ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين -

 شذى حماد -رام الله
كان قد تم القبض على أحمد اليُمني في الوقت الذي عززت فيه السلطة الفلسطينية الإجراءات الأمنية لحماية الوفد السعودي الذي يزور الضفة الغربية
ألقت السلطة الفلسطينية القبض على مشجع كرة قدم بسبب احتجاجه على الحرب في اليمن خلال التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وآسيا، التي أقيمت الثلاثاء بين السعودية وفلسطين في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وتم اعتقال أحمد اليمني، وهو عامل بناء يبلغ عمره 24 عاماً من الخليل، بعد أن قام برفع علم اليمن أثناء المباراة التي سجلت أول زيارة رسمية للمواطنين السعوديين إلى الضفة الغربية منذ بداية الاحتلال «الإسرائيلي»، وانتهت المباراة بتعادل سلبي لكلا الفريقين.
وأكد كايد اليُمني لـ»ميدل إيست آي» أن أخاه أحمد تم سحبه من بين الجموع بعد رفعه العلم اليمني الذي كتب عليه شعار «من فلسطين.. هنا اليمن».
وقال شقيق اليُمني: «لم تتمكن عائلتي من رؤيته أو معرفة أي تفاصيل عن اعتقاله أو محل اعتقاله إلا في اليوم التالي»، مضيفاً: «وأخبرتنا الأجهزة الأمنية أنه سيتم إطلاق سراحه مقابل 1000 دينار أردني أي 1,410 دولار».
وأضاف كايد أن أخاه كان قد أطلق سراحه من السجون «الإسرائيلية» بعد عامين من احتجازه، وبقي قيد الاعتقال في فترة حريته.
جاء اعتقال اليُمني بعد أن أثارت زيارة الوفد السعودي لمجموعة مباني المسجد الأقصى في القدس الشرقية الغضب الفلسطيني.
وتم تجهيز حوالى 3,500 من ضباط الأمن في السلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء لحماية الوفد السعودي ومنع أي فلسطيني من التظاهر ضد السعودية خلال المنافسة، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
وقال بعض من حضروا المباراة إن أفراداً من الشرطة بلباس مدني تم دسهم بين الجماهير من أجل منع المشجعين من رفع أي لافتات أو هتافات ضد السعودية.
ويُنظر إلى الزيارة السعودية من الجانب الفلسطيني كأحدث دليل على أن المملكة الخليجية تتخلى عما كان يشكل موقفاً عربياً في مقاطعة «إسرائيل» وعلى أنها تضغط من أجل تطبيع العلاقات مع «إسرائيل».
وعلى الرغم من أن الوفد السعودي لم يزر «إسرائيل»؛ إلا أن كل التأشيرات وتصريحات عبور الحدود لدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة تمت تحت إشراف «الإسرائيليين».
وقال المحلل السياسي عبد الستار قاسم لـ»ميدل إيست آي» إن زيارة الوفد السعودي عكست دعم الرياض لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسماة «صفقة القرن» لـ«إسرائيل».
وقال قاسم: «يمكن فقط أن ينظر إلى هذه الزيارة كانعكاس للتغير في الترتيب السياسي وكمحاولات من قبل أفراد سعوديين لتوسيع التطبيع مع إسرائيل»، مضيفاً: «تطبع السعودية مع إسرائيل بشكل تدريجي، وهذه الزيارة هي ببساطة تمهيد لتأسيس العلاقات الدبلوماسية كما تنظر إليها بقية دول الخليج».

زيارة غير مسبوقة
من جانبه، قال جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني والقائد السابق لقوات الأمن الوقائي الفلسطيني، في كلمة له يوم الأحد، إن الزيارة لا مثيل لها في تاريخ كرة القدم الفلسطينية.
وقال رجوب: «سياسياً، هي عبارة عن تتويج لجهد مستمر واستثمار وسياسة من قبل السعودية منذ بداية قضيتنا وبداية ثورتنا».
وفي حين وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وصول الوفد السعودي بأنه «يسر الشعب الفلسطيني», يعتقد العديد من الفلسطينيين بأن تلك الزيارة هي «سياسية بحتة».
وكان اتحاد كرة القدم السعودي رفض في 2015 خوض مباراة مع المنتخب الفلسطيني في القدس للمشاركة في تصفيات كأس العالم 2018 والتصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2019 بغرض الاستجابة إلى مقاطعة الجامعة العربية لـ»إسرائيل».
وفي الأعوام الأربعة التي تلت ذلك، دعمت السعودية صفقة القرن المثيرة للجدل التي تبناها ترامب, على الرغم من أنها قوبلت برفض قوي من قبل كافة المنظمات السياسية الفلسطينية بسبب تحيزها القوي لصالح «إسرائيل» وفشلها في ضمان السيادة الفلسطينية.

Middle East Eye
16 أكتوبر 2019