خاص / مرافئ -

من أجمل الأصوات الإذاعية التي قدمتها إذاعة صنعاء وخلدتها ذاكرة المستمعين.
ولدت المذيعة والإعلامية البارزة فايدة اليوسفي في 31 يناير 1958 بالقاهرة، حيث كان والدها يدرس في الأزهر. 
بعد إكمالها الثانوية في مدرسة سالم الصباح بصنعاء عام 1975، التحقت مباشرة بإذاعة صنعاء كمذيعة رسمية. قبلها كانت تذهب إلى الإذاعة برفقة المذيع المبدع عبدالرحمن مطهر، وتشارك في تقديم أغانٍ وبرامج خاصة بالأطفال.
وجدت في نفسها حب المجال الإعلامي والعمل كمذيعة أسوة بشقيقتها الكبرى فاتن، فتم لها ذلك بتشجيع من والدها محمد عبدالله اليوسفي، ومن شقيقتها كذلك، التي كانت قد التحقت بالإذاعة قبلها بسنوات. 
كان أول عمل قدمته، بعد عملها رسمياً، برنامج «صباح الخير»، بالاشتراك مع زميلها محمد الشرفي. شاركت بعد ذلك في تقديم برامج عدة، مع زملاء كثر، حتى استقلت بالبرنامج الصباحي الأثير «الأسرة السعيدة»، مطبوعاً بصوتها الدافئ ومصحوباً على الدوام بتلك المقدمة من أغنية للفنانة فايزة أحمد «بيت العز يا بيتنا على بابك عنبتنا»، لتكون بذلك قد ارتسمت أجواء صباحٍ غاية في الحميمية. 
أثناء عملها الإذاعي، كانت فايدة تنتظر الحصول على منحة دراسية من كلية الإعلام في القاهرة، لكنها لم تحصل عليها، فاضطرت إلى الالتحاق بكلية التجارة في جامعة صنعاء. 
وفي حديثها الذي خصت به «مرافئ لا»، تقول المذيعة القديرة فايدة اليوسفي إنها خلال تلك الفترة الطويلة من إعداد وتقديم برنامج «الأسرة السعيدة»، شاركت في برامج أخرى، كـ»كلمات من قاموس الظلام»، و«حمينيات» و«أسرار الوتر» و«الجسر الإذاعي» و«فنون وذكريات»، وبرنامج الأطفال، الذي قامت بإعداده وتقديمه لمدة عامين تقريباً، ثم كان من نصيب شقيقتها فاتن. بالإضافة طبعاً إلى برنامج «عالم المهن»، من إعدادها وتقديمها، والذي كان بمثابة فكرة جديدة تتمثل في استضافة صاحب مهنة، ليشرح أصول مهنته وسلبياتها وإيجابياتها. وكذلك برنامجها التمثيلي الرمضاني «عفواً رمضان»، والذي يناقش قضايا وعادات سلبية تحدث عند الصائمين، وبرنامج حواري آخر شاركت في تقديمه لمدة دورة إذاعية كاملة بعنوان «قضايا اجتماعية»، تستضيف فيه لمدة نصف ساعة أصحاب قضية ما ومختصين وتستقبل رسائل واتصالات الجمهور مستطلعة رأيهم في تلك القضية، كعمالة الأطفال والزواج المبكر وحرمان الفتاة من التعليم وغيرها من القضايا. 
وعن مشوارها الإذاعي الذي امتد حوالي 36 عاماً، تقول فايدة إن إذاعة صنعاء بكل طاقمها وإدارتها كانت عبارة عن أسرة كريمة، لها كل الفضل بعد الله في نجاح رسالتها الإعلامية، مضيفة لـ«مرافئ لا»: «إذاعة صنعاء شعرتُ فيها بذاتي، قدمتُ لها الكثير وقدمتْ لي الكثير، وأثرتْ في حياتي كلها. وعندما بلغتُ أحد الأجلين، رأيت حينها -لظروف لا علاقة لها بصحتي أو قدرتي على العطاء- أن أتوقف عن العمل، لأنني للأسف لم أعد أشعر بأنني أستطيع العمل في جو غريب لم أتعوده من الزملاء الجدد وغيرهم». 
حصلت على الكثير من الشهادات تقديراً لأدائها الإذاعي المتميز، «أما أفضل شهادة تقدير وشكر»، تقول فايدة «فهي تلك التي منحني إياها زملائي في العمل في حفلة رائعة عندما أعلنت عن رغبتي في التقاعد وإنهاء سنوات ومشوار عملي الطويل».
تختتم المذيعة فايدة اليوسفي حديثها لـ«مرافئ لا» برسالة إلى الجيل الجديد من الإذاعيين والإعلاميين، مفادها: «الإعلام رسالة، إما أن تكون هادفة أو هادمة، فاختر لنفسك الهدف، وضع أمامك مصلحة المجتمع، وكن على قدر تحمل هذه الأمانة».