طلال سفيان/ لا ميديا

أصبح بنك الأهداف الذي يعمل من خلاله الجيش واللجان الشعبية بنكا حيويا مدروسا بدقة، وأصبح في جعبة سلاح الجو المسير أهداف دسمة أغلى، وسيكون استهدافها أكثر إيلاما للنظام السعودي وأعوانه، ولا يستبعد أن تطال العمليات المقبلة عمقا أكبر، وتكون ذات قدرة تدميرية أكبر.
لم يكن الإعلان عن عام بالستي كلاما أجوفا، وما وعد به قائد الثورة شعبه أخذ طريقه عمليا اإلى التنفيذ. فعلاً صدق الوعد، فاليوم تمتلك اليمن طائرات مسيرة، وكل يوم يعمل على تطويرها لتصل إلى مئات الكيلومترات، فبعد أن أصبحت الرياض في متناول اليد ستصبح غداً تل أبيب غير بعيدة عن مخالب صقورنا الجارحة.

بعد أيام قلائل من بدء شن تحالف العدوان بقيادة السعودية العدوان العسكري ضد اليمن ظهر الناطق العسكري باسم تحالف قوى الشر في أحد المؤتمرات الصحفية ليعلن متبجحاً منتشياً أن طيران التحالف الذي تقوده بلاده مع أمريكا استطاع تدمير 80% من القوة الصاروخية التي يمتلكها الجيش اليمني.
كان هذا المهرج يتحدث بفرح عجيب، وشاطره ذلك كل من سمع هذا الخبر من الأعداء والعملاء والخونة والمرتزقة داخل اليمن وخارجه، وطالت هذه الفرحة وجوه الحسناوات من مذيعات شاشات العدوان وقنوات الدجل الأخرى، اللاتي ارتسمت على شفاههن علامة النصر لهذا المنجز الأكبر الذي تحقق للسعودية، وظلوا يتغنون ويحتفون به لعدة أيام وكأنهم قصفوا ودمروا مفاعل ديمونا الإسرائيلي في صحراء النقب.
لم تدم فرحة أولئك الحاقدين كثيراً بعد أن جاء الدور على أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية الذين أثبتوا منذ اللحظة الأولى للعدوان جدارتهم في الدفاع عن الوطن وأهله وتفوقهم على قوى العدوان رغم بساطة الإمكانات العسكرية.
لقد كان إطلاق الصاروخ البالستي الأول هو الأصبع، حيث تم التجهيز والإعداد والتحضير وتحديد الهدف والزمان والمكان لتنفيذ أولى تلك العمليات النوعية والتي نفذها أبطال الجيش اليمني بعد 50 يوماً من العدوان، وبالتحديد في 6 يونيو 2015م، حيث أطلقت القوة الصاروخية للجيش اليمني صاروخاً بالستياً من نوع «سكود» على قاعدة خالد بن عبدالعزيز الجوية في خميس مشيط، والذي حقق هدفه بدقة عالية، فهزت هذه العملية النوعية عرش بني سعود وألحقت الهزائم النفسية بين صفوفهم.
وتواصل توجيه الصفعات والضربات الموجعة المتتالية تباعاً من قبل توشكا وأورغان ومعهما صواريخ (الصرخة) و(قاهر) و(زلزال)، وصمود أبناء اليمن للعدو السعودي. ومن هنا بدأت الحكاية البالستية، فسرعان ما كشفت القوة الصاروخية اليمنية عن صواريخ من نوع (النجم الثاقب 1 و2) (والصرخة) و(قاهر 1 و2) و(زلزال 1 و2)... وهكذا لم تقف عقول وزنود الجيش اليمني وأبطال اللجان الشعبية عند هذا الحد، بل وصل بهم الحال إلى أن قاموا بتطوير صاروخ (كروز) المجنح وتوجيهه إلى مفاعل البراكة النووي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي مطلع ديسمبر الماضي.

حفلات شواء للأعداء
تفرض العمليات المتصاعدة للطائرات بدون طيار تكتيكات جديدة على واقع المعارك على الأرض، والمتمثلة بالخسائر المتوالية والفادحة للعدوان الذي باتت تحركات قواته تتقطع وتتمزق على مدى خط الساحل الغربي وأصبحت معسكراته في مرمى الغارات الجوية للطائرات بدون طيار حتى في المناطق البعيدة عن الاشتباكات.
وكان الإعلام الحربي التابع للجيش واللجان الشعبية قد وزع، في 2 يوليو الجاري، لأول مرة، مشاهد لعمليات نفذها سلاح الجو المسير على تجمعات القوات الموالية لتحالف العدوان في الساحل الغربي, وأظهرت المشاهد إطلاق طائرة من نوع (راصد) لتتبع تجمعات تلك القوات، وبعدما تم رصد تجمع كبير لهم، أطلقت القوات الجوية طائرة (قاصف) لضرب تلك الأهداف.
وغداة نشر تلك المشاهد، أزاحت القوة الصاروخية التابعة للجيش واللجان، في 3 يوليو الجاري، الستار لأول المرة عن منصات إطلاق صواريخ باليستية من تحت الأرض. وهو تطور وضعه الجيش واللجان الشعبية في خانة تطوير القدرات الصاروخية ورفع مستوى فاعليتها في الميدان، مع ما يعنيه ذلك من توسيع الخيارات الصاروخية وعملياتها المستمرة والمتصاعدة.

أبرز عمليات سلاح الجو المسير منذ الإعلان عن دخوله في المعركة
استطاع سلاح الجو المسير اختراق كل دفاعات العدو والوصول إلى الأماكن التي بمقدوره الوصول إليها وحققت عملياته النوعية أهدافها بدقة عالية.
فمنذ الشهر الثاني لعام 2018, وحتى اليوم, كثف سلاح الجو المسير عمليات استهداف قوى الغزو ومرتزقتها على طول جبهات العدوان (داخلياً وخارجياً) ابتداءً من الساحل الغربي مروراً بعدن والجوف ومأرب ووصولاً إلى أبها والرياض السعوديتين.
9 فبراير 2018: سلاح الجو المسير ينفذ أول عملية مشتركة مع القوة الصاروخية استهدفت منظومة (باتريوت باك 3) في الساحل الغربي (المخا).
23 فبراير 2018: نفذ سلاح الجو المسير عملية مشتركة مع القوة الصاروخية استهدفت مبنى القيادة الإماراتية ومنظومة (باك 3) في محافظة مأرب.
11 أبريل 2018: قصف سلاح الجو المسير مطار أبها الدولي في عسير ما أدى إلى تعطيل المطار لساعات.
26 مايو 2018: عاود سلاح الجو المسير استهداف مطار أبها الدولي ما أدى إلى توقف الملاحية لساعات.
29 مايو 2018: سلاح الجو المسير يقصف بعدة غارات الدفاعات الجوية لقوى العدوان وغرف القيادة والسيطرة في الساحل الغربي.
وفي تصاعد ملحوظ لعمليات سلاح الجو المسير، نفذ سلاح الجو المسير 6 عمليات في 10 و16 و19 و22 يونيو، وفي 1 يوليو الجاري استهدف تجمعات وأرتال الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي.
ففي 20 يونيو نشر الإعلام الحربي لأول مرة مشاهد لعمليات رصد واستطلاع سلاح الجو المسير في الساحل الغربي.
وفي 2 يوليو 2018 نشر الإعلام الحربي مشاهد لأول مرة لرصد وقصف تجمعات الغزاة في الساحل الغربي.
وفي عملية نوعية في العمق اليمني لسلاح الجو المسير في 5 يوليو قصف بعدة غارات مقر قيادة تحالف العدوان في معسكر البريقة بعدن.
8 يوليو: استهدف سلاح الجو المسير منظومة الاتصالات العسكرية للعدو في الساحل الغربي  لليمن بغارات عدة.
16 يوليو: شن سلاح الجو المسير سلسلة غارات طالت تجمعات ومعسكرات مستحدثة لقوى العدوان في الساحل الغربي.
17 يوليو 2018: سلاح الجو المسير ينفذ هجوماً جوياً على معسكر اللبنات التابع لمرتزقة العدوان في الجوف (هذه العملية الهجومية هي الأولى من نوعها على مسرح عمليات سلاح الجو المسير في محافظة الجوف).
18 يوليو 2018: سلاح الجو المسير يكشف عن طائرة مسيرة بعيدة المدى من طراز (صماد2)، مدشناً أولى عملياتها الجوية بقصف مصفاة شركة أرامكو في العاصمة السعودية الرياض.
19 يوليو 2018: نفذ سلاح الجو المسير، هجوماً جوياً استهدف به اجتماعاً لقيادات المرتزقة في القصر الجمهوري بمأرب.

رعب سداسي الأركان
العام الرابع من المواجهة اليمنية للعدوان سيكون عام المواجهة الجوية بامتياز، حيث المؤشرات تظهر قوية على تطور نوعي طال سلاح الجو المسير، والقوة الصاروخية، ووفقا لخبراء عسكريين فإن هذه المؤشرات تقلق الكيان الصهيوني الحاضر في التحالف السعودي على اليمن منذ اليوم الأول.
ومع فشل النظامين السعودي والإماراتي في احتواء القدرات الصاروخية والجوية اليمنية، رغم أربعة أعوام من العدوان، وإعلان غرف عمليات قوى العدوان في تل أبيب وباريس ولندن وواشنطن بأن المأزق السعودي والإماراتي يتفاقم في اليمن، نقلت الصحافة الصهيونية مؤخراً عن مصدر عسكري قوله إن كيانه سيدخل الحرب على اليمن في حال ظهر سلاح كاسر للتوازن، وأتى هذا الإعلان في أعقاب كشف الإعلام الصهيوني أن سلاح الجو ربما يكون نفذ عملية جوية بطائرات (إف 35) في اليمن، بعد إعلان الجيش الصهيوني تنفيذه عمليتين جويتين بطائرة الشبح الأمريكية (إف 35) على جبهتين في المنطقة.
ولا ينفي الوكيلان السعودي والإماراتي بشكل من الأشكال مشاركة ضباط صهاينة أو استخدام أسلحة من صنع صهيوني.
ليبقى الابتكار الحربي اليمني وتوسع قواعد الاشتباك وتغير الموازين مثار حالة رعب داخل الدوائر الصهيونية من التطور النوعي والسريع للقوة الجوية اليمنية الممانعة والمقاومة لسياسة الاستسلام والخنوع لإرادة صفقة القرن.
هو الرعب القادم من السماء، فقد سبق وأن ذاق علقمه هذا الكيان الغاصب بعد أن دكت مداميكه كل من (رعد) و(فجر) و(فاتح) (صواريخ حزب الله) في تموز 2006, وحلقت فوق مستوطناته طائرات (ابابيل) في 2014 (طائرة استطلاع بدون طيار بتقنيات حديثة ابتكرها مهندس الطيران التونسي محمد الزواري والذي قام بعدها الموساد الإسرائيلي باغتياله في مدينة صفاقس وبمساعدة المخابرات البلجيكية).
وقبلها عملية ليلة الطائرات الشراعية التي نفذها أربعة نسور (فلسطينيان وسوري وتونسي) للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، في 25 نوفمبر عام 1987م، والتي أحالت (معسكر غيبور) قرب (بيت هيلال) والذي يضم الصفوة من القوات الخاصة الصهيونية, إلى جحيم.