حاوره: طلال سفيان

لاعب من زمن آخر، زمن جميل علمه كيف يحب التضحيات، ويكفي أنه كان فلتة كمهاجم، 
وعبقرياً في التصرف مع الكرة في منطقة الوسط، وكان صخرة دفاع بامتياز.. في الزمن الذي تواجد فيه ارتفاع اسم اليمن كروياً، وفي المنتخبات ذاع اسمه، لقد دافع عن تاريخه وعلم البلاد رياضياً.. إنه نجم اسمه لا يمحى من الذاكرة، ومقاتل شرس شجاع ذو خطوات جريئة ألهب المشاعر كثيراً، وأثار الحماس واستحق الاحترام .

• كيف بدأت قصة خالد الخولاني مع نادي أهلي تعز؟
بدأت في صفوف فريق سن 20 بنادي الأهلي بتعز عام 1984، وخضت معهم 8 مباريات، ثم تم تصعيدنا إلى الفريق الأول في الموسم الكروي 58/86م، وتوقفت عن اللعب لألوان أهلي تعز نهائياً في العام 1996م، وذلك بسبب الإصابة.
• هل تلقيت عروضاً للعب لأندية أخرى؟
تلقيت عرضين من نادي الأهلي والوحدة بصنعاء لتمثيل ألوانهما. واستمررت في اللعب في العاصمة صنعاء، وذلك عبر تجمعات رياضية منها بطولة الرياضة للجميع التي كنت أرأس لجنتها التنظيمية، وفي العام 2000 طلب مني المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو العودة للملاعب، وتدربت مع وحدة صنعاء لمدة 3 أشهر، وكنت جاهزاً لخوض المباراة مع نادي الوحدة بصنعاء أمام حطين السوري، إلا أن الإصابة عاودتني، وهذا الأمر الذي جعلني أعتزل اللعب نهائياً.

• كيف تم اختيارك للمنتخبات الوطنية؟
تم استدعائي للمنتخب الوطني للناشئين عام 87 من قبل المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو، مع بعض زملائي كفارس عثمان وناصر غالب من أهلي تعز ونبيل مكرم من الصقر، وطلعنا إلى صنعاء، ودخلنا المعسكر التدريبي للمنتخب، والحمد لله توفقنا وشاركنا في أول بطولة في الكويت عام 88، وبعد عودتنا بثلاثة أسابيع من بطولة الكويت تم استدعاؤنا مجدداً، وهذه المرة للمشاركة مع المنتخب الوطني للشباب الذي كان حينها معسكراً في صنعاء. وشاركنا مع منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية، وحققنا نتائج جيدة، حيث فزنا على المنتخب الإماراتي بهدف وحيد سجلته أنا، وتعادلنا مع المنتخب الإيراني، وسجلت في هذا اللقاء هدف التعادل، وفي العام 89 تم استدعائي للمنتخب الوطني الأول، وشاركت مع المنتخب في معسكر الإمارات لمدة 3 أشهر، وبعدها لعبنا تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة لكأس العالم عام 90 أمام السعودية وسوريا.

• ما هي أبرز اللقاءات الدولية التي خضتها؟
هناك العديد من المباريات منها مباراة ضد الكويت وفزنا فيها بهدفين، وكذلك ضد عمان مع منتخب الناشئين. لكن أبرز مباراة في مسيرتي هي التي خضتها مع المنتخب الشاب ضد الإمارات، وكذلك المباراة أمام منتخب سوريا مع المنتخب الأول في تصفيات كأس العالم 90 هنا في صنعاء، والتي خرجت بعدها العديد من الصحف تتحدث عن خالد الخولاني بأنه النجم الصاعد بقوة في سماء الكرة اليمنية.

• وماذا عن المباراة التي تعدها الأفضل لك على مستوى النادي؟
أمام أهلي الحديدة في الموسم 29/39 الفاصلة للصعود إلى الدرجة الأولى، والتي شاركت فيها في الشوط الثاني رغم الإصابة، وحققنا فيها الفوز وصعدنا إلى الدرجة الأولى.

• لاعبون كنت تفضل اللعب معهم؟
المرحومان عبدالملك ثابت ومطهر ثابت والأخ ناصر غالب ونوفل أمين لاعب الطليعة، كنت أتمنى أن ألعب معه في نادٍ واحد لما يتمتع به من مستوى رياضي وأخلاق عالية.

• مدرب تدين له بالكثير؟
الكابتن عبدالله عتيق الذي كان له بعد الله الفضل في مسيرتي الكروية، ومن بعده المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو.

• شخصية رياضية تعتز بها؟
الدكتور أحمد الكباب وزير الشباب والرياضة في الثمانينيات.

• عُرف عنك دعمك الكبير للكثير من اللاعبين الواعدين..
كلاعب منتخبات أحب أن يكون اللاعب الناشئ والموهوب كصورة أخرى مني أو حتى يكون أفضل.. ومن الواجب أن ندعم الشباب ونبث فيهم روح الحماسة ونساعدهم ونقف معهم ونحل مشاكلهم، إلى جانب إبداء التوجيهات لهم، لأنه لا بد من وجود قائد يوجه اللاعب في أولى خطواته.

• ما الفرق بين لاعب الأمس ولاعب اليوم؟
لاعب الأمس كان لديه شغف كبير لكرة القدم وحب وولاء كبير للنادي.. أما لاعب اليوم فهو لاعب مصلحة، وكل همه من سيدفع أكثر.

• ما سبب دوامة الفشل التي تلتهم الكرة اليمنية يوماً بعد يوم؟
هي نتيجة لتراكم الفشل الفني وسوء الإدارة.. لا أعرف كيف شارك منتخبنا في كأس أمم آسيا الأخيرة، ونحن منذ 5 سنوات لم تقم لدينا بطولات الدوري، واللاعبون متوقفون، إلى جانب هذا العدوان والحصار الظالم الذي دمر كل شيء في وطننا الحبيب، وأنهى من عيوننا وأقدامنا كل حلم جميل.

• أنت من النجوم القلائل الذين أجادوا اللعب في عدة مراكز.. كيف؟
كنت أحب اللعب في جميع المراكز، وكان لي القدرة على ذلك، حتى عندما تم اختياري للمنتخبات الوطنية كنت بالأصل مهاجم وهداف نادي أهلي تعز، وطلب مني أن ألعب كظهير أيمن بحكم لياقتي البدنية وقوتي الجسمانية، والحمد لله توفقت باللعب كمدافع ووسط مهاجم.

• لماذا ابتعدت عن العمل الإداري؟
تم تعييني من قبل حسين الأحمر خلال رئاسته للاتحاد اليمني لكرة القدم في لجنة المنتخبات، لكن للأسف تركتها بعد 6 أشهر بعد أن عرفت أنهم مافيا، كما تم تعييني بعدها في لجنة المسابقات في اتحاد العيسي، لكن للأسف وجدت العديد من الاختلالات والتلاعب بالمباريات، ولهذا قدمت استقالتي منها، والنهج الذي تسلكه هذه الاتحادات يعتمد على محاربة أي لاعب أو أي إنسان فاهم من التواجد معهم. وهذا ما عانيناه منهم منذ كنا كلاعبين، ولا أحب أن أمارس ذات الدور على اللاعبين اليوم.

• ما سر عشقك لرياضة الحمام الزاجل وتأسيسك لاتحاد رياضي لها؟
أهوى الحمام الزاجل منذ الطفولة، وبدأنا إجراء السباقات عام 2006، وأسسنا الاتحاد العام لسباق الحمام الزاجل عام 2008، وحصلنا على اعتراف وزارة الشباب والرياضة، وفي 2009 حصلنا على اعتراف الاتحاد العربي لسباق الحمام الزاجل، وسنوياً نجري ما بين 3 و4 سباقات على مستوى الجمهورية، وبمجهود ذاتي من قبل الهواة.

• ما الإنجازات التي حققتموها في هذه السباقات؟
وصلنا في سباق الحمام الزاجل إلى مسافة 964 كيلومتراً، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً لليمن في هذه السباقات، وأصبحت اليمن ثاني دولة عربية تحقق هذه المسافة في سباقات الحمام الزاجل.

• موقف ظريف واجهته في مباراة لعبتها؟
كان ذلك في مباراة ودية لي مع المنتخب أمام نادي الأهلي بجدة، حيث أدى اصطدام بيني وبين لاعب الأهلي الجبرتي في كرة رأسية مشتركة، إلى إصابته في رأسه، مما استدعى إخراجه إلى خارج الخط وإجراء عملية خياطة بعدة غرز لرأسه، لأتفاجأ بعدها بدقائق بعودته للعب وصناعته هدفاً في شباك منتخبنا.. والحادث الآخر كان في مواجهة ودية مع المنتخب اليمني أمام نادي النصر السعودي، حيث دخلت على لاعب النصر محيسن الجمعان بشكل خشن أدى إلى إصابته، وعندما ذهبت للاعتذار منه طلب مني عدم الاعتذار، وأشاد بي، وهذا ما أحرجني منه وجعلني أتحاشى الاحتكاك معه طوال المباراة.

• كلمة أخيرة كابتن خالد؟
أتمنى من القائمين على الرياضة اليمنية الاهتمام بالكوادر والمواهب الرياضية، فبلادنا مليئة بالمواهب الرياضية القادرة على أن تصل باليمن إلى مراحل كبيرة في كافة المحافل الرياضية على المستويين الداخلي والخارجي، لكن للأسف إن بعض القائمين على الوزارة الرياضية والاتحادات والأندية هم من يعرقلون مسيرة التطور الرياضية والشبابية في هذا البلد، وأتمنى أن ينتهي هذا العدوان حتى نتجه إلى بناء وطننا، ونعاود أنشطتنا الرياضية ونطورها. وأشكر كل من دعمني ووقف معي خلال مسيرتي الكروية من زملاء وشخصيات وجمهور، كما أشكر صحيفة (لا) على هذا اللقاء، وأتمنى لها المزيد من النجاح في سماء الإعلام.