مع احتدام تراشقات ديسمبر قال الصماد: لن أستمر بإلقاء الخطابات والنصائح.. سأضع حدا للاستهتار
كان يقدم المؤتمر دائما في الترحيب والحديث ويتألم لخلافات الشريكين

إعادة وتقديم: غـازي المفلحي-

نكمل في الحلقة الثانية مع أحمد الرازحي الذي يقول: أتمنى من الذين يكتبون أو يتحدثون عن مواقف مع الرئيس الشهيد الصماد، أن يقولوا الحقيقة دون غيرها، ولا ينساقوا للعاطفة التي تغطي جمال الحقيقة وصدقها، فالشهيد الصماد كان صادقاً. 
أحمد الرازحي يواصل سرد مذكراته عن الشهيد صالح الصماد الإنسان والرئيس في سردية تتناول قصصا تنشر للمرة الأولى من ظل المشهد الرئاسي عن صالح الصماد، وقد خص الكاتب الصحيفة بها لتعيد هي بدورها سردها ومحورتها دون الإخلال بجوهرها وسياقاتها ..
في هذا الفصل يروي السكرتير الخاص شهادته عن مجريات أسخن فصل في تاريخ اليمن والمتعلق بأحداث ديسمبر  كما كان يسميها الرئيس الشهيد ..

تشكيل الحكومة
بعد أن استلم الصماد السطلة كان أكثر ما يشغل باله هو تشكيل الحكومة. وسعى لتهيئة أوضاع المؤسسات لذلك، وحرص على تشكيل لجنة لاستيعاب القدرات والخبرات التي اكتسبتها اللجان الثورية في إطار مؤسسات الدولة، وتسوية أوضاع كوادرها في إطار الشراكة القائمة. وعندما شعر بأن تشكيل الحكومة سوف يتأخر نتيجة عدم تقارب وجهات النظر بين شركاء الاتفاق، قام في 22 أغسطس 2016 بتكليف الوزراء والقائمين بالأعمال بتصريف أعمال الوزارات.
وفي 25 سبتمبر 2016 وجه الرئيس الصماد خطاباً بمناسبة العيد الـ54 لثورة 26 سبتمبر، وضح فيه أن تأخر تشكيل الحكومة ليس لأسباب سياسية أو ضغوط خارجية أو داخلية، وإنما لأسباب تكتيكية وفنية رآها المجلس السياسي، سيدركها الشعب بمجرد إعلان تشكيلة الحكومة.
ثم صدر القرار رقم 18 لسنة 2016م في 2 أكتوبر 2016، بتكليف الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور بتشكيل حكومة إنقاذ وطني. ولم يكن قراراه سهلاً، فلم يتم التوصل اليه إلا بعد جهد كبير من الصماد في التواصل مع قيادات الاتفاق، وكذلك الجهد الكبير الذي بذلهُ يوسف الفيشي في التواصل واللقاءات المباشرة مع علي عبدالله صالح.

الصالة الكبرى 
صباح يوم 8 أكتوبر 2016م كان للرئيس الشهيد صالح الصماد العديد من اللقاءات الهامة، منها لقاؤه بقيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي وبعض قيادات حزب الإصلاح الذين لهم موقف مناهض للعدوان، وقبل انتهاء الرئيس من مواعيد لقاءاته للفترة الصباحية، وجهنا الرئيس بالتواصل بوزير الداخلية اللواء الركن جلال الرويشان وإبلاغه بأن الرئيس سوف يحضر مراسم عزاء والده.
لم تنته اللقاءات مع الرئيس في الوقت المحدد حسب جدول اللقاءات اليومية، بحيث استمرت اللقاءات الى الساعة الواحدة والنصف، وكنا قلقين من التأخر عن موعد عزاء والد وزير الداخلية.
غادر الرئيس القصر الجمهوري، وأخذنا أمتعتنا من الكمبيوترات والكاميرات المخصصة بالخبر الإعلامي، وكذلك الكاميرا التي كانت توثق كل جلسات الرئيس بشكل خاص.
كان الوقت يداهمنا، ويجب أن نكون في الصالة قبل الرئيس للترتيب والتجهيز مع فريق الحماية والمراسيم الرئاسية، وكان ياسر عزان وياسر الصيلمي جاهزين، وتم إرسالهما إلى الصالة على أن يتم اللحاق بهما، وأخذا معهما كاميرا التوثيق قبل أن يتم تفريغها، فلم يكُن لدينا متسع من الوقت. أبلغت الرئيس بأني قد أرسلت اثنين من فريق السكرتارية الخاصة الى الصالة، وهما في انتظاره، وبعد دقائق أبلغني الرئيس بأنه في طريقه الى الصالة، وأصر على أن أكون برفقته، وعلى بعد أمتار من وصولنا قصفت طائرات العدوان الصالة.
تواصلنا نحن والرئيس لنتأكد من سلامة بعضنا وسلامة الفريق الذي تم إرساله، ووضع كل من في الصالة. لقد كان المشهد موحشاً، ومن الصعب توصيفه، فقد فاق كل البشاعة، تواصلت بالأخ ياسر الصيلمي وتلفونه مغلق فأزداد قلقي، وتواصلت بالأخ ياسر عزان ويداي ترتجفان، فأجاب بأن الطيران ضربهم وهو جريح في قدمه وينزف دماً، وأنه يبحث عن ياسر الصيلمي ولا يدري ما أصابه. وبينما نحن نتكلم سمعنا الضربة الثانية للطيران، وانقطع الاتصال مع الأخ ياسر عزان، فارتميت على الأرض من هول الصدمة، أسرعتُ الى المداخل المؤدية الى الصالة أبحث عن الزملاء، وقمت بإبلاغ الأمنيين عن الكاميرا حتى لا يتسرب ما فيها، لأني لا أعرف مصير الزميلين، وبعد منتصف الليل وصلنا خبر عن حالة ياسر عزان وياسر الصيلمي وفي أي مستشفيات هما، واستفاق الأخ ياسر الصيلمي من الغيبوبة، وعرفنا مكان الكاميرا.

ما قبل أحداث ديسمبر
لم تكن أحداث ديسمبر وليدة يومها، وإنما كانت نتاجاً لتبادل اتهامات من قبل الشركاء في المجلس السياسي، ونتاج احتقان وانعدام الثقة بين الطرفين، وكان الشهيد الصماد يشعر بخطورة ذلك، ويعمل مع العقلاء من أنصار الله ومن حزب المؤتمر بكل جهد للحد من ذلك الخلاف.
وعقدت الكثير من اللقاءات مع الرئيس الشهيد كانت تجمع بعض الإعلاميين المحسوبين على أنصار الله والمحسوبين على حزب المؤتمر، الذين يثيرون ما يؤثر سلباً على الشراكة في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، ووجه الشهيد بتشكيل لجنة لصياغة السياسة الإعلامية من الطرفين، إلا أن ذلك التوجيه لم يكتب له النجاح.
وكثرت الاجتماعات بغرض المعالجات وصولاً الى اللقاء الأخير الذي جمع الشهيد صالح الصماد وعدداً من أعضاء المجلس السياسي بحضور ممثل عن أنصار الله هو حسين العزي وممثل عن حزب المؤتمر عارف الزوكا، في منتصف سبتمبر 2017م، وأكد ذلك اللقاء أن التباينات محدودة ومؤقتة وظاهرة صحية في الإدارة والأعمال السياسية وستحل ويتم التعامل معها في الإطار الداخلي وفق الثوابت الوطنية دون إتاحة فرصة للعدو ليستغلها، وتم وضع المحددات الإعلامية وتشكيل لجنة من الطرفين تراقب الأداء الإعلامي في إطار تلك المحددات التي وضعها الرئيس الصماد وأقرها الطرفان حفاظاً على الصف الداخلي، لكن للأسف "كانت حليمة تعود لعادتها القديمة". فكانت تعود الحملات بعد اللقاءات بساعات، واعتبرها البعض محاولة لتكميم الأفواه، وكل طرف يرصد خروقات الطرف الآخر الإعلامية، وترسل إلينا كأننا لسنا في شراكة سياسية وفي خندق واحد.
وكان الرئيس ينظر لتلك الخروقات التي ترفع إليه بعين المتألم، لكنه كان يكسر ذلك الألم قائلاً: لن أستمر بإلقاء الحجج والنصح والخطابات عن خطورة شق الصف، وإنما سوف يتم وضع حد لذلك الاستهتار، وأي متلاعب سوف يلقى جزاءه.


اتساع فجوة الخلاف
استمر الاحتقان وصولاً الى مؤتمر الـ10 من رمضان، مؤتمر الحكماء، والذي دعا إليه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قائد الثورة، حفظه الله، لتعزيز صمود الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان، ومرت الأيام وفجوة الخلاف تتسع، وكان الشهيد الصماد يسعى لإيقاف ذلك التوسع، وبادر في 22 يوليو 2017 بأن يلتقي بعلي عبدالله صالح ويقوموا مع بعض بزيارة ووقفة قبلية لرفد الجبهات بسنحان، وكان الشهيد الصماد يسعى أن يقطع أي طريق للعدوان من استغلال أي توتر، ويوصل رسالة للداخل من جماهير المؤتمر والأنصار وغيرهم بأن الجميع في خندق واحد.
وبدأ أعضاء المجلس السياسي المحسوبون على المؤتمر غياب بعض جلسات المجلس، وتم تعطيل الكثير من القرارات، وكان الخلاف بين أنصار الله والمؤتمر له انعكاس كبير على دور المجلس السياسي، ما دفع الرئيس الشهيد أن يرفع سقف الخطاب موضحاً برنامجه في الحكم لإدارة الدولة في ظل هذا الشقاق، أسرد بعض ما قال في خطاب حازم وصريح في مناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لتولي المجلس السياسي الأعلى إدارة البلاد، في القصر الجمهوري، 15 أغسطس 2017: "يجب أن تصل رسالتي لكل الإخوة في هذا البلد من المكونات السياسية؛ لا وقت للمزايدة على أحد، هذا هو حالنا. أي طرف لديه الحلول ولديه القدرة يأتي الآن نحن مرحبون وسنتحرك جنوداً مجندة لدعم أي مسار ناجح، لن نأنف، أما أنّ كل طرف يزايد على الآخر، ويحاول أن يضع العراقيل أمام أية محاولات لإصلاح ما يمكن إصلاحه، فهذا غير مقبول، ولا يليق بي شخصياً ولا بقية زملائي في المجلس أن نكون مظلة لتعطيل إصلاح الأجهزة القضائية لرفع الظلم عن الشعب الذي فقد كل شيء من ماديات الحياة، ولا ينبغي أن نفقده أمنه وتوقه للعدل.
لا يمكن أن نكون مظلةً لأي تحرك مشبوه يصرف الشعب عن أولوية مواجهة العدوان، أو يؤثر على تماسك الجبهة الداخلية والوضع الميداني، أو أن نصبح مظلةً لاستغلال مؤسسات الدولة في غير ما بنيت له، وعندما أقول هكذا لا أقصد مكوناً بعينه ولا شخصاً بعينه، بل أقولها لكل من وصل إليه خطابي.
من يريد أن نكون مظلةً لشرعنة ما يريد سواءً من الأنصار أو المؤتمر أو من أي طرف، فليأت ويتحمل المسؤولية بشكل مباشر، ويكون هو المسؤول أمام الشعب عن أي اختلالات، ويتحمل أمام الله وأمام الشعب.
ومن أراد أن يعطل أي مسارات للإصلاح فسأقولها بالصوت العالي لن نرضى، وسنمضي من موقع مسؤوليتنا لإصلاح ما استطعنا إصلاحه ولو انزعج من انزعج، فالخيارات أمامه مفتوحة، ولم نفرض أنفسنا على أحد.
وسنكاشف شعبنا بكل خطوة، وهو الحكم، فكل ما نقصده ونسعى إليه هو مطلب كل يمني حر من أي انتماء كان، ولن يطغى انتماؤه على القبول بغير العدل ومحاربة الفساد وتعزيز عوامل الصمود في جبهات القتال للحفاظ على تضحيات شعبنا".

فعالية المؤتمر في 24 أغسطس
في 24 أغسطس كان لحزب المؤتمر مناسبة بذكرى تأسيسه، وبدأ يعد لها ما لم يتم الإعداد لها من سابق، حيث تُعد أول مرة يدعو الحزب لإحيائها منذ تأسيسه عام 1982، وتم الدفع بالمئات الى الساحات العامة والشوارع وإلى ميدان السبعين، فقلق الجميع، ودعا السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الى اجتماع موسع لحكماء اليمن بتاريخ 19 أغسطس 2017، وألقى السيد فيهم الكلمة الشهيرة التي دعا فيها لخلس ظهر الفاسد من أية جهة من أنصار الله وغيرهم، وقال فيها: "أنا رجل قول وفعل"، وتحدث فيها عن مخطط العدوان لضرب الجبهة الداخلية.

موقف الصماد الصعب
أما الصماد فقد كثف تحركاته ومعه القوى الوطنية لمنع أية محاولة لشق الصف، خاصة مع تزايد درجة الاحتقان بين الطرفين، فالمؤتمر يحشد الى ميدان السبعين، وأنصار الله يحشدون إلى مداخل صنعاء، وهنا وضع الرئيس في خيار صعب، فأمن الجميع هو مسؤوليته، فبادر الرئيس في 22 أغسطس 2017 الى أن يدعو ممثلين من قيادة المؤتمر وممثلين من قيادة أنصار الله وممثلين من حكماء ووجهاء وأعيان اليمن الى اجتماع طارئ.

لقاء ناري بين قيادات الأنصار والمؤتمر
كان ذاك اللقاء بين قيادات الطرفين ساخناً للغاية، في البداية رحب الصماد بالحضور، مبيناً سبب الاجتماع، ثم سمح لمندوب المؤتمر عارف الزوكا أن يتكلم، فكان الرئيس الصماد يُقدم المؤتمر في الترحيب والكلام، ثم سمح بعده لمندوب أنصار الله محمد عبدالسلام الذي قال: لدينا مخاوف من هذا التحشيد والشحن، وتوصيفنا بالمليشيا والمتمردين من قبل إعلام المؤتمر، وتطابق إعلام المؤتمر مع اعلام العدو، ولا فرق بين منطقكم الرسمي ومنطق العدو، فكيف إذا وصفنا عفاش بالمخلوع في إعلامنا ألن يكون هذا مزعجاً لكم!
ثم تكلم وزير الداخلية محمد عبدالله القوسي، وقال كلاماً جيداً للغاية لم أكن أتوقع أن أسمع منه ذلك الكلام، لقد قال: عندما شاهدتُ كل طرف يحشد ضد شريكه، كنت قد قررت أن أقوم بمؤتمر صحفي، وأدعو فيه وسائل الإعلام، وأقدم استقالتي، وأنه لا يشرفني أن أكون وزيراً للداخلية في هذه الحكومة العاجزة عن تقديم أي حل في ظل هذا التشتت والانقسام الداخلي. وأضاف القوسي أن هناك عدواً على مشارف صنعاء في نهم من المرتزقة والدواعش، سوف يستغلون هذا الانقسام، ويدخلون العاصمة، ولن يفرقوا بين أحد، وقال: عندما بلغني في الأمس بأن الرئيس صالح الصماد دعانا اليوم لاجتماع طارئ، أعاد لنا الأمل بأن نكون يداً واحدة. 
ثم تكلم نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن الموشكي، وفي البداية قدم اعتذار رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، عن عدم تمكنه من حضور الاجتماع، لكونه في جبهات القتال، وأنه حضر بالنيابة عنه، وقد تناقش مع رئيس هيئة الأركان والقيادة العسكرية لما يحصل من فرقة سياسية وكيف ستكون عاقبتها وانعكاسها على الميدان. ونقل الموشكي للحضور مدى الألم الذي انعكس على المقاتلين تجاه الخلاف السياسي القائم، وأنهم يقاتلون من أجل عزة وكرامة كل اليمنيين، وأنهم يحملون السياسيين المسؤولية الكاملة تجاه ما يحصل، وأنهم سيستمرون في مواجهة العدوان، ويجب على الجميع أن يلتفت إليهم ويعينهم بدلاً من المناكفات السياسية التي لن يستفيد منها إلا العدو.
ثم ختم الرئيس بالبيان الذي نُشر في حينه، وتم تكليف اللجنة العسكرية والأمنية العليا بالإشراف على الساحتين.

يوم الفعاليتين
قام الرئيس صالح الصماد بزيارة محيط العاصمة صنعاء وميدان السبعين ليتفقد ويطلع على حجم الإعداد للفعاليات، ويحث الجهات الأمنية على تأمين كافة الساحات وأخذ الحيطة والحذر ورفع مستوى الأداء الأمني لكي لا يقوم العدو بأي اختراق أمني لخلط الأوراق.
وفي يوم الفعالية كنا قد أعددنا غرفة عمليات يشرف عليها بشكل مباشر الرئيس الشهيد ليتابع 

الفعاليات في مداخل صنعاء وفعالية السبعين، ويصدر التوجيهات ويتواصل مباشرة مع كل المعنيين.
وبعد أن مرت الفعاليتان بسلام، وكعادة الصماد لم ينس وهو تحت كل ذلك الضغط أن يقدم شكره وتقديره للأجهزة الأمنية وللجان المنظمة لكل الفعاليات على حُسن الإدارة والالتزام بالتعليمات لإنجاح الفعاليات.
اشتباكات مع نجل علي صالح
في 26 أغسطس 2017 وقعت مشكلة أدت لاشتباكات في منطقة حدة جولة المصباحي في إحدى النقاط الأمنية مع موكب لنجل علي عبدالله صالح استشهد على إثرها 3 من أفراد اللجان الأمنية ومسلحان محسوبان على صالح، من ضمنهم خالد الرضي.
ووجه الصماد بسرعة حل المشكلة، وشكل لجنة للتحقيق برئاسة وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن اللواء رزق الجوفي، وعضوية قائد الأمن المركزي ومدير أمن الأمانة ونائبه.
وسارع الرئيس صالح الصماد الى تهدئة الوضع، وقام بالاتصال لتعزية أسرة خالد الرضي قبل تعزية أهالي بقية الضحايا.
ثم عقد يوم الاثنين 28 أغسطس 2017م لقاء موسع بين أنصار الله والمؤتمر للتهدئة وإزالة كافة مظاهر التوتر وانتظار التحقيق الأمني في الحادثة ومنع أي طرف من الأنصار أو من المؤتمر من التسرع في إلقاء أية تهمة أو توصيف لما جرى قبل الرفع بالتحقيقات.


تعزية أهالي الشهداء 
وفي 29 أغسطس قام الرئيس الصماد ومعه نائب رئيس المجلس السياسي الدكتور قاسم لبوزة، ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، بتقديم واجب العزاء لأسر شهداء المؤسسة الأمنية الشهيد جندي يوسف أحمد محمد البداي، والشهيد جندي مصطفى محمد محمد المرتضى، والشهيد جندي إبراهيم علي عبد الملك أبو طالب، ولأسرة الشهيد العقيد خالد أحمد زيد الرضي.
وقدم الرئيس أحر التعازي لذوي الشهداء الذين قال إنهم في مهمة وطنية واحدة، وهي حماية اليمن والدفاع عنه، وأكد أن الدولة متكفلة بجبر ضرر الجميع. وثمن القيم والروح المعنوية العالية التي يتحلى بها الشعب اليمني، والتي تجلت في موقف أسر الشهداء الحريصين على وحدة الصف وسلامة الجبهة الداخلية والوفاء لكل التضحيات في مختلف الجبهات.

المؤتمر يهدد بالانسحاب 
في 19 أكتوبر 2017م بعث حزب المؤتمر برسالة الى الرئيس صالح الصماد هدد فيها بالانسحاب من الشراكة وبلغة حادة بعيداً عن المجاملات وإخفاء ما يدور في الخواطر، فرد الرئيس قائلاً لهم بأن لغة التهديد ليست لغة شراكة وتصالح، وحاول أن يدعوهم الى اجتماع أكثر من مرة، ثم رد برسالة وضح فيها أن المؤتمر رفض استلام الرئاسة الدورية للمجلس السياسي في موعدها بحسب اتفاق الشراكة، وأوضح من هو الطرف المعطل لدور المجلس السياسي والحكومة، مؤكداً أنه لا يشرف أحد البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاختلالات، ومنوهاً في الوقت نفسه الى الاستعداد الكامل لتشكيل لجنة للنظر في كل تلك الاختلالات ومراجعتها وتقييم الوضع بروح أخوية وتفاهم ومراجعة لكل أسباب الخلل. وكانت الرسالة داخلية، لكن تسربت، واستاء الرئيس من تسريبها.
ثم قام الرئيس الصماد ومعه رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، بزيارة لعلي عبدالله صالح في 21 أكتوبر 2017م في منزله، بعدما أجريت التواصل مع عبدالله أبو حورية نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، الذي كان نقطة الاتصال بيننا وبين علي عبدالله صالح وطارق وآخرين من قيادة المؤتمر، وأبلغناه بأن الرئيس الصماد سوف يأتي للزيارة للاطمئنان على صحة الزعيم بعد أن أجرى عملية لعينيه بواسطة فريق طبي روسي، وكان الغرض من الزيارة والأكثر أهمية هو محاولة لطي صفحة الخلافات.
وكان الصماد حريصاً على العلاقة بالمؤتمر وقياداته، فقبلها زار طارق صالح في المستشفى في 5 مارس 2017.

المكاشفة
في شهر أكتوبر عقد لقاء مكاشفة في القصر الجمهوري استمر من الصباح الى المساء، وكان بين قيادة أنصار الله وقيادة المؤتمر ومسؤولي الأجهزة الأمنية، برئاسة المجلس السياسي، ومن ضمن ما حدث في الاجتماع تقديم الأجهزة الأمنية معلومات حول خطة لإسقاط صنعاء يرتب لها قيادات عسكرية مؤتمرية، وكان أول رد فعل ظهر من الشخصيات الصادقة في المؤتمر من الشيخ صادق أمين أبوراس، ومن الشيخ يحيى الراعي، والشيخ حسين حازب، وقالوا بأن الوضع خطير، وأن الشراكة على جرف هار، فإن كان تقرير الأجهزة الأمنية التي يديرها أنصار الله صحيحاً، فإنهم يبرؤون الى الله مما سيؤول إليه الوضع، وقد يحدُث ما لا تُحمد عقباه، وإن كان ما رفعت به الأجهزة الأمنية غير صحيح، فالوضع أكثر سوءًا أن يوكل أمر الناس وأمنهم الى جهات أمنية تختلق الأكاذيب وتبحث عن مسوغات للانقضاض على خصومها. وطالبوا بتشكيل لجنة محايدة للنظر في الموضوع والتأكد من صحة ما تم تقديمه، وأثناء الاستراحة جاء شخص من قيادات المؤتمر الى الرئيس الصماد، وهو غاضب، وقال إنه لن يعود بعد الغداء للاجتماع لكون الفندم طارق ومهدي مقولة هددوه لماذا يطالب بتشكيل لجنة للنظر في الموضوع، وقالوا له بأن هذا الشأن لا يخصه، فحاول الرئيس سلام الله عليه أن يطمئنه ولا يمكن لأحد أن يهدد أحداً وفيه عرقٌ ينبض، وجبر له الخاطر، وقال: لابد أن تكون موجوداً، ونحن جلسنا اليوم من أجل حل الخلاف، والمكاشفة تحتاج بالاً واسعاً.

مؤشرات انفجار الوضع
في يوم الأربعاء 29 نوفمبر 2017م، مع التحضير للاحتفال بالمولد، وقع احتكاك بين حراسة جامع الصالح "الشعب"، وعناصر وزارة الداخلية واللجنة الأمنية لتأمين فعالية المولد، وعولج بسرعة من قبل الرئيس الصماد والقيادة.
وكانت الأجهزة الأمنية رفعت بأنها عثرت داخل جامع الصالح على عدد من الربيترات الخاصة بأجهزة الاتصالات اللاسلكية التي لا تستخدمها سوى الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى عدد من الأطقم المدرعة العادية وعربة كبيرة فحص "إكس راي" متنقل، وكذلك عدد من صواريخ "لو" الأمريكية وقواذف الـ"آر بي جي" ومعدلات نوع شيكي. ورغم كل هذا وجه الرئيس بعدم أخذها مهما كانت.

ليلة تفجر الاشتباكات في العاصمة
في 30 نوفمبر 2017م المصادف ليوم الاحتفاء بالمولد النبوي، تمترس أتباع علي صالح في الشوارع والمباني المؤدية إلى ساحة السبعين، وكان الرئيس الصماد يبذل أقصى جهده لتلافي خطورة هذه الشرارة. ورغم المخاطر أصر على حضور المناسبة، وكان قد وجه بتأمين كافة المباني والمواقع المطلة على ساحة الفعالية، ولم يتبق إلا جامع "الشعب" (الصالح) ظلت حراسته تماطل وتعرقل الأجهزة الأمنية عن القيام بواجبها في تأمينه بصورة غير مبررة على غير العادة.
حضرنا قبل وصول الرئيس ووجدت شخصاً طاعناً في المكان المخصص لي خلف رئيس الجمهورية كسكرتير خاص بالرئيس، فجلست في المكان المجاور له وصافحته وسألته من يكون فأجابني بأنه علي الصماد والد الرئيس، وعرفته بنفسي فقام يصافحني من جديد، وأعطاني من قاته كعربون صداقة، رحمة الله عليه وسلام الله على ولده الرئيس الشهيد.
وصل الرئيس وتفاجأ بوجود والده خلفه، وقال بعد الانتهاء من الفعالية: بلغ الشباب يوصلوا والدي إلى بيتي لأسلم عليه، فلم ألتقِ به بعد.
بعد مغادرة ميدان السبعين أغلقت عناصر طارق بعض الشوارع وانتشرت في بعض الأحياء واعتدت على المواطنين واستشهد وجرح عدد منهم، وتم إخفاء بعضهم، ولم يتم الكشف عنهم إلا بعد انتهاء أحداث ديسمبر.
فشكل الرئيس الصماد لجان وساطة، مساء الخميس، باشرت عملها من وقت التشكيل ومن يوم الجمعة، ووجه بتشكيل لجنة عسكرية وأمنية مع وجهاء وشخصيات اجتماعية.
ونزلت 4 لجان ميدانية الى أماكن الخلاف والتوتر، هي:
- اللجنة الأولى "مربع الحي السياسي": اللواء رزق الجوفي، الشيخ فايز العوجري، الشيخ فارس الحباري، والشيخ حنين قطينة.
- اللجنة الثانية "مربع اللجنة الدائمة": الشيخ محمد الحاوري، الشيخ ذياب بن معيلي، الشيخ محمد حسين المقدشي، والشيخ أحمد العزيزي. 
- اللجنة الثالثة "مربع الثنية": الشيخ محمد الغادر، الشيخ عابد راجح، والشيخ نايف الأعوج.
- اللجنة الرابعة "مربع عطان – الفج": الشيخ محمد صالح العميسي، الشيخ نصر الحباري، الشيخ علي قطينة، والشيخ أحمد دارس.
ونزلت تلك اللجان وقامت بإزالة كل الاستحداثات في محاولة لإنهاء أسباب الخلاف.

2 ديسمبر
لم تصمد تلك التهدئة إلا ساعات وتفجر الوضع تماماً يوم السبت 2 ديسمبر 2017، وتم تبادل إطلاق النار واشتباكات بالأسلحة الثقيلة في كثير من شوارع العاصمة، وكان أعنفها في المناطق الجنوبية من العاصمة، وألقى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، خطاباً صباح السبت، بعث فيه الكثير من الرسائل، مخاطباً الزعيم بالتعقل، ومقدماً النصح ومبلغاً للحجة.
وما هي إلا ساعات حتى أعلن علي صالح وبشكل رسمي موقفه لإسقاط صنعاء وعدد من المحافظات، وفي ليلة السبت ألقى السيد عبدالملك خطاباً طمأن الشعب وحث الأجهزة المختصة على التحرك لإخماد النار التي اشتعلت.
وفي ذلك المساء اندلعت الاشتباكات في عدد من الأحياء السكنية في العاصمة، وقطع أتباع علي صالح الطرق المؤدية لإمداد الجبهات، واعتدوا على المجاهدين المكلفين بالمدد الى الجبهات.
وكان الصماد يتابع مجريات الأحداث في العاصمة وما حدث في حجة والمحويت وعمران، ويتواصل ويرسل الوسطاء للتهدئة ومحاولة تلافي الوضع.
ثم وجه الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى، مساء السبت، بياناً هاماً إلى الشعب اليمني، أهم مافيه نبأ وأد جذور الفتنة.

الصماد يحاول التواصل مع صالح حتى اللحظات الأخيرة
الأحد الموافق 3 ديسمبر تمكنت الأجهزة الأمنية بمساندة اللجان الشعبية من حسم الكثير من المعارك في العاصمة والمحافظات، ولم يتبق إلا المربع الذي يتواجد فيه علي عبدالله صالح في منطقة الثنية ومربع طارق ومحمد محمد صالح في الحي السياسي وشارع الجزائر.
وكان الصماد يحث المشائخ والوجاهات والوسطاء على أن يعقلوا علي صالح وينصحوه بأن يتراجع عن موقفه في تأييد العدوان، وسوف نحل مشاكلنا في الداخل، وأن يتقي الله في تضحيات هذا الشعب المظلوم، والتراجع ليس عيباً، وإنما العار والخزي هو الاستمرار في الخطأ وتأييد العدوان. وكانت وساطات الرئيس واتصالاته وإرساله للرسُل تواجه بالجفاء والاستخفاف والتعنت، فتارة ينصحون الرئيس الصماد بمغادرة صنعاء، وتارة يعود الرسل ناقلين له بأن علي صالح يقول: قولوا للصماد يسلم نفسه خلال 3 ساعات، ثم قام الرئيس الصماد بإبلاغ الوسطاء بأن يضمنوا لصالح خروجاً آمناً، لكنه تعنت، وكان معتمداً على الحائط الهش الذي يستند إليه، ولم يسمع نصحاً، فكان في مراحله الأخيرة متخبطاً كالأعمى، ولم يعد ذلك الشخص الذي يمتلك من الحنكة الكثير.
ولم يتوقف الرئيس الصماد عن التواصل بعلي صالح وطارق وإرسال الرسُل إليهم، ثم أغلق طارق تلفوناته ولم يجب على اتصالات الرئيس، ولا على الرسائل، وكان الرئيس الصماد لا ينفك من المتابعة يترقب أية استجابة للتواصل والاتصال.

مقتل علي صالح
في صباح يوم الاثنين 4 ديسمبر، وفي الساعة الـ10، فتح طارق تلفوناته وتواصل وأجاب عليه عبدالباري مناع "أبوعادل" أحد مرافقي الرئيس، وطلب أبو عادل (رحمة الله عليه) من طارق أقل من دقيقة لإدخال التلفون للرئيس، لكن طارق أغلق الاتصال، وكنا نعتقد أنه يريد أن يجنح للسلم، ولكن بدا أنه يلعب لعبة جديدة للتستر لخروج عمه علي صالح من منطقة الثنية، وتابعنا مجريات الأحداث عبر البلاغات الميدانية المواكبة حتى وصلنا مقتل علي صالح قبل ظهر يوم الاثنين، وتفاجأنا بالخبر. 
وصدر بيان من الرئيس الصماد عصر ذلك اليوم، يوضح ما حصل، أهم ما فيه التأكيد على أن حماية اليمن من أعتى مؤامرة على جبهته الداخلية، كانت واجباً وطنياً.
وثمن دور الأحرار والشرفاء من كوادر وقيادات المؤتمر في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وعدم الانجرار إلى الدعوات الهدامة، ووجه الأجهزة الأمنية بضبط كل من تسول له نفسه القيام بأي أعمال تخريبية أو انتقامية، والتشفي، ومحاسبة كل من تسول له نفسه اقتحام البيوت والممتلكات الخاصة والعامة لأي طرف كان خارج الدستور والقانون، ووجه ببدء الإجراءات اللازمة للعفو عن المغرر بهم في الأحداث، وطمأن الجميع في الداخل والخارج والعالم والأصدقاء والأشقاء والمنظمات الدولية والجاليات والبعثات الدبلوماسية بتهدئة الأوضاع وعودتها إلى ما كانت عليه قبل الأحداث.

حماية ياسر العواضي
تم تداول صورة في مواقع التواصل الاجتماعي لأحد القتلى كان يشبه الشيخ ياسر العواضي، وكنا نعتقد بأن العواضي قد وافته المنية بالرغم من أنه لم يكن له ناقة ولا جمل في الأحداث، فقد أغلق عليه داره، وكان معتزلاً موضوع الشراكة بين الأنصار والمؤتمر منذُ تشكيل المجلس السياسي.
وفي عصر يوم 4 ديسمبر تفاجأ الرئيس باتصال من ياسر العواضي بأن هناك لجاناً شعبية يقتربون من محيط منزله، فأرسل الرئيس الصماد من يحمي منزل العواضي، وطمأنه بأنه لن يصيبه مكروه.
وفي مغرب ذلك اليوم تواصل بي عبدالله أبو حورية، نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، وأبلغني بأن الأمن قد اعتقلوا ابن عمه، وأنه في أحد منازله بجوار حديقة الحيوانات، وقد أخذوا سيارة من سياراته، وأنه لم يفعل شيئاً ولا علاقة له ولا صلة بما يجري، فأبلغت الرئيس، وكان على علم بالدور الذي لعبه أبو حورية في التحشيد للقتال ودوره في العمليات، وقال الرئيس: أبلغ عبدالله أبو حورية إن كان لم يفعل شيئاً ولم يتواصل ولم يحشد للاقتتال، فنحن نجير من تجير وهو في وجهك ولن يمسه أي مكروه، قلت للرئيس: عبدالله أبو حورية كان دوره في السابق إيجابياً، ومن أكثر الناس تعقلاً وفهماً للشراكة، وإن كان قد أخطأ فأنا أضمن عليه، وأبلغت أبو حورية بجواب الرئيس، ففهم عبدالله بأن الذي كان يتستر عليه أصبح مكشوفاً، فأغلق تلفونه وغادر بالرغم من أن عبدالله كان لنا أخاً وصديقاً.
وفي اليوم التالي تواصل بي الأمين العام لرئاسة الجمهورية عادل المسعودي، وكان متخفياً في صنعاء بعد أن كان له دور غير إيجابي في أحداث ديسمبر، وسبق أن نشر صوره له على صفحته في "فيسبوك" وهو يحمل البندقية والجعبة أمام جامع الصالح "الشعب"، يقول بأن ردفان ستكون حاضرة في هذه المعركة.
لكن المسعودي طرق باب الصماد، وكان الشهيد صاحب قلب رحيم وكبير، ووجه بأن يعطى المسعودي كل مستحقاته من الرئاسة كاملاً، وأن تبقى السيارات التي تتبع الرئاسة عنده، ولا داعي لأخذها، ووجهني بزيارته وتلمس أوضاعه وطمأنته، وأخبرناه أننا جاهزون لمعالجته في أي مستشفى، لكن الإحسان والمعروف لم يؤثر فيه، فقد حزم عدته وهرب الى عدن بسيارات الرئاسة بعد أن أعطيناه مسبحة الأمان، ومنعنا أحداً أن يقترب منه، فالحياة دروس ومواقف وعبر.

بعد أحداث ديسمبر
بعد أيام من الأحداث وجه الرئيس الأجهزة الأمنية بإخلاء المقرات الرئيسية لحزب المؤتمر الشعبي العام وإعادتها الى قيادات الحزب، والتي استلموها بشكل رسمي في العاصمة وعمران والمحويت وحجة.
وفي 13 ديسمبر وجه الرئيس بإطلاق سراح طاقم قناة "اليمن اليوم"، وأن يبقوا في أعمالهم، وأن يستلموا كافة مستحقاتهم.
وبعد قرار العفو أصدر الرئيس الصماد توجيهات تقضي بالإفراج عن المحتجزين المشاركين في الأحداث.
وفي 24 ديسمبر تم إطلاق 160 من المشاركين، وفي 8/1/2018 تم الإفراج عن 179 في صنعاء، وفي 9 يناير 2018 تم إطلاق 30 في عمران، وفي 21 يناير 2018 تم الإفراج من السجن المركزي عن 206 أشخاص، وفي 22 يناير 2018 أفرج عن 12 شخصاً، وفي 27 يناير تم الإفراج عن 600 شخص، وفي 29 يناير بصنعاء تم الإفراج عن 30، وفي 24 فبراير بصنعاء أفرج عن 49، وفي 3 مارس تم الإفراج عن 69 شخصاً.
ووجهنا الرئيس في السكرتارية الخاصة أن يتم توصيف ما جرى في ديسمبر بـ"أحداث ديسمبر"، مانعاً إيانا أن نذكر في الأخبار مصطلح "فتنة ديسمبر"، فلم يكن يروق له مفردة "فتنة"، وقال أي خطاب لي تورد فيه مفردة فتنة يتم حذفها فهي بدون قصد.
والتقى الرئيس، في 13 ديسمبر، مشائخ ووجهاء صنعاء، وضح فيه الكثير وأقتبس منه: "هذه الأحداث كانت لها أكثر من سنة، أنا أقسمت على نفسي وفي لقاء مع الزعيم وقيادة المؤتمر الشعبي العام، أنني لن أكون مظلة تستهدف الإخوة في المؤتمر الشعبي العام، وأنني لو علمت أن هناك نية لاستهدافهم، لقلت كلمتي في ذلك الموقف، وفعلاً وفيت بقسمي، وأطفأت الكثير من الحرائق التي كادت أن تعصف بالبلاد لولا أن خطاب الزعيم الأخير كان خطاباً لم نستطع بعده أن نبرر ما هي الأسباب وما هي المبررات التي تدعو الناس إلى ثورة عارمة في كل المحافظات في كل حارة وكل حي وكل عزلة. هذه الدعوة أربكت الموضوع، ولم نستطع إطلاقاً تبريرها أمام القيادات الأمنية والعسكرية، ولا يمكن احتواؤها".