أصبحت قصائد الشاعر محمد الجرف، الأكثر انتشاراً بين الجمهور الذي استهواه صدق الشاعر وفوران وجدانه المبكر.. استطاع أن يحلق في عدد من قصائده إلى ذرى سامقة لم يبلغها أي شاعر آخر.. كما أبدع في قصيدته الشهيرة (استنفري يا جيوش الله في مأرب)، والتي زادها اللحن والصوت الحماسي جمالاً، فحققت له الشهرة وذيوع الصيت في الكثير من الدول، لأنه كتبها بلغة رصينة سلسة متدفقة منسابة، وستظل قصائده متوهجة ومشتعلة ضد العدوان السعودي.. إنه شاعر يمتلك موهبة نادرة، ويتميز بالنضج، كما أن شعره كان معبراً وكاشفاً لهذا العدوان، وسريع النفاذ إلى وجدان المتلقي. والمؤكد أن محمد الجرف من خلال ما قدمه ليس شاعراً عادياً ولكنه قامة شعرية لها وزنها في الواقع الشعري.. هكذا ستبقى قصائده حارة صادقة وعميقة.. 
إنه شخصية إنسانية ووطنية بامتياز.
 الشعر الشعبي تفوَّق في هذه المرحلة، مع العلم أن القصيدة اليمنية حاضرة في مواجهة العدوان، لكن ليست بقدرة القصيدة الشعبية.. برأيك لماذا؟
القصيدة الشعبية الآن تترجم إحساس شعب بأكمله، وبالذات في ظل هذا العدوان، تفجرت المواهب، ولاقت زخماً جماهيرياً لأنها مفهومة لدى المواطن البسيط، وترقى إلى مستوى المثقف الكبير، ويكون مستوى البلاغة فيها كالفصحى، خاصة إذا كان الشاعر محترفاً. والعدوان السعودي جعل للشعر نكهة ورونقاً، ونحن الشعراء وجدنا قضية نبحر فيها، بعظمة القضية تعاظم الشعر، فاستطعنا إحياء العادات والشموخ اليمني والتراث.

 صمود الشعب اليمني يصنع نصراً.. كشاعر كيف تنظر لهذا الصمود أو لهذا الحدث الكبير؟ وكيف يتجلى لك شعرياً؟
بالنسبة لي هذا الصمود خرافي، لم يكن في حسبان بني سعود، والشعراء كان لهم دور في هذا الصمود، وهذا الصمود بالفعل صنع نصراً.

 إلى أين يقودك مشروعك الشعري؟
يقودني مشروعي الشعري إلى النصر على هذا العدوان السعودي.

 ماذا تعني لك قصيدة (استنفري يا جيوش الله في مأرب)؟
هذه القصيدة أعتبرها نجاحاً كبيراً لي، وتعتبر بداية لي رغم أني دخلت عالم الشعر مسبقاً وأنا في سن صغيرة جداً، إلا أنها أول قصيدة انتشرت بهذا الشكل إلى كل دول العالم، وكنا نشاهد الفيديوهات، فأنا أعتبر هذه القصيدة حافزاً، وكذلك المقابلات مثل هذه المقابلة في صحيفتكم (لا)، التي هي حافز، وأكبر حافز لي هو انتصار الشعب اليمني على هذا العدوان.

 هذه القصيدة انتشرت عالمياً.. هل تشعر بالغرور؟
لا أشعر بالغرور، وعندما اشتهرت شعرت بأنني تحملت مسؤولية، وإذا شعرت بالغرور فإنني سأنتكس، حتى أصبحت أرد على كل الرسائل وكل المكالمات حتى لا يظنوا أنني متكبر ومغرور.

 هل ترسخ الزامل في الواقع الشعري؟
نعم، وقد أصبح الزامل من مبشرات النصر، حتى الجمهور أصبح متلهفاً لكل الإصدارات الجديدة.

 بعد رحيل الحنجرة الباليستية لطف القحوم، من يتصدر المشهد الفني اليوم؟
رحيل المنشد لطف القحوم يعتبر مأساة للزامل وللشعراء، وأنا التقيت به في أواخر أيامه، وكانت لقاءاتي قليلة معه، وآخر زامل لحنه لي بعنوان (راعد المعركة زمجر من أباكي وقناصة)، وعيسى الليث هو من يتصدر المشهد اليوم، فعيسى الليث مبدع وحنجرة قوية، وكان عيسى الليث ولطف القحوم في مرتبة واحدة، وهناك أيضاً أصوات بدأت تظهر في المشهد الفني، مثل يوسف مطهر وأيمن قاطة وطلال خصروف وعبدالخالق النبهان، وهو منشد بارع جداً.
 ماذا أضاف لك الشعر؟
بالنسبة لي أعتبر الشعر حياتي، من يوم عرفت نفسي وأنا أعيش مع الشعر، وكانت علامات الشعر تبدو عليَّ منذ الصغر، ومن أول بيت شعري كتبته كان بوزن وقافية، وهذا إلهام فطري، والآن لا أستطيع أن أفارق الشعر، ولا الشعر يستطيع أن يفارقني، وعندما يداهمني هاجس الشعر أستقبله بشكل يليق به حتى أستطيع ترجمة أحاسيس الناس.

 هل ترى أن شهرة الشعراء جاءت نتيجة لارتباطهم بالأحداث الوطنية؟
جميع الشعراء الذين اشتهروا هم من ارتبطوا بمواجهة العدوان، واليوم هناك تفاعل معنا من كل الدول من المغرب وسوريا والعراق، وأنا لي الكثير من المتابعين من كل الدول، بالذات من الرافضين لهذا العدوان.

 أنت أحد الشعراء المشاركين في برنامج (شاعر الصمود)، حدثنا عن ذلك..
نعم كنت أحد المشاركين في برنامج (شاعر الصمود)، ووصلت إلى مرحلة الـ16، وإلى أعلى درجة 560، وأكبر درجة من الشاعر الفائز، وكان هذا البرنامج فرصة كبيرة لكي نوصل رسالتنا.

 هل كنت تتوقع أن يتم تتويجك بلقب (شاعر الصمود)؟
كل أصابع الجمهور من دخولي إلى البوابة ومروراً بلجنة التحكيم ومقدمي البرنامج، كانوا يقولون بأن لقب شاعر الصمود هو محمد الجرف.

 إذن، لماذا لم تحصل على لقب شاعر الصمود؟
كان منافسي أمين الجوفي، أنا حصلت على 560 وهو 551، وخرجت بفارق التصويت، والشاعر نشوان الغولي صديقي وشاعر ويستحق الفوز.

  ما هو الكنز الذي أعطتك إياه الحياة وتفتخر به؟
الكنز هو الحرية، وأكثر شيء أفخر به أنني يمني.

ـ عمل تعتز به كثيراً..
كل قصائدي وزواملي التي هي ضد العدوان، أعتز بها.

 ما الذي يستفزك؟
يستفزني كلام بعض المرتزقة الذي لا أبالي به.

 كلمة أخيرة..
أشكركم كثيراً على هذه الاستضافة التي كان لي الشرف فيها، والتعبير عما أريد أن أبوح به، وأشكر الأستاذ صلاح الدكاك، رئيس التحرير، وأشكرك، وأشكر الشعر اليمني على هذا الصمود ضد هذا العدوان.

سيرة ذاتية
الاسم: محمد صالح محمد الجرف
مواليد 1990م ـ ذمار - عنس
شاعر منذ الصغر، والتحق بالجيش اليمني.
كان مراقباً للأحداث منذ 2011م، وحاضراً بقصائده في الساحة حتى ثورة 21 سبتمبر، ومنذ بداية العدوان حتى هذه اللحظة.
له العديد من المشاركات والاحتفالات الاجتماعية والسياسية.
حاصل على لقب شاعر الجيش واللجان.
من أشهر قصائده:
من طلب الجن ركضوه
ملحمة يمانية
صنعاء بعيدة
راعد المعركة زمجر
بالبنادق كبري