حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -

شخصية مثيرة. يعشق الصراحة والاختصار في الحديث. هكذا هو "هنري اليمن" كما يلقب.
هو بصمة الأمل. لاعب عشق الفن الكروي، ومارس الإبداع المهاري، وأدمن مغازلة الشباك كنحلة لاسعة.
"شريان" اسم يعرفه كل عشاق كرة القدم اليمنية. كيف لا وهو الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب في وجدان الشارع الكروي اليمني، بدءاً من منتخب الأمل ومروراً بكل الأندية التي لعب لها؟!
- مرحباً بك كابتن.
مرحباً بك أخي العزيز وبصحيفة "لا"

- حدثنا كيف بدأت في عالم الكرة!
- مثل أي لاعب، بدأت من الحارة ثم المدرسة ثم النادي.

- كيف كانت حظوظك مع المنتخبات الوطنية؟
- الحقيقة لم تكن كما أطمح به. 

أجمل الأيام مع "الأمل"
كنت ضمن كتيبة الأمل التي حققت المجد للكرة اليمنية. كيف تقيم مشواركم ذاك من صنعاء مروراً بأبوظبي  وحتى فنلندا؟
- أجمل أيام حياتي مع منتخب الأمل، فالمشوار كان جيداً والحمد لله، بدءاً من مجموعتنا في صنعاء ومروراً بنهائيات كأس آسيا وانتهاءً بمونديال فنلندا.

- لمن يعود الفضل بتحقيقكـــــم تلك الإنجازات؟
- للكل، إدارة ومدربين ولاعبين. لقد كان النجاح متكاملاً في مسيرة منتخب الأمل العالمية.

دلال أفسد المنتخب
- لماذا ضاع منتخب الأمل ولاعبوه من بعد عودته من مونديال الناشئين العالمي على الرغم من تدرج لاعبيه ضمن منتخبات الشباب والأولمبي والأول؟ ومن هو السبب؟!
- ضياعنا كان صورة معاكسة لنجاحنا، والكل، إدارة ومدربين ولاعبين، ارتبط بذاك النجاح الذي انتهى بالأمل المنتخب والإنجاز إلى الفشل. 

- البعض يصنف لاعبي الأمل بأنهم محظوظون، والبعض يضعهم في خانة المدللين، والبعض يؤكد إنكم مظلومون. ما رأيك؟
- أنا معهم في كل شيء، بالفعل كنا محظوظين ومدللين ومظلومين.
 
- هل سنرى ذات يوم منتخباً يوازي منتخب الأمل؟
- أتمنى ذلك، لكن لا أتوقع. 

الفوز على إسبانيا
- ما هي أجمل مباراة لعبتها وأخرى تعتبرها الأسوأ؟
- أجمل مباراة هي الودية أمام منتخب إسبانيا قبل مونديال فنلندا، وفزنا بالهدف الوحيد الذي سجلته والأسوأ كانت أمام البرازيل في مونديال الناشئين.

الهدف الأغلى
- هدف سجلته في مشوارك الكروي تعتبره الأغلى؟
- هدفي في مرمى البرتغال. هذا الهدف سيظل في الوجدان، خاصة واللقاء الكروي أمام منتخب أوروبي، وكان صداه وصل إلى إسعاد تلك الجماهير الغفيرة التي حضرت في المدرجات والمتابعة عبر الشاشات العملاقة.

- ما هي أكثر لحظة شعرت فيها بنشوة الإنجاز؟
- وصولنا إلى نهائيات كأس العالم للناشئين في فنلندا. كانت أياماً ولحظات لا تنسى، ولا تغيب عن الذاكرة. أيام منتخب الأمل مستحيل أن أنساها، وكانت اللحظة الأبرز.

- هل تلقيت عروضاً للعب خارجياً؟
- نعم، بعد كأس العالم في إسبانيا جاءتنا عروض احترافية كثيرة أنا وزملائي عبده الإدريسي وأكرم الصلوي من أندية ألمانية.

- ولماذا لم تنجح هذه العروض؟
- بعثة المنتخب أخفقت هذه العروض.

- يعني أن الإدارة سبب إخفاق العروض؟
- نعم.

لعبت في 8 أندية
- من المعروف أنك ابن 22 مايو، إلَّا أنك كنت أحد نجوم فريق العروبة. كيف تقيم تجربتك مع الفريقين؟ ولماذا لم نرك في أندية أخرى؟
- معلوماتك عني ناقصة. بدأت في نادي حمْيَر سابقاً، ثم الزُّهرة الذي أصبح نادي 22 مايو، ثم نادي الصقر، ثم نادي الشعلة، ثم احترفت مع فريق الاتحاد العماني، كما لعبت مع أندية أهلي صنعاء ووحدة صنعاء والعروبة، وأنهيت مشواري مع نادي 22 مايو.

- إذن خضت عدة تجارب وتنقلت بين عدد من الأندية. ما هي محطتك الأنجح؟
- مع نادي العروبة.

زواجي أنهى احترافي
- وما هي حكاية النادي العماني الذي احترفت فيه؟
- لعبت مع النادي في صلالة، وكانت الأمور على خير ما يرام، وكان عقد النادي لمدة ثلاث سنوات.

- ولماذا فرطت به؟
- عدت إلى اليمن حتى أكمل نصف ديني.

- ما هو أبرز موقف طريف حصل لك، وآخر حزين؟
- أبرز موقف عندما سافرنا إلى ماليزيا، وكان لدينا تمرين بعد وصولنا. دخلت لأستريح قليلاً وذهب اللاعبون للتمرين وعادوا وأنا وزميلي نائمين. والحزين خسارتنا أمام منتخب البرتغال وهي أكثر لحظة حزنت فيها.

تسلط المشائخ والناقدين
- ما هي الأسباب برأيك وراء تدهور الكرة اليمنية - أندية ومنتخبات؟
- دخول المشائخ وأصحاب النفوذ وتسلطهم على الأندية والرياضة اليمنية.

- كيف تقيم إدارات الأندية في الوقت الحالي؟
- إدارات مكونة من عصابات بكل ما تعنيه الكلمة.

- لاعب يمني تتوقع له مستقبلاً جيداً؟
- لا يوجد لاعب أتوقع له مستقبلاً زاهراً. حالياً لم أشاهد لاعب المستقبل.

عيوب اللاعب اليمني
- ما هي أبرز عيوب اللاعب اليمني؟
الاستهتار وعدم الانضباط.

- هل تتعاطى القات؟!
- بصراحة أحيانا وفي المناسبات.

- كيف تقيم مسيرتك الكروية؟
- ناجحة بمعنى الكلمة.

- خلال مسيرتك الكروية هل يمكن أن تحدثنا عمن وقف معك من المدربين؟
- كثير، لا يمكن إحصاؤهم، لكنني أوجه لهم كل الشكر.

- من الذي أبرز موهبتك؟
- موهبتي كانت بتوفيق من الله وبجهدي وإصراري في التمارين والمباريات.

- شخصية رياضية تأثرت بها؟
- الكابتن عبدالرحمن سعيد.

العدوان دمر الرياضة اليمنية
- هناك عدوان على اليمن دمَّر البنية الرياضية. ما الدور الواجب على الرياضيين في مواجهته؟
- العدوان دمر البنية الرياضية اليمنية والمنشآت العملاقة التي كانت تخدم الرياضيين والشباب، وأوقف كل شيء، بما في ذلك كرة القدم. وعلى كل رياضي يمني وكل يمني غيور على وطنه أن يدرك حجم الكارثة. كما أرى أن علينا -كرياضيين- أن نواجه العدوان الداخلي من القائمين على الرياضة اليمنية، أندية واتحادات. 

- هل من رسالة تريد أن توجهها كابتن عبد الإله؟
- رسالتي هي: حب الناس هو الذي خرجت به أو كسبته.

- كلمة أخيرة في نهاية اللقاء؟
- شكرا لك ولصحيفة "لا" على هذا الحوار، وأتمنى أن ترجع بلادنا أفضل مما كانت عليه، وأتمنى بل وأدعو الله أن يحقن دماء اليمنيين.