بشرى الغيلي / لا ميديا -

دائماً ما تتحدث المنظمات الدولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، وعن تصاعد مؤشرات الجوع في عددٍ من المناطق والمحافظات، كما تواصل دعواتها للمجتمع الدولي في مؤتمراتِ الاستجابة الإنسانية، إلى مساعدة الملايين من اليمنيين على البقاء، لكنها في الوقت نفسه لا تخجل وفي أكثر مرة من توزيع مساعداتٍ فاسدة ومنتهية الصلاحية، وآخرها ما قام به مؤخراً برنامج الغذاء العالمي من توزيع مساعدات إنسانية فاسدة لعددٍ من النازحين والمحتاجين بمديريةِ عبس في محافظة حجة... تفاصيل أكثر ضمن السياق التالي.. 

مساعدة "الغذاء" الفاسدة
أم محمد (40 عاماً) إحدى النازحات من مديرية ميدي الحدودية إلى منطقة عبس، متحدثة لـــ"لا": انتظرنا مساعداتهم التي وعدونا بها منذ ما يقارب الـــ5 أشهر، وعندما أتى موعد توزيعها تفاجأنا أنها منتهية الصلاحية، ولا تصلح للاستخدام الآدمي. وتضيف: انكسرت أنفسنا ممن يستغلون حاجتنا ويذلوننا بمساعدات فاسدة.
أم محمد واحدة من كثيرين يعتمدون على تلقي المساعدات الإغاثية بعد فقدانهم مصدر الدخل بسبب التشرد والنزوح من مناطقهم، فعبدالله العبسي هو الآخر نازح من مدينة حرض، يقول: صرنا كمن ينتظر السراب، يحسبه الظمآن ماء، ولا يجد سوى الوهم، كل مرة وعودهم لنا تتبخر إما بسبب خلافات بين الشركاء، أو وصول المساعدات بحالةٍ مزرية ومنتهية الصلاحية، وبالتالي فإما تكون أكلتها الديدان والسوس، أو أكلتها الأيادي التي لا تريد خيراً للمستحقين. 

إغلاق مخازن المجلس الدنماركي
مكتب الصناعة والتجارة في مديرية عبس بمحافظة حجة، قام الشهر الفائت، بإغلاق مخازن المجلس الدنماركي (DRC)، شريك برنامج الغذاء العالمي، بحضور النيابة العامة، بعد العثور على مساعدات منتهية الصلاحية، والتي كانت مخزنة بجوار مواد البناء، ومعرّضة للشمس والأمطار. وقد أمرت النيابة العامة في عبس بإتلاف آلاف الأكياس من الطحين الفاسد، ومئات الكراتين من أغذية الحوامل والأطفال منتهية الصلاحية، التي عثرت عليها لجنة التفتيش في مخازن المجلس الدنماركي بمديرية عبس. 
يأتي ذلك عقب أسبوع من ضبط السلطات المحلية في محافظة الحديدة كميات كبيرة من المساعدات الغذائية المنتهية الصلاحية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن، وهي في طريقها إلى مراكز توزيع الإغاثة في مديرية المغلاف. 
وسبق أن اعترف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في مايو 2017، بإدخال شحنة مساعدات غذائية تالفة إلى اليمن، بعد اتهامات للمنظمة الأممية بإرسال مساعدات فاسدة تقدر بنحو 32 ألف طن من القمح.
إذن، ومع اعتراف برنامج الغذاء العالمي بإدخال شحنات مساعدات فاسدة، فإن المسؤولية تقع الآن على كاهل الجهات المختصة التي يجب أن تقوم بدورها في تفتيش المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية قبل إدخالها إلى الأماكن المستهدفة، فالمواطن ليس بحاجةٍ لمزيدٍ من الأمراض والأوجاع التي يجلبها لهم الغذاء الفاسد.