نجم لطالما سلب العقول بمهاراته وإبداعاته الكروية وبأهدافه الساحرة والجميلة المفعمة بصفة مستديمة بكثير من الدهاء والذكاء، إنه النجم الكبير والمهاجم الأسطوري البارع عزيز الكميم، الذي سطع نجمه وذاعت شهرته في مطلع السبعينيات بطريقة مذهلة.
ولد عزيز ناجي الكميم في 10 نوفمبر 1956 بمدينة عدن لأسرة تعود أصولها إلى الحدأ بمحافظة ذمار.
بدأ اللعب وعمره 14 سنة في صفوف أشبال نادي الجزيرة (شمسان حالياً). وخلال سنوات قليلة استطاع أن يكون أحد أبرز نجوم النادي يوم أن كان "الجزيرة" يضم في صفوفه كوكبة متألقة من ألمع نجوم كرة القدم وفي مختلف المراكز؛ مثل يحيى فارع - زكي - جميل سيف - القادري - فضل عبدالفتاح. وبحسه الكروي الجميل استطاع نجمنا الرائع عزيز الكميم أن يشق لنفسه وبنجاح منقطع النظير طريقا آمنا صوب الألق والتميز ليصبح في فترة وجيزة واحداً من أبرز عمالقة الهجوم ليس في ناديه الجزيرة فحسب، بل في أندية عدن الرياضية بشكل عام. فبعد أن كان بديلاً للنجم العملاق يحيى فارع في بطولة كأس سالم عمر، صار وبطريقة مذهلة أحد العناصر الفاعلة والمؤثرة في خط المقدمة لفريقه الجزيرة. وصارت أهدافه ومهاراته الفنية حديثاً شائعاً يردده كل مناصر ومنافس على حد سواء، ليزداد ألقا وتميزا في أكثر من مواجهة كروية، خصوصاً بعد تلكم المواجهة الكروية التي خاضها مع فريقه الجزيرة أمام فريق الجيش والذي كان يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من أشهر المدافعين، مثل الراحل عبدالله هرر - حسين جلاب - عثمان خلب. إلا أن نجمنا الكبير والمهاجم الأسطوري عزيز الكميم تفوق عليهم جميعاً بقدراته المتعددة والمذهلة حينما كان يتجاوزهم بثقة مطلقة وذكاء نادر، ليصل إلى مرمى الجيش بطرق متعددة ومتنوعة وليسفر ذلك التنوع في أدائه الهجومي عن إحرازه ثلاثة أهداف نظيفة عنوانها الروعة والإبداع.
وبعد أن أسهم هذا النجم العملاق بأهدافه المدروسة في صناعة الكثير من الانتصارات لناديه الجزيرة، وأهمها ذلك الانتصار الذي صرح به قبل حدوثه بيوم وفي عقر نادي التلال وبحضور بعض السلطات العليا حسب النجم الأسبق في ناديه الجزيرة، عبدالقادر حسن القادري، حزم النجم العملاق حقائبه متجها صوب الجزء الشمالي من الوطن عام 1978، ليستقر به المقام في نادي الطليعة بعد أن أبدى رغبته الالتحاق في فريقه الكروي. ويومها رد عليه المدرب والأستاذ الراحل عبدالجليل جازم بالقول: بانشوفك بعد التمرين, فما كان من النجم الأسطوري وثعلب الملاعب عزيز الكميم إلا أن قام بشد الرحال إلى العاصمة صنعاء.
وفي شعب صنعاء وجد عزيز الكميم نفسه في بيئة حاضنة للإبداع. وبعد أن دون اسمه في كشوفات الشعب شاءت الصدف الجميلة والمنصفة أن يأتي اللقاء الأول لشعب صنعاء أمام نظيره الطليعة على ملعب الشهداء بتعز. يومها أخرج عزيز الكميم كل مكنوناته وفجر طاقاته الإبداعية منهياً شوط اللقاء الأول بتسجيله ثلاثة أهداف نظيفة في مرمى الطليعة ليمر عقب ذلك من أمام مدرب الطليعة الراحل عبدالجليل جازم ليشير إليه باصبعه، وخاطبه بايجاز قائلاً: "شفتنا؟" وأضاف يقول باقي لك ثلاثة. وللتدليل على ثقته الكبيرة بقدراته وإبداعاته الكروية المتعددة التي أهلته ليكون المعشوق الأول والأوحد لجماهير ناديه الشعب الصنعاني والمناصرين للمنتخبات الوطنية، حدث ذات مرة وقبل لقاء جمع فريقه مع وحدة صنعاء أن أخطر المدافع العملاق عبدالله الهرر الذي لعب للوحدة يومها بأنه سيحرز هدفا من خلاله، وكان له ما أراد.
وفي صفوف نادي شعب صنعاء لعب ثعلب الملاعب إلى جانب المبدع محمد العبدي والحصان الأسمر شكيب البشيري، والبراق والمايسترو سالم عبدالرحمن، والمدافع المهذب أحمد العرشي. وخلال وجوده في صفوف الحصان الأبيض فاز الشعب في بطولة الدوري العام 3 مرات في أعوام 80 و81 و87. كما فاز بكأس رئيس الجمهورية. وخلال تلك الفترة كان الكابتن عزيز الكميم نجم الكرة اليمنية بدون منازع وهدافها الأول، حيث فاز بلقب هداف الدوري 3 مواسم 80 و81 و82. وهذا اللقب لم يحرزه أحد من قبله أو بعده. كما أنه يعتبر من أفضل من حملوا الرقم 10 في تاريخ كرة القدم اليمنية على الإطلاق.
وعلى صعيد المشاركات الخارجية، كان له صولات وجولات، وما تزال أهدافه الثلاثة التي سجلها في مرمى فريق الوحدة السعودي على ملعب المريسي حاضرة في أذهان الكثير ممن تابع تلك المباراة التاريخية.
في صيف العام 1990، اعتزل الهداف المرعب الملاعب بعد رحلة طويلة زاخرة بالمجد الكروي لنجم وهداف أسطوري لا يمكن حصر ورصد نجوميته في مثل هكذا مساحة، بل في كتاب شامل يسرد عطاءاته الخالدة وبعمق شديد للثعلب عزيز فـ(هو وطن في كتاب وكتاب في وطن) كما وصفه الصحافي الرياضي الكبير عبدالسلام فارع.