إسرائيل ثيودير هيرتزل (1904)
ورابي فيشمان (1947) 

في مذكراته المكتملة يقول مؤسس الصهيونية ثيودير هيرتزل إن منطقة الدولة اليهودية تتوسع: (من نهر مصر حتى الفرات).
صرح رابي فيشمان عضو وكالة فلسطين اليهودية للجنة التقصي الخاصة لدى المملكة المتحدة في 9 يوليو 1947م: (الأرض الموعودة تتوسع من نهر مصر إلى أعلى نهر الفرات مع أجزاء من سوريا ولبنان).
من مقالة أوديد ينون (استراتيجية إسرائيل في الثمانينيات) نشرته مؤسسة خريجي الجامعة الأمريكية العربية. 
ملاحظات الناشر:
تجد مؤسسة خريجي الجامعة الأمريكية العربية أنه من الضروري افتتاح سلسلة نشر جديدة ونشر الوثائق الخاصة التي وردت في مقالة أوديد ينون في مجلة (كيفونيم) العبرية (الاتجاهات)، جريدة تابعة للمنظمة الصهيونية العالمية؛ أوديد ينون هو صحفي إسرائيلي، وكان مرتبطاً رسمياً بوزارة إسرائيل للشؤون الخارجية. وللعلم هذه الوثيقة هي البيان الأكثر وضوحاً وتحديداً وتفصيلاً، وهي غير ملتبسة أو غامضة بالنسبة لتاريخ الاستراتيجية الصهيونية للشرق الأوسط.
علاوة على ذلك فهي تقف كتصوير دقيق لرؤية كاملة للشرق الأوسط في ظل نظام الحكم الصهيوني الحالي لبيجين وشارون وإيتان؛ ولذا أهميتها لا تكمن في قيمتها التاريخية، لكن في الكابوس الذي تصوره أو تقدمه.
تدار الخطة في مقدمتين منطقيتين أساسيتين:
1-لكي تنجو يجب أن تصبح إسرائيل قوة إمبريالية إقليمية.
2-يجب أن تنجز تقسيم كامل المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة، وذلك بحل وتصفية كل الدول العربية الموجودة.
وهذا سوف يعتمد على التركيب العرقي أو الطائفي لكل دولة.
وهكذا فإن الأمل الصهيوني المبني على فكرة دويلات طائفية هو بأن تصبح تلك الدول دولاً تابعة لإسرائيل، وبشكل مثير للسخرية مصدر شرعيتها الأخلاقية.
هذه ليست فكرة جيدة ولا حتى تظهر للمرة الأولى في التفكير الاستراتيجي الصهيوني.
في الواقع إن تجزئة كل الدول العربية إلى وحدات أصغر قد كان موضوعاً متكرراً.
هذا الموضوع وثق في كفة مقياس متواضعة جداً في ِAAUG  للنشر, إرهاب إسرائيل المقدس (1980) الذي كتبته ليفيا روكاتش، اعتمد على مذكرات موش شاريت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وعلى وثائق دراسة روكاتش في تفاصيل مقنعة؛ فكما تنطبق الخطة الصهيونية على لبنان، فقد تم إعدادها في منتصف الخمسينيات.
إن الاجتياح الواسع الإسرائيلي للبنان 1978، قد أحدث هذه الخطة في أدق تفاصيلها.
إن الاجتياح الثاني الأكثر وحشية وبشاعة في 6 يونيو 1982، يهدف إلى تحقيق أجزاء من هذه الخطة التي تأمل إسرائيل أن ترى ليس لبنان فحسب، بل أيضاً سوريا والأردن، أجزاء مجزأة.
يجب أن يكون هذا مدعاة للسخرية حين تدعي إسرائيل أنها ترغب وتتطلع لحكومة مركزية لبنانية قوية! فهم لا يريدون إلا حكومة مركزية لبنانية تقر بمشاريعهم الإمبريالية الإقليمية عن طريق توقيع اتفاقية سلام معهم، وهم أيضاً ينشدون إذعاناً وتسليماً بمشاريعهم تلك من قبل السوريين والعراقيين والحكومات العربية الأخرى، بالإضافة إلى الشعب الفلسطيني.
ما يريدونه ويخططون له ليس عالماً عربياً، بل عالم من العرب المجزئين مستعدين للخضوع والتسليم للهيمنة الإسرائيلية.
ولذلك يتحدث أوديد ينون في مقاله (استراتيجية لإسرائيل في الشرق الأوسط في الثمانينيات)، عن (فرص بعيدة المنال للمرة الأولى منذ 1967) التي خلقتها (المرحلة العصيبة المحيطة بإسرائيل).
إن الخطة الصهيونية لترحيل الفلسطينيين من فلسطين هي سياسة فعالة جداً، لكنها ممارسة بشكل أقوى في زمن الصراعات كلاً من حرب 1947/1948، وفي حرب 1967.
ملحق بعنوان (إسرائيل تتحدث عن هجرة جماعية جديدة) قد تضمنه هذا النشر، يثبت تفريق الصهيونية الماضية للفلسطينيين وتشتيتهم من موطنهم، ويعرض إلى جانب ذلك وثيقة الصهيونية الأساسية التي نقدمها تخطيط صهيوني آخر هو إزالة القدس من القدس.
من الواضح في وثيقة كيفونيم التي نشرت في فبراير 1982 أن (الفرص البعيدة المنال) التي كانت استراتيجيات الصهيونية تفكر بها، هي نفس (الفرص) التي يحاولون إقناع العالم بها، والتي ادعوا أنهم خلقوها باجتياحهم في يونيو 1982.
ومن الواضح أيضاً أن الفلسطينيين لم يكونوا أبداً الهدف الوحيد للخطط الصهيونية، لكنهم الهدف الأول منذ حضورهم المتنامي الفعال والمستقل كشعب يرفض أصل الدولة الصهيونية.
بالرغم من أن كل دولة عربية، لاسيما تلك التي تتبنى اتجاهات قومية متماسكة وواضحة، هي هدف حقيقي قريباً أم لاحقاً.
بالمقارنة مع استراتيجية الصهيونية المحددة وغير الغامضة في هذه الوثيقة، فإن استراتيجية العرب والفلسطينيين لسوء الحظ تعاني من الغموض والتناقض؛ فلا يوجد أي دليل على أن خبراء العرب الاستراتيجيين قد استوعبوا الخطة الصهيونية بكل تفرعاتها وتوسعاتها! وبدلاً من ذلك فهم يتفاعلون بشك وانصدام متى ما انفتحت أو اكتشفت مرحلة جديدة، وهذه هي طبيعة ردة الفعل العربية، مع أنها صامتة إزاء الحصار الإسرائيلي لبيروت؛ الحقيقة المؤسفة هي أنه مادام لم تؤخذ الخطة الصهيونية بجدية وبعين الاعتبار في الشرق الأوسط، ستكون إذن ردة الفعل العربية من أي حصار مستقبلي لأي من العواصم العربية، مشابهة.

خليل نخلة 23 يونيو 1982م
تم إعادة نشره في 2 سبتمبر 2017 
من موقع Global Researche