بمناسبة مرور 4 سنوات من الصمود اليمني في مواجهة العدوان الكوني، تنشر صحيفة «لا» بالتعاون مع ملتقى الكتاب اليمنيين، استطلاعاً  شارك فيه العديد من الكُتاب والإعلاميين، بآرائهم حول حصاد 4 أعوام من الصمود، ودور الكلمة في مقارعة العدوان.

أولو قوة وأولو بأس شديد
4 أعوام من الصمود اليمني، إنما تؤكد قوة وإيمان هذا الشعب المجاهد في مواجهة عدوان كوني ظالم، حسب تعبير رقية الجرموزي، التي تضيف أن اليمنيين يواجهون العدوان من منطلق استشعارهم بالمسؤولية ونصرة للحق، وليس لأغراض أو مقاصد دنيوية.
وتؤكد رقية الجرموزي أن هذه الأعوام أثبتت للعالم أجمع أن اليمنيين "أولو قوة وأولو بأس شديد".
بينما يرى أحمد مهفل، يأن 4 أعوام من الصمود اليمني تمثل المعركة التي ميز الله فيها الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والحق من الباطل.
واعتبر مهفل أن هذه الأعوام 4 هي بمثابة تهيئة إلهية لدخول مرحلة أكبر لا يثبت فيها إلا المؤمن الصادق لرفع راية الله وإعلاء كلمته ونصر دينه.

تطهير البلد من الخونة والعملاء
صالح هلال تحدث عن عدة معانٍ ودلالات للصمود اليمني في مواجهة عدوان عالمي غاشم طوال 4 أعوام، حيث يقول: هذه الأعوام الأربعة من الصمود كانت كفيلة بتطهير الوضع الداخلي من الخونة والعملاء، وإظهار الرجال الحقيقيين كأبطال مدافعين عن دينهم وأرضهم وكرامتهم.
كما اعتبر هلال أن 4 أعوام من العدوان هي في ا?ساس امتداد للحروب السابقة على صعدة ضد المشروع القرآني وحملته، صحيح أن العدوان يستهدف تدمير البلد واحتلاله ونهب ثرواته، إلا أنني أرى أن هدفه ا?ساسي هو محاربة هذه المسيرة المباركة واجتثاثها نهائياً.
ويختتم هلال حديثه بالقول: أيضاً مما يعنيه صمود 4 أعوام، هو أننا اكتشفنا في تجاربنا منذ بداية المسيرة القرآنية، أن الصمود والصبر هو الحل الأمثل لمواجهة العدو وكسر شوكته، وقد جربنا ذلك خلال فترة سجننا في صنعاء عامي 2003 و2004، على خلفية الشعار والصرخة، وذلك قبل الحرب ا?ولى، حيث مكثنا في السجن 3 سنوات، وكان السجانون حينها يقسمون لنا بأننا لن نخرج، وأن الحركة انتهت؛ لكن وبفضل الله، هم من انتهوا، فقتل بعضهم، بينما خرج من تبقى منهم من اليمن.

قهر المستحيل
"أربعة أعوام من الصمود هي بمثابة التخرج من مدرسة عظيمة، أحيت القيم والمبادئ، أحيت الموروث الشعبي ومفاهيم كانت قد ركدت"، ذلك ما قالته عفاف محمد، التي تضيف: هي 4 أعوام من العطاء والبذل، ومن التكافل والتراحم، 4 أعوام عرفنا فيها كيف يكون التقرب من الله، وكما قال الشهيد الملصي "لقينا الله"، بحثنا عن الحق فوجدناه، وعمقنا أواصرنا به وأمسكنا بحبله المتين، 4 أعوام من كشف الحقائق، 4 أعوام من صمود منقطع النظير أمام قوى خبيثة تكالبت دون أدنى حق على شعب الحكمة والإيمان، على من وصفهم سيد الخلق بأنهم ألين قلوباً وأرق أفئدة.
أما أشجان الجرموزي، فقد أشارت إلى أن اليمنيين بفعل صمودهم الأسطوري خلال هذه الأعوام الأربعة، تمكنوا من تحقيق ما كان يعتقد البعض، أنه مستحيل، حيث تقول: المعادلات والنظريات العسكرية تقول بأنه في أية حروب، دائماً ما تكون الغلبة فيها للأقوى والأكثر عدة وعتاداً، لكننا في يمن الصمود استطعنا أن نثبت العكس، ونفشل كل التوقعات التي كانت تتنبأ بهزيمتنا أمام تحالف كوني يضم جيوشاً من كبريات دول العالم عسكرياً، مع أعداد لا محدودة من المرتزقة المحليين والعرب والأجانب، ويمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة هي الأحدث على الإطلاق على مستوى العالم.
وتضيف أشجان: الشعب اليمني بقيادته الحكيمة استطاع الصمود 4 أعوام متتالية ضد جبابرة الأرض، ومن اللاشيء صنعنا أشياء عديدة، وأثبتنا للعالم أجمع أن بأس المقاتل اليمني أشد وأعظم من جميع قواهم وما حشدوا.

جهاد الكلمة الحرة
في موازاة ما يجترحه رجال الرجال، أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات الشرف والكرامة، من بطولات في مواجهة تحالف العدوان وجحافله من المرتزقة، كان للكلمة الحرة دور هام في مواجهة العدوان، بفضح الجرائم التي يرتكبها العدوان في حق اليمنيين، وكشف الحقائق أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي.
تقول كرم الرميمة: لم تكن الحرب على اليمن عسكرية فحسب، بقدر ما هي حرب إعلامية تضليلية زائفة، حيث سخر تحالف العدوان آلته الإعلامية الضخمة والمتعددة للتضليل وتزييف الحقائق حول ما يرتكبه من جرائم بحق الشعب اليمني، وما يمارسه من تدمير ممنهج لمقدرات البلد، وفي نفس الوقت إخفاء الهزائم والانتكاسات التي يتلقاها على أيدي رجال الرجال في كافة الجبهات.
وتضيف الرميمة: من أجل مواجهة الآلة الإعلامية للعدو، برز الكثير من الكتاب الإعلاميين الوطنيين الذين سخروا أقلامهم الحرّة لفضح جرائم العدوان والكشف عن المخططات الماسونية الصهيونية التي تسعى للاستيلاء على العالم، وإظهار قوى التحالف العربي على حقيقته، وإبراز مظلوميتهم إلى جميع أنحاء المعمورة. 
لم تقتصر كتابات هؤلاء على فضح العدوان فقط، وإنما كانت الناقوس الأول الذي استنهض الهمم، وعزز في أبناء الشعب اليمني روح الحمية الدينية والوطنية، فكانت بمثابة رصاصات حارقة اخترقت صدر العدوان وجعلته يهوي في الأرض دون قرار.
وعن أهمية دور الكلمة في مواجهة العدوان ترى رقية الجرموزي أن الكلمة في الحرب هي بمثابة البندقية، تصوب رصاصاتها على صدر العدو، وتضع الحقيقة بين يدي الشعوب.
ويرى أحمد مهفل أن دور الكلمة يوازي الدور الذي يقوم به المجاهدون في متاريسهم وهم يتصدون للعدوان.
ويبين صالح هلال أهمية دور الكلمة في معركة المواجهة بالقول: الكلمة تلعب دوراً هاماً في معركتنا مع العدوان، فنحن نلاحظ حالياً أن هناك تفاعلاً كبيراً مع ما نكتبه في تونس ومصر وتركيا وبلدان أخرى، وهو ما يعني أن رسائلنا وصلت إلى العالم، وأثمرت إيجاباً لصالحنا، وأيضاً أثمرت في الداخل صموداً وثباتاً وعطاء وتضحية واستمراراً في مواجهة العدوان.
من جهتها، تقول أشجان الجرموزي: الكلمة لها دور كبير في فضح جرائم العدوان، وتبيين الحقائق على أرض الواقع، وكشف الكذب والتزييف الذي يقوم به العدو، وأيضاً عملت على نشر مظلومية الشعب اليمني.
وتختتم: الشعب اليمني بإمكاناته البسيطة استطاع سحق تحالف الشر بكل أدواته وإمكانياته الضخمة والحديثة.