وضع خطة لبناء الدولة ومواصلة مشروع الرئيس الشهيد وتفعيل مجلس الشورى وأجهزة الرقابة والمحاسبة
الرئيس المشاط يدشن استراتيجية جديدة للمواجهة


حلمي الكمالي/ لا ميديا

عقب تنصيبه رئيساً للمجلس السياسي الأعلى، خلفاً للرئيس الشهيد صالح علي الصماد، باشر الرئيس مهدي المشاط تأدية مهامه بوتيرة عالية، متوعداً دول العدوان بالرد القاسي على جريمة اغتيال الشهيد الصماد، كما استهل عمله بعقد سلسلة من اللقاءات مع حكومة الإنقاذ الوطني وشخصيات قبلية وعسكرية. وتخللت اللقاءات اتخاذ إجراءات وتعيينات في بعض مؤسسات الدولة توحي بتدشين مرحلة جديدة من المواجهة.

تفعيل مؤسسات خاملة 
أصدر مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، أول قراراته، الأحد الماضي، بتعيين 32 عضواً جديداً في مجلس الشورى.
التعيينات جاءت في وقت مناسب بحسب المراقبين، خصوصاً مع الغياب الطويل لمجلس الشورى بعيداً عن المشهد، حيث لم يقم المجلس بأي دور يذكر منذ سنوات، ولم يسجل معظم أعضائه السابقين أي موقف على مستوى المواجهة، في وقت يؤكد محللون سياسيون أن تفعيل مجلس الشورى يأتي لحاجته في اللحظة الزمنية الراهنة.

رفع مستوى المواجهة
بالرغم من الإشادة الكبيرة التي يحظى بها المشاط في تفعيل مجلس الشورى، إلا أن تساؤلات الكثيرين عن أسباب عدم تفعيل مجلس الشورى في السنوات الماضية، ظلت قائمة. الباحث السياسي عبدالرحمن سلطان يؤكد في حديثه لـ(لا) أن المرحلة السابقة لم تكن تقتضي بالضرورة تفعيل مجلس الشورى، مشيراً إلى أن ذلك كان ضمن سياسة رسمها الرئيس الشهيد في نفس مستوى المواجهة التي جعلت من المشاط يفعل دور المجلس اليوم لرفع مستواها. 

انتظار نضج الشريك 
وأدار الرئيس الشهيد صالح الصماد، خلال فترة تولية رئاسة المجلس السياسي، المشهد السياسي والعسكري بحسب ما اقتضته اللحظة الوطنية، فكان بحسب شهادة العدو كما جاء على لسان الصحافة الإسرائيلية، الرجل المزعج لتحالف قوى العدوان الأمريكي.
الشهيد الرئيس من منصبه قاد المشهد السياسي والعسكري باقتدار، فكان له الفضل الأول في تعزيز العمل العسكري والمدني للمواجهة وإخماد ووأد الفتن، أبرزها فتنة ديسمبر التي استطاع بحكمة فائقة احتواءها، والحفاظ على الأمن والاستقرار، في حين يؤكد محللون سياسيون أن عمل الرئيس الشهيد صالح الصماد على مد حبل الصبر في أماكن شاغرة في الدولة، كان انتظاراً لنضج الشريك الذي كان يتهرب من حمل المسؤولية.

تعزيز الصمود 
عقد الرئيس مهدي المشاط، خلال الأسبوع الأول من توليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى، أول لقاءاته مع رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور وأعضاء في حكومة الإنقاذ الوطني، الاثنين الماضي. 
وجرى خلال اللقاء مناقشة المستجدات على الساحة الوطنية في ظل استمرار العدوان والحصار وما خلفاه من آثار كارثية على مختلف المستويات، خاصة في الجانب الإنساني.
وتطرق اللقاء إلى أولويات حكومة الإنقاذ الوطني خلال المرحلة الراهنة لتعزيز الصمود في مواجهة العدوان، والتخفيف من معاناة المواطنين، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان، والإجراءات العملية في هذا الخصوص.

استشعار المسؤولية
ووجه رئيس المجلس السياسي الأعلى حكومة الإنقاذ بسد الفراغ والشواغر في القطاع الإداري على المستوى المركزي والمحافظات، وتجاوز أية ثغرات إدارية قد تؤدي إلى عرقلة أداء الحكومة، قائلاً: (المطلوب في هذا الظرف الحساس أن يستشعر الجميع المسؤولية تجاه أوضاع المواطنين وحل مشاكلهم، وتعزيز الانضباط الوظيفي والإداري).

متابعة الأداء الحكومي
لأهمية اللقاء الذي جمع رئيس المجلس السياسي الاعلى ورئيس الحكومة، يؤكد المحلل السياسي محمد الشامي في حديثه لـ(لا) أن اللقاء يدل أن الرئيس المشاط يحرص جيداً على متابعة الأداء الحكومي والمؤسسي، ويسعى إلى معالجة المشاكل التي تقف أمامها، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة ستشهد حضوراً كبيراً لهذه القطاعات في مواجهة العدوان ومشاريعه التمزيقية.

مواصلة مشروع الرئيس الشهيد
لقاؤه رئيس الحكومة كان بداية لقاءات عدة أجراها الرئيس مهدي المشاط مع مسؤولين في الدولة وشخصيات قبلية وعسكرية خلال الأيام الأولى من توليه منصبه، حيث رأس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، الأربعاء الماضي، اجتماعاً لمحافظي المحافظات، بحضور رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور، ورئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة علي العماد، ونائب رئيس الوزراء وزير المالية الدكتور حسين مقبولي، ووزير الإدارة المحلية علي بن علي القيسي.
وفي بداية الاجتماع وجه الرئيس خطابه للحاضرين قائلاً: (نتشرف بلقائكم اليوم لنبدأ مرحلة وصفحة جديدة من النشاط والعمل والبناء ومواصلة مشروع الرئيس الشهيد، فنحن معنيون أكثر من أي وقت مضى بحشد كل الجهود ورفع الجاهزية إلى أقصى الحدود في إعادة مؤسسات الدولة إلى دورها المطلوب والمأمول الذي يريده شعبنا العزيز في كل محافظات الجمهورية، وهذا يعد أيضاً من الوفاء للرئيس الشهيد ولتضحيات شعبنا).
وأضاف: أنتم تعرفون مدى وحجم الاستهداف الذي طال الدولة في المراحل السابقة، ومستوى الترهل الذي وصلت إليه، وكذلك حجم التدمير الذي حصل لمؤسساتها من قبل العدوان الغاشم على بلدنا، ونحن معنيون اليوم بإعادة بنائها وترميمها وإعداد خطط مزمنة والالتزام بها، وهذا ما كان قد وجه به الرئيس الشهيد وزراء حكومة الإنقاذ.

تفعيل دور الرقابة والمحاسبة
وكشف الرئيس المشاط في اللقاء عن خطة يتم وضعها لتفعيل دور الرقابة والمحاسبة المصاحبة وتفعيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد.. مشيراً الى أن هذه الخطة ستكون بالشكل الذي يرضي ضمائرنا وشعبنا.

لقاءات قبلية 
الإجراءات التي اتخذها الرئيس مهدي المشاط وإعلانه مرحلة جديدة في مشروع بناء الدولة لتفعيل دورها المؤسسي، مرهون نجاحها بتعزيز التلاحم الداخلي في مواجهة العدوان، لذا جاء لقاؤه بمشائخ مديريات طوق العاصمة صنعاء، الأسبوع الماضي، في هذا الإطار، حيث تطرق اللقاء إلى دور مشائخ ووجهاء مديريات طوق صنعاء في تعزيز الاصطفاف والتلاحم الوطني وتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان ومؤامراته التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
وفي اللقاء أعرب الرئيس المشاط عن سعادته بلقاء مشائخ ووجهاء مديريات الطوق لمناقشة الأوضاع في هذه المديريات، والدور المطلوب من الجميع لمواجهة التحديات الراهنة وتعزيز اللحمة الداخلية وعوامل الصمود.

تغيير في كافة المستويات 
وأكد الرئيس مهدي المشاط أن ما بعد اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد ليس كما قبله، وعلى قوى العدوان أن تعي أن جرائمها هذه لن تمر دون حساب.
إشارة الرئيس المشاط في حديثه الى أن ما بعد اغتيال الرئيس الصماد ليس كما قبله، تؤكد أن الجريمة فتحت آفاقاً جديدة للمواجهة، وأن المرحلة القادمة ستشهد تغيراً جذرياً على كافة المستويات. وكان الرئيس المشاط علق على جريمة اغتيال الصماد أثناء تأديته اليمين الدستورية أمام أعضاء مجلس النواب، قائلاً: لتكن حرباً مفتوحة.

ضرورة اللحظة الراهنة 
سلسلة اللقاءات والإجراءات التي نفذها الرئيس مهدي المشاط، علاوة على أنها تؤكد أن مرحلة جديدة قد بدأت ضمن استراتيجية مختلفة للمواجهة، فإن المرحلة الجديدة التي تحدث عنها الرئيس المشاط، بحسب آراء المحللين، ومنهم نعمان الوائلي، تعد استكمالاً لمشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد (يد تحمي ويد تبني)، وإن تضمنت تغييراً في بعض الأطر، فهذا لا يعني أنها تسير في اتجاه آخر. وأشار الوائلي إلى أن كل مرحلة لها ظروفها، وما يجريه الرئيس المشاط هو ضرورة تتطلبها اللحظة الراهنة.

ظروف المرحلة الراهنة 
تظل مسألة السياسات شيئاً، ومسألة اللحظة المواتية شيئاً آخر، فكل مرحلة لها سياستها وأسلوب معين في إدارة الأمور، لذلك فإن أي عمل قد يتم اليوم باتجاه تفعيل أي دور لم يفعل من قبل، كالتعيينات التي أجراها الرئيس المشاط في مجلس الشورى، هي ضمن الضرورات التي تقتضيها اللحظة الراهنة، وتأتي التعيينات في مجلس الشورى في هذا الإطار، بحسب المراقبين، في حين لم تكن اللحظة الوطنية قبل عام تتطلب التعامل مع الشخصيات الخاملة في مجلس الشورى حتى ترتقي في مستوى الوعي، وهو ما انتهجه الرئيس الشهيد حينها. 

زيادة القدرة على المواجهة
ما من فرق بين الرئيس الشهيد والرئيس الجديد، فكلاهما يحملان نفس الروح في الإيمان بالقضية الوطنية والانتصار لها، إلا أن كل منعطف تاريخي له متطلباته، وتمثل جريمة اغتيال الرئيس الصماد نقطة تحول في استراتيجية المواجهة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، من شأنها تغيير المعادلة جذرياً على كافة الأصعدة، وهو ما بدا واضحاً من الإجراءات التي اتخذها الرئيس المشاط في مؤسسات الدولة، لزيادة القدرة على مواجهة العدوان، في وقت يؤكد مراقبون أن المرحلة القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت، التي ستحمل معها النصر العظيم.
وعُين مهدي المشاط رئيساً للمجلس السياسي الأعلى للدورة القادمة، وفقاً للائحة الداخلية للمجلس، خلفاً للرئيس الشهيد صالح الصماد. وكان المشاط عين عضواً في المجلس السياسي الأعلى في منتصف العام الماضي.
ويعرف مهدي المشاط (مواليد محافظة صعدة) بالسياسي المحنك، حيث كان أحد أعضاء وفد القوى الوطنية في مفاوضات الكويت في أبريل 2016، كما كان أحد أهم مهندسي اتفاق السلم والشراكة قبل بداية العدوان.