غازي المفلحي / #لا_ميديا -

شهدت اليمن لـ5 سنوات أعنف حرب وأشرس عدوان على وجه المعمورة،  استهدف شعبنا بإشراف أمريكي وتنفيذ سعودي وبمشاركة حلفائه هما. هكذا قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمته التي ألقاها بمناسبة اليوم الوطني للصمود.
لكن اليمنيين قابلوا هذا العدوان الوحشي الذي كسب أسوأ صيت في الدنيا، والذي استخدم أفتك الأسلحة لاستهداف وتدمير كل المقدرات والإمكانات في البلد، بصمود أسطوري وثبات لا مثيل له في تاريخ الشعب اليمني العزيز، كما يصفه السيد القائد، الذي وقف وقفة الحق وترجمتها مواقفه وتضحياته، وفي مقدمتهم رجال الميدان، الذين كان منهم شهداء هم ذروة العطاء، وجرحى وأسرى ثابتون على مواقفهم، ومجاهدون لايزالون مرابطين في الجبهات، وكل فئات الشعب في كل مسارات العمل لدحر العدوان والتصدي له.

تحالف الهزائم
وتحدث سيد الثورة، عن مظاهر إخفاقات تحالف العدوان الذي راهن في البداية على هجمته الكبيرة والغطاء الذي يتمتع به لحسم سريع لا يتجاوز أسبوعين، وبالحد الأقصى شهرين، لكنه فشل، وما دبره من فتن داخلية بعدها أحبطت بفضل الله وبوعي الشعب وبالموقف الحازم والحاسم من أحرار الشعب، مثمناً الجهود الكبيرة للأجهزة الأمنية التي واجهت حربا شرسة، وحققت إنجازات كبيرة، وساهمت في المرابطة والمشاركة في الجبهات.
وأضاف قائد الثورة أن ما تحقق للعدوان اقتصر على أهداف محدودة وغير مضمونة باحتلال بعض المناطق اليمنية، وتكبد خسائر كثيرة منها عسكرية واقتصادية، واعترف بهزائمه على المستوى الإعلامي، والتقييم العام والدراسات تؤكد أن الخسائر الاقتصادية للنظام السعودي والإماراتي كبيرة، وطموحاتهم فشلت، وهم في أزمة. وأشار إلى أزمة سياسية في النظام السعودي باتت معروفة في اعتقالات داخل الأسرة المالكة، وملاحقات داخل المملكة وخارجها.

من لا يركعون لغير الله
وعن الثبات اليمني الذي يتحول إلى نصر، قال السيد القائد إن منطلقات صمود الشعب اليمني إيمانية وأخلاقية، فهو لا يقبل الخضوع لغير الله، ومسار الصمود كان تصاعدياً، وحقق تماسكاً حال دون تحقق هدف العدوان في الانهيار التام، ولم يتبق لليمنيين من التماسك الاقتصادي ما ساعد على الثبات والصمود إلا المساندة والدعم الشعبي الذي لم ينقطع خلال 5 سنوات، على الرغم مما مر به الشعب من منعطفات خطيرة، وقد جاءت واستمرت القوافل من الأسر الفقيرة، وهي شاهد على عطاء الشعب اليمني.

من بين الأنقاض
وبالنسبة لمعجزة النهوض العسكري اليمني من الركام والحصار المطبق، قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي إن استمرار التطوير للقدرات العسكرية كان في حكم المحال لولا معونة الله والعزم والاجتهاد، لكن الشعب اليمني اليوم بات يملك قدرات عسكرية متطورة ومتنوعة، وينتج مختلف أنواع الأسلحة، التي أخذت مسارا تصاعديا تكللت بإنجازات ميدانية كبيرة ونتائج مهمة، وبدأت معظم تلك المسارات من نقطة الصفر إلى مربع الانتصارات وتثبيت معادلات وفرض توازن الردع.
وأضاف أن اليمن ينتج من الكلاشينكوف إلى الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في ظل حصار خانق ووضع اقتصادي صعب. مؤكداً أن الانتصارات والإنجازات التي تحققت والقدرات التي وصلنا إليها هي نتاج معونة الله مع العمل والتضحية، وقال إنه لو بلغ حجم مظلوميتنا ما بلغ دون أن نبذل الجهد، لم تكن المظلومية لتكفي لتحقيق الصمود والتماسك.

تلميع إسرائيل
ونصح سيد الثورة تحالف العدوان بالتوقف عن عدوانه، فهو لا يجني سوى الخسارات المتوالية، ولا يترك في اليمن غير القوة بعكس طموحاتهم، كما أن لا مبرر لهم في الاستمرار في العدوان، وليس صحيحاً أن الشعب اليمني يشكل خطراً على أمن أحد في محيطه العربي والإسلامي.
وأضاف أن أمريكا وإسرائيل تبتزان السعودية والإمارات، وتسخران منهما، وترغبان في تقديمهما كنموذج وحشي بدلاً عن إسرائيل، وهذا ما صار يترسخ في الذهنية العامة.

حفنة المرتزقة لا شيء أمام ملايين اليمنيين
وأكد قائد الثورة أن هناك منعة وتأييداً إلهياً وقضية عادلة وموقف حق يتمسك به الشعب اليمني، وإن كان هناك حفنة من الخونة باعوا أنفسهم، فإنهم لا شيء أمام الملايين من أبناء الشعب الذي يحمل الهوية الإيمانية، ولا يمكنه التفريط أو المساومة بقضاياه، واليمنيون واعون لخطورة العدوان، ومستعدون لتقديم التضحيات، فكلفة التفريط والاستسلام لا يمكن القبول بها.
وأكد أن الشعب اليمني جدير بالحرية والاستقلال، ومن يفكر أن يجعله أداة تحت سيطرته، فهو واهم وحالم.

سيمن الله على اليمن اقتصاديا
على صعيد بناء مؤسسات الدولة وخدمة الشعب، قال قائد الثورة إن هناك ثقة ويقيناً بأن الله سيمن علينا ويحقق لنا النتائج المهمة في المسار الاقتصادي، وأنه أمر يتطلب تعاوناً لبناء الجانب الاقتصادي وجوانب أخرى.
وعول على الجانب الزراعي في مرحلة البناء القادمة، فاليمن بلد زراعي لمختلف المحاصيل وله بيئة متنوعة تساعد على تكامل وتوفير ما يحتاجه الناس من غذاء وقوت، وطلب من التجار التعاون مع الفلاحين ومؤسسات الدولة لصالح دعم الإنتاج الزراعي المحلي وتحسينه وتوفيره.
وأكد كذلك على أن إصلاح وتطوير قطاع التعليم سيساعد في تطوير البلد والوصول إلى النتائج المرجوة في كل المجالات.
وحث على العناية بالتكافل الاجتماعي بعيداً عن الرهان على المنظمات، وإن كان هناك نوع من التكافل الاجتماعي، إلا أن مستوى هذا التكافل وهذا التعاون لا يصل إلى مستوى المعاناة، وإلى ما يتطلبه الواقع والظروف التي يعانيها الفقراء من أبناء البلد، فما تقدمه المنظمات محدود ومحكوم بسياسات، ولا ينبغي الاعتماد عليه، والاهتمام بإخراج الزكاة بشكل تام بما من شأنه معالجة البؤس الذي يعاني منه الفقراء.

كورونا في ميدي
وحول الأزمة العالمية لوباء كورونا، قال قائد الثورة إن مما يخفيه الخونة وتحالف العدوان هو انتشار وباء كورونا بين أوساط الخونة في عدد من الجبهات والمحاور، وهناك تأكيد لانتشاره في جبهة ميدي، وبأعداد كبيرة.

التشبث بالأحذية
ونصح السيد عبدالملك الحوثي، الخونة بالاستجابة لجهود اللجنة الوطنية للمصالحة، فتحالف العدوان يذلهم ويقهرهم، والوضعية التي هم فيها لا تدعوهم للتشبث بها، وأكد على الجهوزية التامة لإنجاز عملية تبادل الأسرى التي دأب العدوان على التنصل منها.

أولى الخطوات لتحرير فلسطين
أشاد السيد القائد بالمواقف المشرفة لكل المناصرين والمتضامنين مع شعبنا، وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية في إيران التي لها أوضح وأصدق موقف، بالرغم مما تعانيه من حصار جائر، وكذلك الموقف المناصر لحزب الله في لبنان، والأحرار في العراق وسوريا وبقية شعوب العالم.
وأكد على الثبات المبدئي في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وإدانة كل أشكال التآمر عليه، واستنكر بشدة ما تقوم به السلطات السعودية من اختطاف لأعضاء في حركة حماس ومحاكمتهم، وأعلن الاستعداد التام للإفراج عن أحد الطيارين الأسرى مع 4 من ضباط وجنود المعتدي السعودي، مقابل الإفراج عن المختطفين من حركة حماس، والذين يحاكمهم النظام السعودي بتهمة دعم جهة إرهابية وهي مبادرة يمنية تجسدت فيها الروح الصادقة والعملية في مشاركة الفلسطينيين معركتهم ضد الكيان الصهيوني وحلفائه العرب.

من أرض سبأ جاء العون والأمل
أعربت حركة حماس عن شكرها وتقديرها لمبادرة سيد الثورة، وقالت إنها تقدّر روح التآخي والتعاطف مع الشعب الفلسطينيّ. وأكد القياديّ في حماس محمود الزهار، إن المبادرة أفرحت قلوب المقاومين الفلسطينيين، لكنّه استبعد استجابة السعودية لها، وأوضح أن المعتقلين الفلسطينيين قاطنون في السعودية منذ سنوات طويلة، مضيفاً أن «الثمن الذي قدمته صنعاء للسعودية كبير، إذ يتضمن الإفراج عن طيار و4 ضباط».
بدورها، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدت أن مبادرة أنصار الله نبيلة وشجاعة، وتأتي تأكيداً جديداً للموقف اليمنيّ الأصيل. وأشارت إلى أنها تعبّر عن ترابط النضال القوميّ الذي لاتزال القضية الفلسطينية تمثّل مركزه، لافتةً إلى أن تلك المبادرة تأتي رغم ما يعانيه اليمن من نتائج العدوان والتهديد لوحدة أراضيه.
ووجهت الجبهة الشعبية «التحية للشعب اليمني الشقيق»، مجددةً تضامنها معه في وجه العدوان، ومؤكدةً أن «الشعب الفلسطيني لن ينسى له مواقفه التي شكَّلت على الدوام خير سند له».
من جهتها، لفتت حركة المجاهدين الفلسطينية إلى أن مبادرة حركة أنصار الله خطوة مقدّرة وتنمّ عن وعي ومسؤولية عالية. وأعربت عن إدانتها لاستمرار السعودية في اعتقال مجاهدين فلسطينيين، بينما تخطو خطوات متسارعةً للتطبيع مع الاحتلال.
وثمّنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إعلان السيد عبدالملك الحوثي بخصوص المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، وأضافت أن مبادرة السيد الحوثي تعبر عن عمق مسؤولية الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية، داعية السعودية للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.
ولقيت المبادرة أصداء واسعة في وسائل الإعلام العربية والدولية.