حاوره: طلال سفيان/ لا ميديا -

من لا يعرف هذا اللاعب، الذي صال وجال طويلاً في ملاعب الكرة، سيكون عليه أن يعود إلى الخلف ويفتح قاموس الرياضة اليمنية وينبش بين ثناياها عن أقاصيص تختزل الكثير من المعاني عن فارس الزمن الجميل الذي قدم خلاصة الفن والمهارة والمثابرة بمهنية عالية على مربعات المستطيل الأخضر.
نجم باسم من سماء أخرى لطالما تمتع بالموهبة والأخلاق والقيم الإنسانية. نجم جاء من الزهرة إلى الشعب، دخل المجد من أوسع أبوابه، بعد أن سلك طريق المتعة والخبرة الطويلة في دروب الأندية والمنتخبات اليمنية.
 مرحباً كابتن باسم.. حدثنا عن بدايتك الكروية!
- مرحباً بك أخي الكريم ومرحباً بصحيفة "لا". البداية كانت من حواري العاصمة صنعاء قبل ان أذهب للتسجيل في أشبال وحدة صنعاء. وفي أحد الأيام حضر الكابتن طه الجحدري، مدرب الفئات العمرية بنادي الزهرة، وأخذني من مدرسة الثورة (خالد بن الوليد حالياً) وضمني لفريق سن 15 سنة بنادي الزهرة، وهناك تدرجت إلى الفريق الأول.

 وماذا عن تمثيلك للمنتخبات الوطنية ولفترة طويلة؟
- تم اختياري أول مرة لمنتخـب الناشـــئين فـي عهــــد الأسطـــورة علـــي محسن المريسي مطلع الثمــانينيـــات، ثـــم اخــتـــارنـــي المــــدرب الألماني بيتر كلاوس لمنتخب الشباب عام 1984، لكني لم أشارك مع المنتخب بسبب تأديتي لخدمة التجنيد في الحــــــــرس الجمهوري. كما شاركت حينها مع المنتخب العسكري بقيادة المدرب الكبير علي صالح عباد، وبعدها بدأ مشواري مع المنتخب الأول.

غادرت الزهرة إلى الشعب
 عرفت أنك من أسرة كروية وخصوصاً شقيقيك عمر وبهاء؟
- منذ بدايتي الكروية وأنا أعشق التدريب. عندما كنت ضمن الفريق الأول للزهرة، قمت بتدريب فريق الشباب بالنادي، واستطعت معهم إحراز بطولة محافظة صنعاء. كنت أرى في شقيقي عمر مشروع لاعب كبير، لما يتمتع من مستوى كروي عال وموهبة فذة. عمر جلس في مقاعد الاحتياط لفترة ثم أثبت وجوده ولعب معي أساسياً في الفريق الأول، واستطعنا الثلاثة أنا وعمر وبهاء تصعيد الزهرة إلى الدرجة الأولى. لقد كان الزهرة يضم لاعبين كباراً، مثل أمين السنيني وخالد الناظري وعبدالحكيم الكندي ومحمد بسباس ويحيى الذاري وعبدالواحد عتيق وعبدالملك البروي وأنيس وعادل قائد وغيرهم. كما استطعنا في أحد المواسم إحراز المركز الثالث.

 من الزهرة إلى الشعب كيف كان مشوارك؟
- بقيت العب بألوان فريق الزهرة منذ مطلع الثمانينيات وحتى العام 1992، ثم انتقلت لفريق شعب صنعاء واستمر لعبي بصفوفه حتى العام 1996. قبل هذا العام كنت قد تركت اللعب لمدة عامين، إلا أن الكابتن علي العبيدي ربنا يطول بعمره ويعطيه العافية استدعاني للمشاركة مع شعب صنعاء في تصفيات الصعود للممتاز، والحمدلله تأهلنا بعد 3 مراحل ابتدت من مجموعة سيئون ومروراً بتصفيات الحديدة مع فرق شعب إب وأهلي تعز وفحمان أبين وتضامن شبوة وجيل الحديدة، وتصدرنا التصفيات، وفي المرحلة الثالثة (الصعود) تمكنا من العودة للأضواء في تصفيات صنعاء بعد منافسة شديدة مع أهلي تعز والميناء واتحاد إب، رغم أن الشعب كان قوامه لاعبين شباناً، فيما كنت أنا والكباتن جمال جابر وإبراهيم السنيني وأحمد سالم ومحمد باناجة نمثل عناصر الخبرة.
وكما أسلفت، انتقلت للعب لصالح فريق شعب صنعاء عام 1992، حتى العديد استغربوا من هذه النقلة المفاجئة؛ يوم الثلاثاء تدربت مع الزهرة والأربعاء كنت مع الشعب! وبعد أدائي تدريبين فقط لعبت يوم السبت أساسياً ضد وحدة صنعاء في الدوري. وطبعاً كان الفضل بعد الله بانتقالي للشعب يعود لرئيس النادي في ذلك الوقت الأستاذ محمد عبده سعيد، والإداري البارع المرحوم عبدالكريم الخميسي ومختار حسن مختار. كما أعتز أيضاً بمواقف الأستاذ يحيى الزكري، رئيس نادي القادسية، ثم رئيس نادي السبعين بعد الدمج الأول مع فريق الميثاق.

مشوار طويل في التدريب
  بعد الاعتزال أين اتجهت بوصلة باسم عبدالحفيظ؟
- فور اعتزالي للعب اتجهت مباشرة للعمل الإداري. ومع أول انتخابات في شعب صنعاء فزت في الانتخابات وحصلت والحمد لله على أصوات كثيرة، وتم تعييني مشرفاً رياضياً، لكن وبسبب شحة الإمكانيات المادية في النادي قدمت استقالتي من الإدارة بعد أن ارتأيت أن تاريخي الكروي وأخلاقي لا تسمح لي أن أكون كاذباً أمام اللاعبين. وهكذا اتجهت لتدريب الفئات العمرية بنادي شعب صنعاء، ودربت فئات 15 و17 سنة والفريق الثاني، والحمد لله تخرج على يدي لاعبون كثر، منهم نجم منتخب الأمل عبده علي الإدريسي الذي دربته منذ كان في الـ12 من عمره، وكذلك بدران الحيدري وسلطان الصياد وناصر الوصابي ورمزي عقلان الذين أيضاً مثلوا المنتخبات الوطنية.

 لكـــن مــــازال الجميـع يتذكر مشوارك الطويل في مجال التدريب والنجاحات التي رافقتك؟
- نعم، خضت مشواراً طويلاً في مجال التدريب، فقد دربت منتخب جامعة صنعاء، وعملت كمساعد مع مدربي فريق شعب صنعاء العراقي فيصل عزيز والمصري محمود الخواجة. كما عملت مع المرحوم عبدالله عتيق كمساعد مدرب في منتخب البراعم الذي تصدر التصفيات الآسيوية في سلطنة عمان عام 2006 وبرز منه نجوم أمثال: أيمن الهاجري من شعب إب ووليد الحبيشي من أهلي تعز ومراد البيضاني من وحدة صنعاء وناصر الهداشي من أهلي صنعاء وشهاب الصغير الذي كان حينها في اليرموك وحالياً مع فريق 22 مايو. كما توليت عمل مساعد مدرب في وحدة صنعاء مع عبدالله عتيق ومساعد للكابتن عمر باشامي في 22 مايو، بالإضافة إلى تدريبي لفريق الشرطة وفريق السبعين بعد دمجه مع فريق الميثاق.

واجهت تمرداً في السبعين
 خلال توليك تدريب السبعين حدثت لك مشاكل لك مع اللاعبين.. ما الذي جرى؟
- حقيقة بعد أن جئت لتدريب فريق السبعين خلفاً للمدرب القدير علي باشا، لم يمر على عملي فترة قصيرة حتى واجهت تمرداً من اللاعبين، وكنت أحضر للملعب ولا يوجد سوى لاعبين لا يعتدون بالأصابع. وعندما اجتمعنا مع رئيس النادي حينها المرحوم يحيى الجبري والأمين العام علي مثنى رازح (رئيس النادي حالياً) قال اللاعبون إنني أعاملهم بقسوة. بعد ذلك قامت الإدارة بتكليفي بإعداد فريق جديد، فقمت بضم لاعبين شباب للفريق بدلاً من الـ19 لاعباً الذين تمردوا، ولم يمر وقت طويل على إيجادي لتوليفة متجانسة حتى استطعت معهم تصدر تصفيات صعدة والصعود بالفريق من الدرجة الثالثة إلى الثانية. بعدها طلبت مني إدارة شعب صنعاء تدريب فريقها الأول المهدد بالهبوط لدوري الدرجة الأولى، وذلك خلفاً للمدرب المصري محمود الخواجة، والحمد لله تمكنت خلال 6 مباريات من إبقاء الشعب في مصاف الممتاز، حتى أن الكثير من الزملاء يومها استغربوا قبولي هذه المهمة، كونها كانت في مرحلة خطرة، إلى جانب قبولي براتب 35 ألف ريال يمني، فيما كان راتب المدرب المصري الخواجة 2000 دولار.

 برأيك ما هي معضلة الكرة اليمنية؟
- الكرة اليمنية تفتقد بشكل أساسي للاستراتيجية والتخطيط من الجذر. ولو كانت لدينا أندية قوية واتحاد قوي وأجهزة فنية متمكنة وبطولات على مستوى عال ومنتظمة في كل الفئات العمرية وعملية احتراف تسير بشكل صحيح لكان لنا شأن كبير على المستوى الإقليمي والقاري.

تحالف قتل اليمنيين
 كنت من أبرز الوجوه الرياضية اليمنية التي رفعت شعار "افتحوا مطار صنعاء وفكوا الحصار عن اليمن"؟
- والله هذا الشيء الذي يحز في نفس كل مواطن يمني غيور وشريف في قضايا الوطن. ما الذي يمكن ان نعمل تجاه هذا الموضوع؟! هناك آلاف الحالات التي تحتاج للعلاج في الخارج وتؤدي بأكثرها إلى الموت جراء إغلاق مطار صنعاء. كيف لإنسان يعاني من المرض أن يتحمل مشقة السفر إلى سيئون لمدة 25 ساعة، ناهيك عن المعاملات التي يتعرضون لها في طريقهم على يد النقاط الأمنية؟! كذلك الطلبة المبتعثون وكل مناحي الحياة التي يؤثر فيها إغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان على اليمن، لماذا نرى الطائرات التابعة لهيئة الأمم المتحدة تهبط في المطار بشكل يومي بينما الشعب اليمني محروم من المطار؟!
أنا وأنت محاصرون، والحاصل في النهاية أن هذا التحالف جاء لقتل الشعب اليمني، وليس كما زعم أنه أتى لإعادة "الشرعية"، ورأينا في الأخير كيف قام بطرد هذه "الشرعية" من عدن وأعادهم كما كانوا إلى فنادق الرياض وبقية العواصم العربية الأخرى.
لم يتركوا شيئاً إلا ودمروه، ضربوا البنية التحتية، ضربوا ملاعبنا ومستشفياتنا وكل مقومات حياتنا، ونهبوا ثرواتنا، وأوجدوا الانقسام والعنصرية والطائفية بيننا... والعالم يصفق لهم.
علينا أن نرفع أصواتنا في وجه هذا التحالف الذي يقتلنا كل يوم في كل محافظات اليمن، ونقول له: أوقف حربك علينا وارفع يدك عن مطاراتنا وموانينا... ونقول لهم: سنصمد للأبد، وسنكون لكم بالمرصاد، وسنأخذ حقنا بأيدينا ونخرج منتصرين محافظين على كرامتنا.

 كلمة أخيرة كابتن باسم؟
- أتمنى من كل الشعب اليمني بكافة أطيافه الوقوف صفاً واحداً في وجه العدوان، وأن تعود دولتنا أفضل مما كانت. وأتمنى أن يدرك أبناء هذا الشعب الطيب مخاطر هذا العدوان الدولي وتعود الحكمة اليمانية.
كما أود أن أشكر اللاعبين القدامى، وخصوصاً مجموعة الغد المشرق الرياضية وكل من وقف إلى جانبي بتصحيح الوضع قبل خروجه عن المسار. وأشكر الزميلين طه الصبري أحد المكاسب الرياضية، وعبدالقادر الشريف. كما أشكر الإعلام الرياضي وكل مدرب وإداري وقف معي في مشواري الكروي. وأشكر صحيفة "لا" على إتاحة هذه الفرصة الكريمة.