علي نعمان المقطري / #لا_ميديا -

ما هي الشرعية الشعبية؟
الشرعية الشعبية تتمثل في اتخاذ عدد من الخطوات أهمها:
ـ إقامة مجالس شعبية مباشرة في كل المراكز والدوائر، وإشراك القوات المسلحة الشعبية الثورية والقبائل الوطنية والشباب الوطني والفئات المستضعفة في هذه المجالس، بحيث يكون تمثيل شعبي تشمل المراكز والقرى والمحافظات والمراكز ومؤسسات العمل والبحث والتعليم والثقافة. 
ـ تغيير الدستور القائم أو تعديله أو إلغائه أو تعليقه أو تجديده، المهم هو تثبيت أسس دستورية جديدة تكرس الثورة الشعبية وأهدافها وقيمها ومبادئها والحقوق الشعبية الجديدة.
ـ إشراك أوسع لحركات الشعب الوطنية في إطار سياسي شعبي عام شامل، يعبر عن القاعدة الشعبية للثورة والانتصار والاستقلال. 
ـ أن ينص في الدستور المعدل على أن كل من يستدعي الأجنبي للتدخل يخسر من أمواله كأشخاص وقوى معا، ويفرض عليه تحمل الأكلاف بالتشارك مع الأجنبي، وهذا لا يعفي الأجنبي من المسؤولية، لكنه يمنع العميل الداخلي عن أن يكون غطاء للأجنبي في ارتكاب جرائمه، واعتبار كل شرعية ساقطة حكما إذا استخدمت في الإضرار بالوطن بأي شكل كان. 
ـ تطوير التشريعات الأمنية القومية والحربية.
3 ـ ورقة الحصار والاستمرار في العدوان والقوة المالية والنفوذ، ويتم إسقاط هذ الورقة بالمزيد من الردع الصاروخي والمسيرات على منشآت أرامكو النفطية مجددا وإلحاق المزيد من الخسائر الاقتصادية النوعية بالعدو.
إن السعودية تطمح إلى الانتقال بالحرب من المواجهات العسكرية الخاسرة في ميادينها إلى ميادين جديدة بعيدة عن حدودها، جنوبا وشرقا وغربا وبحرا وجوا، كما أنها ستواصل الاعتماد على ضخ المال من أجل التخريب وتنفيذ المؤامرات وتحريك الأوضاع وقلبها من الداخل والخارج، إضافة إلى النهب المستمر لمخزون اليمن النفطي في المناطق التي تحتلها.
والخيارات المطروحة أمام الجيش واللجان تتمثل في استرداد مناطق النفط في الجوف ومأرب، استرداد الساحل الغربي وبقايا المناطق الواقعة تحت السيطرة العدوانية المنكسرة، استرداد تعز، استرداد السلاسل الجبلية جنوبا كخطوة تمهد للتحرير الشامل.
 
خيارات وطنية ضرورية
هناك جملة من الخيارات أمام القوى الوطنية في مواجهة معركة أو حرب العدو الجديدة، وتتمثل هذه الخيارات فيما يلي: 
1 ـ استخراج المعادن الثمينة واستثمارها.
2 ـ زراعة المحاصيل الضرورية للغذاء وتوسيع المساحات الراسية والحدائق المعلقة.
3 ـ مواصلة الصناعة المحلية.
4 ـ تكييف نشاط مراكز التعليم العالي وفقا لحاجات الصناعة والزراعة الجديدة.
5 ـ وقف الإهدار المائي الكبير القائم، ببناء السدود والخزانات في كل مكان وتشجيع المبادرات الشعبية والخيرية.
6 ـ تطوير العلاقات مع الدول الكبرى الصديقة كإيران والصين وروسيا وسوريا وكوبا وفنزويلا وغيرها في مجالات محددة وضرورية.
7 ـ تشكيل حكومة وطنية جديدة تلتزم ببرنامج عملي بمهام محددة وفقا لبرامج سنوية وربع سنوية.
8 ـ إنشاء حكومة ظل وطنية شعبية على مستوى رفيع، قوية وكفؤة، تكون موازية للحكومة القائمة، ومراقبة لها، تنتقد وتقيم الأداء بشرف ونزاهة وإخلاص وتعرف البدائل العملية، تتبع الثورة والشعب وتشكلها قيادة الثورة خلال المرحلة الطارئة.
9 ـ إشراك ممثلي الجيش الشعبي والقبائل المقاتلة في الجبهات في الحكومة الوطنية.
10 ـ منح جميع العاملين في جميع المؤسسات الوطنية بلا استثناء حق المشاركة في تقرير مصير العمل والإدارة ومكافحة الفساد، وتأمين التزام المسؤولين بالخط الوطني العام المحدد.

أسئلة بحاجة إلى إجابات
المفاوضات الكئيبة مع العدو السعودي الأمريكي، الجارية في عمان، منذ أشهر إلى أين تتجه؟ وما الذي أنتجته وما يمكن أن تنتجه؟ وهل تقربنا من السلام المشرف؟ أم تبعدنا عن السلام وتقربنا نحو مزيد من الحرب والعدوان؟
وهل لها آفاق جادة الآن؟ أم هي في مخطط العدو المفاوض مجرد مرحلة لإعادة تأهيل العدوان لما بعد الانتخابات الأميركية المقبلة نهاية العام القادم؟
وهل تريد السعودية وقف الحرب والعدوان فعلاً؟ أم أنها تناور لهدف آخر هو التحول من الحرب المباشرة السعودية إلى حرب يمنية ـ يمنية بالوكالة تكون قد هيأت لها طويلا وتستخدم المظلة السياسية التفاوضية كمدخل للتموضع الجديد الذي تخطط له، والذي يأتي في إطار محاولة توحيد مرتزقة العدوان من الطرفين المتصارعين في مطلع الشهر الماضي في الرياض، أو ما عرف باتفاق الرياض الذي كرس سيطرة السعودية على الجنوب وعلى فرعي المرتزقة؟ وهل تستطيع فرض أجندتها الراهنة تلك؟ أم هي مجرد أوهام أمام المخاطر التي ترتسم على طريقها من قبل الجيش واللجان الشعبية؟ وما الذي تستطيع الوصول إليه وفقا للقوى وموازينها الراهنة؟
تلك الأسئلة أو المسائل التي تحتاج إلى اجابات واضحة هي ما يسمح بتكوين صورة أكثر شفافية لطبيعة الوضع الراهن الذي تمر به الحرب العدوانية مقابل الحرب الوطنية التحررية اليمنية.
وهو ما تحاوله هذه المقاربة التحليلية التي بنيت على معطيات الواقع الملموس وتجارب الحرب العدوانية وآليات تفكير العدو ونظرته الاستراتيجية التي عبرها يؤسس لمخططاته.

المدخل الرئيسي لفهم غرض العدو الآن
إن المدخل الرئيسي لدوافع تحركات العدو السعودي الأميركي الراهنة، ولهثها البارز حول الحديث عن المشاورات والمفاوضات المباشرة، يكمن في مواجهتها المأزق المزدوج الكبير، والمتمثل في انكساراتها العسكرية المتوالية وهزائمها وتقدم قوات الجيش واللجان الشعبية في عمقها الداخلي من جهة، ومن جهة أخرى إصابتها بالعجز عن الحصول على أي وسائل للرد على التقدم اليمني لدى البيئة الأميركية الحاكمة الراهنة الغارقة في الصراع الانتخابي، مما يؤثر على مسار ووتيرة العدوان وقيادته الأميركية المباشرة والاستمرار فيه بنفس الوتيرة المتطرفة السابقة.
أي أن انكشاف الجرائم العدوانية الأميركية السعودية وتعرض ترامب وحكومته إلى حالة من الرقابة أمام الكونجرس الأميركي والرأي العام، يضيق عليه استمرار مساعداته العسكرية للعدوان السعودي المباشر خارج القوانين الأميركية التي تحصر قرارات الحرب ضمن صلاحيات الكونجرس وحده وليس الرئيس، فهي حالة حرب سياسية حول السلطات والنفوذ بين ترامب وخصومه تستمر لعام كامل من الآن.
ليست الرغبة في السلام هي ما يحرك السعودية والولايات المتحدة الأميركية، وإنما هي الضرورات الأمنية والسياسية التي تواجههما والتي تستمر لعام كامل، وهو عام الانتخابات الأميركية التي بدأ أوار معاركها مبكرا بالسجال الجاري حول عزل ترامب من قبل الكونجرس الأميركي، حيث بدأت آلياته في المناقشات القانونية في جلسات الكونجرس الأميركي الآن، وهو العامل الذي يقيد يدي ترامب وقيادته العسكرية التي تقود العدوان وتضعف إرادتهم وتصميمهم، إضافة إلى انقسام القيادات العسكرية والأمنية الأميركية حول ترامب وسياسته، وموقف الكونجرس يمزق وحدة القيادة الأميركي إزاء التدخلات الخارجية ويوفر مواد جديدة لاتهامات متبادلة بمخالفة القوانين واستغلال السلطة، وهذا يضع السعودية وعدوانها في مهب الريح عندما يكون في حال تراجع وهزائم، فهي لا تستطيع أن تأمل بمزيد من التدخل الأميركي أكبر مما قد حدث حتى الآن، ولهذا الوضع الاستراتيجي نتائج سلبية سلفا على مصير العدوان وعملياته على الأرض.
وتدرك قيادة العدوان هذا العامل الاستراتيجي الهام إذا ما استغلته قوات الجيش واللجان لمواصلة تحركاتها وتوغلاتها في العمق الداخلي، فإنه يمكنها أن تحقق أهدافا كبرى في الحرب التحررية وأن تكسر عدوان السعودية بشكل مذل، ولذلك يتركز الجهد السعودي الأميركي البريطاني المشترك الآن على ممارسة المناورات الخادعة والتظاهر بالبحث عن السلام وإبداء تنازلات كاذبة وانغماس في المفاوضات التي تجعل توجه قوات الجيش واللجان وقيادتها نحو مواصلة التقدم في عمق العدو وتوجيه ضربات كبيرة جديدة أمر غير وارد ومرهونا بقيود موضوعية للمفاوضات الجارية التي هدفها شراء الوقت حتى الوصول إلى نهاية العام الانتخابي الأميركي، حينها يتحدد الموقف الواضح للإدارة لأميركية من استمرار العدوان والوتيرة التي ستواصل بها الولايات المتحدة الأميركية تدخلاتها.