تساءلت صحيفة “واشنطن” بوست الأمريكي عمّا يمكن فعله لجعل وزارة الدفاع (الكونجرس) تهتم بالأمور المتعلقة في مشاركة الولايات المتحدة بالحرب والسلام في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن كارثة اليمن ستختبر استعداد الكونجرس للقيام بمسؤوليته الدستورية للحد من مشاركة الولايات المتحدة في حرب اليمن.

وأشارت الصحيفة في تقرير، اطلع عليه المراسل نت، إلى أن 4 من أعضاء الكونجرس اثنين من الحزب الجمهوري ومثلهما من الحزب الديموقراطي طرحوا مشروع قرار للتصويت خلال 15 يوماً لإنهاء “مشاركة واشنطن في الحرب المدمرة التي تقودها السعودية في اليمن”.

وأوضح الصحيفة ان القرار الذي يشترك في تبنيه من الحزب الديمقراطي رو  خانا  ومارك بوكان (الرئيس المشارك لتجمع الحزب التقدمي  في الكونجرس” ومن الحزب الجمهوري توماس ماسي وولتر جونز ويطالب بسحب القوات الأمريكية من حرب اليمن إذا لم يصوت الكونجرس وفقاً للدستور الأمريكي بالموافقة على المشاركة الأمريكية في تلك الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن حرب اليمن انطلقت في عهد أوباما بدعم أمريكي للسعودية من خلال تزويد الطائرات  بالوقود وهي في الجو و تقديم الدعم  الاستخباراتي لتحديد الأهداف، لافتة إلى تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية عندما قال إن لديه شكوك حول صوابية مشاركة الولايات المتحدة في حروب الشرق الأوسط لكن بعد فوزه قام بتصعيد التدخلات الأمريكية في أفغانستان وسوريا واليمن.

وقالت الصحيفة إن ترامب شارك في القمة الأمريكية الإسلامية في الرياض وأشاد بتعاون السعودية في الحرب على الإرهاب متجاهلاً الهجمات الوحشية  التي تقوم بها السعوديه على اليمن، مضيفة أنه رغم معارضة ترامب لكل ما قام به أوباما إلا أنه اليوم يضاعف سياسة أوباما تجاه السعودية واليمن.

وأكد تقرير الصحيفة أن الحرب السعودية على اليمن لم تحقق نجاحاً عسكرياً لكنها خلقت أكبر أزمة إنسانية في العالم بحسب وصف الأمم المتحدة لأزمة اليمن، وأشارت الصحيفة إلى أن القصف السعودي على المناطق المدنية أدى لمعاناة سبعة ملايين شخص من المجاعة, واحتياج 20 مليون شخص  للمساعدات الإنسانية , وانتشار وباء الكوليرا الذي اصاب حتى الان  700 الف شخص وتسبب في وفاة أكثر من الفي شخص في اليمن.

وقالت الصحيفة إنه “رغم ان الحكم بالسعوديه ملكي رجعي، الا أنها تتمتع منذ فترة طويلة بعلاقة خاصة مع الولايات المتحدة التي تغض الطرف عن الدور السعودي لنشر العقيدة الوهابية الاصولية المتطرفة وعلاقاتها المالية الواسعة مع المنظمات المتطرفة”.

وأضافت الصحيفة أن الحقيقه ان  15 من بين 19شخصا من منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر  كانوا مواطنين سعوديين وقد تم تجاهلهم تقريباً”.  ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال العام الماضي نُشرت وثيقة تثبت ارتباط السعودية بالمهاجمين من خلال اكبر تحقيق قام به الكونجرس في ما يتعلق بالهجمات.

وبحسب الصحيفة استنكر السيناتور بيرني ساندرز  الدعم الأمريكي للتدخل السعودي العسكري المدمر في اليمن,قائلاً ” مثل هذه السياسات تقوض بشكل كبير قدرة أميركا في المُضي قُدما باجندة  حقوق الإنسان في جميع انحاء العالم”.

وبالعودة للقرار الذي ينتظر التصويت عليه بالكونجرس، أوضحت الصحيفة أن القرار يستند إلى تقارير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2016 بأن النزاع القائم في اليمن “يؤدي لنتائج عكسية للجهود الجارية لمحاربة القاعدة” وأن التدخل السعودي حاليا في اليمن سيخلق دولة فاشلة أخرى يمكن للإرهابيين ترسيخ جذورها فيها”

 المراسل نت