اكد ناطق أنصار الله الاستاذ  محمد عبد السلام  ورئيس وفد اليمن التفاوضي في أول مقابلة إعلامية له على  على قناة الجزيرة القطرية منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وبثته الجزيرة في وقت سابق من ليلة أمس، ان أبو ظبي أصبحت هدفا رئيسيا للضربات الصاروخية اليمنية مبينا بأن القوة الصاروخية اليمنية  اجرت تجربة قصف ناجحة موثقة، ولن تتوانى عن استهداف القواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات المغيرة على الأراضي اليمنية كرد طبيعي مكفول.

وأشار عبد السلام في برنامج “لقاء اليوم” الخاص بقناة الجزيرة منذ شن العدوان السعودي الامريكي على اليمن والازمة الخليجية، اشار الى الاستعداد لعقد حوار يمني سعودي او يمني سعودي اماراتي او يمني خليجي يفضي لوقف العدوان على اليمن، كون الحرب هي حرب يمنية سعودية إماراتية تكشفت أهدافها البعيد تماما عن ادعاء دعم رئيس منتهية شرعيته، واضحى شماعة محترقة وعبئا على دول العدوان، معتبرا الحديث عن الدور الإيراني في اليمن كان بمثابة الشماعة: واليكم نص  الحوار:

أهلاً بكم مشاهدينا الكرام في حلقة جديدة من لقاء اليوم نتطرق فيها لآخر التطورات في الأزمة اليمنية داخلياً وخارجياً ومآلات الحل السياسي بعد جمود طويل.. ضيفنا في هذا اللقاء السيد محمد عبدالسلام الناطق باسم أنصار الله الحوثيين رئيس الوفد المفاوض

* سيد عبدالسلام أهلاً بك، كيف يبدو لكم اليمن اليوم بعد ما يربو على ثلاثة أعوام من سيطرتكم على العاصمة صنعاء؟

** بسم الله الرحمن الرحيم، الوضع اليوم في اليمن بلا شك نتيجة للعدوان نتيجة للحصار يعيش أزمة اقتصادية وإنسانية فرضها العدوان، لكن نحن في المقابل نعيش حالة من العزة والكرامة في محاولة من النظام السعودي والإماراتي ومعهم الأمريكي والصهيوني لأن يسلب الحرية والكرامة لهذه المناطق، في المقابل المناطق التي دخلها الاحتلال في جنوب الوطن تعيش حالة أيضاً أزمة إنسانية وأزمة اقتصادية إلى جانب أنهم لا يمتلكون القرار نهائياً بل يمتلكه السعودي والإماراتي بالدرجة الأولى، ونحن لا نقول أننا سعداء في هذا الوضع بلا شك الحرب والعدوان والحصار تخلق حالة متفاقمة إنسانية واقتصادية ونسعى بكل جهدنا لتجاوز هذه المرحلة التي يعيشها شعبنا في شمال الوطن وجنوبه.

* طيب، التحالف العربي الحكومة العربي المجتمع الغربي، حتى الأمم المتحدة، تعتبركم أنتم جزءً أساسياً مسؤولاً عن هذه المأساة والكارثة التي تمر بها اليمن، هل ترون نفسكم كذلك؟

** يا أخي العزيز هذا كلام غير صحيح، كان هناك أزمة سياسية نحن لا ننكرها، كان هناك حوار في موفنبيك برعاية السيد جمال بن عمر، كان هناك حوار سياسي وأزمة سياسية موجودة من قبل حتى أن تحصل هذه الأحداث، لكن أن يأتي عدوان شامل على اليمن وحصار خانق وأن يُفرض هذا العدوان الكبير وبهذا التحالف الهمجي هذا يؤكد أن هناك مطالب وأهداف أخرى ليست الشرعية كما يدعون وليست قرارات مجلس الأمن كما يتحدثون بل القضية هو إخضاع اليمن وإخضاع السيادة اليمنية أن تكون هناك حكومة ضعيفة يمتلك قرارها آل سعود ويمتلك قرارها الإماراتيون لا يمتلكها أبناء اليمن، نحن لسنا سعداء لهذا الوضع لكننا جزء أصيل من أبناء هذا الوطن وليست الحرب ضدنا لوحدنا هي ضد كل اليمنيين بدون استثناء، قتلوا في الجنوب وقتلوا في الشمال، قتلوا من كل الفئات السياسية والوطنية وهم الذين خلقوا هذا الصراع هم من جاءوا بهذا العدوان وبهذا التحالف ونحن في بيوتنا آمنين مطمئنين، هناك أزمة سياسية نحن لا ننكر ذلك لكن لا يعني أن هذا يسمح لهم أن يقوموا بشن هذا العدوان الكبير والظالم والغاشم على اليمن.

* ما تفضلت به سيد عبدالسلام ألا ينطبق عليكم أيضاً؟ يعني أنتم حاولتم تقويض الشرعية بالسيطرة على مؤسسات الدولة وكان هناك حواراً قائماً ولكن أنتم رفضتم هذا الحوار وانقلبتم على الشرعية، ما تفضلت به ألا ينطبق عليكم أيضاً؟

** يا أخي العزيز أنا أُحيلك إلى السيد جمال بن عمر الذي قال في آخر إحاطة له “أن اليمنيين كانوا على وشك الوصول إلى اتفاق نهائي وشامل وكامل”، نحن نقول أن هناك أزمة سياسية كانت موجودة نحن نطالب بحقوق تضمنتها حتى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، هذه الأزمة السياسية أو هذا الخلاف السياسي مهما كان لا يعني أن نذهب إلى الحرب أو أن يأتي هذا العدوان الكبير، لماذا؟ هل أحد يصدق أن هدف التحالف الذي جاء – ونحن على أعتاب ثلاثة أعوام – من أجل سواد عيون اليمنيين؟ هل جاءوا بالخير لأبناء الجنوب؟ هل حتى الأطراف السياسية الأخرى التي وقفت مع الشرعية ووقفت مع التحالف، حصلت على بصيص واحد من الحرية والكرامة؟ المسألة أكبر من ذلك. واعتقد أن التصريحات الأخيرة للنظام السعودي ومحمد بن سلمان أثبتت أن الحرب هي ضمن مشروع أكبر يستهدف اليمن كسيادة كاستقلال كقرار، وليست من أجل الشرعية. هم لا يهمهم. إذا كان رئيس الشرعية – كما يقولون – عبدربه منصور هادي غير قادر أن يذهب إلى عدن فالمشكلة ليست الشرعية وليست المشكلة نحن أيضاً.

 

* بالحديث عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، صرح أخيراً بأن التحالف بقيادة السعودية مستمر في حربه عليكم وصولاً إلى إنهاء هذه الحرب لكيلا تتحولوا إلى كيان مهدد وأعطى مثال كمثال حزب الله في لبنان. ما هي استراتيجيتكم – سيد عبدالسلام – لمواجهة هذا الهدف من التحالف؟

** نحن أولاً ندرك هذا الكلام الذي صرح به محمد بن سلمان هو أكد ما نقوله نحن منذ البداية: الحرب والعدوان في اليمن لم تأتِ من أجل الشرعية ولم تأتِ من أجل الدولة، ولم تأتِ من أجل أن ينعم اليمنيون بالأمن والاستقرار، جاءت من أجل مشروع دولي تقوده أمريكا والصهيونية، والسعودية هي ليست في الأخير إلا أداة، ثم حين يقول أنه لا يريد أن يكون حزب الله بجوار المملكة العربية السعودية هو يضع أن النظام السعودي كالكيان الصهيوني، نحن لم نقل نحن أننا نريد أن نكون كحزب الله، نحن جزء من اليمن، لدينا مطالب مشروعة ومحقة وعادلة، ثم هم يؤكدون أنهم يضعون أو يستغلون الحواضن الحساسة في المنطقة العربية التي صنعها إعلامهم تجاه ما يسمى بالصراع الطائفي أو ما يسمى بـ “إيران وحزب الله” ثم نجد في الأخير أن تحركهم ليس فقط في اليمن، في سوريا في ليبيا في مناطق في أزمة الخليج هو من أجل المشروع الأمريكي الصهيوني، واليمن بلا شك أنه جزء مهم، يعني محمد بن سلمان يضع نفسه أنه حارس بباب المندب، يحمي المصالح الغربية والمصالح الإسرائيلية، هذا البُعد الذي قدمه محمد بن سلمان نسف كل الكلام عن الشرعية، بل نسف الحديث عن قرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216، وأكد أن الصراع في اليمن أو أن الحرب والتدخل الذي قاده التحالف في اليمن له أهداف أخرى. إذا كانت المسألة أنه لا يريد أن يكون لنا موقف مناهض للسياسة الأمريكية ومناهض لإسرائيل – الغدة السرطانية في خاصرة هذه الأمة في فلسطين المحتلة – هذا موقف نحن نفتخر به، لكن أثبت أن الحرب الآن والعدوان على اليمن يأتي ضمن مشروع صهيوني أمريكي وهو ما نقوله نحن منذ البداية.

 

* كيف وضعكم العسكري الآن؟ التحالف يقول أن المعارك تقترب أكثر وأكثر من صنعاء وحتى أيضاً من صعدة؟ كيف تصف لنا وضعكم عسكرياً إلى متى يمكنكم الصمود أمام هذه الهجمات من التحالف؟

 

** أنا اعتقد أن تحالفاً دولياً فيه ما يقارب 16 إلى 17 دولة، يقف من خلفهم إسرائيل بشكل صريح وأمريكا بشكل واضح وبريطانياً، ويُدعمون بالأسلحة، يُدعمون بالمواقف السياسية.

وفي المقابل شعب هو محاصر بشكل كلي: لا طيران مدني ولا موانئ، وإنما يسيطر عليه التحالف ويمنع حتى سفر المرضى والعالقين، ووضع اقتصادي من نقل البنك وما إلى ذلك، ومحاولة زعزعة الكثير من البنية الداخلية وبعد الاستهداف العسكري إلى محاولة شق الصف الوطني.

والجبهات العسكرية الطويلة: مروراً من باب المندب إلى الجنوب إلى البيضاء، مروراً إلى مأرب مروراً إلى الجوف مروراً إلى البقع في نجران، مروراً إلى عسير إلى علب إلى جيزان إلى ميدي، إلى القوة الصاروخية، إلى القوة البحرية؛ هذا يثبت أن الشعب اليمني شعبٌ صامد، لأننا لا نملك خيار، قوتنا العسكرية نستمدها من توكلنا على الله ثم من المظلومية، ماذا يريدون هم عندما يضع لك مطالب “لا نريد حزب الله”؟ كلام فضفاض، كلام لا يوجد له معنى لا تستطيع حتى أن تتحاور عليه.

وضعنا العسكري جيد، وقوتنا الصاروخية تتصاعد، وأصبحت باعتراف حتى الصحف الغربية أن الصواريخ الباليستية تطورت ووصلت إلى ينبع ووصلت إلى أبوظبي، والقادم أيضاً سيكون أعظم. القوة العسكرية نحن نمتلكها من الإرادة الشعبية الوطنية التي لا تمتلك أي خيار إلا النصر أو الشهادة، ماذا يريدون منا غير هذا؟ يريدون الحل نحن مستعدون! قوتنا العسكرية هي قوة شعبية حاضنة، لو لم يكن هناك قوة شعبية كان الحصار لوحده كفيل بإسقاط هذا الوضع. ثم أعلنوا في أول عاصفة الحزم أسبوعين، عشرة أيام، في خمس وعشرين يوم بعد مرور الحرب أعلنوا أن القوة الصاروخية انتهت بنسبة 99%، ما الذي يجري الآن؟ كل هذا يؤكد ما نقوله نحن، بلا شك لا مقارنة بين القوة العسكرية، واللوجيستية، والدعم المادي، والترغيب والترهيب الذي يقوم به النظام الإماراتي والسعودي ومن معهم مقارنة بما نمتلكه نحن كمجلس سياسي أعلى وحكومة إنقاذ وما نمتلكه نحن من قدرات طبيعية.

 

* ما زالت إيران حتى اليوم تزودكم بالسلاح؟

 

** يا أخي الكريم الحديث عن إيران بعد ثلاثة أعوام من حصار اليمن كلام هزلي، الحديث محاولة تقديم إيران في كل شيء “إيران إيران” هو هروب إلى الأمام. قدموا إيران بصورة أكبر مما هي عليه! يتجاهلون هناك مظلومية في الشعب اليمني، تعالوا السلاح في اليمن موجود، باعتراف العالم بكله، الأسلحة أيضاً لدى الجيش كانت موجودة.

 

* سيد عبدالسلام، تعاظم القدرة الصاروخية التي تفضلت بها والتي قلت بأنها تتعاظم، من أين يأتيكم هذا السلاح طالما لا يأتي من إيران كما تقول؟

** بالتأكيد القوة الصاروخية تطورت نتيجة للعدوان وهناك كوادر يمنية ونحن نؤكد أن العدوان والحصار فرض علينا أن نسعى إلى التطوير، كيف هذا التطوير؟ هذه معلومات عسكرية للعسكريين هم سيشرحونها في الوقت المناسب. لكن تطورت القوة الصاروخية أكثر مما كانت عليه، هذا نعم، لكن أين؟ في الأرض اليمنية، بقدراتٍ يمنية، كيف تتحرك هذه القوة الصاروخية؟ هذه بلا شك معلومات عسكرية لا يجوز إلا أن تظل قيد الاستمرار والتطوير، وهذا شيء طبيعي في ظل الحرب، ألا يكون أي معلومات في هذا الجانب، لكن لن يمكنهم الحصار ولا العدوان أن يثنوا الشعب اليمني عن إرادته.

 

* حتى تقارير الأمم المتحدة أن إيران ما زالت تزودكم بالسلاح، على كل حال، بالحديث الباليستية، هل تطلقون صواريخ باليستية على مدن وقرى آهلة بالسكان كما يتهمكم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية؟

** دعني أقول لك لسنا محرجين، نحن في ظل عدوان كبير وغاشم نحن لن نتوقف أن نحصل على السلاح، هذا شيء طبيعي، ماذا يريدون، أن يحاصرونا ويقتلونا فنرميهم بالأحجار؟ لكن أنا ما تحدثت به أن المبالغة في إعطاء إيران دور أكبر في اليمن خطأ فادح يرتكبه التحالف بقيادة السعودية والإمارات لأنهم ليس فقط يعظمون من هذا الدور، بل هم يحاولون أن يهربوا من العجز والفشل العسكري في اليمن إلى الذهاب أن هناك إيران قادمة. طيب، هم شنوا الحرب والحصار في اليمن لأن هناك أسلحة أو لئلا تذهب إيران إلى اليمن، ما الذي جرى؟ يجري الآن أنه تتعاظم القوة الصاروخية، اليمن مليء بالرجال والقدرات والخبرات وعندما فُرض عليه العدوان وجد نفسه مضطراً لأن يتطور وهذا شيء طبيعي.

ثم استهداف المدن أو استهداف الأماكن العسكرية حق مكفولٌ لنا، لأن السعودية بدأت بالعدوان، والإمارات بدأت بعدوان وهي تمارس دور أسوأ حتى من النظام السعودي في اليمن، ونحن قمنا بهذه الأعمال العسكرية وهم يتحدثون – ولو فيما بعد – هذا شيء طبيعي من حقنا نحن وسنستمر في هذا الحق لاستهداف كل من يعتدي علينا، هل دماؤنا حلال لهم وحرام علينا؟ لا يجوز! الذي لا يريد أن يكون للشعب اليمني أي حرمة وانتهكها وفرض حصاراً جائراً عليها، عليه أن يتحمل النتائج مهما كان!

 

* يعني هل كانت مكة المكرمة هدفاً لصواريخكم الباليستية؟

** يا أخي العزيز مكة المكرمة مدينة مقدسة لا أحد يستهدفها، هذا الكلام وهذا الاستغلال هو استغلال قذر، مكة المكرمة لا أحد يستهدفها على الإطلاق، حتى المواقع المدنية! النظام السعودي هو يسعى حتى إلى زج مقاتلين من المناطق الإسلامية والدولية ليقول “مكة في خطر”، ليست في خطر! مكة ندافع عليها بدمائنا، مكة نتوجه إليها، قبلتنا، هي المكان لا يستطيع من المسلمين أن يناقش فيه. لكن أن يأتي النظام السعودي ليقول “أنتم قصفتم مكة” لكنه لا يعترف بأنكم تقصفون النظام، يؤكد بأنه يستغل المقدسات الإسلامية كما استغلها في مناسبة الجج: منع الحجاج من كل مكان بمن فيهم من قطر! هل استهدفت قطر مكة المكرمة؟ خلاف سياسي، منعوهم من المناسك والمشاعر المقدسة. هذا شيء طبيعي، هم يستغلون المشاعر المقدسة وسيستغلونها أكثر، لكن أؤكد لك، نحن أكدنا مراراً: مكة المكرمة مدينة مقدسة، المدينة المنورة مدينة مقدسة، المشاعر مقدسة ولا يمكن أن تستهدف، نحن مسلمون، يمنيون، واليمنيون معروفون أنهم أهل الحكمة والإيمان، كيف نذهب لاستهداف مكة؟ هذا كلام مضحك وغير صحيح على الإطلاق.

 

* لأختم ملف الصواريخ، هل تملكون القدرة الصاروخية لجعل أبوظبي هدفاً لصواريخكم سيد عبدالسلام؟

** نمتلك القدرة وقد قمنا بتجربة مبدئية لاستهداف أبوظبي، ولدينا التوثيق المصور والكامل، نحن في حرب ليست كلامية، نحن في حرب عملية على الأرض، نحن نواجه طائرات تؤن الآن فوق سمائنا، الجبهات تشتغل بالنيران، نحن في حرب ليس لنا مصلحة أن نتحدث عن كلام ولا فعل، نحن نعمل نشتغل، القوة الصاروخية تشتغل ليلاً ونهاراً، القوة البحرية تشتغل ليلاً ونهاراً، اللجان الشعبية والقوات المسلحة تعمل ليلاً ونهاراً، في آخر الأيام أكثر من عشرة آلاف متدرب من أبناء الجيش، بعضهم من المناطق الجنوبية جاؤوا إلى مناطقنا والتحقوا بالجيش، نحن في حرب حقيقية.

أبوظبي والمناطق التي تستهدف اليمن هي هدف عسكري صريح للصواريخ الباليستية أو لأي عمل أمني أو عسكري يجب أن يستهدف، أي منطقة تستهدف اليمن بأي شكل من الأشكال سواء كانت أمنية أو عسكرية هي هدف للصواريخ، وهذا شيء نحن لا نقوله للاستهلاك، والشعب اليمني قد سمع والعالم يسمع هذا أيضاً ويرى.

* للتأكيد يعني، سيناريو التصعيد العسكري هذا ضد أبوظبي هو خيار وارد لديكم كما هدد السيد الحوثي؟

** خيارٌ وارد بل أصبح رئيسي، اليوم الإمارات تمارس أقذر: تحتل الجنوب، تحتل الجزر، تعتقل اليمنيين، تقتل، تخيل أن الإمارات بدأت تنشئ شبكة اتصالات كأنك في أبوظبي، الإمارات الآن بدأت تستعمل استئجار لعقود أجنبية لممرات الممرات الدولية في اليمن، الإمارات تقوم بدور – إلى جانب نشر الفوضى والقاعدة والإرهاب وما يسمى داعش وإلى جانب استئجار الجزر – تقوم بدور قذر لاستهداف المجتمع اليمني، والفرز الطائفي والمذهبي، ثم الإمارات العربية تعلن أنها تقاتلنا هذا شيء طبيعي، نحن ما لنا أن نستهدف أحداً لا يستهدفنا، ولذلك هي هدف أساسيٌ وأولويٌ بلا نقاش في هذا الجانب.

 

* فيما يتعلق بحربكم مع السعودية، ما هي استراتيجيتكم فيما يتعلق بالحد الجنوبي سيد عبدالسلام؟

 

** النظام السعودي بدأ الحرب والعدوان والحصار والأحداث التي جاءت في الحدود هي رد طبيعي وحق مشروع وستستمر وتتصعد، سواء على مستوى التدخل إلى العمق السعودي واستهداف الوجود العسكري في الحدود وما وراء الحدود، أو من خلال المواقع والمعسكرات والثكنات والتجمعات العسكرية داخل الحدود وما وراء الحدود وحتى في عمق المدن التي تنطلق منها الطائرات. هذا خيار لم نذهب إليه إلا بعدما يقارب الشهر والعدوان في أوج تقدمه وأوج تصعيده في اليمن، جاء الرد على الحدود باعتبار أن هذا العدوان الذي جاء على اليمن يتطلب منا أن نذهب. النظام السعودي لا يهمه أن يموت ألف، ألفين، عشرة آلاف يمني من أياً كان من طرفنا أو من طرف اليمنيين الآخرين الذين نختلف نحن وهم سياسياً، لكنه يهمه أن يُقتل مواطن سعودي جندي سعودي، ولا يهمه أن يُقتل جندي أو مواطن يمني، هذا شيء أصبح معروف، ولذلك للأسف ذهب للسودانيين وذهب إلى بعض الذين استطاع أن يجلبهم بالمال ليجعلهم في الصفوف الأمامية ليدافعوا عن السعودية حتى لا يُقتل الجندي السعودي، نحن نعرف هذا الخيار ونحن نتجنب أن نستهدف مباشرة اليمنيين ونذهب إلى مناطق أخرى، لكن للأسف الطرف الآخر حاول أن يجلب – مستغلاً الوضع الاقتصادي السيء في اليمن – ليجلب أشخاص يمنيين يكونون في الواجهة ومنهم جنوبيون، بل بعض الجنوبيين في مناطق البقع غادروا عندما وجدوا أنهم محرقة يتم وضعهم في الأمام ليُقتلوا من الأمام ويُقتلوا أحياناً من الخلف! ولا تُعطى لهم الحقوق. الحرب التي جاءت على الحدود مع النظام السعودي هو الذي افتعلها بافتعالها الحرب على اليمن. هل يظن النظام السعودي أنه سيشن حربه العشوائية على اليمن ونحن نظل مكتوفي الأيدي؟ ونجد جنوده يتجولون على الحدود؟ هذا غير وارد هذا غير ممكن، وما زالت المعركة على الحدود خيار استراتيجي ذات أولوية مطلقة، لمواجهة العدوان السعودي الغاشم على اليمن.

 

* تحدثت أنت عن التوغل، هل التوغل أيضاً داخل أراضي السعودي هو خيار استراتيجي أو مرتبط ربما بحسابات معينة؟

** التوغل هو موجود حالياً، الجيش واللجان الشعبية يتواجدون في عشرات من القرى بل والمدن داخل الحدود السعودية، لكن التوغل الأكبر هذا تحدده القدرات العسكرية ليس مربوطاً بأي حسابات سياسية على الإطلاق وغير صحيح أن يقال هذا. القدرات العسكرية للجيش والأمن واللجان الشعبية يفرضها الواقع والدعم اللوجيستي ويفرضها واقع المعركة الموجودة في اليمن، في كل الجبهات، هناك قيادة عسكرية هي تحدد الأولويات بمحاذات التصعيد الذي يقوم به العدو في أي جبهة أخرى، هذا الكلام مؤكد: الجيش واللجان الشعبية الآن في هذه الفترة الأخير لما يقارب الشهر كان التصعيد على الحدود بشكل كبير جداً، ما يذهب يوم إلا وتطلع اللقطات من الإعلام الحربي عن استهداف العشرات من الجنود، وهناك تكتم إعلامي غير عادي من قبل النظام السعودي عن قتلاه الذين يأتون على الحدود، لأنه لا يريد أن يظهر للشعب داخل الجزيرة العربية ولا في المنطقة أنه يسقط منه القتلى بالعشرات بل بالمئات، وأحياناً في بعض الأيام يسقط منهم العشرون والثلاثون وأكثر، ولذلك هو خيار استراتيجي بالنسبة للحرب بل هو أولوية، وعلى الجيش واللجان الشعبية أن يدركوا أن الحرب الحقيقية هي هذه المسارات، مع الحدود مع النظام السعودي، لا يمكن أن يتوقف مهما استمرت حرب أهلية داخل اليمن سيدعمها بكل ما أوتي ما قوة، لكنه لن يدعم استمرار الحرب وهو يلتسع بالنار كما هو جارٍ ومستمر الآن على الحدود مع النظام السعودي المعتدي على اليمن.

 

* أريد أن أتحدث قليلاً عن الشق الداخلي وعن تحالفاتكم الداخلية، يبدو أنكم تخوضون حرباً مع التحالف وحرباً داخلية أيضاً مع الرئيس علي عبدالله صالح. ما أسباب تصدع العلاقة مع الرئيس المخلوع؟

** أولاً: العلاقة الداخلية فرضتها المصالح المشتركة. حزب المؤتمر الشعبي العام لديه أهدافه ومشاريعه، ولكن في الفترة الأخيرة، أو منذ أن جاء العدوان تصدى ووقف ضد هذا العدوان، وهذا شيء يُحسب له. بلا شك تحصل خلافات وتباينات في وجهات النظر أو ما شابه ذلك، لكنها لا تصل إلى مرحلة أن يكون هناك تصدع، لأن الجميع يدرك في الداخل أن أي استهداف للبنية الداخلية أو للصف الوطني هو يخدم بشكل أساسي المعتدين، وعلى رأسهم النظام السعودي والإماراتي، الذين عجزوا عن تقدم عسكري في الجانب العسكري في الجبهات، ونتيجة هذا الفضل يحاولون أن يخترقوا هذه الجبهة. ولهذا نحن نؤكد أن القيادات العليا التي تفهم وتدرك الأبعاد بشكل شامل هي لا يمكن أن تصل إلى هذه المرحلة. الاختلاف في وجهات النظر، التباينات، نتيجة للعدوان نتيجة للحصار، الانتقاد لأداء حكومة الإنقاذ الوطني، هذا شيء طبيعي في بلد يعيش حالة من الديمقراطية والتنوع السياسي والتنوع الشعبي، لكنه لن يصل إلى التصادم مهما كان الأمر.

 

* في الشق السياسي سيد عبدالسلام، اتهامات توجه إليكم بأنكم لا تتجاوبون مع مبادرات ولد الشيخ أحمد، لماذا؟

 

** يا أخي العزيز إسماعيل ولد الشيخ أحمد لم يعد يملك قراره ولم يعد يملك رؤية. النظام السعودي والنظام الإمارات هما يتحركان في مسارات أخرى ويعطون الأمم المتحدة دوراً شكلياً. المشكلة لم تعد اليوم يمنية-يمنية، المشكلة اليوم أصبحت يمنية-سعودية-أمريكية-إماراتية، المشكلة اليمنية سنحلها نحن اليمنيون، نحن اليمنيين قادرون على حلها، يتوقف الدعم العسكري والدعم المادي لإثارة المشاكل والقلاقل داخل الوطن ونحن قادرون على حلها. أثبت الوضع اليوم أن النظام السعودي مشكلته مع اليمن ليست إيران ولا حزب الله، مشكلته أنه يريد أن يسلبنا القرار، ما الذي جرى مع قطر؟ قطر دولة ليس لها علاقة مع إيران، قطر كانت رأس حربة لمواجهة ما يُسمى بالمشروع الإيراني، قطر كانت في سوريا، حتى في اليمن كانت إعلامياً وعسكرياً تتحرك معهم، لكنها في الأخير ووجهت بحرب شرسة اقتصادية وحصار وقطيعة غير عادية، لماذا؟ لأنه بقي للسياسة الخارجية القطرية نوع من الاستقلال، واجهوها باتهامات الإرهاب، واجهوها باتهامات إيران، والمشكلة هي ليست كذلك، نحن كذلك في اليمن مشكلتنا مع النظام السعودي أنه يتحرك ليسلبنا القرار، يريد أنه إذا قال أيها اليمنيون قاطعوا إيران وامنعوا طائراتها أن تصل صنعاء، أن نفعل، فيما هو لا يمنع الطائرات الإيرانية ولا اللقاءات والوفود أن تصل ما بين طهران والرياض، هو يريد أن نكون منفذين لما يريد وهذا دونه خرط القتاد، لا يمكن أن نقبل أن يأتي النظام السعودي ليحركنا بالريموت كونترول، ولا يمكن أن نقبل لا للنظام السعودي ولا لأي نظام في المنطقة أياً يكن هذا من المنطقة أو من خارجها، المشكلة اليمنية نحن مستعدون أن نتنازل، في الأخير نحن يمنيون قادرون على الحل، فقط لأنه للأسف، الوجود المجاور لا يدعم، مثلاً عندنا يأتي النظام الإماراتي يدفق المليارات داخل اليمن لأجل ماذا؟ من أجل الانفصال، لأجل ماذا؟ من أجل أن يستمر له الوجود الاقتصادي.

 

*سيد عبدالسلام، قلت أن ولد الشيخ أحمد فقد مصداقيته أو شرعيته كما تفضلت، إذن ما هي رؤية أنصار الله لحل سياسي لهذه الحرب الدائرة في اليمن؟

 

** نحن بحاجة إلى حل سياسي لأنه كانت هناك أزمة سياسية قبل هذا العدوان، فيما يخص الرئاسة فيما يخص الحكومة، حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، وتوافق على مسألة الرئاسة، ثم نذهب، السلاح يذهب بيد الدولة، لا يوجد لدينا مشكلة أن يكون هناك شراكة وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، أن نتشارك جميعاً. نحن لم نذهب إلى صنعاء ثم قلنا للجميع اذهبوا، حصلت إشكالات نحن قادرون على حلها، تبقى مشكلة يمنية خارجية، ماذا يريد النظام السعودي من اليمن؟ نحن حريصون على حسن الجوار، نحن مستعدون على جوار إيجابي وذات أولوية مع النظام السعودي، ومستعدون أي حكومة قادمة أن تكون لها علاقة يسودها الاحترام والندية الكاملة مع النظام السعودي مع الإمارات مع سلطنة عمان مع دول الخليج مع الكويت مع كل المنطقة، لكن يُترك هذا الوضع بالنسبة لليمنيين ويُساعد من قبل الأمم المتحدة ويُساعد من قبل النظام السعودي وسلطنة عمان، بلدين مجاور لليمن، نحن نرحب بأي جهود إيجابية تجمع اليمنيين للحوار. لكن اليوم المشكلة لم تعد يمنية-يمنية، المشكلة يمنية-خارجية، محمد بن سلمان أعلنها صراحة: “لا نريد أن يكون هناك قوات عسكرية” وأعطى للصراع بُعداً إقليمياً، بُعداً صهيونياً بصريح العبارة، عندما قال “لا يريد حزب الله” وكأنه إسرائيل.

 

* أنت تعلم أن الحوار يتطلب تنازلات، وهذا ما قاله ولد الشيخ أحمد، دعا كل الأطراف إلى تقديم تنازلات، إطلاق معتقلين سياسيين، إعلاميين، ناشطين مختطفين لديكم، كبادرة حسن نية، هل هو سيناريو وارد من قبلكم؟

** دعني أقول لك أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لم يقدم مبادرة، للأسف ربما الرأي العام لا يصدق ما أقول. الرأي العام لا يفهم، إسماعيل ولد الشيخ يذهب مجلس الأمن ويقول: “لدينا مبادرة”، لم يسلمنا نحن أي شيء! نحن المعنيون بالتفاوض، نحن الأطراف الوطنية لم نستلم شيء! يقول “مبادرة إنسانية” أين هذه المبادرة؟ يذهب إلى الرياض إلى أبوظبي، ثم يذهب إلى مجلس الأمن ويقول “قدمنا وهناك تبادل”، لا يوجد أفكار، لا يوجد مبادرات. أحياناً فيما قبل هذه الأزمة مع الأمم المتحدة كان يقدم لنا مبادرات أشبه ما يكون بحلول عسكرية، بحلول أمنية، “سلموا السلاح، انسحبوا، قدموا التنازلات”. فيما يخص المعتقلين أو الأسرى من أي طرف، نحن لدينا كما لدى الطرف الآخر، نحن مستعدون لكن مشكلتنا أن الأطراف اليمنية سلمت أسرانا إلى الإماراتي والسعودي وهذا شيء خطير، لأن المفترض أن الأطراف اليمنية حافظت على جزء من القرار، حافظت جزء من القوة لأن يكون لديها أسرى، نحن لدينا أسرى لكن لدينا رأي عام لديه أسرى يطالب بأسراه، لدينا مغيبين في الجنوب، اليوم الإمارات أخذت مئات كثيرة بل ربما يفوقون الألف ووزعتهم في موقع ’عَصَب‘ الأريتيري التابع للإمارات المتحدة ونقلت البعض إلى أبوظبي ونقلت البعض إلى جزيرة ميون اليمنية. من سيبادلنا؟ هل نذهب نحن إلى الأطراف المحلية أم نذهب للسعودي والإماراتي؟ الأمم المتحدة قدمنا ملف للأسرى، نحن مستعدون سواء كانوا أسرى، كان متحفظ عليهم أمنياً، نحن نريد أن نحل هذا الملف ويُفرج عن الجميع. للأسف المشكلة تفاقمت وتعقدت بسبب أن بعض الأطراف المحلية سلمت القرار للخارج ونحن بين أمرين: إما أن نقدم تنازل لداخل لا يملك لأمره شيء، أو أن نذهب إلى الخارج وهو ما زال يطمع في الاستمرار في الحرب والاستمرار في الحصول على الكثير من المكاسب والاقتصادية والعسكرية، للآن الإمارات لديها مشروع العظمة، تريد أن تسيطر على جنوب الوطن، والسعودية لديها مشروع أن يقولوا “القرار في الرياض”، وتريد أن تقدم المنطقة عرابين للأمريكيين، اليوم ما يجري في اليمن ما يجري على مناطق أخرى هو يعني أن يُسلب القرار اليمني وأن يكون تابعاً، هذا هو بيت القصيد: الأزمة في اليمن مع الخارج أنه مطلوب حكومة بالتفصيل للنظام السعودي والإماراتي والأمريكي، “ضعوا فلان، هذا ليكون رئيساً، هذا رئيس وزراء” لا يستطيع حتى أن يحتفل بعيد الأضحى أو بعيد الفطر إلا من قِبل النظام السعودي، لماذا نحن نتغافل عن هذه المسألة؟ ماذا يجري في مناطق أخرى؟ هو يراد منها سلب القرار.

 

*وضحت هذه النقطة. تحدثت أن الإمارات تمارس تجاوزات في اليمن، أنتم أيضاً تمارسون تجاوزات في اليمن. لماذا لا ترفعون الحصار عن تعز مثلاً؟

** يا أخي الكريم لا مقارنة، الإماراتي أجنبي جاء إلى اليمن، ماذا يريد؟ ثم إننا نؤكد أن المشكلة في تعز، نحن قدمنا الكثير من التنازلات على ألا يكون فيها أي معركة على الإطلاق، وأنا أؤكد مجدداً، هناك ورقة وقعها الأستاذ صالح الصماد قبل عام تقريباً بوساطة محلية لأحد مشائخ أبناء محافظة تعز، نحن جاهزون للذهاب نحو الحل، لكل الفرقاء اليمنيين في الداخل: تعالوا إلى الحل، الخارج لم يأتِ من أجل سواد عيونكم، لن يقاتل في اليمن من أجل أحد على الإطلاق هو يأتي من أجل مصالحه. نحن مستعدون أن نذهب إلى الحل في تعز، في مأرب، في الجوف، في أي مناطق داخلية وأن يُنهى هذا الصراع، لكن على الأقل أن يكون هناك تبادل أيضاً من الطرف الآخر وألا ينتظر القرار ليأتي من أبوظبي أو من السعودية.

 

* ما دخل أهالي تعز بهذه المقاربة طالما أن مشكلتكم مع الإمارات ومع السعودية، لماذا تحاصرون أهالي تعز؟ الموفدون الرسميون لا يستطيعون الدخول إلى تعز، المساعدات لا تدخل، لماذا لا تفتحون لهم المجال؟

** يا أخي الكريم اليوم تستهدف تعز من قبل الإمارات أكثر، اليوم تستهدف عسكرياً تستهدف سياسياً تستهدف بالاغتيالات، نحن نقول المشكلة هي في اليمن، اليمن بكله محاصر، ونحن لا نقول أن تعز محاصرة، هذا كلام غير دقيق. المنظمات الأممية التي تصل تدخل إلى تعز وتمارس الكثير من أعمالها في توزيع الإغاثات، لكن لنقُل، لنكن أكثر وضوحاً، تعالوا لتشكيل لجنة محلية لا يتدخل فيها أحد، من أبناء تعز المحسوبين على الطرف (أ) والمحسوبين على الطرف (ب) وتُحل المشكلة، وإذا كان ثمة أي صراع آخر يبتعد عن المدينة يبتعد عن الأحياء السكنية، هذا مطلبنا من اليوم الأول.

نحن لا نقول نرد على الإماراتي بحصار تعز، لا هذا لا يجوز! وأبناء تعز هم أبناء اليمن، ومن شرفاء اليمن ومن ثوار اليمن ويعنيهم ما يعنينا، لكن أن يُعطى الصراع في اليمن بُعداً مناطقياً هذا غير صحيح. المشكلة في تعز، المشكلة في صعدة، المشكلة في مأرب، المشكلة في الجوف، خلقها التدخل الخارجي هذا الذي نقوله، ونحن مستعدون أن تنزل لجان محلية بمراقبة من الأمم المتحدة للتأكد بكل هذا الكلام الذي يُثار حول ما يُقال “حصار تعز” وما إلى ذلك

 

* تشدد كثيراً أن المشكلة الآن يمنية-سعودية-أمريكية إلى آخره، هل هناك تواصل مع المملكة السعودية بعد لقاء ظهران الجنوب سيد عبدالسلام؟

** نحن تواصلنا مع النظام السعودي لم ينقطع وهو مستمر، لكنه لم يعد تواصلاً للبحث عن أفكار على الأقل متقدمة، لكنه تواصل طبيعي واعتيادي كدورنا كمفاوضين، نتواصل مع الأشقاء في سلطنة عمان، نتواصل مع أطراف دولية كثيرة في المنطقة، مع الدولة التي استضافت الحوار كالكويت، نتواصل أيضاً مع النظام السعودي، هذا واجبنا وهو جهدنا أن نستمر في توضيح الكثير من المواقف السياسية والأخذ والرد عن الدور الذي ممكن أن تقوم به الأمم المتحدة، لكن نحن نقول: أن الأمم المتحدة في ظل هكذا رؤية أن الحرب في اليمن بات لها صراعاً أكبر، وستُستهلك الداخل من أجل رغبات الخارج، لم تعد حرب شرعية، لم تعد حرب قرارات أممية، بل حرب لأهداف أخرى. ما هي المشكلة لدى النظام السعودي؟ نحن والقوى الوطنية مستعدون أن نذهب إلى حوار سعودي-يمني، وأن نذهب إلى حوار سعودي-إماراتي-يمني، وأن نذهب إلى حوار يمني مع دول الخليج، وأن نذهب إلى حوار مع أي طرف دولي آخر، على أساس: ما هي مشكلتكم؟ اليمن يريد أن يعيش بأمنٍ واستقرار، ثم إذا لدينا مواقف مناهضة، هي تأتي في إطار التعبير السلمي والشعبي تجاه ما تتعرض فلسطين المحتلة، تجاه ما يتعرض له قضايا هي قضايا الأمة، لم تعد قضايا “شيعة-سنة”، هي قضايا كل المسلمين. ما يجري في فلسطين من دعم يجب أن يكون للمقاومة كحماس وكغيرها واجب على كل المسلمين والعرب، لكن استطاع للأسف النظام السعودي أن يجعل شرخ وأن يجعل من يتبنى مثل هذه المواقف هو مشروعاً إيرانياً. الموقف في اليمن، أو المشروع في اليمن، الأمم المتحدة تريد أن تتمسك بحلول عدمية، غير صحيحة بل أحياناً لا توجد لدينا! كل يوم تعلن عن مبادرة للتطويل والتضليل لأن السعودي يُحرج أمام الرأي العام الدولي، وكذلك الإماراتي والأمريكي، فقط مسار عسكري في اليمن لا يوجد مسار سياسي، فيتحرك المبعوث ليوهم أن هناك مسار سياسي وهو غير صحيح.

 

* كمحور أخير في هذه الحلقة، بتقدير أنصار الله: ما هو السيناريو الذي يُرسم للجنوب اليمني من التحالف العربي أو بعض الدول في هذا التحالف؟

** أخطر مشروع يستهدف المنطقة اليوم كالجزيرة العربية هو الانفصال في الجنوب. الإماراتي يتحرك بشكل صريح، بل هيمن على القرار العسكري، إذا كان هناك قوتان عسكريتان، وهناك ميليشيات متنوعة، وهناك قرارات لما تُسمى الحكومة الشرعية، وهناك قرارات للمجلس الانتقالي، الإماراتي يتحرك بشكل واضح وصريح. سقطرى تم تأجيرها بعقد مطول لتسع وتسعين عام، اليوم الإمارات تعمل على استيراد الموارد الطبيعية من تلك الجزيرة، من أسماك وأشجار ونباتات وأيدٍ عاملة. فتحت طيران مباشر ما بين أبوظبي وسقطرى، لماذا؟ هل من أجل الجنوبيين؟ أكيد لا. هي فتحت عقود أخذت الآن جزيرة ميون بتنسيق مع الأمريكيين ولدينا المعلومات الكاملة. الآن في عدن أنشأت مجالس عسكرية تطورت وصلت إلى شبوة، ووصلت إلى أبين، سيطرت على المكلا، اليوم لديها عقود استئجار لميناء المكلا وميناء في المهرة.

المشروع الذي يوجد اليوم في الجنوب مشروع يستهدف المنطقة، يستهدف سلطنة عمان ويستهدف مستقبلاً حتى النظام السعودي، ويمزق اليمنيين ويمزق العرب ويمزق المسلمين لصالح من؟ لصالح المشروع الإسرائيلي الصهيوني فقط، حتى النظام السعودي خاسر.

 

* يقولون أنكم جزء من هذا المشروع بدخولكم إلى عدن والجنوب بقوة السلاح وأنت تعلم ما حصل بعدها. ما هي استراتيجيتكم أو كيف ستواجهون هذا المشروع في جنوب اليمن؟

** لم يقدم أحد تنازلات كما قدمناها نحن. المشكلة في الجنوب عندما جاءت كانت من أجل ألا يحصل الذي يحصل اليوم، كانت من أجل ألا يحصل الدعوات للانفصال، لدينا رؤية قدمناها في مخرجات مؤتمر الحوار الوطنية لمعالجة القضية الجنوبية، الرؤية: يجب أن يُحافظ على اليمن موحداً، وألا يتم أي تدخل تحت عنوان التحالف لاستغلال وضع اليمنيين، لا بأخذ الجزر والموانئ والمعسكرات والهاتف والأمن والجيش والقرار السياسي، هذا شيء خطأ.

نحن رؤيتنا أن نذهب إلى حوار يمني-يمني، يشارك فيه الجنوبيون وكل الأحزاب السياسية من الأخوة من حزب الإصلاح وكذلك في حزب المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك وأنصار الله والمكونات السياسية التي شاركت في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ونحن مستعدون أن نذهب إلى الحل، وألا نقطع اليد الخارجية التي ستستهدف وتمزق اليمن، ثم إذا كان ثمة مشكلة مع اليمن كما يتصورها الخارج، نحن مستعدون أن نذهب للحل، وأن نطرح النقاش على طاولة مفتوحة، ما هي الأبعاد التي يعطيها النظام السعودي للأزمة الموجودة في اليمن ومحاولة إيهام المجتمع الدولي بأن “إيران وإيران وإيران” كله كلام كذب، من هم الذي في اليمن يُقتلون؟ يمنيون، والموارد التي تدمَر يمنية، والحصار على يمنيين، والمطارات المغلقة هي مطارات يمنية وليس مطار مهر أباد ولا مطار طهران، هذا الاستهداف خطير ونحن نقول لإخواننا اليمنيين من كل الأطراف السياسية: نحن مستعدون إلى حوار يحفظ حقوق الجميع، وفي الأخير سيُستهدف الجميع، ألم يُستهدفوا في مناطق محتلة؟ اُستهدف الجميع وأعتقد أننا في مرحلة مكشوفة وواضحة، نحن يجب أن ندرك نحن كيمنيين شعب الحكمة والإيمان، نذهب لاحتواء هذه الأزمة ونذهب إلى الحل الذي يؤدي الحقوق للجميع وأن نلملم هذه الجراح ثم نذهب إلى حل كامل في كل المسائل الخلافية.

 

* أخيراً، أنت أشرت في إجاباتك إلى الأزمة الخليجية، هل تعتقد أن هذه الأزمة الخليجية جاءت لصالح أنصار الله سيد عبدالسلام؟

** أخي العزيز نحن من الأزمة الخليجية استفدنا معياراً واحداً هو مهم بالنسبة لنا. البعض كان يتصور أن هناك ثمة مشكلة بين النظام السعودي واليمن، وأنه ربما يكون هناك تداخلات بسبب موقفنا نحن المناهض لأمريكا وإسرائيل وبعض الشعارات أنه فعلاً “إيران لها وجود”. لكن الأزمة مع قطر ما هو سببها؟ هو نفس السبب: النظام السعودي يريد أنظمة عميلة، أنظمة مستلب منها القرار، ليس فقط حتى مع قطر، مع عمان، مع الكويت، حتى مع مصر حتى مع دول أخرى، الأزمة الخليجية كشفت النظام السعودي على حقيقته، حاصر اليمن ربما لا أحد تعاطف معنا، لكن لما وصل الحصار إلى داخل البيت الخليجي، وفصلوا العوائل وقسموها نصفين، فهموا بأن النظام السعودي عدواني وأنه لا يحترم الحقوق ولا الإنسانية.

هذا هو معيار مهم بالنسبة لنا، لكن نحن نتمنى أن تتوحد المنطقة، نتمنى أن تكون هناك علاقات طيبة مع الجميع بما فيها مع إيران، تخيل قطر التي ظلت تُتهم، أو قطر كانت – واضح لا أحد يناقش في هذا الموضوع – حوصرت، من الذي فتح لها الأجواء إلا إيران؟ إيران لوحدها حصلت فيها إنسانية وأخلاق في وقت كانت قادرة على الضغط على القطريين، وكذلك موقف من الأتراك، وكذلك موقف من سلطنة عمان. النظام السعودي يتعرى، النظام السعودي لا يقبل أي دولة حتى لو كانت خليجية ليست في حاجته مادياً. لا يوجد خلاف على الشرعية في قطر، ماذا صنعوا؟ الإرهاب. الإرهاب لعبة سمجة وقذرة، سيف مُصلت يستخدمه النظام السعودي وهو أصل الإرهاب، الإرهاب كما يقولون أو كما يعلنون هو جاء بالفكر الوهابي السعودي، البقية هم يستخدمون هذا العنوان علينا. هنا في اليمن: إيران. في قطر: إيران والإرهاب. في سوريا: الإرهاب وإيران، وهكذا.

لذلك نحن نعتقد أن الأزمة الخليجية بينت النظام السعودي على حقيقته، بل والمشروع الأمريكي والصهيوني على حقيقته، ونحن لا نريد إلا الخير لقطر وشعب قطر وحكومة قطر، نختلف أو نتفق لكن كان لقطر مساراً سياسياً وعسكرياً معروفاً، ومع هذا لم يُرَد لها الجميل ولم تُشكر على فعلتها، بل أصبحت تُسمى عند محمد بن سلمان “قضية قصيرة جداً جداً جداً”، يعني أنه قادر أن يمسحها في أسبوع. ولا يُستبعد حتى العمل العسكري على قطر، لأنه اليوم نظام غبي وأهمج وأحمق لم يعد فيه ذرة حتى من كبر السن ومن التعقل والتفهم وخلق محيط بجوار السعودية كله سعودي ومشتعل.