القيادي الحراكي حسين زيد : ثورة 21 أيلول أعادت ثقتنا بشريك شمالي والعدوان حال دون إعادة الاعتبار للجنوب
سنطرد المحتل الجديد كمـــــــــــــــــــــــا طردنـــــا أسلافه

تحل علينا غداً الذكرى الثامنة والأربعون للاستقلال، استقلال جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني الذي ظل جاثماً على صدره ما يقارب قرناً ونصف.
تأتي هذه الذكرى وأكثر  من احتلال يهيمن على أرض الجنوب، فبأية حال أتت هذه الذكرى؟!
هل ستبعث في نفوس أبناء الجنوب تاريخ آبائهم النضالي وصرخاتهم في وجه الاستعمار فتحيي في ضمائرهم قيم البِرّ للأرض ولنضالات الآباء أم أنها جاءت لتصيب العملاء بمزيدٍ من لعنات العار كالذكرى الثانية والخمسين لاندلاع ثورة الرابع عشر من تشرين والتي احتفل المرتزقة بها برفع صور الاستعمار الجديد؟!
حول هذه المناسبة وما يدور في أرض الجنوب طرحت (لا) العديد من الأسئلة على القيادي في الحراك الجنوبي حسين يحيى زيد لمعرفة الصورة الحقيقية للأحداث. غداً هو الثلاثون من نوفمبر يوم استقلال الجنوب من الاحتلال البريطاني كيف سيحتفل الجنوبيون بهذه المناسبة ومنهم من يشيد بالمحتل الجديد؟ ثم ما الفرق بين المحتل البريطاني والمحتل الإماراتي أو السعودي؟
نعم الجنوب خاض أرقى أشكال النضال المسلح ضد الاحتلال البريطاني وركائزه العميلة بقيادة الجبهة القومية وأقام دولةً وطنيةً مهابة في الجزيرة العربية وكانت بمقدمة دول الصمود والتصدي ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعيات العربية لكن ما حدث من تصدع في معسكر قوى الثورة العالمية وانهيار المعسكر الاشتراكي وأيضاً الصراعات داخل الحزب الاشتراكي الحاكم قاد إلى وحدة في 22 مايو 90 م غير سوية توجت بحرب صيف 94 م الظالمة وإعادة كل الوطن إلى حظائر الوصاية السعودية الأمريكية وهو ما رفضته القوى الحية وأطلقت الحراك الجنوبي لاستعادة الكرامة الوطنية وتداعى لها كل الوطن بثورة الشباب 2011 م التي مع الأسف احتوتها الوصاية والقوى التقليدية بالمبادرة الخليجية واستمر نضال الشعب الذي توج بثورة 21 سبتمبر وكانت الفرصة مواتية لتسوية تاريخية للمظلومية الجنوبية لكن قوى الوصاية كانت قد اخترقت الحراك بعد سقوط القوى التقليدية في صنعاء وهو ما سهَّل لها احتلال الجنوب أواخر رمضان الماضي مستغلة عدالة المظلومية الجنوبية وهي حالة كأن التاريخ يعيد نفسه. الجنوب محتل وصنعاء حرة وهو ما يحفز أبناء مناضلي الاستقلال الأول وأحرار الجنوب لتحقيق الاستقلال الثاني وطرد المحتلين السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهم المحليين.
أما ما الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال السعودي أو الإماراتي؟
فالاحتلال يظل احتلالاً وأعراب الخليج هم أدوات واقعة تحت الاحتلال الأمريكي الإسرائيلي وبالتالي لا فرق، وهادي كان مع المحتل البريطاني واليوم هو قواد الاحتلال الجديد.

 هيمنت بريطانيا 129عاماً على الجنوب ثم حملت عصاها ورحلت.. أليس حرياً أن يعتبر الغزاة الجدد من هذا المصير؟ 
شعبنا قاوم الغزاة البريطانيين عند ملامستهم رمال سواحل عدن، ولكن عدم تكافؤ القوة كانت الغلبة لهم مع ذلك لم يستكن الشعب وواصل هباته وتمرداته وانتفاضاته وتوجت بثورة 14 أكتوبر بقيادة الجبهة القومية.. الآن نعم احتلت عدن لكن المقاومة مستمرة رغم نسبة الإعلام المعادي، عملياتها إلى داعش صنيعة المحتل الإماراتي السعودي الأمريكي وسيطردهم شعبنا كما طرد من كان قبلهم.

  أكثر من عشرين سنة والجنوبيون يكثرون من الحديث عن مظلومية الجنوب وينظرون لإخوانهم من المحافظات الشمالية باعتبارهم احتلالاً، هل انتهى هذا الاحتلال؟ وإذا كان قد انتهى لماذا لا يعلن الجنوبيون دولتهم؟
الحركة الوطنية اليمنية نشأت في عدن، وكلنا يعلم موقفها من تواجد الزبيري والنعمان بين ظهراني المحتل البريطاني بعدن وكيف اختلف معهم رمز اليسار التقدمي اليمني الفقيد عبدالله با ذيب ورفع شعار ( الوطني الجيد هو اليساري الجيد ) ثم فارقهم إلى تعز المتوكلية وأصدر صحيفته ( الطليعة ) وكان شعارها:  من أجل يمن ديمقراطي حر وموحد، لكن  أزهق هذا الشعور الوحدوي الجمعي في نفسيات الجنوبيين بحرب صيف 94 م الغادرة، وقد أتت  ثورة 21 سبتمبر التي أسقطت أمراء الحرب ( الجنرال محسن وآل الأحمر وحزب الإصلاح التكفيري) بدأت تعيد الثقة بشريك شمالي يمكن الوثوق به والكل شاهد احتفالات الجنوبيين بسقوط خمر وحاشد وعمران لكن قوى الوصاية والقوى التقليدية عاجلت بالعدوان وحالت دون إعادة الاعتبار للشراكة الجنوبية وصياغة الوحدة بروح جديدة وكأحد مؤسسي الحراك لم نكن ضد الشمال كتجمع سكاني ولكن ضد نظام حرب صيف 94 م.

 في الماضي اعتمد الاستعمار البريطاني على تمزيق الجنوب وتشكيل ميليشيات تقف في وجه الجيش الوطني تحت مسميات مختلفة وهكذا يفعل غزاة اليوم.. بماذا تفسر هذا ولماذا ينساق كثير من أبناء الجنوب وراءهم؟
من أبرز سياسات المستعمر مبدأ «فرّق تسد».. وهو ما يعيد إنتاجه هادي من خلال إثارته للتنابز القبلي والمناطقي والجهوي والمذهبي، مع ذلك الوعي الوطني التحرري سيتجاوزه وسيعزز روح التصالح والتسامح لتحقيق الاستقلال الثاني.
أما انسياق البعض وراء الميليشيات فمرده وتفسيره الوحيد هو تفشي البطالة في أوساط الشباب والمنهج الدراسي الغير وطني والتكفيري.
 كان للشمال دور كبير في تحرر الجنوب من المستعمر البريطاني هل تطمحون بدور مماثل للتحرر من استعمار اليوم ؟
هذا كلام غير صحيح.. نظام صنعاء في ظل التواجد المصري وقف إلى جانب جبهة التحرير العميلة لبريطانيا والسعودية واستعداء الجبهة القومية قائد الثورة، لكن الناس في الشمال كانوا الحاضنة الشعبية للثورة ولذلك من الطبيعي أن من يعلن الثورة في ردفان الشيخ غالب بن راجح لبوزة القادم من صنعاء.
نعم واحدية الثورة للشعب اليمني من تهامة إلى المهرة؛ لكن مقولة «الثورة الأم سبتمبر والبنت ثورة أكتوبر» هي من مخرجات المناهج الدراسية اللا وطنية التي تقول: الزبيري أبو الأحرار، وتتجاهل قامة وطنية بحجم الفقيد عبدالله با ذيب.

 مؤخراً عاد الفارّ هادي إلى عدن وأعلن أنه سيستقر فيها.. ما إمكانية هذا ؟ وما تقييمكم للوضع في الجنوب الآن؟
هذه أحلام يقظة للفارّ هادي.. العائد عبد ربه منصور هادي الذي أوهمته قوى العدوان بنصر خلال ساعات  وأنه فور العودة إلى عدن وإدارة العمليات منها ضد الحالمة  ستترسخ  إقامته الدائمة لكن هذا كلام غير صحيح ولا ينطبق على الواقع حيث هناك رفض شعبي  لهادي  ليس من الآن بل من لحظة هروبه من صنعاء إلى عدن، والجميع يتذكر كيف خرجت جماهير الجنوب في ساحات عدن الباسلة وأمام منزله في خور مكسر تهتف: «يا عبد ربه يا خسيس الدم الجنوبي ما هو رخيص».
عبد ربه منذ نشأته في الجنوب مرفوض, مرفوض كوني أنا من محافظته من منطقته.
مرفوض منذ أن عمل كـ (بوي) في الجيش البريطاني المحتل لعدن حينها.
هذا الرجل أصبح وصمة عار على آل فضل  وعلى أبناء أبين الباسلة لأن هادي استمرأ قيم الخيانة والعمالة والولاية للأجنبي، وهذه المهن  يرفضها أبناء أبين وأبناء الجنوب.
السعودية في حربها العدوانية الظالمة على اليمن تعتمد على التنظيمات الإرهابية التي أخذت أنواعاً ومسميات مختلفة، من الأفغان العرب إلى القاعدة وأنصار الشريعة إلى ما يسمى الآن بداعش، وهؤلاء هم الأقرب إلى الرئيس هادي وقد استخدم هذه الأدوات في حروبه المتعددة سواء ضد الجنوب أو ضد المحافظات الشمالية والسعودية تعرف أنه مرتبط بهذه الجماعات، وبالتالي يمكن لها تفعيل هذه المجاميع التكفيرية من خلاله في حربها العدوانية على اليمن.

 أشرت قبل قليل إلى أن السعودية أعادت هادي إلى عدن ليدير العمليات العسكرية ضد الحالمة، وقد قام هادي بتجنيد مرتزقة من أبناء الجنوب لمهاجمة تعز.. لماذا اختيار الجنوب وأبناء الجنوب منطلقاً عسكريا لتنفيذ مآرب العدوان في تعز؟
هادي ومرتزقة الرياض وأسيادهم والإمارات يعلمون تلك العلاقة الروحية الخاصة بين تعز وعدن، فأبناء تعز يعتبرون عدن ميناءهم ومتنفسهم الطبيعي، لذلك يتخوف تحالف العدوان من أن تنهض تعز وتتحرر من مرتزقته، لأن تحرير تعز يعني تحرير عدن، وقد عرف هذا أيام النضال الوطني، وجميعنا يتذكر المناضل رمز اليسار التقدمي عبدالله عبدالرزاق با ذيب الذي ذهب إلى تعز وأعلن: من هنا يبدأ تحرير الجنوب.
أيضاً ثورة 14 أكتوبر حيث كان مناضلو الجبهة القومية لتحرير الجنوب يعتبرون تعز جبهة آمنة.
ولكن هيهات أن يحقق العدو أهدافه فالشعب اليمني مقبرة للغزاة، والجميع يعرف أن  في عدن وتعز مستقبل اليمن فعدن منطقة وكذلك مديرية ذباب في تعز وعند توسعة مدخل باب المندب من جزيرة ميون إلى الجانب اليمني معناه أن حركة الملاحة الدولية ستتطور بشكل غير عادي، كذلك مشروع جسر القارتين بين آسيا وإفريقيا إذا ما تم تنفيذه سيعزز من خير اليمن ومستقبلها الواعد وهو أفضل من النفط ومن الذهب.

 قبل أيام أُعلن عن تشكيل المجلس العسكري الأعلى للحراك الجنوبي.. ما تفسيرك لهذه الخطوة خصوصاً أن هناك كيان عسكري آخر تحت مسمى المقاومة الشعبية؟
نعم تم الإعلان عن هذا وهو بقيادة أحمد الإدريسي ولكن الإدريسي لا علاقة له بالجنوب وكما تصيد أمراء الحرب والتكفير الثوار الشباب في فبراير 2011م في المحافظات الشمالية عبر الجنرال علي محسن الأحمر ومعه حزب الإصلاح التكفيري، أيضاً حاول الجنرال علي محسن الأحمر ومعه حزب الإصلاح التكفيري اختراق الحراك الجنوبي فعمل في 2011م على تكوين تنظيم سماه حركة 16  فبراير الثورية وعلى رأسها هذا المدعو «أحمد الإدريسي»، وهو مطلوب للجهات الأمنية بتهم تتعلق بالإرهاب والتقطع وعدد من الأعمال الإرهابية وهو سلفي تكفيري، مرتبط بتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة ومرتبط بجريمة اغتيال الشهيد سالم قطن.
نحن من مؤسسي الحراك الحقيقيين وأول من رفع قضية الجنوب منذ 1994م ونحن من تعرض للمحاكم، وقد قلنا مراراً إن من شن الحرب على الجنوب هم أمراء التكفير وآل الأحمر تحت مظلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
لكن منذ 21 سبتمبر وسقوط الفاسدين من داخل عدن أعلنا أنه لا بد من إعادة صياغة العلاقة مع المحافظات الشمالية وإقامة تسوية تاريخية عادلة، لكن للأسف تم الحوار وتم من قبل القوى التقليدية في صنعاء ودول الجوار.. بداية كانت من قبل المخابرات القطرية واللجنة الخاصة للسعودية. 
الآن يستفرد بالساحة الجنوبية طرفان رئيسيان بسبب امتلاكهما للمال والأجهزة الأمنية؛ جناح سعودي ويمثله هادي والجماعات التكفيرية، وأيضاً بدأت الإمارات.. هذه الكيانات الكرتونية الماسونية بدأت استخدام ما كان يعرف سابقاً  بحراك صالح.
الآن الصراع في عدن ما بين حراك الرئيس صالح والجماعات التكفيرية، والكل منا يعرف دور هذه الدولة  الكرتونية في الموافقة على تحويل ميناء عدن إلى منطقة حرة، والقضاء  بشكل كلي على ميناء «جبل علي» وغيره من الموانئ الجنوبية، كذلك السعودية تريد جعل الجنوب حاضنة لفكرها التكفيري.

 إذا لم يكن هؤلاء ممثلين حقيقيين لأبناء الجنوب فلماذا يتصدرون المشهد اليوم وأين هو الحراك الوطني لنتحدث عن الحراك العميل؟
كما أسلفت هناك الحراك الوطني الحقيقي، وهناك حراك تم استنساخه سواء من الرئيس صالح أو من حزب الإصلاح التكفيري، وكذلك حراك تم  استنساخه من السعودية، وعلى سبيل المثال هنالك ما يسمى بالهيئة الشرعية  يدّعون أنهم حراك وهم واجهة سياسية لتنظيم القاعدة، والسيد بن شعيب رئيس هذه الهيئة قبض عليه في سورية وهو ذاهب للقتال إلى جانب الجماعات المتطرفة، وقد قال عنه أبو مصعب الزرقاوي: هو شاب مجاهد وله مستقبل.
لقد أرادت القوى الرجعية في الجوار سواء السعودية أو الإمارات أو الإخوان القضاء على ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لمواقفها المعروفة من الأنظمة الرجعية الإمبريالية، وهذا هو السبب الأول لعمليات الاغتيال التي تتعرض لها قيادات الحراك حتى تخلو عدن من القيادات المحترفة.

 إذا ما انتقلنا إلى حضرموت التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة بشكل كامل، ألا ترى أنها في طريقها لأن تكون إمارة إسلامية؟ ولماذا هذا التقاعس من قبل القوى الاجتماعية عن أداء دورها في محاربة الإرهاب؟
بعد فعالية 14 أكتوبر 2014  وسقوط القوى التقليدية بفعل ثورة 21 سبتمبر العظيمة, السعودية ودول الجوار التفتت نحو الساحة الجنوبية وضخت كل ما لديها من إعلام ومال ونفوذ حتى استحوذت على الساحة الجنوبية وغيبت الحراك الجنوبي الحقيقي الذي كان ممثلاً للقضية الجنوبية. الآن ليست حضرموت فقط التي تقع تحت سيطرة القاعدة بل معظم الأراضي الجنوبية، وكأن هذا مخطط من الكيان الصهيوني لاستهداف الجنوب حيث هو الوجه الحقيقي للإسلام, الإسلام السمح فمنه انطلقت الدعوة الإسلامية السمحة إلى كل مناطق العالم. الدعوة الصافية البعيدة عن القتل والذبح والتكفير وغيرها من المظاهر التي نشاهدها في سلوك آل سعود أو آل نهيان أو الدواعش.

 ألا ترى أن هذا الفكر سيمثل في يوم من الأيام خطراً منبعه المملكة السعودية؟
لا، الإرهاب لا يمثل خطراً على المملكة ولن يكون خطراً عليها وهو أداة من أدواتها، لكن أحياناً يتم التمرد على الدور المرسوم من بعض العناصر كما حدث في 2011م عندما أعلنت أمريكا والسعودية والرئيس هادي أن أبين سقطت بيد القاعدة وبعدها خرجت وثائق ويكليكيس وغيرها من الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية وبينت أن ما حدث عبارة عن عملية اسمها ضوء الفراشة، حيث هناك عدد من الأشخاص تمردوا على الدور المرسوم لهم من قبل صانعة القاعدة أمريكا والسعودية. تم التمويه والكذب أن أبين أصبحت إمارة إسلامية  لجذب هذه العناصر المتمردة إلى أبين ومن ثم تصفيتها وبعد ذلك ادعى المعتوه الدنبوع أنه تم تحرير أبين بمعركة أسماها كذباً معركة السيوف الذهبية.
صحيح دخل الجيش أبين لكن أين قتلى القاعدة؟ أين أسراها؟ معالمهم كلها لا توجد، وهذا يؤكد مرة أخرى أنهم أدوات يخرجون أحياناً عن الدور المرسوم لهم.

 هناك تحضير لمفاوضات سيتم عقدها خلال الأيام القادمة لحل الأزمة اليمنية، بصفتك قيادياً في الحراك الجنوبي ما قراءتك لهذه المفاوضات؟
الحوار فكرة طيبة ولا أحد يعترض على مسألة الحوار والحل السياسي للأزمة اليمنية من حيثما توقف حوار القوى السياسية في موفنبيك.
حيث كانت القوى السياسية قد اتفقت على مختلف القضايا المختلف  عليها ولم يبق سوى تسمية أعضاء المجلس الوطني، ونحن نقول: يجب أن يستمر الحوار، ونحن نثق بقيادة الثورة، بعلمنا وقائدنا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبأنه سيقودنا إلى الطريق الصحيح، وأن اتفاق «عُمان» وغيره من اتفاقات جنيف ما هي إلا مثل صلح الحديبية  على طريق فتح ونصر مبين. ومع ذلك نحن نقول: إن النصر والحل يأتي من صفر المعابر، من الجبهات، هنالك يكتب مجاهدونا الأبطال مستقبل اليمن الحقيقي بإيمانهم والتزامهم بالنهج القرآني الذي اختطه لنا السيد حسين بدر الدين  الحوثي رضوان الله عليه.

 كيف تنظر إلى المتغيرات العالمية وما تأثيرها على الوضع في اليمن بشكل خاص وعلى وضع المنطقة بشكل عام ؟
نعم الآن بدأت متغيرات دولية جديدة, لم تعد الولايات المتحدة هي القطب الوحيد في السياسة الدولية.. هنالك بدأت أقطاب عدة.. هنالك روسيا هنالك الصين هنالك أوروبا.. هذا التعدد بدأ ينعكس إيجابياً على الساحة العالمية خاصة في سوريا من خلال دعم الرفاق الروس للممانعة والمقاومة في سوريا، لكن نحن نقول: صمودنا كجماهير مقاومة عربية هو الذي سيحدث تغييرات على المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي لصالح قوى الثورة، وهذا الثبات والصمود هو الذي سيصنع المتغيرات وليست المتغيرات هي التي ستنعكس على الوضع الداخلي في اليمن.