شايف العين / مرافئ لا -

إذا ما أردت الهدوء والاستقرار النفسي والصفاء الذهني، والسفر عبر الزمن لآلاف السنين، ما عليك سوى الاستماع لـ«السنطور»، الآلة التي تعد فرقة موسيقية قائمة بذاتها. 
تحتوي السنطور على 76 وتراً ترتبط كل 4 أوتار في حزمة واحدة، وأحد تلك الأوتار مصنوع من الحديد، والبقية من البرونز والنحاس.
تشبه إلى حد ما آلة القانون، إلا أنها تختلف عنها في طريقة العزف. وذلك بالضرب على أوتارها بمضربين صغيرين من الخشب، وتتبدل أصوات أوتارها بتحريك الحمالات التي تسندها. 
تطور شكل آلة السنطور مع الوقت، فقد كانت على هيئة علبة مستطيلة ذات أوتار معدنية،حتى أصبحت كما هي اليوم على شكل خشبة من الجوز. 
يعود تاريخ السنطور (بالفارسية «سنتور») والعزف عليها إلى ما قبل 2500 عام، حيث اكتشفت لأول مرة وفقا لمعلومات البحوث التاريخية، في مدينة بابل العراقية، ولاتزال صورها منقوشة على الأحجار الموجودة في المدينة.
يعد البابليون أول حضارة استخدمت السنطور في تجسيد ملاحمها التاريخية لاسيما «ملحمة جلجامش». 
ويشتهر العزف على الآلة في العراق وإيران وتركيا والهند ودول أخرى؛ غير أن الإيرانيِّين امتازوا باستخدامها في فرقهم الموسيقية، ويبدو أن اتصالهم الحضاري القديم بها هو السبب وراء ذلك التميز. 
ووفقاً للبحوث التاريخية، فإن الفرس أخذوا السنطور من جيرانهم في بابل بعهد «كسرى أنوشروان»، وعملوا على تطويرها، لذلك ترتبط بمعظم فرقهم الموسيقية اليوم. 
ويندر العازفون على السنطور لصعوبتها وتعقيدها، حيث تعتبر من أصعب الآلات الموسيقية وأقدمها. 
الصورة لامرأة تعزف على آلة السنطور في لوحة بقصر «هشت بهشت» في أصفهان إيران، تعود لعام 1669.