افتتح نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية الدكتور حسين عبدالله مقبولي ومعه مدير مكتب رئاسة الجمهورية محمود عبدالقادر الجنيد اليوم بصنعاء المعرض التوعوي التسويقي الأول للإنتاج والتصنيع الغذائي المحلي الذي تنظمه جمعية الارتقاء التنموية الاجتماعية على مدى ثلاثة أيام .
وطاف مقبولي والجنيد بأروقة المعرض الذي يتضمن منتجات منتسبات الجمعية من الصناعات الخفيفة والعصائر الطبيعية المركزة والمربى الطبيعي والمكسرات والمنظفات والصابون والكريمات بالإضافة إلى أعمال الخياطة والتطريز والصناعات اليدوية والحرفية والعطورات والإكسسوارات واللوحات الفنية التشكيلية .
وفي الحفل الذي أقيم بالمناسبة تحت شعار " معاً نجعل الشدة خطوة للاكتفاء " أكد نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية أن اليمن يمتلك كافة المقومات الاقتصادية والموارد الزراعية والصناعية والكوادر البشرية لتحقيق الأمن الغذائي بسهولة ويسر ، لافتاً إلى أن حكومة الإنقاذ بدأت في وضع الدراسات والخطط المثلى في المجال الزراعي والاعتماد على منتجات المزارعين والناتج المحلي في تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتطرق إلى مايعانيه الوطن من مؤامرة وعدوان ظالم وحصار جائر وحرب اقتصادية تسعى إلى إخضاع الشعب اليمني وتحويله من منتج إلى مستهلك لمنتجات دول العدوان من خلال استهداف المنشئات الاقتصادية وقطاع الزراعة في مختلف المحافظات .
وأشار إلى أنه سيقام في منتصف شهر فبراير المقبل مؤتمر التخطيط البحثي والزراعي والاستثمار في مجال الزراعة ، مؤكداً العزم على مواجهة التحديات والصعاب والعمل على تصنيع كافة السلع المستوردة وخاصة فيما يتعلق بالزراعة .
وأشاد بجهود وأنشطة الجمعية ومنتسباتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الصناعات المحلية والمشاريع الصغيرة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الوطن وتشجيع المرأة على اكتساب المهارات التي تمكنها من تحسين المستوى الاقتصادي والمعيشي لأسرتها .
من جانبها أوضحت وزير الدولة رضية راوح أهمية هذه المعارض التسويقية للإنتاج والتصنيع الغذائي المحلي كخطوة أولى للوصول إلى الاكتفاء الذاتي الكامل ، وحثت أبناء الشعب اليمني على العودة إلى العمل الزراعي باعتباره الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني والأمن الغذائي ، لافتة إلى محاولات العدوان الغاشم ورهاناته لتركيع الشعب اليمني من خلال الورقة الاقتصادية لكن الوعي الوطني لأبناء اليمن أفشل كل هذه الرهانات والمخططات بصموده وثباته وتوجهه للزراعة وإحياء الحرف والصناعات اليدوية لخلق فرص عمل وتوفير مصدر دخل دائم .
وأشارت إلى ضرورة دعم المرأة وتمكينها اقتصادياً وتشجيعها على دخول سوق العمل والمساهمة في التنمية الاقتصادية .
فيما أشار وكيل أول وزارة الصناعة والتجارة محمد الهاشمي إلى الخطوة البناءة التي تبنتها جمعية الارتقاء ، مؤكداً دعم الوزارة لكل الجهات التي تسعى إلى مثل هذه الأعمال التي تسهم في تنمية الاقتصاد ، منوهاً إلى جهود حكومة الإنقاذ الوطني في تحقيق الاكتفاء الذاتي .
ودعا الهاشمي المنظمات الدولية إلى تحمل مسئوليتها وتحويل إمكانياتها وأموالها إلى المشاريع المدرة للدخل وتنمية المجتمع المحلي من خلال توفير فرص العمل لأبنائه ، وحث أصحاب المشاريع الصغيرة على تسجيل مشاريعهم لدى الوزارة للاستفادة من الخدمات والرؤى والدراسات السابقة في هذا القطاع والبدء من حيث انتهى الآخرون لتحقيق الفائدة المرجوة من هذه المشاريع .
ولفت وكيل وزارة الصناعة إلى أهمية التنسيق بين الجهات المعنية في الدولة ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق الاكتفاء الذاتي داخل البلد وتفعيل دورها في خدمة المجتمع ، داعياً إلى المشاركة والتسجيل في المعرض اليمني الثالث للاختراعات الذي ستنظمه الوزارة خلال الفترة المقبلة .
بدوره أشاد وكيل أمانة العاصمة لقطاع الخدمات علي السقاف باهتمام الجمعية بالمرأة وتأهيلها وتدريبها وكذا استهدافها لأسر الشهداء والنازحين والأسر المعدمة في برامجها ومشاريعها ، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود لرعاية النازحين و أسر الشهداء والجرحى وتنمية قدراتها وتعزيز مهاراتها للتوجه إلى الصناعات الصغيرة والمشاريع المدرة للدخل . 
وقال السقاف : "لابد أن نجعل المحن والتحديات التي يواجهها شعبنا جراء العدوان الغاشم سلماً للنجاح والصناعة فمثلما نجحت القوة الصاروخية والمدفعية في التصنيع بالتأكيد ستنجح الصناعات المحلية البديلة في المجالات الأخرى " .
من جهتها استعرضت أمين عام جمعية الارتقاء آمال إسحاق دور التنمية الاقتصادية في نهضة المجتمعات وتطورها واكتفائها ، مبينة ضرورة رفع الوعي في أوساط المجتمع بأهمية الإنتاج والتصنيع المحلي ودعمه من قبل المستهلكين .
وأوضحت أن المعرض يأتي ضمن أنشطة الجمعية وجهودها الذاتية التي تهدف إلى تحسين المستوى المعيشي للمرأة وإشراكها في سوق العمل باعتبارها شريكاً أساسياً في العملية التنموية وصولاً إلى اكتفائها الذاتي والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني .
وأشارت إلى استهداف العدوان السعودي للبنية التحتية والمصانع والمنشئات الاقتصادية وكل مقومات الحياة في اليمن الأمر الذي يحتم على الجميع استشعار المسئولية والتعاون والتنسيق لمواجهة هذا العدوان وتداعياته من خلال تشجيع وتأهيل ودعم الأيادي العاملة في مجالات الزراعة والصناعة والإنتاج المحلي .
تخلل الحفل قصيدة شعرية بعنوان " البلدة الطيبة " للشاعر مصطفى المحضار ، وفيلم ثائقي حول بعض الأغذية والمنتجات المستوردة التي تسبب الأمراض المختلفة جراء استخدام المواد السامة والمسرطنة بغرض تخفيض سعر التكلفة وزيادة الإنتاج وكذا الدراسات التي أجريت حول الأثر الصحي الناتج عن استخدام المواد المعدلة وراثياً .
حضر افتتاح المعرض عضو مجلس الشورى فاطمة محمد ووكيل وزارة الإدارة المحلية حليمة جحاف ورئيس الجهاز المركزي للإحصاء أحمد إسحاق ورئيس الهيئة العامة للبحوث الزراعية الدكتور منصور العاقل ووكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أمة الرزاق جحاف وعدد من المسئولين في الجهات ذات العلاقة