أرخص العملاء
 

عبدالملك العقيدة

عبدالملك العقيدة / لا ميديا -

في شهر يوليو 2008م، وبينما كنت في جلسة مقيل مع الصحفي والمترجم المعروف المقداد داحش، في منزل المحاسب طه الجوفي، كان يسمعني وأنا أنتقد وبشدة نظام صالح وعمالته للأمريكان. فقال لي: يا أستاذ عبدالملك على رِسلك، والله العظيم إني قبل يومين حضرت لقاء بين السفير الأمريكي بصنعاء وبين الأخ عبدالوهاب الآنسي القيادي الإصلاحي الكبير، كمترجم، وسمعت الآنسي يقول للسفير بالحرف الواحد وبهذا اللفظ: «إلى متى يا سعادة السفير ستظلون تثقون بعلي عبدالله صالح ونظامه وتتعاملون معه؟».
فنظر إليه السفير وقال له: «إلى أن نجد من هو أفضل منه وأكثر تفهما لسياساتنا».
فرد عليه الآنسي وبالحرف أيضاً: «نحن كحزب إصلاح ومعارضة مستعدون أن نقدم لكم من الخدمات والتسهيلات والتعاون في كل ما تطلبونه وتحتاجونه بأكثر مما قدمه وسيقدمه نظام صالح بمائة مرة، فجربونا فقط ولن تندموا أبدا أبدا»!
قال الصحفي: حينها لم أصدق ما سمعت، وظننت أني أتخيل بعد أن تملكني الاستغراب والذهول، فتظاهرت بأني لم أسمع جيدا، وسألت الأخ عبدالوهاب الآنسي «ما الذي أقوله للسفير.. نظرا لخطورة ذلك الكلام». فقال لي وبصوت واضح وتصميم عجيب: ترجم كل الكلام الذي قلته سابقاً.
والغريب أن السفير كان يسمعه بحرص وتلهف وظهرت عليه علامة ارتياح بارزة، فقال: لا مانع لدينا من حيث المبدأ من أن نجربكم في أمور أكثر أهمية مما سبق، ولكن العرض يتطلب رفعه الى القيادة العليا وسنوافيكم بردهم قريبا.
وكان من جملة ما أتذكره هو قول الأخ المقداد داحش إنه لم يتوقع أن الآنسي وأحزاب المعارضة بتلك العمالة والرخص والانبطاح، وقال: والله لو شفت كيف كان يتذلل أمام السفير حتى إنه لو طلب منه أن يقبل قدميه لقبلهما.
فقلت في نفسي «الله لا ولى هذه الكائنات على أمر اليمن، وليبقى صالح مهما كان سيئا أو فاسدا، فهناك من هو أكثر رخصا، وهو من يعرض على الأمريكي الارتهان والعمالة».
بعد 2011م التقيت الصحفي المقداد وقال لي: طلع الآنسي وأحزاب المعارضة أوفياء للأمريكي بأكثر مما عرض عليهم.
فقلت له: كيف؟ فقال: ألا ترى يا أستاذ إلى أين أوصلوهم، إلى داخل فندق شيراتون بسلاحهم، وكيف أصبح السفير الأمريكي هو الحاكم الفعلي لليمن، وإلى أي درجة صار يتدخل معها، حتى في اختبارات الثانوية العامة في الجوف، ويفرج عن بعض القاطرات المحتجزة بمأرب، وكيف صار وضع البلاد و.. و.. و.. الخ، وفي قادم الأيام سترى العجب العجاب من كوارثهم، لأن الآنسي وأمثاله من الأحزاب الكرتونية كانت وستظل مجرد أداة للخارج ولكل طامع ببلادنا، وليست معارضة وطنية شريفة أو صادقة كما تظنونها.
وفعلا أثبتت الـ10 سنوات الأخيرة حقائق يقف لها شعر الرأس، وإلى الله المشتكى.

من صفحته على «فيسبوك»

أترك تعليقاً

التعليقات