العدوان هو من فجر الوضع عسكرياً في الضالع وجرائمه أثارت سخطاً حتى بين مؤيديه

حـاوره : صلاح العلي / لا ميديا -
في هذا الحوار، يطلعنا محافظ الضالع، حنين حنين الدريب، على دور السلطة المحلية في ظل المتغيرات العسكرية والاجتماعية الجارية.. يقول الدريب إنهم يواكبون انتصارات الجيش واللجان الشعبية، ويقومون بتطبيع الأوضاع والعمل لاستتباب الأمن وجسر العلاقات بين الدولة والمواطن.. لافتاً إلى أن الوضع الإنساني بحاجة إلى لفتة كبيرة من قبل القيادة السياسية وتوجيه الجهات المعنية بتفعيل دورها في هذا الجانب.
وفي الجانب العسكري، يفيد الدريب بأن المعارك التي جرت في الضالع جاءت بعد مناشدات من الأهالي للجيش واللجان بالتدخل في مناطقهم، وكانوا إلى جانبهم في تحريرها... وإجابة على تساؤلاتنا أين ستصل المعارك، وما إذا كانت ستتجاوز  إلى ما هو أبعد من قعطبة... يذكر الدريب بقول سيد الثورة بعدم القبول ببقاء شبر من تراب اليمن تحت الاحتلال، 
أيضاً يلفت المحافظ إلى أنهم يعملون لإعادة الاعتبار للوحدة وتصحيح مسارها وإنصاف الناس وما تعرضوا له من مظالم كحال المسرحين والمقصيين من وظائفهم عقب حرب 94 الظالمة...
فإلى الحوار.


وصل جسر العلاقات بين الدولة والمواطن
- أنتم كقيادة للسلطة المحلية بالضالع وفي ظل الوضع العسكري الراهن والتحولات الجارية، ما الجانب الذي وضعتموه في أعلى سلم أولوياتكم الآن؟
أهلا بكم وحياكم الله ونشكر لكم اهتماكم وتجشمكم عناء السفر للوصول إلى هنا. بداية فإننا نعمل أولاً على تطبيع الأوضاع في المناطق التي تم تطهيرها وتثبيت الأمن والاستقرار وتضميد الجراح، ونصل جسر العلاقات بين الدولة والمواطن، والدفع لأكبر استفادة من قرار العفو الذي تجاوب معه الكثيرون من المغرر بهم وها هم عادوا بعد تطمينات وضمانات من الدولة بعدم المساس بهم.

إصلاح ما أفسده المرتزقة
- وهل استطاعت السلطة المحلية ممارسة دورها في ظل الوضع الراهن؟
السلطة المحلية تقوم بدروها في تفعيل الخدمات وإصلاح ما أفسده المرتزقة من مشاريع وخدمات في الصحة والمياه وغيرها، وأيضا النزول الميداني للمناطق المطهرة والرفع باحتياجات المواطنين الضرورية إلى القيادة السياسية.

تفاعل مجتمعي مع الجيش واللجان
- اجتماعيا وقبليا، ما نشاطكم في هذا الجانب حالياً؟!
هناك تواصل كبير ولقاءات واجتماعات واسعة مع المجتمع، ونعمل لإشراكه في القرار وإحلال الأمن في مناطقه. والحقيقة أن تفاعلهم كبير إلى جانب الجيش واللجان الشعبية، ولهم دور هام ومفصلي في تطهير المناطق من المرتزقة، أو تحييد الكثيرين. ويهدف نشاطنا لتوحيد الصف الوطني وتعزيز الجبهة الداخلية.

الضالع بحاجة لاهتمام أكبر
- مثلا لمسنا خلال جولتنا في بعض المناطق التي تم تطهيرها تأزما في المياه بسبب انقطاع مادة الديزل من قبل المرتزقة كعقوبة على المواطنين، وأيضا إشكاليات النزوح والوضع الصحي المتردي وغيره... ما تقييمكم للوضع الإنساني؟ وكيف تواجهون هذه المشكلات؟
المحافظة بحاجة إلى لفتة كبيرة من القيادة السياسية، وتوجيه فروع الوزارات في المحافظة للقيام بواجبها وتوجيه الجهات الإنسانية للعمل داخل المناطق التي تم تطهيرها.
الضالع بأمس الحاجة إلى اهتمام إنساني، وإلى توفير خدمات صحية وتفعيل مشاريع المياه... ونحن سنحاول في الفترة المقبلة تقديم ما يمكن تقديمه في هذه الجوانب. وبالنسبة للمشتقات النفطية فنحن نعمل لتوفير ما نستطيع من المشتقات. وكانت هناك عوائق في هذا الجانب بسبب احتجاز المشتقات في الحديدة،لكن الحمد لله هناك انفراجة الآن في هذا الجانب وسيتم تغطية المناطق التي تم تطهيرها باحتياجاتها من المشتقات النفطية قريباً.

هم من فجروا الوضع عسكرياً
- أنتم متهمون من قبل البعض بتفجير الوضع عسكريا في الضالع...؟
بالتأكيد هناك جهات إعلامية لقلب الحقائق. والعدوان قام على الإعلام والفتاوى والمال. هم يتهموننا بذلك، لكن من الذي فجر الوضع بداية من شهر 11 عام 2018 في محافظة الضالع واقتحام مواقع الجيش واللجان والتقدم في مناطق دمت مثل الحقب وبيت اليزيدي وجبل الحريوة في دمت؟ وأيضاً في العود قاموا بخرق الاتفاق مع القبائل الذي أقر عدم دخول الطرفين واحترم الجيش واللجان ذلك بينما المرتزقة فرضوا توجههم على رغبة الناس وفجروا الوضع في العود في نهاية مارس 2019، ولذا قام الجيش واللجان بتطهير هذه المناطق بمعية أبنائها الذين كان لهم الدور المفصلي في تحرير مناطقهم بعد تأكدهم أن الطرف الآخر لا يريد لهم السلم والأمن، فكانت العمليات العسكرية تطهيراً للأماكن التي تقدم فيها العدو، مثل جبال العود ودمت والحشا...

مطالبات شعبية لإنقاذهم من جرائم المرتزقة
- وهل كانت خلفية المعارك عسكرية صرفة أم اجتماعية أيضاً؟
كانت دوافع اجتماعية ومطالبة حثيثة من الأهالي للجيش واللجان بالتدخل، لما رأوه من أفعال المرتزقة وخوفا من السكين التي رأوها فوق رقابهم. وقد ارتكب المرتزقة جرائم في قعطبة والحشا ودمت، في دمت ارتكبوا أفعالا وحشية لا ترضي أحدا، مثلا وقع أسرى من الجيش واللجان في أيديهم فقاموا بذبحهم أو رميهم من فوق الجبال والتنكيل بهم، وذعر المواطنون من هذه الأفعال. أيضا قاموا بنهب محال المواطنين وخلعوا أبواب بعضها بالدبابات، ونهبوا المواشي والمزارع، ودمروا شبكة المياه كاملة في بيت اليزيدي حين كانت دباباتهم تمر من فوقها وما سلم منها قاموا بنهبه، وقاموا بالاعتداء على المواطنين وقتلوا بعضهم بلا مبرر، وكذلك عسكروا المدارس وتوقف التعليم فيها لخمسة أشهر حتى مارس 2019...
- المعركة الآن إلى أين ستصل؟!
كما قال السيد القائد حفظه الله، لن نسمح باحتلال شبر من أرض الوطن.

دعوى الحرب ومواجهة الاحتلال والعدوان
- بحسب ما يتردد في بعض الأوساط، المعركة الآن لاسيما في قعطبة أهي "تصعيد شمالي لاستعادة جغرافيا شمالية"؟!
الحرب ليست حرب شمال وجنوب، ولا مشكلة داخلية وأهلية، بل مواجهة للاحتلال والعدوان. هناك من يردد هذه الأقاويل، شخصنة ومناطقية، ولكننا نعرف أن تحالف العدوان خلف كل دعوى مناطقية وطائفية، وهو من ينشرها في الإعلام ويوظفها مرتزقته لتفكيك المجتمع الواحد.
الآن هناك صحوة كبيرة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، وبدأت الأصوات تعلو رفضا للمحتل وجرائمه. إننا نلمس الوعي الكبير الذي وصل إليه الناس هنا، بمشروع الاحتلال ونظرته إليهم، وفي هذه المناطق التي طهرها الجيش واللجان بطلب وتفاعل من قبل الأهالي، خاصة في قعطبة والحشا والعود، وقد قاتل الناس جنبا إلى جنب مع الجيش واللجان وقدموا التضحيات.

تعزيز الجبهة الداخلية
- ما الذي استطعتم إنجازه منذ توليكم قيادة السلطة المحلية؟ هناك شهادات تقول إن تواجدكم ضئيل وأخرى تنفي تواجدكم أصلاً وأن علاقتكم بالمجتمع الأهلي والقوى السياسية ضعيفة؟
لسنا غائبين، بل متواجدين، والعلاقات مع القوى السياسية، كالمؤتمر والاشتراكي والقوى القبلية، أساسها الآن هو مواجهة العدوان وتعزيز الجبهة الداخلية وتحرير البلاد.
وطبعا، وضع المحافظة يختلف عن غيرها، حيث مركزها يقع في نطاق سيطرة المرتزقة، ولا يوجد فروع للوزارات في المحافظة، بل يتم التعامل مع المديريات مباشرة، وتواجدنا ظاهر وملموس من خلال المناطق التي نسيطر عليها من سابق ومتوفرة فيها الخدمات بشكل لا بأس به..
- لكن هلا أخبرتمونا عن أشياء عملية؟
قمنا بتوفير الكادر الطبي والأدوية اللازمة للمراكز الصحية في قعطبة مؤخرا، وشكلنا عدة لجان لتشغيل وتفعيل شبكات المياه فيها. والمناطق التي تحت سيطرتنا من سابق فالدولة ومكاتبها متواجدة فيها ونقوم بالعمل وفق ما هو متاح ومتوفر وتحكمه الظروف. كما أننا نقوم بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتنا منذ بداية العدوان...

نغطي رواتب الموظفين
-لجميع الموظفين؟ كم تبلغ؟ ومن أين مصدرها؟
نعم، للجميع، وهي من إيرادات المحافظة كالضرائب، وتم الاستئذان من القيادة لعدم توريدها وتغطية رواتب الموظفين في مناطق سيطرتنا بالضالع وهي دمت وجبن، وقد تجاوبت القيادة وأعطت معاملة خاصة للمحافظة في هذا الجانب.
وتصل الرواتب إلى 98 مليون ريال شهريا، يستلمها موظفو مكاتب السلطة المحلية والمتقاعدون في دمت وجبن.

توثيق جرائم العدوان
-تحدثتم عن جرائم للعدوان، هل قمتم بتوثيقها إعلامياً...؟
نعم، تمت تغطيتها، وتم نزول فرق مركزية لتوثيقها، وتم توجيه المكاتب المختصة بحصر الأضرار في الجانب العام والخاص ونشرت في الإعلام.
إصلاح مسار الوحدة

-في ذكرى 22 مايو؛ ما هي رؤيتكم لقيادة محافظة الضالع ورؤيتكم للوحدة اليمنية؟
ما حدث للوحدة هو أنها حرفت عن مسارها وجيرت لصالح قوى الفساد والإجرام التي أطاحت بها ثورة 21 أيلول. وتوجه القيادة كما هو معروف هو إصلاح مسار الوحدة اليمنية وجعلها للشعب. ونحن سنبذل كل الجهود لإعادة الاعتبار للوحدة ولإنصاف الناس ومحو التمايزات المناطقية والعرقية التي صنعها الاحتلال والعدوان ومريضو النفوس.

- وما الإجراءات التي تتجهون إليها في سياق تطبيعكم للأوضاع وإصلاحكم لمسار الوحدة؟ 
هناك جملة من الإجراءات قمنا باتخاذها، منها تشكيل لجنة لاستقبال ملفات المسرحين والمقصيين من وظائفهم واستقبال المظلومين. ورغم أن الوضع هو وضع حرب واستثنائي، لكن التوجه موجود لإنصاف الناس ومعالجة جميع الاختلالات التي حصلت سابقا.
وكما قلت لك الوضع هو وضع حرب الآن، تم تطهير «مديريات من أصل»، ولا يزال أمامنا أعمال كثيرة من تخطيط وبناء ولا يمكن أن تؤخذ الملفات مجزأة، بل إدارة المحافظة ستكون برؤية عامة وإلمام بكل الجوانب، ولا يزال أمامنا الكثير.