غازي المفلحي/ لا ميديا
خلال ما يقرب من 3 أعوام وقدرات وإمكانيات الجيش واللجان الشعبية العسكرية والقتالية لا تكبر فقط في أرض المعركة، بل تزامن ذلك مع تعاظم حجمها وثقلها في شاشات وحوائط وسائل الإعلام العالمية، التي باتت تنظر لهذه القوة الثورية اليمنية المتنامية بسرعة كبيرة، بعين الاعتبار عسكرياً وإعلامياً، بعد أن فرضت نفسها بقوة، وغيرت مفاهيم المعركة وتوقعاتها وسيرها في الداخل اليمني، وأصبحت متوسعة باتجاه مساحة أكبر في المنطقة، وكسرت كثيراً من نظريات المعارك والحروب التقليدية، وباتت هذه القنوات والمواقع مع تحيزها لجانب العدوان، لا تجد مفراً من نقل مظاهر صمود وقوة الجيش واللجان وخارطة المعركة الحقيقية التي يرسمون تفاصيلها وخطوطها العريضة، دون قدرة على إخفاء أو تجاهل حقيقة قوة الصمود اليمنية التي باتت في طريقها لتكون قوة ردع لدول تحالف العدوان، وأصبحت أصداء الجيش واللجان الشعبية على اختلاف مسمياتهم في هذه القنوات، حاضرة بقوة الثورة، بعد أن تم غض الطرف عن حجمهم وقوتهم المتنامية وإنجازاتهم في أرض المعركة والخسائر الكبيرة التي ألحقوها بدول العدوان لفترات سابقة مضت.
باتت كثير من القنوات والمواقع العالمية والأوروبية مثل قناة (BBC) البريطانية وقناة (روسيا اليوم) وقناة (France 24) الفرنسية وقناة (CNN) الأمريكية وموقع (سبوتنك) الروسي ومـــــوقع (euronews) الأوروبي وموقع (DW) الألماني وموقع (العربي الجديد) وكذلك قناة (الجزيرة) القطرية، وغيرها من الوسائل، تنقل بكثافة وحضور إعلامي أكبر المعارك (العنيفة) - كما تصفها كثير من تلك القنوات - التي يخوضها الجيش واللجان مع الجيش السعودي على الحدود اليمنية السعودية، إلى جانب أخبار المعارك (الشرسة) التي يخوضونها ضد مرتزقة العدوان داخل الأراضي اليمنية، إلى جانب أخبار إسقاط الطائرات المعادية واستهداف وتهديد سفن وبارجات العدوان بواسطة (الدفاعات الجوية والبحرية التابعة لجماعة الحوثيين)، وأصبحت أخبار إطلاق الصواريخ الباليستية اليمنية على الأراضي السعودية تحتل عناوين الشاشات والصفحات الإلكترونية، ناقلة مشاهدها عن الإعلام الحربي، ومقتبسة تصريحات (القوة الصاروخية التابعة للحوثيين) كما تسميها، بعد أن فرضت القوى الوطنية اليمنية اسمها وحضورها برجال الثورة وبهذه القوة الصاروخية والجوية والبحرية الفعالة والناجعة في ميدان المعركة، والتي أجبرت العالم على النظر إلى اليمن وثورته وقضيته بعيون مفتوحة ومذهولة.
بعد أن كان العالم بإعلامه ينظر إلى جماعة أنصار الله على أنها مجموعة صغيرة من المتمردين على ما تسمى الحكومة الشرعية، ويمكن لتحالف السعودية اجتثاثها في أسابيع، بات العالم اليوم بوسائل إعلامه ينظر إليهم كقوة يمنية لا يستهان بها، ويلتف حولها السواد الأعظم من الشعب اليمني، وتقف بقوة أمام تحالف دولي كبير عجز عن هزيمتها، صانعة واقعاً جديداً عنوانه الأبرز: ظهور قوة يمنية ثورية لا يمكن هزيمتها عسكرياً أو تجاوزها سياسياً، وأصبحت مصطلحات (الحوثيين) و(جماعة أنصار الله الحوثية) و(المتمردون) مصاحبة كثيراً لأخبار شن هجمات شرسة وخوض معارك عنيفة وإطلاق صواريخ باليستية تجاه الرياض وأبوظبي، وهي المصطلحات التي تشير إلى قوات الجيش واللجان الشعبية في تناول أخبار معارك الصمود والدفاع في الداخل أو معارك الهجوم في الحدود والهجمات الباليستية في العمق، إلى جانب نقل قنوات (BBC) و(France 24) و((CNN وغيرها لأهم ما يرد في خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، من تهديد وتحذير لدول العدوان، ومن كشف لخطط الردع الاستراتيجية الجديدة التي تحظى باهتمام ونقاش من قبل وسائل الإعلام العالمية، كذلك تصريحات أبرز القيادات الوطنية ومتابعة تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك)، كما تنقل عن قناة (المسيرة) والإعلام الحربي ووكالة (سبأ) والناطق الرسمي للجيش واللجان، الكثير من الأخبار والبيانات ومشاهد المعارك والتصريحات الرسمية.
كما تحتل أخبار ومستجدات الجيش واللجان، المساحات الأبرز من اهتمام عديد المواقع والقنوات العربية والعالمية الأخرى، مثل موقع (سبوتنك) وموقع (DW) وموقع (euronews) وقناة (الجزيرة) وموقع (العربي الجديد) المستمرة في إيراد تقارير كثيرة وبرامج وثائقية تصف وتناقش كيان الجيش واللجان والظهور والتطور، من الأفراد المقاتلين وعقيدتهم القتالية، إلى القوات والعتاد، وصولاً للقدرات البحرية والجوية والباليستية وإمكانياتهم، متتبعة أخبارهم، ومفسرة صمودهم، ومستشرفة آفاق مستقبلهم وحضورهم وحجمهم في مستقبل اليمن والمنطقة.