بمناسبة الثلاثــين من نوفمبر لا بد أن نستعرض دور الأغنية الوطنية التي كانت تثير حماس الجماهير وتزعزع مداميك الاستعمار البريطاني وتهز كيانه نظراً لما لها من شأن في الثورات والمعارك المصيرية.
للأغنية الوطنية دور أساسي وبارز لانطلاق الثورة في الجنوب وهز مضاجع المستعمر البريطاني الذي ظل جاثماً على جزء غالي من الوطن ردحاً من الزمن.
لقد كان للأغنية دور هام وملموس في رفع معنويات المقاتلين وحثهم على الكفاح في سبيل الخلاص والإسراع إلى الالتحاق في صفوف الثوار.

يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح
مد يدك على  المدفع  زمن  الذل راح
ديني ومذهبي.. يرفض الأجنبي.. 
يا أرض اشهدي.

من خلال هذه الأنشودة الوطنية وغيرها كان الشاعر الراحل عبدالله هادي سبيت يزعزع كيان المستعمر ويدعو للكفاح حيث كان صداها مدوياً ومرعباً في نفوس جنود الاحتلال البريطاني ومن وراءهم من العملاء.
في الوقت نفسه كانت تهز المشاعر وتثير مسامع الجماهير من خلال حماسها الثائر وتدعوهم إلى الانضمام إلى جانب الثوار حيث ما تزال هذه الأغنية محفورة بالذاكرة ومرسومة في الخيال ومدونة في ساحات المعارك التي خاضها أبناء الجنوب ضد المستعمر.  

برع يا استعمـار.. برع
من أرض الأحرار.. برع
هيا للحريـة.. هيا للثورية
تيار الحـرية.. تيار الثورية..
 تيار القوميـة
بـرع يا استعمــــار برع
من أرض الأحرار.. برع.

هكذا كان الفنان/ محمد محسن عطروش يرفع معنويات المناضلين ويهزم جنود الاحتلال نفسياً حتى انهارت صفوفهم وانكسرت شوكتهم وهم يجرون الهزيمة والعار والرحيل من أرض الجنوب.
كذلك الفنان الراحل/ محمد مرشد ناجي في أغنيته الحماسية الشهيرة التي لا تقل عن دور الطلقة في هز كيان المستعمر.

أنا الشعب زلزلة عاتية..
أنا الشعب قضاء الله في أرضي..
أنا النصر لأحراري..
أنا الشعب.. أنا الشعب.
كذلك الشاعر/ صالح نصيب الذي كان له دور أساسي في الأغنية الوطنية كأغنيته الشهيرة التي غناها الراحل فيصل علوي.

حصلوا سجن احتياطي في كريتر..
قد حصدناهم مثل القمح الأخضر
في الشوارع يصرخون..
يوم هذي الأرض ثارت..
والسماء بالنــار تمطر..
والفرنجي شل قاربه وشمر.
هكذا كانت الأغنية الوطنية تلهب حماس الجماهير وتغرس روح التضحية والنضال في نفوس المناضلين وتدك مداميك المستعمر لتقرأ الأجيال تاريخ أسلافها الناصع دون زيف.