما يدور في الساحة، وبذلك يصيبه الإحباط في نفسه، ويضطر إلى ترك الموهبة التي وهبها الله له.

دعم فرقة تهامية
 لماذا لم تشكل فرقة تهامية بحتة لها إصداراتها وخصوصياتها؟
لقلة الدعم المادي، حيث إننا قد كونا فرقة تهامية من شعراء ومنشدين، وإنني أوجه رسالة خاصة للمؤسسات الحكومية والخاصة أن يدعموا الفرقة التهامية لكي يكون لها صداها في نشر النشيد التهامي الأصيل.

 ما هو دور المنشدين في هذه المرحلة من العدوان على الوطن؟
دورهم كبير ومهم جداً، يجب عليهم أن يخرجوا، وأن يعبروا عما بداخلهم من الضيق والحزن على الوطن الحبيب.

الحنجرة الذهبية
 ما رأيك في زوامل المنشد عيسى الليث؟ وهل أنت من محبي الزوامل؟
المنشد عيسى الليث أنا من المعجبين به لكونه ما شاء الله يمتلك حنجرة ذهبية، وجميع زوامله مدهشة، وفي قمة القوة من الأداء واختيار الألحان المزلزلة.

 لماذا لم يصدر لك زامل إلى الآن؟
والله لانعدام الإمكانيات، لذلك فأنت تدري أنني في بيت الفقيه، ولا يوجد مكان للتسجيل، ولا تتوفر وسيلة مواصلات إلى مدينة الحديدة لفعل ذلك.
 
 برأيك ما الذي ينقص المنشد التهامي للظهور على الواجهة الإعلامية؟
ينقصه الكثير والكثير، وأهمها الاعتراف به كما يجب، كونه تهامياً، ودعمه مادياً ومعنوياً.

مدائح نبوية
 إلى أين تتجه بك الذائقة الإنشادية خصوصاً بعد مرحلة مهرجان المولد النبوي؟
إلى تجهيز زوامل وأناشيد تحيي في قلوبنا حب النبي صلى الله عليه وسلم، وتزرع ثقافة تهامة الأصيلة.

 من هو الشاعر الذي تتمنى أن تنشد له باستمرار؟
هو الشاعر الكبير إسماعيل مخاوي.

 ترى ما الذي يقلقك؟
تقلقني الأوضاع الإنسانية السيئة للمواطنين، وأكره لو استمرت الحرب أكثر.

 ما هي أمنيتك في هذه الحياة؟
أمنيتي نيل رضى الله سبحانه وتعالى ووالديَّ، ثم التوفيق في إنهاء رسالة الدكتوراه.

 هل هناك سؤال نسيت أن أسأله لك..؟
نعم، وهو متى سأرجع إلى السودان لاستكمال دراستي؟ 
إن شاء الله قريباً رغم المعوقات القوية التي تقف أمامي وبقوة.

 كلمة أخيرة تود قولها؟
أشكر صحيفة (لا) الجميلة لاهتمامها بالمبدعين، وعلى إتاحتها الفرصة لي للمشاركة في الصحيفة وإبداء الآراء حول منشدي تهامة والإنسان التهامي.. وشكري لجميع القائمين عليها.