72 لواء بكامل عتاده حشدها ابن سلمان على امتداد محاور جيزان ونجران وعسير
جدار المملكة الدفاعي ينهار تحت أقدام الجيش واللجان الشعبية

شايف العين / لا ميديا -

بدأ التحالف الأمريكي السعودي في 25 مارس 2015، عدوانه على الوطن، معلنا ذلك من واشنطن، ومتبجحا على لسان الناطق باسم قواته بأنهم سينهون الحرب خلال أسبوع.
ارتطم تبجحه وهيلمانه بصخرة بعثرته إلى أجزاء صغيرة، تمثلت في صمود أسطوري من جانب الجيش واللجان الشعبية ومن خلفهم أبناء الشعب، قلب المعادلة رأسا على عقب، وبعد 5 أعوام تفكك التحالف المعتدي ومرتزقته، وبات السعودي يحشد الآلاف المؤلفة لحماية نفسه ويدفع مليارات الدولارات مقابل ذلك.
وعسير، وكانت حجر أساس في قيام مملكته، لذلك فكر بخلق سياجات دفاعية من المرتزقة الذين جندهم ودفع بهم إلى عدد من مديريات ومناطق محافظتي 
حجة وصعدة الحدوديتين للحيلولة دون وصول الجيش واللجان الشعبية تلك المناطق.

آمال العدو خابت
مضى الأسبوع الأول للعدوان ليظهر ناطقه مجددا ويعلن أنهم سيحسمون المعركة لصالح عدوانهم المسمى «عاصفة الحزم»، خلال شهر، لكن تقديراته التي تنطع بها خابت، وتفاجأ بصمود أسطوري من الجيش واللجان الشعبية يشير إلى أن عدوانه سيرتد عليه.
مرت بضعة أشهر، وبالفعل شرعت معادلة المعركة بالانقلاب لصالح الوطن والشعب، وسرعان ما ارتد العدوان بأثر عكسي على تحالفه ومرتزقته، لاسيما على العدو السعودي الذي لم يعتقد أن فرحته بكونه من يتزعم العدوان في الواجهة ستتحول إلى عزاء. 
ظن تحالف العدوان خصوصا السعودي أن نشر قواته على طول عشرات الجبهات التي فتحها في المحافظات المسيطر عليها من قبل مرتزقته، كفيل بحصر المعارك داخل الدائرة التي بدأت منها، ومع الأيام ستتقلص وتضيق على المدافعين عن الوطن حتى تخنقهم. 
غير أن آمال العدو قد خابت، فبعد أشهر قليلة من بداية عدوانه ظهرت السعودية كأنها بؤرة تلك الدائرة التي ما إن صعد أبطال الجيش واللجان الشعبية في يناير 2016 عملياتهم في عدة جبهات جديدة باتجاه مناطق جيزان ونجران وعسير، حتى بدأت تضيق نحو البؤرة، عندها دق ناقوس الخطر في الرياض بفعل تغيرات لم تضعها واشنطن في حسبان محمد بن سلمان.

الحزم يرتخي
ارتخى الحزم حتى تلاشى، وظهر فشل تحالف العدوان الأمريكي السعودي في تحقيق غاياته وأهدافه المتمثلة في احتلال اليمن وفرض الوصاية عليه من جديد، ليضطر إلى حرفها عن ذلك المسار باتجاه تموضع آخر غير الهجوم، فقرر سحب آلاف من مرتزقته إلى جبهات الحدود وفتح معسكرات لتجنيد أضعاف من قام بسحبهم، كل ذلك للدفاع عن أكذوبة اسمها المملكة العربية السعودية.
ورغم امتلاك العدو السعودي جيشا يبلغ قوامه 231 ألف عنصر و25 ألفاً في قوات الاحتياط، قرابة النصف أرسلهم إلى جبهاته الحدودية الجنوبية ظنا منه أن ضخامة العدد يمكن أن تعيق أية محاولة يقوم بها الجيش واللجان الشعبية للتقدم باتجاه نجران وجيزان وعسير، إلا أن ظنه خاب. 
ووفقا لما صرح به مسؤولون في نظام العدو السعودي أبرزهم أحمد عسيري الناطق السابق باسم تحالف العدوان، الذي قال في منتصف أبريل 2017 إن عدد جنود جيش بن سلمان الذين تم إرسالهم إلى الشريط الحدودي مع اليمن نحو 100 ألف، وهذا العدد طبقا لتوزيع الجيوش النظامية في مواقع ومراكز دراسات عسكرية عديدة، يعني ما قوامه 40 لواء تقريبا، ينفق منذ بداية العدوان 50 مليار دولار في العام الواحد. 
وتنتشر 6 من تلك الألوية على طول حدود وادي حضرموت من منفذ الوديعة حتى عمان، بينما يتمركز 34 لواء في نجران وجيزان وعسير، وأبرز هذه القوات تندرج ضمن حرس الحدود، الحرس الوطني، ألوية الملك عبدالعزيز الآلية، والقوات البرية السعودية.
لقد شعر العدو السعودي بعد أشهر من بداية العدوان بالخطر يحدق بالمناطق التي سلبها من اليمن قديما وتتمثل في نجران وجيزان وعسير، وكانت حجر أساس في قيام مملكته، لذلك فكر بخلق سياجات دفاعية من المرتزقة الذين جندهم ودفع بهم إلى عدد من مديريات ومناطق محافظتي حجة وصعدة الحدوديتين للحيلولة دون وصول الجيش واللجان الشعبية تلك المناطق.
ومن أوائل من قام العدو السعودي بتجنيدهم كانوا الجماعات التكفيرية التي دحرتها اللجان الشعبية من صعدة وعمران وحجة والجوف، في 2014، حيث شكل لها في البداية لواءين تولت قيادتهما شخصيات إرهابية من المحافظات الجنوبية، أبرزها بسام المحضار ورداد الهاشمي، ودفع بها إلى كتاف والبقع، بينما دفع بالمرتزقة السودانيين إلى جبهات حجة.

نتائج أولية
كشفت تقارير سعودية أن الخسائر السعودية بلغت مع نهاية عام 2015 نحو 2000 قتيل و4850 جريحاً، إضافة إلى تدمير وإعطاب 450 دبابة ومدرعة. 
وطالما تهرب المسؤولون السعوديون من الإفصاح عن الرقم الحقيقي لقتلى وجرحى جيشهم في الحدود، وكذلك لخسائرهم في العتاد، حيث صرحوا بأنهم لن يكشفوا عن ذلك إلا بعد انتهاء الحرب، غير أنه في 2016 ظهرت الأرقام الخاصة بالعام الأول للعدوان، حيث كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مستندة على تقرير مخابراتي أمريكي حد تعبيرها، أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من تدمير 98 موقعاً عسكرياً تابعا للعدو السعودي في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط، تدميراً كلياً، واقتحموا 76 موقعاً عسكرياً، وسيطروا عليها في المحاور الحدودية الثلاثة. 
أما الخسائر البشرية التي تكبدها جيش العدو في جبهات المحاور الثلاثة فقد تمثلت في مقتل 2326 جندياً و36 ضابطاً و22 جنرالاً من الرتب العليا، تصدر القائمة الفريق محمد الشعلان، قائد قوات العدو الجوية، والجرحى سقطوا أضعاف ذلك الرقم. 
بينما الخسائر التي تلقاها العدو في العتاد هي تدمير 363 دبابة و25 مدرعة مجنزرة و181 طقماً عسكرياً وذلك بمنطقة جيزان، إضافة إلى تدمير وإحراق 18 دبابة و13 مدرعة مجنزرة 71 طقماً عسكرياً في منطقة نجران، وتدمير 221 دبابة و19 مدرعة مجنزرة و51 طقماً عسكرياً و3 آليات لاستحداث التحصينات تتبع قطاع الإنشاء والطرق بجيش العدو في منطقة عسير.
ناشطون ومعارضون سعوديون قالوا إن 10 آلاف جندي سعودي سقطوا بين قتيل وجريح في جبهات الحدود، وتم تدمير وإعطاب أكثر من 1200 دبابة وعربة مدرعة وعربة خفيفة، وذلك منذ بداية العدوان في 26 مارس 2015 وحتى نهاية 2016.
وبعد أن أدرك ابن سلمان أن جيشه الذي ينفق عليه مليارات الدولارات لن يستطيع خوض المعارك مع أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات نجران وجيزان وعسير، قرر في أواخر 2016 جلب المزيد من المرتزقة يقدرون بعشرات الآلاف، ليقوموا بتلك المهمة.لاسيما بعد دخول الجيش واللجان مدينة الربوعة في عسير في نوفمبر 2015 وقبلها سيطرتهم على الخوبة في جيزان. 

السعودية تجلب 95 ألف مرتزق إلى حدودها
لقد عمد العدو السعودي إلى تسخير أمواله لشراء العالم وتوجيهه نحو العدوان على اليمن، ثم بعد فترة بذل ضعف تلك الأموال لكبرى دول بيع السلاح في العالم لحمايته، وعوضا عن كونها لم تنفعه في صد ضربات القوة الصاروخية وسلاح الجو، لم تفده في الدفاع عن نجران وجيزان وعسير ضد الهجمات البرية للجيش واللجان، وعندما فشلت جلب آلاف المرتزقة من جنسيات مختلفة لتشكيل سياج دفاعي على جنوده الذين ثبت وهنهم في أول أيام المعارك، وقبلها أثناء مشاركته في الحروب الـ6 على محافظة صعدة.
عدد المرتزقة الذين جندهم العدو السعودي من جنسيات مختلفة وأرسلهم إلى جبهات الحدود للدفاع عنه والحيلولة دون توغل أبطال الجيش واللجان في نجران وجيزان وعسير، بلغ بحسب المعلومات المتوفرة نحو 95 ألف مرتزق، ما يشكل 38 لواء، كون العدد المتوسط لعدد قوات اللواء الواحد هو 2500 فرد. 
ويشكل المرتزقة اليمنيون 60 ألفا من العدد الكلي، ومعظم الألوية التي شكلت من هذا العدد يملك أفرادها أيديولوجية تكفيرية إرهابية، ويتولى قيادتها عدد من قيادات ما يسمى تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين.
ويبلغ عدد الألوية المشكلة من هذا العدد 24 لواء، تم تشكيل 9 ألوية منها وهمية وربطها بالقيادة العسكرية التابعة للعدو السعودي، ومعظم المنتمين إليها من مرتزقة المحافظات الجنوبية، فيما 15 لواء يندرج ضمن قوات حكومة مرتزقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي. 
ويأتي المرتزقة السودانيون المتواجدون في جبهات الحدود في المرتبة الثانية، حيث يبلغ عددهم 30 ألفا، أي 12 لواء تقريبا، والـ5 آلاف الباقية توزعت بين كولومبيين وبريطانيين من وحدات «SBS» وباكستانيين وسنغاليين، ويشكلون قوام لواءين. 
وبحسب المعلومات المتوفرة، أرسلت باكستان في فبراير 2018 إلى الحدود السعودية دفعة تقدر بألف جندي وضابط باكستاني، وبعدها بشهر أرسلت دفعة أخرى مماثلة. 
وفي مارس من العام الجاري، أكدت الصحيفة البريطانية «ديلي ميل» بعد حصولها على معلومات من مصادر عسكرية بوزارة الدفاع البريطانية، وجود قوات بريطانية كبيرة تقاتل في اليمن، ولكنها تحظى بالسرية الكبيرة، حد قولها. 
وقالت الصحيفة إن «قوات الخدمة الخاصة للقوارب الخاصة (SBS) التي تشارك في الحرب بشكل سري، أصيب عدد كبير من منتسبيها بطلقات نارية في اشتباكات عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية وجيش العدو السعودي، في الأشهر الأخيرة»، مشيرة إلى تمركز ما يصل إلى 30 وحدة من القوات البريطانية في جبهات الحدود للقتال مع العدو وتدريب جنوده ومرتزقته.
كما تحدثت وسائل إعلامية عديدة ومراقبون عن تواجد كولومبيين وسنغاليين ضمن مرتزقة العدو السعودي، يقاتلون معها في جبهات الحدود، ولم تتوفر معلومات أكثر.
لكن كل تلك القوات والإمكانات التي حشدها النظام السعودي إلى حده الجنوبي للدفاع عنه، لم تنجح في مهمتها، وتتلقى الخسائر الفادحة باستمرار على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية.

فضيحة مدوية
من خلال الأرقام المذكورة سابقا لعدد قوات جيش العدو السعودي ومرتزقته في جبهات الحدود، والتي بلغت نحو 200 ألف، ما يفترض أنه حدث خلال أعوام العدوان هو أن الرياض قد حسمت المعركة لصالحها في حال كان المحدد لذلك هو الإمكانيات التسليحية وحجم القوة.
ولكن ما حدث كان العكس، إذ تعرض العدو السعودي، الشهر الماضي، لفضيحة وصفت بالمدوية من خلال كشف القوات المسلحة عن عملية «نصر من الله» التي تم تنفيذها في محور نجران، وإعلان نتائج مرحلتيها الأولى والثانية. 
وخلصت إحصائية المرحلتين الى وقوع أكثر من 750 بين قتيل ومصاب في صفوف العدو، وتدمير واغتنام أكثر من 350 مدرعة وآلية، بالإضافة الى عتاد عسكري كبير حصل عليه الجيش واللجان، وتطهير وتأمين 500 كم مربع، إضافة إلى أسر أكثر من 2000 مرتزق والمئات من جنود العدو السعودي، وإسقاط 3 معسكرات.
وبحسب ما قاله محللون عسكريون ومراقبون سياسيون من جنسيات مختلفة على شاشات القنوات الفضائية الإخبارية المختلفة، فإن هذه العملية تعني أن الجيش واللجان الشعبية أسقطوا النسق الهجومي والدفاعي الأول للعدو السعودي في محور نجران، وتسببوا له ولواشنطن التي تتولى الإشراف على قواته، بفضيحة لا سابقة تشابهها. 
وأشار المراقبون إلى أن العملية وما سبقها من انتصارات نسفت الرهانات التي وضعها العدو السعودي لحماية حدوده مع استمرار عدوانه وحصاره، والتي تمثلت في الدفع بعشرات الآلاف من المرتزقة، معظمهم يمنيون، إلى محارق جبهات الحدود دفاعا عنه وعن جيشه.
ومن الأسباب التي تحدث عنها خبراء عسكريون وقالوا إنها أدت الى قلب موازين المعركة، هي الطائرات المسيرة التي صنعها الجيش واللجان ودخلت ضمن سلاح جوهم، وخلقت تفوقا استراتيجيا كبيرا في مجال الاستطلاع والاختراق الاستخباراتي لصالح القوى الوطنية.
وأكد المراقبون أن العدو السعودي لن يتمكن بعد هذه العملية من تحقيق أي إنجازات عسكرية في الميدان، فالجيش واللجان باتوا على مشارف مدينة نجران التي من المتوقع سقوطها في الأيام القادمة، وجل ما يمكن الرياض فعله لتفادي الضربة القاضية، هو الإسراع في إيقاف العدوان ورفع الحصار، والدخول في مفاوضات مباشرة مع صنعاء، وأي تحرك في غير هذا السياق سيكلف محمد بن سلمان انهيار مملكته تحت نيران صواريخ وطائرات الجيش واللجان الشعبية، وتحت أقدام قواتهم البرية.