أبو أدهم الدكاك / لا ميديا -

خاض العشرات من مرتزقة تحالف العدوان معركة "البنيان المرصوص" إلى جانب رجال الجيش واللجان الشعبية، بالخطأ.
مصادر ميدانية شاركت ضمن العملية الكبرى روت لـ"لا" تفاصيل القصة.
يقول "أ. ط": كان مقاتلو الجيش واللجان يخوضون اشتباكاً نارياً متقدماً مع مرتزقة التحالف حين فوجئوا بوصول مركبات عسكرية تقل 50 فرداً قادمة من موقع في ظهيرهم.. كانت مندفعة بسرعة رهيبة باتجاه مواقع المرتزقة في فرضة نهم و... على الفور، ودون أن تتحقق من هويتها، أمطرتها الوسائط النارية لقوات المرتزقة المتقهقرة في الفرضة، بالرصاص باعتبارها هدفاً معادياً، ليتبين لاحقاً أنها فلول متأخرة لم يسعفها الهرب أمام سيل "البنيان المرصوص"، فتموضعت في نقاط بعيدة نسبياً عن بؤر الاشتباك، متحينة لحظة سانحة للفرار واللحاق بقيادة أدارت لها الظهر وتقهقرت شرقاً.
يتابع "أ. ط": لم يكن أمام المرتزقة الـ50 إزاء الاستقبال الحار من قبل "خبرتهم"، سوى العودة للوراء وتسليم أنفسهم لرجال الجيش واللجان كأسرى، عوضاً عن الموت المؤكد بنيران صديقة. 
أصبح اصطدام مدرعات العدو ببعضها البعض أثناء هروبها مشهداً مألوفاً منذ عملية اقتحام "شرفة نجران" الشهيرة في آب/أغسطس من العام 2016، غير أن اشتباك المرتزقة مع المرتزقة على هذا النحو يعد سابقة جديدة ووليدة "البنيان المرصوص".
العملية الكبرى التي نفذها مقاتلونا خارج منطق الحروب التقليدية وحروب العصابات، صدمت العقل العسكري للعدوان الكوني من حيث مسارات حركتها الباغتة على مسرح الاشتباك.
تقول مصادر مطلعة إن دحر مرتزقة تحالف العدوان عن مساحة 2500 كيلومتر مربع خلال العملية، لم يجر بصورة زاحفة كـ"المسطرة"، بل عبر مجاميع متوغلة في قلب سيطرة العدو، الأمر الذي أحدث صدمةً وشللاً لدى قيادته عجزت معه عن تقدير الموقف، فخاضت المواجهة بهدف وحيد هو تأمين غطاء ناري لهروب آمن، بينما أفسح جيشنا ولجاننا ممراً لتمكينها من هذا الهدف تجنباً للإسراف في القتل.
تفسر هذه الاستراتيجية المتبعة من قبل الجيش واللجان في عملية "البنيان المرصوص"، واقعة "المرتزقة الـ50" الفارين القادمين من ظهير مقاتلينا.
كما وتضيء على قصة أخرى شبيهة هي قصة "تبة القناصين" التي اضطر أفرادها من مرتزقة العدوان إلى الترجل عنها وإيقاظ أحد مقاتلينا لتسليم أنفسهم له تحت وطأة جوع نهش بطونهم طيلة 3 أيام من الاختباء.

"يا ولي يا ولي عند الله وعندك قوم...".
يروي "أ. ط" قائلاً: هكذا أيقظوا أحد المجاهدين، فتفاجأ بهم وصاح وهو يشهر بندقيته نحو موقظه: "من أنتو؟! من وين جيتو؟!".
فكان الرد: "مابللا مرتزقة فاطسين جوع.. خبرتنا الكلاب فلتونا وشردوا يا ولي ونشتي نستسلم.."!
لا تحدث مثل هذه الخوارق إلا على كوكب وحيد اسمه كوكب رجال الرجال في جيشنا ولجاننا الشعبية الذين لم تتكشف ملحمتهم الكبرى الأخيرة في نهم والجوف ومأرب، إلا عن ومضات خاطفة من أسرارها كانت كافية لتفغر أفواه العالم دهشة وحيرة وانبهاراً.