حاورتها/ بشرى الغيلي -

صوتها شلال هادر على ضفافِ الروح، يحمل المستمع إلى مدنٍ وخيالات يسكنها عظماء الوجد، مسحة من الحزن تغلفه مع نبرةِ وقار في الأداء الفريد. سعاد شرف الويسي التي بدأت إطلالتها من برامج الصغار، ثم تدرجت إلى برنامج مجلة الشباب إبّان التسعينيات، حتى صارت صوتاً يافعاً يُقارع قوى الظلم والعدوان، لتصبح قارئة نشرات إخبارية، ومقدمة لبرنامج أو فترة "يمن الصمود" منذ تحولت خارطة برامج إذاعة صنعاء إلى فترةٍ واحدة... الكثير من التفاصيل الشيقة خلال هذه الدردشة الخاصة معها على صفحاتِ "لا"..

الاستوديو متراس جهاد
 هل لكِ أن تحدثينا من هي سعاد الويسي؟
- سعاد الويسي امرأة ظلت منذ التحاقها بالعمل بإذاعة صنعاء كمعدة ومقدمة برامج، تنظر لهذا العمل كنوع من الهواية المحببة لقلبها، حتى بدأ العدوان على بلادنا في 26 مارس 2015.. أصبحت من يومها أؤمن بأنه رسالة أكثر من كونه هواية... وأصبحت أرى الاستوديو كمتراس صغير سخر لي الله أسباب الجهاد فيه.

الإذاعة بيتي الثاني
 لإذاعة صنعاء تاريخ عريق منذ بدء انطلاقتها، متى كان أول التحاقك بها؟
- التحقت بإذاعة صنعاء في شهر مارس من عام 1997، بعد تخرجي من الثانوية العامة مباشرة.. لذلك أرى الإذاعة بيتي الثاني بجدرانها المتهالكة وأثاثها القديم... فالبيت ليس مساحة وحسب، بل قلوب دافئة كبرت معها، ووجوه كثيرة تعلمت منها... ومواقف وتجارب أثرت في شخصيتي وتكويني.

بدأت مع الأطفال ثم الشباب
 سعاد الويسي صوت إذاعي متميز يدخل قلوب مستمعيه بدون استئذان. ما هي أول البرامج التي كانت إطلالتك عبرها؟
- أول مرة شاركت فيها بصوتي كان ببرنامج الأطفال الذي كانت تعده وتقدمه ماما فاتن اليوسفي... بعد فترة من التدريب على الأداءِ الإذاعي وفي مجالِ اللغةِ العربية، شاركت في تقديم برنامج مجلة الشباب والرياضة الذي صار مجلة الشباب، وتحول لبذرة لإنشاء إذاعة الشباب التابعة لإذاعةِ صنعاء، إلى جانب مشاركتي في تقديم مجلة الاقتصاد والتنمية، تلك كانت البداية.
وهي بداية موفقة في نظري لأهمية البرنامجين ولأهمية ما تعلمته من أصحاب تلك البرامج؛ الأستاذ هاشم شرف الدين، والأستاذ عبدالملك العرشي، والأستاذ توفيق الحرازي، والأستاذ مطيع الفقيه، والأستاذة جميلة الورافي، والأستاذ طاهر الحرازي... المعدين والمقدمين والمخرجين للبرنامجين في فترات مختلفة.

فترة مفتوحة لمواكبة المستجدات
 إذاعة صنعاء منذ بدء العدوان سخرت كل برامجها في مواجهته والتصدي له، المتمثل في 
برنامج "يمن الصمود" كيف جاءت فكرة هذا البرنامج؟
- "يمن الصمود" فترة مفتوحة عبر أثير إذاعة صنعاء على مدار الــ24 ساعة تقريباً.. جاءت فكرتها مع اجتماع المسؤولين عن الإذاعة بعد بدايةِ العدوان مباشرة، حيث تم اقتراح إلغاء الخارطة البرامجية وتحويل البث لفترة مفتوحة لنستطيع مواكبة الأخبار والجديد.. وأيضاً مع تنقل طاقم الطوارئ الذي بدأ العمل حينها من مكان إلى آخر، كان من الصعب تسجيل بعض البرامج، فتم اعتماد الفترة التي استمرت حتى اليوم مع تطعيمها ببعض البرامج التسجيلية.    
 يلاحظ أن إذاعات أخرى برزت أثناء فترة العدوان، لهذا خفت دورها وهناك من يقول إنها سحبت البساط من إذاعة صنعاء ما جعل دورها يخفت كثيراً عما كانت عليه، هل تتفقين مع هذه المقولة؟
- أتفق مع من يقول إن صوت إذاعة صنعاء قد خفت... ليس من الآن فقط، وإنما منذ فترة... فهناك منافسة الفضائيات والإنترنت التي أثرت بشكل عام على جمهور الإذاعة.. ثم ظهرت إذاعات كثيرة لها إمكانات مادية لا تقارن بما تحصل عليه إذاعة صنعاء، خصوصاً منذ بداية العدوان... ولا ننسى ضعف الإرسالات بسبب قصف العدو لمحطات الإرسال وشحة النفقات التشغيلية التي أثرت أيضاً على مضمون الخارطة البرامجية وعلى قدرة الإذاعة بأن يكون لديها مراسلون، وعلى أمور أخرى كثيرة.

الصمود مستمر
 ونحن في العام الخامس للعدوان وصمود الشعب اليمني الذي أعجز كل القوى العالمية والعسكرية الضخمة بصموده كيف تقرئين المشهد؟ وما هي توقعاتك في هذا العام؟
- المشهد من حولنا ونحن نلج العام الخامس من الصمود مازال في معظمه كما في بداية العدوان، من حيث شراسة العدو ووقوف العالم إلى جانبه، وصمت الشعوب والمنظمات الدولية... برأيي أنه مازال في الضرع السعودي ما يمكن حلبه والاستفادة منه لتجار الحروب وداعمي هذا العدوان.. ومتى ما استنزف ما لدى السعودية ستذبح سريعاً بسكين المصالح، وذريعة ارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
 ما الذي يفرح سعاد؟ وما الذي يخيفها؟
- يفرحني أن أرى ابني وكل من حولي بخير وبأحسن حال... ويخيفني فكرة أن أعداء الخارج والداخل قد يقفون ضد بناء اليمن ونهضته كما وقفوا مع تدميره وخرابه.

مواقف مؤثرة
 أصعب موقف في حياتك واجهته أثناء عملك الإعلامي؟
- أصعب موقف لا أجد ما أتذكره... ولكن هناك مواقف أثرت فيّ بقوة... مثلاً عندما أضعف وأشعر أنه لا فائدة مما نفعل... يأتيني اتصال على الهواء من مستمع أو مستمعة يبعث فيَّ الطاقة الإيجابية والحماس والقوة.
 أكثر كلمة لها وقع في نفسك؟
- أكثر كلمة تؤثر بي.. عندما أسمع من جمهور الإذاعة إلى أية درجة تؤثر بهم إذاعة صنعاء أو برنامج قمت بتقديمه، وكيف استفادوا منه.
 سعاد... ما الذي تحب أن تقوله في نهاية هذه الدردشة القصيرة عبر صفحات "لا"؟
- ختاماً... أشكر العزيزة بشرى الغيلي التي كانت يوماً ما من جمهور مجلة الشباب المميزين، وصارت اليوم صحفية تحاور أحد محرري المجلة... بشرى أنموذج لما استطاعت المجلة أن تسهم ببنائه يوماً ما... والشكر أيضاً لصحيفة  "لا" على الاستضافة والتوقف للحظات مع بعض الذكريات... والمحبة والخير كله لكل من ساعدني ووقف إلى جانبي وآمن بأن لدي ما يستحق الدعم والمساندة.