حوار: يسرية الشرقي / لا ميديا -

أتت من بعيد لتخطف قلوب الملايين بضحكتها الساحرة ونبرتها المميزة. الموهبة الصغيرة ماريا قحطان ذات السنوات العشر بصوتها المميز، وأدائها الفريد على المسرح، خطفت قلوب الكثيرين ممن اشتاقوا إلى الصوت اليمني المميز الذي يمكن لنجوميته أن تسطع في سماء الفن العربي.
في الثامنة من عمرها شاركت في برنامج «ذا فويس كيدز» الخاص بالأطفال الموهوبين. مشاركتها تلك حملت لليمن أملاً جديداً بأن الجيل القادم لا يزال يحمل رسالة الحب والسلام، وبأن صوتا نقيا كنقاء قلوب المواطن البسيط سيتردد في سماوات أرض الحضارة والفن.
في هذا اللقاء الخاص مع الطفلة المبدعة ماريا قحطان، نتعرف أكثر على بداياتها الأولى في الفن، ومجريات مشاركتها الناجحة في «ذا فويس»، وملابسات الهجوم الذي تعرضت له حفلتها الغنائية في عدن، وأمنياتها الراهنة والمستقبلية.

  أهلاً وسهلاً بك في ضيافة صحيفة «لا»! 
ـ أهلا بكم، وأشكر اهتمام جريدة «لا» بالفن والموسيقى، وأشكرك أستاذة يسرية على وجودك واهتمامك بهذا المجال أيضاً.

الفضل لأختي
  متى بدأت ماريا قحطان الغناء؟ ومن اكتشف موهبتك؟
ـ بدأت منذ أن كان عمري ثلاث سنوات، وأختي هي أول من لاحظ أن صوتي جميل وأكثر من آمن بموهبتي وشجعني، وبعدها أستاذي حمدي العلايا، الذي وقف بجانبي وشجعني كثيراً.

عائلتي أساس نجاحي
  من كان مشجعك الأول في بداية مشوارك ودخولك برنامج «ذا فويس»؟
ـ الحمد لله وقف بجانبي كثير من الناس في حياتي، وكانت عائلتي المشجع الأول لي، لذلك هم الأساس في أي نجاح حققته، حيث كانوا دائما يرفعون معنوياتي ويقولون لي بأن صوتي جميل وأن لي مستقبلاً في المجال الفني. وطبعا أستاذي الفنان حمدي العلايا، ومدرساتي في المدرسة. ولا أنسى الأستاذ أكرم السند، والأستاذة صفاء ومحمد الراعي والأستاذ عمر... وأتمنى أن أكون عند حسن ظن كل من شجعني وكل من يحبني. 

تأثرت بالقيصر
  أكثر الفنانين الذين تأثرت بهم وتعتبرينهم قدوتك في المجال الفني؟
ـ أحب الفن العربي، خصوصا القديم ورواده الذين أعتبرهم أساطير. كما أحب كل من لديه صوت جميل. لكن أكثر من تأثرت بآدائه وأسلوبه في الغناء، هو أستاذي القيصر كاظم الساهر، وأيضا الفنان القدير ماهر زين. كما أشعر بأن الفنان الرائع حسين الجسمي قريب جداً من قلبي ويؤثر بي بشكل كبير.

أعشق التحدي
  في ظل المنافسة القوية التي شهدها برنامج «ذا فويس»، كيف استطعت الاستمرار حتى الحلقات النهائية؟
ـ أنا بطبعي أعشق التحدي، وتعلمت كيف أتمسك بأحلامي، إضافة إلى توفر الجو المناسب والتدريب المستمر، كلها عوامل ساعدتني على النجاح.
أيضاً لا أنسى ما خصني به أستاذي كاظم الساهر من اهتمام وعناية، نظراً لصغر سني، ولأنني كنت دائما أصر على القيام بما هو مطلوب مني على أكمل وجه حتى لو تعبت أو أُجهدت.
كما أن تشجيع الناس وجمهوري ساعدني كثيراً في الوصول إلى المراحل النهائية، ففرحتهم كانت دافعاً كبيراً لي لأتحمل كل التعب والضغط في كل مراحل البرنامج.

الساهر علمني كل شيء
  من لعب الدور الأكبر في وصول ماريا إلى المراحل الأخيرة؟
ـ طبعاً أستاذي كاظم الساهر هو صاحب الدور البارز في وصولي إلى النهائيات، لاهتمامه الكبير بي، ومساعدته لي، فقد تعلمت منه كيف أغني، وكيف أقف على المسرح، وكيف أبتسم... فقد تعلمت منه كل شيء. وأيضاً الأستاذ محمد أبو الخير، الذي ساعدني كثيراً.

أصعب اللحظات
  أصعب موقف تعرضت له أثناء برنامج «ذا فويس»؟
ـ كان أصعب موقف بالنسبة لي بعد أن أديت أغنية «مقادير»، وكان على كل عضو في لجنة التحكيم اختيار مرشحين اثنين للتأهل للعروض المباشرة، فكنت متخوفة من عدم اختيار كاظم لي، لكنه ولله الحمد اختارني أولاً ثم زميلي حمزة الأبيض.
كانت تلك من أصعب اللحظات التي مررت بها، وستظل محفورة في ذاكرتي، ومستحيل أنسى الشعور بالقلق وأيضاً الشعور بالفرح عندما اختارني القيصر.

سعادتي في حب الناس
  ما الذي أضافه لك هذا النجاح؟
ـ حب الناس وتقديرهم الذي يمنحني شعوراً بالسعادة، ففي أي مكان أذهب إليه يقابلني الناس بحب، وبالذات الأطفال الذين يفرحون كثيراً عندما أزورهم، وبدوري أكون سعيدة معهم، وهذا هو النجاح بالنسبة لي.

رفضت عدة عروض
  بعد تألقك في «ذا فويس»، هل تلقيت عروضاً من شركات للإنتاج الفني؟ 
ـ نعم، تلقيت الكثير من العروض من عدة شركات للإنتاج الفني أُفضل عدم ذكرها، خاصة أنني لم أقبل بهذه العروض، لأنها كانت احتكارية بشكل كامل، تريد احتكاري لصالحها فقط، وهو ما جعلني أعتذر وأرفض التوقيع مع أية جهة حتى الآن.

جوائز وذكريات
  ما هي الجوائز التي حصلت عليها قبل وبعد «ذا فويس»؟
ـ بفضل الله حصلت على الكثير من الجوائز التي أفتخر بها، ومنها: الدرع الفضية لشركة «يوتيوب»، درع وزارة الإعلام، درع وزارة الثقافة، درع أمانة العاصمة، درع نادي الوحدة، درع مؤسسة جمعان، درع مؤسسة السرطان، درع مؤسسة المكفوفين، درع السلطة المحلية بحضرموت، درع جمعية المعاقين، درع محافظ المهرة، درع المجلس المحلي بالمهرة، درع مؤسسة السرطان بعدن، درع مؤسسة السرطان بصنعاء، درع جمعية رعاية الأطفال مرضى الفشل الكلوي، درع مؤسسة المعاقين... والعديد من الجوائز وشهادات التقدير من الكثير من الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسسات والمراكز التجارية، ولكل من هذه الجوائز ذكريات خاصة لا يمكن أن تختفي من ذاكرتي.

طبيبة أطفال
  كطفلة يمنية بماذا تحلمين؟
ـ أتمنى أن تنتهي الحروب في الدنيا كلها، كي يعيش الأطفال والناس بسلام، وأتمنى أن تكون اليمن من أفضل بلدان العالم.
أما حلمي الشخصي فأتمنى أن أصبح طبيبة أطفال، من أجل أن أساعد الناس، خاصة أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج.

مؤسسة لدعم وتشجيع الموهوبين
  وبماذا تحلمين كفنانة؟
ـ أتمنى وجود مؤسسة تبحث عن الأطفال الموهوبين وتعتني بهم وتشجعهم، وسأكون أحد الذين يعملون على تشجيع وتدريب وتأهيل هؤلاء الاطفال، وسأنقل إليهم خبرتي البسيطة التي اكتسبتها من القيصر كاظم الساهر، حتى نستطيع إعادة مجد الفن والغناء اليمني الأصيل والرائع.

أعداء النجاح يؤذونني
  ما هي الصعوبات والعراقيل التي تقف في طريق تحقيق أهدافك؟
ـ طبعا أكبر عائق في حياتي هي الظروف الصعبة التي يعيشها البلد وتؤثر على كل أبناء الشعب، إضافة إلى عدم وجود اهتمام وتشجيع للمواهب والمبدعين من قبل الجهات المختصة، فهناك الكثير من المواهب مدفونة ولا تجد فرصة للإبداع. 
ومن العوائق أيضا أعداء النجاح الذين يؤذونني بطرق كثيرة، وخصوصا أنهم باستمرار يعملون بلاغات ضد حساباتي على الـ»سوشيل ميديا»، ووصل الأمر إلى تهكير وسرقة حسابي على الأنستجرام، والمشكلة أن لا تجد من ينصفك ويأخذ حقك منهم، حتى وإن كنت تعرف من قاموا بهذا الفعل، لا تجد من تشتكي إليه ولا من يحاسبهم.

حادث أوجع قلوبنا
  الهجوم الذي تعرضت له خلال المهرجان الغنائي في مدينة عدن، هل له علاقة بالعرض الذي قدمته لك «روتانا»؟
ـ في الحقيقة لم يكن هناك عرض من «روتانا»، ولا علم لي بهذا العرض، وليس لدي فكرة عن سبب هذا الهجوم. وحتى لو كان هناك عرض بصراحة لا أعتقد أن هناك علاقة بينه وبين ما حدث من هجوم، لكن الله يجازي من ارتكب ذلك الفعل، لأنه أفزع الجمهور من الأطفال الذين من المفترض ألا يدخلوا في أي صراع، وهذا الحادث أوجع قلوب كل اليمنيين.

دعونا نعش بسلام
  هل لديك معلومات عمن يقف وراء الهجوم؟
ـ لا أعرف من يقف وراءه، لكني حينها خفت على نفسي، وعلى جمهوري الذي كان أغلبه من الأطفال، لكن الحمد لله مرت الأمور بسلام.
أنا قلت للإعلاميين عقب الحادث: أرجو منكم عدم تهويل الأحداث. ونقلت عبرهم رسالة للجميع بأن ينبذوا مثل هذه الأعمال، وقلت لهم: دعونا كأطفال نعش بسلام وحب في هذه الحياة، فأنا في النهاية طفلة أحب بلدي وجمهوري، وأتمنى أن يعود السلام والحب إلى بلدي، اليمن السعيد.

لم أتعرض للتهديد
  هل سبق وتلقيت أية تهديدات؟
ـ لا، أبداً، لم أتعرض لأي تهديد، فكل الناس تحب ماريا وأنا أحبهم، أتمنى فقط منهم ألا يصدقوا ما يروج له البعض من إشاعات عني، فمرة يقولون: ماريا ماتت، ومرة عملت حادث، و... و... وغيرها من الإشاعات.

ريع حفلاتي الخيرية للأطفال المرضى
  ما السر  وراء ظهورك المتميز في الفعاليات الخيرية؟
ـ يعود ذلك إلى الفريق الرائع الذي يعمل معي، مثل عمو عمران شهبين، مدير الأعمال، وعمو محمد سلامة، مدير العلاقات والإعلام، وبقية أعضاء الفريق، وأيضا تشجيع ورعاية عمو الشيخ حميد اليمني.
كما أنني شخصياً أحب المشاركة في هذه الفعاليات، وقد شاركت في فعاليات خيرية في المكلا وعدن وسيئون والمهرة وتريم وصنعاء.
وسبب حبي لهذه الفعاليات هو أنه في إحدى هذه الحفلات والتي كانت مخصصة للأطفال المصابين بالسرطان، كانت هناك طفلة غنت معنا على المسرح بفرح وسعادة، ثم شاركتهم اللعب والرسم في الحديقة، وفي المساء أبلغوني بأنها ماتت، فحزنت عليها كثيراً وبكيت. فقالت لي أمي حينها: إن أي إنسان يُفرح ويسعد طفلاً مريضاً قبل موته، ينال الكثير من الأجر والحسنات. ومن يومها وأنا أشارك في هذه الحفلات التي يعود ريعها لصالح الأطفال المرضى والمحتاجين.
 
بلقيس وكاظم
-  من هو الفنان الذي تتمنين أن تغني معه؟
ـ بلقيس أحمد فتحي، بنت بلادي المتألقة التي أفتخر بأنها يمنية وتعتز بجنسيتها. وبكل تأكيد أستاذي الأول القيصر كاظم الساهر.

انتظروا أعمالي الخاصة
  رسالة أخيرة توجهينها لمتابعيك ومحبيك؟
ـ أقول لهم: أحبكم كثيراً، فأنتم الرصيد الحقيقي لنجاحي، وحبكم هو سعادتي الحقيقية، وبتشجيعكم فقط أستطيع مواجهة كل التحديات في حياتي، خصوصا الفنية. 
كما أقول لهم: انتظروني في الأعمال القادمة الخاصة بي، وأولها كليب «صغيرة وداخلي حيرة» من ألحان أمين حاميم وكلمات مظفر الصبري.
وختاماً أشكرك جداً وأشكر صحيفة «لا» لاهتمامها بالفن والموسيقى، وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح.


بطاقة تعريف

ماريا قحطان.
 عشر سنوات.
 من مواليد محافظة صنعاء، لكن في الأصل أنا من محافظة إب، ووطني الكبير هو اليمن الذي أحبه كثيراً وفخورة بكل شبر منه.
 أدرس في الصف الرابع أساسي، في مدارس الوحدة، والحمد لله نجحت هذه السنة بتقدير ممتاز بنسبة 96%.
  مثلت اليمن في «ذا فويس كيدز»، ضمن فريق القيصر كاظم الساهر، ووصلت إلى الحلقة النهائية، وهذا فخر كبير لي ولبلدي الحبيب.